الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلي آله وصحبه أجمعين رب يسر وأعن وتمم بخير يا كريم قال الله تعالي: »لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من ديارهم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين«. وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: »أيما رجل أمن رجلا علي دمه ثم قتله فأنا من القاتل برئ، ،وإن كان المقتول كافرا« رواه ابن حيان رقم 2895 وقال شعيب الأرناؤط إسناده حسن، وصححه الألباني في صحيح الجامع 3016.. بلغتنا أحداث تفجيرات في إحدي الكنائس بالإسكندرية ليلة الأول من يناير 1102 وما تبعها من أحداث وأضرار نتيجة لهذه التفجيرات.. ونحن إذ نأسف بالغ الأسف لما حدث من إهدار للدم والمال المحرم نبرأ إلي الله سبحانه وتعالي من هذا الفعل وتوابعه وندينه ونقول أنه لا يجوز لأحد من المسلمين أن يفعل ذلك أيا من كان. وللحق نقول: أننا والله لا ندري من قام بهذه الفعلة الشنعاء، فإن كان مصريا مسلما فإني أتوجه إليه بسؤال: - لماذا فعلت ذلك؟ ومن أشار عليك بهذا؟ ومن أفتاك بجوازه؟ قال الحسن: ما من فعلة وإن صغرت إلا وينشر لها ديوانان: لم وكيف. لماذا فعلت ذلك؟ ومن أغراك؟ ومن خدعك؟ ومن ضللك وأغواك؟ - إن زعمت أنك تعرف دين الله وتعمل للتمكين له في الأرض، فنقول كما قال عمر لخالد: أخطأت إستك الحفرة، فهذا والله بعد تجارب الستين ومعاناة المناهج لايزيد التمكين إلا بعدا ويكثف الأذي بعد هذه التصرفات الصبيانية علي المسلمين وعلي العمل الدعوي. - وإن قلت أنك تريد إحداث نكاية في النصاري: فأولا: لا يحل لك ذلك والدليل الحديث السابق فقد أمننا القوم علي أنفسهم وعلي أموالهم فلا يحل الغدر ولا النكث فهم أقل القول فيهم أنهم معاهدون وقد تآزرت الأحاديث والآثار علي تعظيم دم المعاهد وحرمته. ثم أين النكاية التي زعمت لعلك بعدما رأيت توابعها تعلم مبلغ شناعة فعلك وجراءة جرمك وما جرت علي المسلمين. إنني أشهد الله تعالي وأقولها خالصة لوجه الله أن هذا العمل لا يحل ولا يجوز ولا ينسب للشرع من قريب أو بعيد وإنما هي فعلة مخذول أو مفتون أو من أحد من غير المسلمين وهذا وارد أيضا. وإن كان الفاعل من غير أهل مصر كما قال البعض أنه وصلت تهديدات خارجية فإننا نقول: اتقوا الله فينا وابقوا عندكم فيما أنتم فيه وكفوا عنا أذاكم عافاكم الله دعوا مصر في حالها ونحن أعلم بفضل الله بأحوالها فلا شأن لكم بنا وارفعوا أيديكم عن دعوتها ولا تتدخلوا في مصير لا تعلموه. أما إن كان من غير المسلمين فنسأل الله عز وجل وهو العلي القدير أن ينتقم من كل من أراد ببلادنا شرا وأذي ونسأله سبحانه وهو القوي المتين أن ينزل رجزه وعذابه إله الحق علي القوم الظالمين وعلي المجرمين الآثمين ونسأله سبحانه وهو اللطيف الخبير أن يصرف عنا وعن بلاد المسلمين الأذي وأن يكف بأس الذين كفروا وأن ينتقم ممن يروع الآمنين. وأن يديم الأمن والأمان والسلامة والإسلام علي ربوع مصرنا العزيزة وسائر بلاد المسلمين.. آمين. وصلي الله علي سيدنا محمد وآله والحمد لله رب العالمين.