هل مازلتم تذكرون هذه النزعة التي قال بها اليمين المتطرف يوم صعد الي الحكم في أمريكا في مطلع هذه الالفية الجديدة، ومعها صعد الي الحكم ايضاً »شارون« في إسرائيل، ورأينا هذه التحالف المستفز لكي تركع امتنا العربية وتنتهي القضية الجوهرية لنضالنا وكفاحنا عبر السنين، هل تذكرونه »جورج بوش« ومعه »كوندا - رايس«، و »ديك تشيني« وهم يحملون في قلوبهم فكرة واحدة، يستمدونها من أصولية واضحة وكتابات لمفكرين متعصبين علي رأسها مؤلف صدام الحضارات، هل تذكرون عبارة إنها »حرب صليبية جديدة« قالها بوش الابن الذي باع مذكراته الركيكة ضعيفة الافق بملايين الدولارات ليكسب من بترول العرب ومن دمائهم ومن ذكرياته عن ذلك. لقد اهتز العالم ولم يهدأ له روع ولم تستقر له حال منذ صعود هذه النحلة الي حكم العالم ودفعوا بالعولمة شعاراً وبالاقتصاد الحر المفتوح ديدناً وبالفوضي الخلاقة طريقاً لهدم الشعوب التي سوف تقهرها الأدوات المعدة سلفاً لجعلهم عبرة لمن يعتبر، فقد جاءت أحداث سبتمبر مبرراً معقولاً لابتداء العدوان الفعلي علي ثقافة وتراث شعوب المنطقة وإذابة كل ما كان صلباً ومتماسكاً وقوياً في وجه التدخلات الاجنبية، كان ذلك مقدمة سنحت في غفلة من الجميع في المنطقة العربية من المحيط إلي الخليج، وأخذ »بوش الابن« وعصابته يعدون العدة لضرب ما يسمونهم الشياطين، مثلث الشر والذي كان في ضميرهم المكتوم مربعاً أو مخمساً أو مسدساً.. بل كان العالم العربي جميعاً، وكان البنك الدولي في الطرف الآخر يعد العدة للضغط المتواصل حتي يتم تفكيك البني الاقتصادية الراسخة لشعوب المنطقة. جاء السلاح يسعي حثيثاً لضرب أهم مواطن القوة في هذه الامة العربية وأهدار ثرواتها التي تخيفهم وتهدد مستقبلهم، وبدأوا بالبترول فكرة وبدأوا بالعراق عملياً ثم انقضوا عليه فدمروه تدميراً وجعلوا من قيادته عبرة أمام أعين كل المسلمين في شتي بقاع الأرض، ذلك فجر الاضحي الذي كان من أشد الايام قسوة علي المسلمين ومشاعرهم، الم يقل قائدهم بانها حرب صليبية جديدة، ولم يستح من أية قوانين أو أعراف، لقد كانت النهاية المروعة لمرحلة تاريخية تماسك العرب فيها طويلاً وكانت قوتهم تكمن في الإدارة التي قاومت بصلابة كل محاولات الفتنة والقسمة والتخريب بين ديارهم، برغم المشكلات الكثيرة والكبيرة، إنما كانت سهلة ويسيرة امام هذا الطوفان الذي جاء وجاء بعدته وعتاده، وأفكاره الخبيثة للقضاء علي كل ما نملك من تاريخ وكل ما نملك من قيم وأخلاق وثروات مادية وكنوز روحية، انها حقاً كانت المقدمات وها هي ذي النتائج تتوالي، القضية الفلسطينية ماثلة أمام محكمة عنصرية وقمة تتداولها حتي اليوم ايد ملوثة ونفوس خاطئة كاذبة، والعراق يرزح تحت نير احتلال مفضوح لا يخفي علي أحد والقدس تهود علانية بغير حياء، فاجرة هي الالة التي تعمل ليل نهار للتدمير والتخريب.. وتحولت قوي العالم الخائرة الي بيانات شاجبة.. شاحبة لا تنم الا عن ضعف غير مسبوق في قوي كانت تساند قضيتنا فأصبحت هي الان تحتاج إلي المساندة، بل تنهار هي الاخري بنفس الفكرة وذات المخطط. وتتوالي النتائج فتتفتت البلدان العربية، وتهتز البلاد المستقرة تحت وطأة الضغط المتواصل من ادوات البغي وعلي رأسها البنك الدولي والمساعدات وغيرها، وتثور الشعوب بسبب نتائج العولمة الاقتصادية فالبطالة وتضخم ثروات حفنة قليلة تحتمي بالسلطة، ثم تزاوج المال والسلطة.. وهكذا بدأت آيات الفوضي الخلاقة تضرب كل ماهو باق لنا من حياتنا والنار التي تشتعل ولم تمتد إذا ما وجدت حطباً هل هي نار أم انها تدار من بعيد مثل الفكرة التي اشعلتها، تذكروا جيداً كل ما ذكرتكم به، لعل الذكري تنفع في الايام المقبلة.