حققت الأخبار انتصارا صحفيا ساحقا خلال الأيام الماضية.. ففي رأيي ان إنقاذ برئ من الحبس هو من أهم الخبطات الصحفية التي لا يوازيها انتصار صحفي آخر. فقد استطاع الزميل الصحفي المتميز جمال حسين أن ينقذ بائع لب من الحبس وغرامة تقترب من المليون جنيه بعد إدانته بجريمة لم يرتكبها. انفراد جمال بنشر تفاصيل هذه القصة المأساوية وحماس الأستاذ ياسر رزق رئيس تحرير الأخبار لتسليط الضوء علي المواطن البسيط كانا وراء رفع الظلم عن الشاب المسكين محمد سويلم. ولم تمض أيام حتي كشفت الاخبار عن طريق محررها المجتهد جودت عيد بريئا آخر دخل السجن في جريمة لا يعلم عنها شيئا بعد ان اتهمه مهندس زراعة بتبوير أرض مساحتها 144 مترا وبالفعل تم حبسه وتغريمه عشرة آلاف جنيه واستطاع حمام نابه ان يثبت ان الارض ليست ملكه ولم يقم بتبويرها. ويبدو أننا سنكتشف كل يوم بريئا القي وراء القضبان دون ذنب.. والسؤال الذي أتمني الاجابة عنه؟.. من يعوض البريء عن سنوات أو أيام أو حتي ساعات حبسه؟.. لقد تدخل قدري أبوحسين محافظ حلوان لإنقاذ بائع اللب من وراء القضبان بعد النشر في الاخبار ولكن كم مظلوم لم يستطع ان يصل الي وسائل الاعلام. ولم نعرف ايضا ما هو جزاء مهندس الحي الذي قام باجراءات ضد بائع اللب ولم يتحقق اذا كان مالكا للعقار الذي تم تعليته أم لا. ما هي العقوبات التي نالت كل من شارك في ظلم المواطن وما هي التعويضات التي حصل عليها بائع اللب بعد الحبس وقرار الغرامة الذي كان كالكارثة في وقعها علي بائع لب. الحالتان صارا عنوانا للظلم فلا بائع اللب يمتلك العقار الذي عوقب بسببه ولا المتهم بتبوير الارض الزراعية يمتلك الارض التي عوقب بسببها بالحبس. قد لا يتخيل أحد المهانة والظلم الذي يتعرض له المتهم حتي تثبت براءته او إدانته من تعنت لاجهزة الحي ثم عرض علي أجهزة الأمن واستجوابه ثم تحقيقات النيابة ثم المحاكمة ثم الطامة الكبري بدخول بوابات السجن وفي هذه الدورة التي تمتهن وتهان كرامة المتهم خاصة لو كان بريئا. حتي تكتمل منظومة العدالة يجب ان توضع القوانين والتشريعات التي تعاقب كل من بينهم بريئا او يخطئ في التحقيقات التي تدين أو ل من كان جزءا في ظلم برئ. تحية لجريدتي العريقة جريدة الاخبار التي حققت هذا الانتصار الصحفي وتحية من القلب لرئيس التحرير المتميز ياسر رزق.