وزير الري يتابع موقف مشروع تأهيل المنشآت المائية    ارتفاع أسعار العملات الأجنبية في بداية تعاملات اليوم 30 ديسمبر    هبوط المؤشر الرئيسي للبورصة هامشيا بمستهل التعاملات بضغوط تراجع أسهم قيادية    بنك مصر يخفض أسعار الفائدة على عدد من شهاداته الادخارية    قصف إسرائيلي على مناطق مختلفة من قطاع غزة    الأهلي يصطدم بالمقاولون العرب في اختبار حاسم للشباب بكأس العاصمة    حسام عاشور يكشف سرًا لأول مرة عن مصطفى شوبير والأهلي    أمم أفريقيا 2025.. مشاركة أولى ل 11 لاعبًا بقميص مصر في دور المجموعات    جاهزية قصوى بصرف الإسكندرية للتعامل مع موجة الطقس غير المستقر    تأجيل محاكمة المتهمين باقتحام مقهى قرية الدير بطوخ ل4 يناير    احتفالا بفوز مرشح في انتخابات النواب.. الأمن يضبط شخصا أطلق أعيرة نارية في قنا    رئيس جامعة الجيزة الجديدة: تكلفة مستشفى الجامعة تقدر بنحو 414 مليون دولار    اليوم.. تشييع جثمان والدة الفنان هاني رمزي    وزير الصحة التركي يزور معهد ناصر لبحث تعزيز التعاون الصحي بين البلدين    وزير التعليم العالي: المستشفيات الجامعية إضافة قوية للمنظومة الصحية وعددها ارتفع إلى 146    فطيرة موز لذيذة مع كريمة الفانيليا    «التضامن» تقر توفيق أوضاع جمعيتين في محافظة القاهرة    رئيس جامعة القاهرة يتفقد سير امتحانات الفصل الدراسي الأول بالكليات (صور)    لهذا السبب| الناشط علاء عبد الفتاح يقدم اعتذار ل بريطانيا "إيه الحكاية!"    وفاة حمدي جمعة لاعب الأهلي السابق    اليوم.. النطق بالحكم واستئناف المحاكمة على رمضان صبحي و3 آخرين بتهمة التزوير    6 جولات دولية ل أمين "البحوث الإسلاميَّة" في 2025 تعزز خطاب الوسطية    إليسا وتامر وعاشور في أضخم حفلات رأس السنة بالعاصمة الجديدة    اليوم.. وزير التموين يفتتح سوق اليوم الواحد في رمسيس    تعاني من مرض نفسي.. كشف ملابسات فيديو محاولة انتحار سيدة بالدقهلية    اليوم.. طقس شديد البرودة ليلا وشبورة كثيفة نهارا والعظمي بالقاهرة 20 درجة    اسعار الفاكهه اليوم الثلاثاء 30ديسمبر 2025 فى اسواق المنيا    وزير العمل يبحث تحديات صناعة الملابس والمفروشات مع اتحاد الصناعات    مواقيت الصلاه اليوم الثلاثاء 30ديسمبر 2025 فى المنيا    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 30-12-2025 في محافظة الأقصر    وزير الصحة يعلن خطة التأمين الطبي لاحتفالات رأس السنة الميلادية وأعياد الميلاد المجيد 2026    تفاصيل انطلاق قافلة "زاد العزة" ال105 من مصر لغزة    أكسيوس: ترامب طلب من نتنياهو تغيير السياسات الإسرائيلية في الضفة    باحثون: أجهزة اكتساب السمرة الصناعية تؤدي إلى شيخوخة الجلد    بعد قليل.. استكمال محاكمة 32 متهما بقضية خلية الهرم    القبض على المتهمين بقتل شاب فى المقطم    هدى رمزي: مبقتش أعرف فنانات دلوقتي بسبب عمليات التجميل والبوتوكوس والفيلر    إصابة منصور هندى عضو نقابة المهن الموسيقية فى حادث تصادم    نجما هوليوود إدريس إلبا وسينثيا إيريفو ضمن قائمة المكرمين الملكية    45 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات على خط «طنطا - دمياط».. الثلاثاء 30 ديسمبر    زيلينسكي: لا يمكننا تحقيق النصر في الحرب بدون الدعم الأمريكي    محافظة القدس: الاحتلال يثبت إخلاء 13 شقة لصالح المستوطنين    الإمارات تدين بشدة محاولة استهداف مقر إقامة الرئيس الروسي    بيان ناري من جون إدوارد: وعود الإدارة لا تنفذ.. والزمالك سينهار في أيام قليلة إذا لم نجد الحلول    أزمة القيد تفتح باب عودة حسام أشرف للزمالك فى يناير    ترامب ل نتنياهو: سنكون دائما معك وسنقف إلى جانبك    سموم وسلاح أبيض.. المؤبد لعامل بتهمة الاتجار في الحشيش    حسام عاشور: كان من الأفضل تجهيز إمام عاشور فى مباراة أنجولا    الناقدة مها متبولي: الفن شهد تأثيرًا حقيقيًا خلال 2025    صندوق التنمية الحضارية: حديقة الفسطاط كانت جبال قمامة.. واليوم هي الأجمل في الشرق الأوسط    تحتوي على الكالسيوم والمعادن الضرورية للجسم.. فوائد تناول بذور الشيا    مجلس الوزراء: نراجع التحديات التي تواجه الهيئات الاقتصادية كجزء من الإصلاح الشامل    في ختام مؤتمر أدباء مصر بالعريش.. وزير الثقافة يعلن إطلاق "بيت السرد" والمنصة الرقمية لأندية الأدب    الكنيست الإسرائيلي يصادق نهائيًا على قانون قطع الكهرباء والمياه عن مكاتب «الأونروا»    وزير الخارجية يجتمع بأعضاء السلك الدبلوماسي والقنصلي من الدرجات الحديثة والمتوسطة |صور    ما أهم موانع الشقاء في حياة الإنسان؟.. الشيخ خالد الجندي يجيب    هل تجوز الصلاة خلف موقد النار أو المدفأة الكهربائية؟.. الأزهر للفتوى يجيب    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الإثنين 29-12-2025 في محافظة الأقصر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وكم ذا بمصر من التفجيرات.. يوسف القعيد
نشر في المصريون يوم 02 - 08 - 2005

لم تكن هناك مفاجأة في إفصاح الرئيس حسني مبارك عن ترشيح نفسه لرئاسة مصر لولاية خامسة. قيل عنها ولاية جديدة. سوي في نفي ترشيح نجله للرئاسة. لأن الأمر حتي اللحظة الأخيرة. كان موزعاً بين الرئيس ونجله. وإن كان هناك توقع أن جمال مبارك سيصبح رئيس الحزب الوطني الديمقراطي أو أمينه العام في أقرب فرصة ممكنة. مثلما اختار مبارك كلية الحقوق بجامعة المنوفية لكي يعلن منها تعديل المادة 76 من الدستور في 26 فبراير الماضي. فقد اختار أيضاً مدرسة المساعي المشكورة بشبين الكوم. ليفصح منها عن نيته في ترشيح نفسه لرئاسة مصر. الرئيس مبارك من أبناء قرية كفر المصيلحة. التي كانت وقت ميلاده. في نهاية عشرينيات القرن الماضي. قرية قائمة بذاتها. ولكنها الآن أصبحت جزءاً من مدينة شبين الكوم عاصمة محافظة المنوفية. لن تسأل: ولماذا المنوفية؟! لأن مبارك لو اختار أي مكان آخر ليعلن قراره منه. حتي لو كان هذا المكان هو غرفة عمليات القوات المسلحة. أو إدارة سلاح الطيران بالجيش المصري. أو منزله. كنا سنطرح نفس السؤال. وإن كنت لا أشعر بالرضا عن حكاية المنوفية هذه. ألا يعكس هذا نظرة ضيقة وإقليمية للأمر؟ سيظل السؤال الجوهري عن مصير جمال مبارك قائماً ومستمراً. لأن حجم ما يقال حول هذا الموضوع كثير. سؤال المنوفية يبرره. أن جمال عبدالناصر لم يضع قدمه في بني مر طوال فترة حكمه لمصر. سوي مرة واحدة. ذهب إليها ليلاً وتركها والليل يفرض وجوده. ولم يحاول أن يعطيها أي مزايا تميزها عن غيرها من قري مصر الأخري. ولو ذهبت إليها الآن لن تجد فيها أي ملمح يقول لك أن هذه القرية هي التي خرج منها جمال عبد الناصر. الخطاب الذي أعلن فيه الرئيس مبارك ترشيح نفسه تعهد فيه بإصلاحات دستورية وتشريعية لعل أهمها تعهده بوضع ضوابط علي ممارسات صلاحياته. وأعلن أنه سيسعي لسن قانون جديد محل قانون الطوارئ. سيسمي قانون مكافحة الإرهاب. لافتاً النظر إلي أن الاضطرار للعمل بقانون الطوارئ كان سببه موجة من الإرهاب مازالت تتربص بمصر. وأن العمل بالطوارئ كان كفيلاً بالحد من العمليات الإرهابية. ولذلك فنحن سنضع بدورنا خلال المرحلة المقبلة قانوناً حاسماً وحازماً يقتلع الإرهاب ويجفف منابعه ويحمي أمن واستقرار الوطن. أيضاً دعا الرئيس في خطابه إلي عقد قمة عربية طارئة بشرم الشيخ يوم الأربعاء 3 أغسطس. أي غداً. وذلك لبحث الوضع العربي الراهن وبلورة موقف عربي مشترك تجاه ما يحدق بالأمة من مخاطر وتحديات. وأكد أنه علي ثقة من قدرة هذه القمة الاستثنائية علي الخروج بموقف عربي يعكس تصميم الشعوب والدول العربية علي تجاوز التحديات الراهنة وتحقيق ما تصبو إليه من سلام واستقرار. كما تعهد خلال السنوات المقبلة بأنه سيستكمل بناء الديمقراطية من خلال المزيد من الإصلاحات الدستورية. والتشريعية التي تضمن الحقوق والحريات العامة التي كفلها الدستور. وفي حالة فوزه بولاية جديدة سيعمل مع المجالس النيابية لتحقيق إصلاحات تعيد تنظيم العلاقة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية وتعزز دور البرلمان في الرقابة والمساءلة وتعزز دور مجلس الوزراء وتوسع اختصاصاته وتعزز فرص تمثيل الأحزاب السياسية في المجالس النيابية. وقال إنه سوف يبادر إلي إصلاحات دستورية تضفي مزيداً من الضوابط علي ممارسة رئيس الجمهورية للصلاحيات المخولة له. وفق أحكام الدستور عند مواجهة أخطار تهدد سلامة الوطن أو تعوق مؤسسات الدولة عن أداء دورها. وتعهد مبارك أن تكون الانتخابات المقبلة تنافسية حرة ونزيهة تتمتع بأكبر قدر من الشفافية وتتيح فرصاً متكافئة لجميع من يخوضها من المرشحين. (2) ونصل إلي التفجيرات. لقد وقعت الانفجارات بعد الساعة الأولي من فجر الثالث والعشرين من يوليو. بعد 53 سنة من قيام الثورة. ربما جاء التحرك في نفس الوقت. - بالساعة والدقيقة - الذي تحرك فيه الضباط الأحرار. ولكن ما أكبر الفارق بين رحلة الضباط الذين غيروا وجه مصر والوطن العربي والعالم الإسلامي وبين هذا التحرك الذي دمر الحياة وقضي عليها. هل هي الرغبة في اختيار تاريخ له دلالة؟! ربما. العملية السابقة في طابا تمت فجر يوم السادس من أكتوبر 2004 . وعملية عبدالمنعم رياض تمت في ذكري عودة سيناء. هل هي تفجيرات مناسبات؟ هل هناك رمز من وراء اختيار هذه التواريخ؟! ربما. أيضاً كان هناك رمز زمني آخر: وهو أن التنفيذ جاء في اليوم السابق علي محاكمة الذين قاموا بتفجيرات طابا. أو الذين ألقي القبض عليهم. وقد أجلت هذه المحاكمة. ولكن الجلسة الأولي كانت صباح الأحد. اليوم التالي لهذه التفجيرات. هل أقوم حالياً بعملية إسقاط زمني علي الحدث؟ أو أن اختيار التاريخ تم بصورة اعتباطية دون مراعاة لكل هذا؟ كل شيء وارد. الزمان لا يسبح في الفراغ. بل لابد من مكان يجري الحدث خلاله. والمكان. وقد تم اختيار شرم الشيخ . تعبت كثيراً جداً من أجل الوصول إلي هذا الشيخ الذي يطلق اسمه علي المكان. ولكن لم أتوصل إليه قط. لم يدون اسمه في أية موسوعة من الموسوعات المصرية. وأذكر عندما وصلنا إلي شرم الشيخ قادمين من توشكا مع الرئيس مبارك في إحدي زياراته لتوشكا أن سألني الشاعر عبدالسلام أمين عن الشيخ الذي أطلق اسمه علي المكان.. وبحثت بعدها كثيراً جداً. ولم أهتد إليه. شرم الشيخ هي العاصمة السياحية لمصر. وهي العاصمة السياسية الثانية لمصر. تصبح مقراً للرئيس مبارك أكثر من نصف العام. يجري فيها العديد من المقابلات. وعقدت فيها مؤتمرات دولية كثيرة من أجل مواجهة الإرهاب والبحث عن السلام. بل ان العمل مستمر الآن من أجل عقد قمة عربية عاجلة. في شرم الشيخ تعبر عن موقف عربي.. داعم لمصر في مواجهة الإرهاب. وإن كنت أعتقد أن الهدف من اختيارها ربما كان أكبر من هذا. ذلك أن شرم الشيخ تشكل مع طابا. أكبر رمزين لمحاولة الإنسان المصري تعمير سيناء في مواجهة الدمار والتدمير الذي جري في هذه المنطقة بعد الاحتلال الإسرائيلي لسيناء أكثر من عقد ونصف من الزمان. ومن المعروف أن المصري دءوب في عملية البناء ومواجهة التدمير. حدث هذا معه منذ فجر التاريخ وحتي الآن. من قبل كان ضرب طابا. واليوم ضرب شرم الشيخ. أي ضرب محاولة الإنسان المصري تعمير هذا الجزء من مصر. بعد الاحتلال الإسرائيلي له. (3) من حيث المكان يمكن القول إن الإرهاب القديم. الإرهاب التقليدي كان يختار أماكن في قلب الوادي. صعيد مصر والقاهرة. ولكن الإرهاب الجديد. الذي يحدث بعد انفراط عقد الجماعة وتصرف بعض الوحدات من تلقاء نفسها. أصبح يختار أماكن مختلفة وبالذات في سيناء. بكل دلالات ورمزية سيناء بالنسبة للمصريين. ودورها في حكاية الصراع العربي الصهيوني. وإن كانت هناك صفة يمكن أن تجمع بين تفجير طابا. وتفجير شرم الشيخ وتفجيرات لندن الأولي. ألا وهو القيام بأكثر من تفجير في نفس اللحظة. أو ربما يفصل بين الواحد والثاني وقت قليل. دقائق أو ربما ثوان فقط. حدث هذا في طابا. ثم في لندن وأخيراً شرم الشيخ. أيضاً استخدام السيارات المفخخة. وهو نمط غير معتاد في مصر. اختيار فجر السبت كان مهماً. الجمعة إجازة. والسبت إجازة. ونحن في فصل الصيف. حيث يتضاعف الإحساس بالإجازة. عندما وقعت التفجيرات كان وزير السياحة المصري في الصين. يقوم مع أركان وزارته بزيارة لها طابع ترويجي للسياحة المصرية. وقد قطع الرحلة وعاد فوراً. وكان وزير الصحة في زيارة لسويسرا. وعاد منها فوراً. بل أن وزير الداخلية المصري عندما علم بالتفجيرات بعد وقوعها. اتجه إلي مطار القاهرة الدولي. كان هناك في الثانية صباحاً. ولأنه لم يكن من السهل إطلاق طائرة في غير الوقت المحدد. وهكذا انتظر حتي السادسة صباحاً. مما يؤكد أن هناك تخطيطاً. كون الرئيس مبارك لم يكن في شرم الشيخ وقت وقوع هذه التفجيرات. وغياب الرئيس عن المدينة يقلل إلي حد ما من شدة الأمن. ويقلل من عدد الأكمنة. التي تنتشر في كل مكان من المدينة. وبذلك يحقق الإرهاب هدفين: الأول أنه يضرب المدينة التي اشتهرت بأنها مدينة مبارك. والثاني أن يستفيد من تخفيف الإجراءات الأمنية لعدم وجود الرئيس. وقد عرف المصريون الخبر مبكراً هذه المرة. ولعبت الصدفة دورها أيضاً. فقد تصادف وجود قناة النيل للرياضة في شرم الشيخ وذلك من أجل تصوير مباراة كانت جزءاً من دورة رياضية. ولأن هذه المباراة ألغيت. وقبل عودة الفريق التليفزيوني وقعت التفجيرات. أجري الفريق الاتصال بالقاهرة. وهكذا صدر له التكليف بتصوير ما جري. ولكن الذي عرضه كان قناة النيل للأخبار. التي ظهرت أمام الرأي العام باعتبارها قد حققت نصراً. وفعلاً هذا الانتصار قد يحقق للإعلام المصري هذه المرة بصرف النظر عن تلك التفاصيل الصغيرة. ومن الذي كان هناك. ومن الذي صور؟ من الملابسات التي سبقت هذه التفجيرات سحب إسرائيل لعدد من سياحها كانوا في سيناء قبل التفجيرات بساعات قليلة. لدرجة أنه يقال إن المرشدين السياحيين الصهاينة كانوا يحذرون السياح الإسرائيليين في الأتوبيسات السياحية من احتمال أن تكون هناك تفجيرات انتحارية موجهة ضدهم. قال الإعلام الصهيوني أيضاً إن مصر كانت تعرف بهذه التفجيرات قبل وقوعها. وأن مصر أخلت موقعاً علي الحدود بين مصر وإسرائيل. الأكثر صواباً أن نقول الحدود المصرية الفلسطينية. فذلك هو الأدق. وكل هذا جري في إطار التوقع لمثل هذه الضربة. ولكن لوحظ أيضاً عدم وجود سائح إسرائيلي واحد. أو سائح أمريكي واحد في شرم الشيخ بعد وقوع العملية مع أنه من المعروف وجود أعداد كبيرة تعد بالآلاف أحياناً من السياح الإسرائيليين في سيناء. لا يقل الرقم في كثير من الأحيان عن العشرة أو الخمسة عشر ألفاً. هذه المرة لم يكن هناك سائح واحد سواء من إسرائيل أو أمريكا. إسرائيل دخلت علي الخط هذه المرة بكثير من المقالات والتحليلات. تركزت كلها علي التقصير الأمني المصري في مواجهة المتطرفين. لعل أخطر هذه التصريحات ما جاء علي لسان إيريل شارون رئيس وزراء العدو الصهيوني عندما قال: أنه عرض علي مصر أية مساعدات لمواجهة التفجيرات. والحمد لله أن الحكومة المصرية اعتذرت عن عدم قبول مثل هذه المساعدات المسمومة. طبعاً لم ينس شارون ان يقول إن الإسرائيليين وصلوا إلي جرحي طابا قبل وصول الإسعاف المصري إلي جرحي شرم الشيخ بوقت كاف. وقال إنه مستعد لمواجهة الإرهاب الإسلامي في مصر والوطن العربي والعالم الإسلامي علي أن يخلصوا العرب من مواجهة الإرهاب الفلسطيني. وهو يقصد المقاومة الفلسطينية المشروعة في وجه تجاوزات الاحتلال الصهيوني. لأول مرة تهتم الصحافة الإسرائيلية بالحدث. وتتوسع في الكتابة عنه. وعندما ألمح وزير الداخلية المصري إلي احتمال مشاركة إسرائيل في العملية أو تقديم تسهيلات للإرهابيين. رد عليه السفير الإسرائيلي السابق في القاهرة تسفي دزرائيل كتب في يديعوت أحرنوت تحت عنوان: وانقلب الجنين علي خالقه وحشاً. وصف السفير محاولة إلصاق التهمة بإسرائيل من قبل مصر باعتباره سلوكاً معتاداً. وتكمن مشكلة الدول العربية والإسلامية - هكذا كتب السفير - في أنها لا تريد أن تحاسب نفسها. ومضي يقول إن مصر التي شهدت ميلاد فكرة الجهاد الإسلامية ووصلت الذروة باغتيال الرئيس أنور السادات. (4) هذا الحدث فتح الباب واسعاً أمام حكاية الإنترنت. بيانات توضع عليه من الصعب أن تصدقها. ومن الصعب أيضاً أن يكون لديك دليل علي تكذيبها. كتائب عبدالله عزام كانت صاحبة البيان الأول. وباعتبارها واحدة من تنظيمات القاعدة. فإن بيانها يعني دخول القاعدة علي الخط لأول مرة في مصر. ولأنها القاعدة كان من الطبيعي أن نفاجأ بقاعدة العراق تدلي بدلوها. أذيع شريط إيهاب الشريف وهو يرتدي نفس ملابس الشريط الأخير السابق علي إعدامه ولكن بدون عصابة علي عينيه. مما دفع بالأمل لأسرته أن يكون مازال علي قيد الحياة. المعارضة استغلت ظهوره لتقول أنه كان يرتدي بيجامة. وهذا معناه أنه مخطوف من قلب بيته وليس من الشارع كما قالت الخارجية المصرية من قبل. وهنا تدخل وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط ليعلن أن إيهاب الشريف قتل بنسبة 96%. وحكاية النسبة هذه أثارت العديد من التساؤلات الكثيرة: كيف تمكن الوزير من حسم النسبة هذه؟ إيهاب الشريف في الجزء الذي أعلن بصوته تكلم عن كامب ديفيد وكونها تعطي الصهاينة الحق في الجزء ج من سيناء بدون تاشيرة وبدون رجوع إلي السلطات المصرية. وكلنا نعرف ما قاله. خاصة
الذين اطلعوا علي نصوص كامب ديفيد وعلي توابعها وملحقاتها. لكن الجديد كان اللجوء إلي إيهاب الشريف لإثبات ما يريدون إثباته. أكثر من بيان وضع علي النت. بعدد الأسباب التي دفعت إلي العملية. آخر بيان صدر من جماعة التوحيد والجهاد في مصر. لكن البيان الذي حظي بحالة من التوقف أمامه كان بيان كتائب شهداء سيناء باعتبار أن هناك مشكلة بين بدو سيناء والحكومة المصرية منذ تفجيرات طابا وهناك عدد كبير من المقبوض عليهم بعض التقديرات تذهب إلي أنهم ثلاثة آلاف شخص. ومن عجائب بيانات النت التي لا تنتهي أن بث بيان باسم جماعة تطلق علي نفسها جهاد مصر. وتعلن لأول مرة ومنذ اختفاء رضا هلال منذ عامين مضيا. عن مقتل رضا هلال الذي مازال اختفاؤه لغزاً حتي الآن. لقد اختفي رضا هلال في الحادي عشر من أغسطس 2003 . وبعد أيام تصل إلي الأسبوع يكتمل عامان علي اختفائه. لكن الجماعة أكدت في بيانها قتل الصحفي رضا هلال كذلك في معرض تهديدها للسيد القمني. والثناء عليه وذلك بسبب تراجعه عن أفكاره وإعلانه توبته عنها. قال البيان موجهاً كلامه للقمني: - لقد نجوت بأعجوبة حقيقية. وكنا أعددنا الخطة وندرس إمكانية تصوير عملية اغتيالك. إذ أننا كنا نريد استثمارها في أمور دعاية. وذلك بعد أن تعلمنا من حادثة رضا هلال العميل الأمريكي الذي أردي برصاص الموحدين. ان ذلك النمط من الحرب لن يكون ممكنا إلا إذا صاحبته دعاية. الإسلاميون المصريون كذبوا هذا الكلام. وأكدوا أنه لو كانت هناك منظمة قتلت رضا هلال فلماذا التزمت الصمت عامين كاملين؟ فضلاً عن الإشارة إلي ركاكة أسلوب البيان. وهل من المعقول أن يعلن عنه عرضاً في سياق تحذير سيد القمني؟ أما الأمن المصري يفقد أعلن أن ملف رضا هلال أغلق تماماً ولن يعاد فتحه مرة أخري. ومن الصعب تصديق ما جاء عن النت بخصوص رضا هلال وأيضاً من الصعب تكذيبه. لا من يريد تصديقه لديه دليل. ولا من يريد تكذيبه لديه دليل أيضاً. (5) إن قصة الباكستانيين الذين يتراوح عددهم بين الخمسة والتسعة تشير إلي حالة الارتباك المصري الرهيبة قبل التفجيرات بأيام أعلنت الداخلية المصرية مطاردة عدد من الباكستانيين بزعم أنهم دخلوا البلد بتأشيرات مزورة. وقيل أنهم يتاجرون في العملة. مع أنه لا تجارة في العملة الآن في مصر إلا في أضيق الحدود. وعلقت صورهم تحت بند مطلوب القبض عليهم في حي الزاوية الحمراء. وبالذات علي جدران المقاهي الشعبية. بعد التفجيرات اكتسبت قصة الباكستانيين أبعاداً أخري. قيل أن لهم علاقة بالتفجيرات. وأنهم وصلوا إلي سيناء وبعد التفجيرات هربوا إلي إسرائيل. ومنها إلي العالم الواسع وأنهم من الممكن أن يلعبوا دور أجراء في تنفيذ العملية. بعد تحرك دولة الباكستان وسفارة الباكستان في القاهرة وسفارة مصر لدي الباكستان من أجل نفي هذا الكلام. اضطرت الدولة المصرية إلي القول أن الباكستانيين لا علاقة لهم بالأمر. (6) الجانب الغائب في تناول قضية التفجيرات هو أهالي سيناء. أو بدو سيناء. والمعروف أنه يعيش فيشمال سيناء حوالي 10 قبائل وعائلات أهمها الفواخرية وفروعها الزملوط - أبناء سليمان - السلايمة - أبو تشتة - لا مائبة - الأشراف وقبائل النخلاوية والبياضية والأكارسة والوراسمة وعدد كل سكان جنوب سيناء لا يزيد علي 70 ألف نسمة. أما في شمال سيناء فيعيش فيها 300 ألف مواطن ومشكلة سيناء هي الغربة الشديدة التي يعيش أهلها في ظلها. وارتباطهم بإسرائيل للأسف الشديد من فترة الاحتلال التي دامت من سنة 1967 حتي سنة 1982 . أيضاً فإنه من الثابت بعد تفجيرات طابا أن المواجهة الأمنية للحادث كانت هي الأساس. ترك الأمر للأمن فقط وتقاعست باقي الجهات الأخري عن القيام بدورها ربما حدثت بعض التجاوزات التي دفعت الكثير من أمهات المقبوض عليهم بالاعتصام والتظاهر أكثر من مرة. نحن في مواجهة مجتمع قبلي. ولذلك ربما كان الثأر بمفهومه القبلي والصحراوي يقف وراء مشاركة بعض أبناء سيناء في التفجيرات الأخيرة. --------- صحيفة الراية القطرية في 2 -8 -2005

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.