جامعة بنها ضمن أفضل 50 جامعة على مستوى العالم تحقيقا لهدف الطاقة النظيفة    "الرقابة النووية": نمتلك أجهزة رصد تعمل على مدار 24 ساعة لضمان سلامة المواطنين    نسبة خصم المصروفات المدرسية لأبناء العاملين بالتربية والتعليم 2026    إدراج 27 جامعة مصرية ضمن أفضل الجامعات العالمية ضمن تصنيف «U.S. News» ل2025–2026    الإسكان: اليوم ..آخر فرصة لسداد مقدم جدية حجز في "سكن لكل المصريين7"    وزير الاتصالات: تشجيع الاستثمار فى خدمات التعهيد لتعظيم الصادرات الرقمية    يوم حاسم في تاريخ الذهب .. ترقب في الأسواق لاجتماع الفيدرالي | فيديو    بدء اجتماع مجلس الوزراء برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي    تراجع جماعى لمؤشرات البورصة في مستهل تعاملات اليوم    شركة VXI الأمريكية للتعهيد تستهدف زيادة استثماراتها بمصر إلى 135 مليون دولار    توقيع مذكرة تفاهم بين اتحاد الغرف السياحية وسياحة حلوان لتأهيل الخريجين    وزيرا خارجيتي العراق وفرنسا يبحثان الأوضاع الإقليمية والحرب الإسرائيلية الإيرانية    رئيس الطاقة الذرية الإيراني: المنشآت النووية بحالة جيدة رغم الهجمات الإسرائيلية    تعرف على جدول مباريات مانشستر سيتى فى الدورى الإنجليزى موسم 2025 - 26    الأمم المتحدة : الوقود في غزة ينفد ما يؤدي إلى انهيار شرايين الحياة الأساسية    موعد مباراة ريال مدريد والهلال في كأس العالم للأندية.. والقنوات الناقلة    رسالة من حسين الشحات بعد تعرضه للانتقادات    "شرط غير قانوني".. مفاجأة مدوية حول فشل انتقال زيزو ل نيوم السعودي    حقيقة العروض الأمريكية لوسام أبو علي    تفاصيل مصرع فتاة سقطت من الطابق العاشر بالدقهلية    «شبورة ونشاط رياح».. تفاصيل حالة الطقس حتى الإثنين المقبل    تراجع الحرارة ونشاط رياح.. الأرصاد تُعلن طقس الساعات المقبلة    محافظ أسوان ومدير صندوق مكافحة الإدمان يتفقدان مركز العزيمة العالمي    بدء جلسة محاكمة شركاء "سفاح الإسكندرية" ووصول المتهمين إلى المحكمة    تركيب رادارات ولوحات إرشادية لتقنين السرعات بطريق دائرى المنصورة    حبس معلمة 4 أيام بتهمة محاولة تسريب امتحان ثانوية عامة بالشرقية    قصور الثقافة تحتفي بالفائزين في مسابقتي "مصر ترسم" و"مصر تقرأ"| صور    مش بس نور الشريف.. حافظ أمين عاش بمنزل السيدة زينب المنهار بالدور الأرضى    دور العرض تستقبل 4 أفلام جديدة الشهر المقبل للمنافسة في موسم صيف 2025    سعد هنداوي: "فات الميعاد" تجربة مختلفة صنعتها الكتابة الصادقة.. خاص    أمين الفتوى: الأمانات بين الناس لا تسقط بالوفاة ويجب أداؤها لأصحابها أو لورثتهم    قوافل طبية وندوات جامعية لمواجهة التحديات السكانية في محافظة قنا    توقيع الكشف الطبي والعلاجي المجاني ل 1000 مواطن في قافلة طبية بأسوان    الصحة: علاج أكثر من 18 مليون حالة على نفقة الدولة خلال 5 سنوات    بقيمة 5 ملايين جنيه.. «الداخلية» توجه ضربات أمنية لمافيا الاتجار في الدولار    محافظ دمياط يناقش ملف منظومة التأمين الصحى الشامل تمهيدا لانطلاقها    تنفيذ 9264 عملية عيون للمرضى غير القادرين بأسوان    رئيس جامعة أسيوط يترأس اجتماع مركز استشارات الحاسبات لبحث تطوير الخدمات الرقمية    جامعة قناة السويس تطلق الدورة العاشرة في الاستراتيجية والأمن القومي    الأفضل بكأس العالم للأندية.. الشناوي يزاحم نجوم بايرن ميونخ في قائمة    المعركة بدأت.. ومفاجأة كبرى للعالم| إيران تعلن تصعيد جديد ضد إسرائيل    ترامب يجتمع بكبار المستشارين العسكريين لبحث تطورات الصراع الإسرائيلي الإيراني    السلطات الإيرانية تمدد إغلاق الأجواء في البلاد    الإيجار القديم.. خالد أبو بكر: طرد المستأجرين بعد 7 سنوات ظلم كبير    تياجو سيلفا: فلومينينسي استحق أكثر من التعادل ضد دورتموند.. وفخور بما قدمناه    مؤتمر إنزاجي: حاولنا التأقلم مع الطقس قبل مواجهة ريال مدريد.. ولاعبو الهلال فاقوا توقعاتي    مينا مسعود: السقا نمبر وان في الأكشن بالنسبة لي مش توم كروز (فيديو)    أطفال الغربية تتوافد لقصر ثقافة الطفل بطنطا للمشاركة في الأنشطة الصيفية    جاكلين عازر تهنئ الأنبا إيلاريون بمناسبة تجليسه أسقفا لإيبارشية البحيرة    نجم سموحة: الأهلي شرف مصر في كأس العالم للأندية وكان قادرًا على الفوز أمام إنتر ميامي    جدال مع زميل عمل.. حظ برج الدلو اليوم 18 يونيو    تجنب التسرع والانفعال.. حظ برج القوس اليوم 18 يونيو    ألونسو: مواجهة الهلال صعبة.. وريال مدريد مرشح للتتويج باللقب    الشيخ أحمد البهى يحذر من شر التريند: قسّم الناس بسبب حب الظهور (فيديو)    الأبيدى: الإمامان الشافعى والجوزى بكيا من ذنوبهما.. فماذا نقول نحن؟    اللواء نصر سالم: الحرب الحديثة تغيرت أدواتها لكن يبقى العقل هو السيد    فضل صيام رأس السنة الهجرية 2025.. الإفتاء توضح الحكم والدعاء المستحب لبداية العام الجديد    الشيخ خالد الجندي يروي قصة بليغة عن مصير من ينسى الدين: "الموت لا ينتظر أحدًا"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خراف شارون التي تأكل لحم الفلسطينيين .. يوسف القعيد
نشر في المصريون يوم 28 - 06 - 2005

أكثر ما نسمعه في القاهرة الآن هو التصريحات الصحفية للمسؤولين. التي أصبحت أكثر من الأرز. وربما كان ذلك من الأمور الطبيعية نظراً لحالة الغليان والانفلات في مصر الراهنة. ولكن الجديد هذه الأيام هو حجم التكذيبات التي تجري فوراً لمثل هذه التصريحات. ولأننا في هذا الجزء من العالم نؤمن بنظرية المؤامرة في التاريخ. لذلك أصبحنا نسمي هذه الحكاية المكررة والمعادة. إنها بالونات اختبار لفكرة معينة. أو قرار أوشك علي الصدور. وبالونات الاختبار مسألة تبدأ من العلوم البحتة. وتصل إلي مشارف العمل العام. لكن بالونات الاختبار في العمل السياسي قصة أخري. عندما أعلن الدكتور أحمد نظيف في فترة سابقة أن السيد جمال مبارك هو أصلح من يتولي حكم مصر. وكانت هناك ردود الأفعال مما دفع رئيس الوزراء أن يطلب من الناطق الرسمي لمجلس الوزراء الدكتور فتحي راضي. لا أن يكذب الكلام بالطريقة التقليدية. ولكن القول إنه حدثت مشاكل في ترجمة الحديث إلي اللغة العربية. السفير سليمان عواد الناطق الرسمي لرئاسة الجمهورية. وهو المسؤول الذي سبق توليه مهام عمله حملة صحفية من العيار الثقيل كنت أعرف من الذي يقف وراءها من كبار المسؤولين المصريين. وعندما رأيت سليمان عواد علي الطبيعة لأول مرة كان ذلك في افتتاح مؤتمر الإصلاح العربي في مكتبة الإسكندرية. وقبيل دخول الرئيس مبارك إلي القاعة، وعندما كان الدكتور زكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية ومعه الدكتور إسماعيل سراج مدير المكتبة. يلقيان نظرة أخيرة علي المكان قبل دخول الرئيس مبارك. وهي نظرة شاملة. فيها جزء أمني وجزء بروتوكولي. وربما سياسي أيضاً. دخل سليمان عواد إلي القاعة. ولم يصافح أحداً من رجال الدولة المصرية العليا سوي علي الدين هلال وأحمد جويلي. ولم تكن مصافحة بروتوكولية بل فيها حرارة القبلات والعناق. وهي مصافحة قدمت لي سليمان عواد بطريقة صحيحة. وأدركت السر في الحملات غير العادية الموجهة ضده حتي قبل أن يتسلم عمله. سليمان عواد قال لصحيفة الجارديان البريطانية. ومن يعرف مصر لا بد وأن يدرك جيداً أن سليمان عواد لا يملك الإدلاء بالتصريحات الصحفية. لصحيفة مثل الجارديان دون أن يكون هناك إذن بذلك. ربما من الرئيس شخصياً. لنتكلم عن الحريات والديمقراطية والذي منه. ولكن إزاء مصالح الدولة العليا. لابد من أخذ الأمور بأكبر قدر من الجدية الكاملة. قال سليمان عواد أمرين: الأول أن نائب الرئيس القادم في مصر سيكون مدنياً. والثاني: أن الرئيس مبارك قرر أن يرشح نفسه لولاية رئاسة خامسة. وكالعادة بدأت الدراسات والتحليلات والمقالات. وقبل أن تكتمل الدائرة. إذ بسليمان عواد يسحب كلامه. وكالعادة لم ينف أنه قال هذا الكلام. ولكن شماعة الترجمة كانت جاهزة - كالعادة - لكي تعلق عليها التهمة. كتبوا وقالوا ومن النائب المدني للرئيس مبارك. هل سيكون جمال مبارك؟ أم أنه قد يكون أحمد نظيف حتي يشكل فاصلاً بين مبارك الأب ومبارك الإبن؟ فمصر ليست سوريا. ولابد من شطب كلمة التوريث من القاموس السياسي المصري الراهن. خاصة أن زيارة نظيف لأمريكا توجت بحالة تفهم وتعاطف معه. وصل إلي حدود الحب. ولكن هناك من تساءل: أليس من المتصور أن يكون الكلام عن تعيين نائب مدني للرئيس المقصود به زيارة المسؤولة الأمريكية التي قضت في مصر عشر ساعات فقط. جري الاستعداد لها بصورة لم تحدث من قبل. ولا حتي لزيارات رؤساء أمريكا. بل أنه قيل عن هذه الزيارة أنها سيكون لها ما قبلها وما بعدها. حتي عندما استقال أحدهم في مجتمع لا يعرف ثقافة الاستقالة. قال البعض إن المسألة لا تزيد عن إعداد المسرح لزيارة الوزيرة الدكتورة. لا أقصد الوزيرة الدكتاتورة كما وصفها أحمد رجب في بابه الصغير مساحة والكبير معني. نص كلمة ، أمور كثيرة حدثت قبل زيارة الساعات العشر وخلالها. الوزيرة الدكتاتورة قابلت الرئيس مبارك في شرم الشيخ الساعة الثامنة إلا ربع صباحاً. ولم أعرف من المسؤول عن كل هذا التبكير في الموعد؟ هل هو الجانب المصري أم الأمريكي؟ كان ضمن الوفد المرافق لها سفير أمريكا السابق في مصر، وسفير أمريكا في إسرائيل السابق أيضاً. وقد لاحظ الذين غطوا هذه الزيارة أنه قبل مصطفي الفقي بحرارة لم يتعود عليها الأمريكان خاصة اليهود منهم. وعندما رفعت صور الرئيس مبارك من الميادين العامة. خاصة تلك المصحوبة بكلمات شديدة الفجاجة مثل الشعار الذي كان مرفوعاً في مدخل المعادي. ويقول إنه حتي الأجنة في بطون أمهاتها تؤكد انتخاب مبارك رئيساً لمصر مدي الحياة. أو شعار: مبارك أو الخراب. كل هذه الشعارات رفعت من أماكنها فقيل أن الرفع سببه زيارة كونداليزا رايس. حتي مفاوضات الحكومة مع حزب العمل. التي لم تحدث من سنوات مضت. واشترطت الدولة علي إبراهيم شكري فصل كل من يمت بصلة لآل حسين من الحزب. وبالذات مجدي أحمد حسين. وقد فصل مجدي فعلاً. ودخل الحزب في نفق الانشقاقات والصراعات التي قد لا يخرج منها أبداً. المهم أن هذه الخطوة قيل أنها كانت من بركات الزيارة الميمونة. عن الإخوان قالت رايس أنها لن تلتقي بهم خلال زيارتها لمصر. وكذلك لم تلتق بحركة كفاية، لأنها لا تقابل حركات خارجة علي القانون. فهي تحترم القانون والشرعية. بالنسبة للإخوان هل تحتاج أمريكا لمثل هذه اللقاءات؟ واللقاءات السرية علي ودنه سواء داخل مصر أو خارجها. لكن الإخوان تدارسوا الموقف ويعدون الآن لمظاهرة المليون مصري وربما كان هدف المظاهرة الحصول علي الاعتراف بشرعية العمل العلني في مصر الآن. باعتبار أن كل الأمور الأخري مؤجلة. وعن نفسي أتصور أن الإخوان هم الذين سيحصدون ثمرة العمل الإسلامي في مصر وليس أي فصيل إسلامي آخر. زيارة رايس تضمنت محاضرة ألقتها في الجامعة الأمريكية في القاهرة. وصفت نفسها في المحاضرة بأنها أكاديمية وهكذا قدمت أيضاً. فالوزيرة الآنسة حاصلة علي درجة الدكتوراه. والمحاضرة استمرت ساعة واستمع إليها 1200 مدعو من الأكاديميين والإعلاميين ورجال المجتمع المدني والسفراء العرب الأجانب لدي مصر. وقد لاحظ من استمعوا إلي المحاضرة والمؤتمر الصحفي ولقائها مع المثقفين أنها كانت تحافظ علي هدوئها ودبلوماسيتها وأنها ابتعدت قدر الإمكان عن الإجابات المستفزة التي اشتهرت بها عادة، لكن معظم جملها بدأت ب يجب أن وينبغي أن وهي كلمات لها طابع الإملاء علي الإدارة المصرية أكثر من الرجاء منها. وإن كان هناك أطراف أخري وصفت كلام رايس بالفظاظة والخشونة والتدخل في أدق تفاصيل الحياة اليومية. وحتي المظاهرة الأولي التي قامت بعد زيارتها في دوران شبرا. ولوحظ غياب قوات الأمن المركزي بملابسها السوداء. وقوات مكافحة الشغب التي يكون الهدف من حضورها إخافة الناس قبل ضربهم. قيل أن هذا الغياب سببه ما اشترطته كونداليزا رايس علي الإدارة المصرية ألا تتعامل بهذه الطريقة مع المظاهرات التي هي حق للمتظاهرين. ولكن من باب إثبات كذب الإدارة الأمريكية. أن المظاهرات التي دبرت وخطط لها لكي تعلن عن رفض زيارة كونداليزا رايس للقاهرة كانت في أضيق الحدود. أيضاً عندما كانت مظاهرة دوران شبرا تمشي دون اعتراض من أحد اللهم إلا بعض رجال الحزب الوطني وفتواته. حاولوا إثبات أنهم يواجهون مظاهرة بمظاهرة. ولم تحدث اشتباكات. لكن في نفس الوقت كانت هناك عملية تدمير لأماكن عامة كثيرة في حي السيدة زينب انتقاماً من الأهالي. وعندما نعرف أن دائرة السيدة زينب هي دائرة الدكتور فتحي سرور رئيس مجلس الشعب سنعرف أن هذا الضرب يتم علي طريقة اضرب المربوط يخاف السايب. نعود إلي كونداليزا. فقد أكدت علي سيادة القانون. لم يسألها أحد الحاضرين عن سيادة القانون في سجن أبوغريب. وسيادة القانون في غوانتانمو. وسيادة القانون في العراق وأفغانستان وفلسطين. وتحدثت عن ضرورة إن لم يكن حتمية شفافية الانتخابات القادمة. لم يتحدث أحد عن السيادة الوطنية ولم يقل أحد أن ذلك يعد تدخلاً شاذاً في شؤون الحياة المصرية الداخلية. رايس استبعدت توقيع أي عقوبات علي مصر في الوقت الراهن. في حالة عدم خروج الانتخابات بالشكل الأمثل وقد اعتبرت المعارضة أن قول هذا الكلام في القاهرة هو بمثابة ضوء أخضر للدولة المصرية في أن تفعل ما تشاء. المعارضة نسيت أو تناست أن هذا الكلام يتناقض مع السيادة الوطنية علي مصر. وأكدت عدم المساس بالمعونة الأمريكية لمصر سواء في شقيها المدني أو العسكري. لأن مصر تلعب دوراً هاماً في الحرب ضد الإرهاب كما أن تغيير شكل المعونة في الوقت الراهن لن يفيد الوضع في مصر. في الخلفية التاريخية أشارت رايس إلي تجربة محمد علي الذي أسس أول دولة عصرية في المنطقة. ثم مرت علي تجربة الوفد وقفزت إلي السادات الذي قاد الطريق إلي الأمام في الشرق الأوسط صانعاً السلام مع إسرائيل. حتي ديمقراطية أمريكا لها طابع انتقائي. فقد تجاهلت أحمد عرابي ومصطفي كامل ومن قبلهم ومن بعدهم جمال عبدالناصر. لا يذهب بال القاريء إلي أنني حضرت أياً من فعاليات زيارة رايس لمصر. لم توجه إليّ الدعوة. ولا توجه إليّ أي دعوات من السفارة الأمريكية. ولو وجهت لن أذهب. أما الذين قابلوها وعددهم ثلاثة عشر، ثلاث من النساء وعشرة من الرجال. فقد تولت السفارة الأمريكية في القاهرة اختيارهم وتوجيه الدعوة لهم. وعندما تم الاعتراض علي هذا السلوك في وسائل الإعلام المصرية. خرج من يقول أن مبارك نفسه يفعل هذا عندما يزور أمريكا. ويقابل رموز المعارضة الأمريكية. ولا يعترض أحد علي ذلك. طلبت السفارة من الذين تم اختيارهم لمقابلتها أن يكونوا هناك قبل الموعد بساعتين ونصف. إلا بعد هذا الوقت أكثر من طويل؟! وأن يحمل كل واحد منهم صورة معه. لا تفهم حكاية الصورة هذه. ما داموا قد تم اختيارهم من قبل القيادة الأمريكية. فلماذا هذه الإجراءات؟ أما ما سمعته عن تفتيش ذاتي تم معهم قبل مقابلتها. فلست متأكداً أن كان هذا قد جري فعلاً أم لا؟ وإن كان قد جري. فالأكرم كان الاعتذار عن اللقاء. الذين تابعوا الزيارة وصفوها بأنه استعراض المرأة الوحيدة في مصر. وقالوا أنه كان هناك حرص من جانب الآنسة الأمريكية علي عدم إحراج الحكومة المصرية خلال الزيارة. خاصة في التصريحات الصحفية التي أدلت بها. خاصة أن هذه الزيارة سبقتها زيارات سرية من القاهرة إلي واشنطن لتهدئة الأمور والاتفاق علي ما يمكن الاتفاق عليه. علي أنه يقال في القاهرة أن كل التصريحات التي أعلنت خلال الزيارة لا تعبر عما جري خلالها. قيل أن الهدف المعلن لا يمت بأي صلة لسبب الزيارة. فقد جاءت رايس إلي القاهرة لإنقاذ عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية. بعد تهديد مصر الانسحاب من العملية. لأنها وضعت العديد من الشروط. قبل دخولها في الموضوع مثل شطب البنود العسكرية من كامب ديفيد. وأنا أشك في هذا الكلام لأن الحكومة المصرية الحالية لا تشجع تعديل أو تبديل أياً كان لكامب ديفيد. لأن فتح مثل هذا الباب قد يسبب للحكومة المصرية العديد من المتاعب. لأنه يمكن أن تنشأ حركة عامة في مصر تطالب بإلغاء المعاهدة نهائياً. وليس مجرد تعديلها. وقد يصل الأمر إلي حدود الصدام بين الحكومة والشعب. أو من بعض فصائله. لكن العلاقة مع إسرائيل كانت في صلب الزيارة. لأن شيمون بيريز جاء إلي القاهرة في وقت متواقت معها. وكل ما عرفناه أنه التقي بالرئيس مبارك وتباحث معه في قضية السلام الفلسطيني الإسرائيلي. لكن الذي لم نعرفه في مصر أن بيريز جاء باعتباره رئيساً لوفد إعلامي إسرائيلي علي أعلي مستوي أجري العديد من اللقاءات الإعلامية التليفزيونية والإذاعية والصحفية مع الرئيس مبارك. أعلن فيها ما لم يعلنه من قبل. قال الرئيس مبارك في حديث للتليفزيون الإسرائيلي: سأرشح نفسي للرئاسة في الوقت المناسب. أنتظر الإجراءات القانونية ومراجعة المحكمة الدستورية لإجراءات الترشيح. لم أتخذ قرار تعديل الدستور بضغوط أمريكية وكنت سأعلنه في فبراير سنة 2004. طبعاً لن أذكرك بما قاله سليمان عواد أن الرئيس قرر ترشيح نفسه ثم عودته لتكذيب ما قاله. الرئيس قال في تبرير قراره بترشيح نفسه أن الكثيرين يتحدثون له ويشعرون بالقلق الشديد لأنه لم يتخذ قراراً حتي الآن. أيضاً أكد الرئيس في حديث مع صحيفة يديعوت أحرنوت أن أجهزة الأمن المصرية كشفت خلية إرهابية في شبه جزيرة سيناء وقتلت اثنين من عناصرها وألقت القبض علي اثنين آخرين. وكان بحوزة الخلية أسلحة وذخائر
وتمكنت قوات الأمن التي اشتبكت معها من قتل عنصرين وإلقاء القبض علي عنصرين. وأضاف الرئيس ليس لنا مصلحة في أن يقع الإسرائيليون ضحية الاعتداءات ونحن نبذل ما في وسعنا لمنع الهجمات الإرهابية. كذلك كشف الرئيس مبارك لصحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية أنه سيزور الدولة العبرية في أعقاب الانتخابات التي ستجري في مصر في منتصف سبتمبر المقبل. وذكرت الصحيفة أن مبارك أدلي بهذا التصريح لها في أعقاب مؤتمر صحفي مع نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي شيمون بيريز في منتجع شرم الشيخ. وقال مبارك أن رئيس الوزراء الإسرائيلي أيرييل شارون دعاه لزيارته في مزرعته في النقب وليس إلي القدس. وأوضح الجانبان المصري والإسرائيلي أن الاتفاق علي نشر القوات المصرية علي طول ممر فلاديلفيا يمكن أن يتحقق خلال الأيام القليلة وقال بيريز إن الجانبين قريبين للغاية. وقال مبارك نحن علي استعداد لإرسال قوات من بداية يوليو. وأضاف أن بلاده تستطيع توفير القوات خلال يومين إلي ثلاثة أيام من التوصل للاتفاق. وقال أنه تلقي رسالة من وزير الدفاع الإسرائيلي شاؤول موفاز منذ يومين تحدد خطة إسرائيل في شأن هذا الموضوع. وحسب تسريبات الصحافة الإسرائيلة فإن الرئيس مبارك أشار إلي الخراف الثمينة في مزرعة شارون. وكأنه يلمح إلي إمكانية تبادل الخبرات في مجال التنمية الريفية. أيضاً ادعي الصهاينة أن عدداً كبيراً من الخبراء المصريين المرشحون لزيارة إسرائيل حالياً أكثرهم متخصصون في تنمية الثروة الحيوانية. وقالوا إن الرئيس مبارك في كلمته العابرة عن خراف شارون الثمينة لم يكن يقول كلمات عابرة لكنه كان يشير للرأي العام الإسرائيلي إلي موضوع غاية في الأهمية. لكن كلام الرئيس مبارك كان يستلزم عرض مشاركة قوات مصرية في حفظ السلام حتي علي الحدود مع فلسطين علي مجلس الشعب. ذلك أنها مهمة تخرج عن نطاق المألوف بالنسبة لقواتنا المسلحة البطلة. أيضاً هذا الدفء المفاجيء الذي لا يوجد ما يبرره في العلاقات مع إسرائيل جعلني أشك أن هناك إسرائيليين يعيشون في مصر سيكون من حقهم التصويت في انتخابات الرئاسة المصرية القادمة. أو أن الرضا الأمريكي أصبح مصيرياً. وهناك من يقول في مصر الآن أن كل الطرق إلي واشنطن لابد أن تبدأ من تل أبيب. المشكلة أننا نقدم لتل أبيب شيكات علي بياض فلم نطلب منهم أي مقابل لكل هذه التنازلات. ونقدم كل هذا وشارون لا يقدم للفلسطينيين إلا القتل والدمار والتهديد والوعيد. فما هي الحكاية بالضبط؟. ----- صحيفة الراية القطرية في 28 - 6- 2005

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.