قال لي صديقي: نحن - المسلمين - يجب ان نعتذر للمسيحيين عما يفعله داعش في العراقوسوريا...فسألته انت مسلم أليس كذلك؟ فقال لي نعم فقلت له إذن لا داعي لأن تعتذر لان هؤلاء من داعش لا يمكن ان يكونوا مسلمين ! ماذا نفعل عندما نشاهد مسلسل تهجير اليزيديين والمسيحيين في العراق ؟ ماذا يفعل الانسان عندما يشاهد شاب من أصل مصري يقف متبجحا بسكين ليزهو بانه سوف يذبح صحفيا أمريكيا كان يمارس عمله في تغطية الأحداث؟ إن ما يحدث في العراق يستفز انسانيتنا ويجعلنا نشعر بان هؤلاء هم أعداء البشرية واتباع الشيطان. المسالة تخطت الشأن العراقي والسوري ومؤخراً اللبناني بقطع رؤوس اثنين من الجنود ورفض التفاوض الا عن طريق قطر! لقد تحول هذا الموضوع الي تحدي سافر للبشرية وللإنسانية...و لا يجب بأي حال ان يترك للسيد أوباما الذي نام وصحي لكي يخبرنا بانه ليس لديه استراتيجية في مواجهة داعش...هذا علي افتراض ان عنده اساسا استراتيجية لأي موضوع في الشرق الأوسط الذي نساه منذ سقوط حكم الاخوان...و اخيراً تفتق ذهنه علي تحالف عشر دول لمحاربة داعش و يرسل مبعوثه كيري الآن الي الشرق الأوسط ليكون تحالف سنة من الخليج والعراق والأكراد ومصر وربما سوريا وحتي ايران الشيعية ! الحديث في أمريكا الآن هو هل داعش خطر علي أمريكا ؟ يعني يتساءلون هل التنظيم القوي عسكريا وماليا إن لم يكن الأغني علي الإطلاق حيث قدرتقرير كارنيجي للسلام أن إيرادات داعش تبلغ 1.5مليار دولار في السنة ويسيطر علي 40% من انتاج النفط في دير الزور ويجند من الدول الغربية ذاتها...خطر أم لا ؟! يعني قتل وإعدام شباب عراقي وتهجير المسيحيين واليزيديين مش مهم...إنما قطع رقبة صحفي أمريكي واحد أيقظ أوباما وانهي تردده... والباقي ايه ؟ غنم ولا بشر؟ وماذا عن سوريا وماذا عن ليبيا وماذا عن اليمن... واخيراً لبنان الذي تحاول قوي الشر جره الي هذا المستنقع. قبل ان ننضم الي المسعي الأمريكي لابد ان نتساءل أين الجامعة العربية من الحرب ضد الإرهاب وما هي استراتيجيتنا نحن كعرب؟ هل سنقف متفرجين ودول مثل سورياوالعراق وليبيا واليمن تتفكك الي دويلات يحكمها أمراء الإرهاب ؟ فبدلا من حلم الوحدة العربية أصبحنا اليوم نحلم ببقاء الدول في وضعها وحدودها قبل الربيع العربي ! المطلوب الآن الضغط علي ممولي الإرهاب من قطر والكويت وغيرها ومواجهتهم والا سيستمر الإرهاب في المنطقة كلها... ويجب ان نعالج الأمور من جذورها...فشيوخ الإرهاب مازالوا ينادون من قطر بدعم الإرهابيين ويسمونهم الجهاديين... وآخرين ما زالوا يدعون من خلال مساجد حكومية لدعم القاعدة والنصرة بل ويظهرون علي قناة الجزيرة لنفس الغرض... وفي ليبيا تدعم قطر أنصار الشريعة وغيرهم ممن رفضوا نتيجة الانتخابات وتمسكوا بالسلاح ! نحن في مصر نريد ان نعرف هل مازالت الولاياتالمتحدة مقتنعة بان الاخوان المسلمين جماعة مسالمة ولا دخل لها بكل ما يجري في المنطقة وعلي الأخص حوادث الإرهاب في مصر ؟؟؟ ونريد أيضاً ان نعرف من قطر مباشرة هل هناك نية حقيقية للتوقف عن التدخل في الشؤون الداخلية المصرية والليبية والتوقف عن دعم الإرهاب ام ان كل اللقاءات والاجتماعات الخليجية التي تمت مؤخرا قد انتهت الي لا شيء؟ أنا شخصيا من دعاة ان نجد لقطر مخرجا يحفظ ماء الوجه ويوحد العرب وينهي الصراعات العربية في المنطقة والتي بالتأكيد لا تفيد الا الأعداء...هذا اذا صدقت النوايا...