مقاتل من داعش: الغارات الأمريكية لن تؤثر علينا.. ونحن مدربون على حرب الشوارع

كتبت- سارة حسين ووكالات:
تواصل الولايات المتحدة تدخلها العسكري الأول بعد مغادرة آخر قوات قتالية أمريكية منذ 3 سنوات.
وزارة الدفاع الأمريكية أصدرت بيانًا قالت فيه إن الجيش الأمريكي نفذ ضربتين جويتين أخرتين ضد مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية قرب مدينة أربيل شمال العراق، مضيفة أنها أسقطت طائرات مساعدات غذائية لليوم الثاني على نازحين في منطقة جبلية قريبة.
وتابع البنتاجون في بيانه أن الغارات الجوية شملت ضربة باستخدام طائرة دون طيار على موقع لإطلاق قذائف المورتر وهجوما بأربع طائرات (إف.إيه.18) على قافلة للتنظيم وموقع لإطلاق المورتر.
وبحسب مصادر أمريكية فإن المقاتلتين اللتين شاركتا في أول غارة جوية على مواقع داعش انطلقتا من على متن حاملة الطائرات (يو إس إس جورج بوش) التي تبحر في الخليج العربي.
وكان وزير الدفاع الأميركي قد أمر بتوجيه (يو إس إس جورج بوش) إلى الخليج العربي يوم 14 يونيو الماضي في مهمة لحماية المصالح الأميركية في العراق، وغادرت الحاملة في فبراير الماضي قاعدتها في نورفولك في ولاية فرجينيا في مهمة استطلاعية اعتيادية في منطقة الشرق الأوسط.
لكن الدولة الإسلامية أبدت تحديًّا، حيث قال أحد المقاتلين لرويترز عبر الهاتف إن «الضربات الجوية الأمريكية لن تؤثر علينا»، وأضاف: «الطائرات هاجمت مواقع يعتقدون أنها استراتيجية لكن ليست كذلك، وهذه هي الكيفية التي نعمل بها. نحن مدربون على حرب الشوارع والعصابات». وتابع: «الله معنا ووعدنا بالجنة. عندما يكون لدينا وعد بالجنة هل تعتقد أن الموت سيمنعنا؟».
من جانبه قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إن حملة ارهاب داعش على الأبرياء ومن بينهم الأقلية المسيحية وأعمال العنف الفظيعة تحمل كل نذر الإبادة الجماعية.
وأفاد المتحدث باسم البيت الأبيض، جوش إيرنست إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما لم يحدد موعدًا لإنهاء العملية العسكرية، مستبعدًا مشاركة الولايات المتحدة في نزاع عسكري طويل وإرسال قوات برية.
كما لفت إيرنست أن الدعم الأميركي الأولي سيتمثل في القيام بضربات عسكرية لحماية العسكريين الأميركيين العاملين في العراق، ومعالجة الوضع الإنساني الطارئ في جبل سنجار.
وحول الأسباب التي دفعت أوباما إلى التدخل في العراق وعدم التدخل في سوريا، اعتبر إيرنست أن الوضعين مختلفان، مشددًا على أن الجيش الأميركي لبى طلب الحكومة العراقية، وأضاف أن الجيش والاستخبارات الأمريكيين لديهما رؤية واضحة حول الوضع الميداني في العراق.
من جهته، أجرى نائب الرئيس الأميركي جو بايدن اتصالاً هاتفيا بالرئيس العراقي فؤاد معصوم، حيث أكد له أن بلاده ملتزمة بدعم العراق من الشمال إلى الجنوب في قتالها المتشددين الإسلاميين.
ورحب نواب بالكونجرس الأمريكي بقرار أوباما، وطالبه الجمهوريون بوضع استراتيجية طويلة الأجل.
وفي تصريحات صحيفة قال مسؤول أميركي رفض ذكر اسمه إن الحكومة العراقية بقيادة نوري المالكي المنتهية ولايته سلمت طائرة محملة بالذخيرة لأربيل عاصمة إقليم كردستان العراقي شبه المستقل في خطوة غير مسبوقة من التعاون العسكري بين القوات الكردية البشمركة والعراقية.
أعلنت المنظمة الدولية للهجرة أن عدد النازحين في العراق وصل إلى نحو مليون و650 ألف نازح، مشيرة إلى أن نصف – حوالي 54% - هؤلاء النازحين تركوا منازلهم منذ يونيو الماضي.
كما طالبت الحكومة البريطانية من مواطنيها مغادرة مناطق في كردستان بما في ذلك أربيل لأن الوضع الأمني قد يتدهور سريعا.
في سياق آخر، فشل اجتماع الرئيس العراقي مع روؤساء الكتل السياسية بشأن تحديد الكتلة البرلمانية الأكبر، التي يحق لها اختيار رئيس الوزراء. ورفض المالكي خلال الاجتماع اعتبار التحالف الوطني الكتلة البرلمانية الأكبر، مصرا على أن كتلته «دولة القانون» هي الأكبر وهي من يحق لها تسمية رئيس الوزراء، وأنه الأحق بالمنصب.
واتهم المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله علي السيستاني السياسيين العراقيين بأنهم يتصرفون وفقا لمصالحهم الشخصية وأن تشبثهم بالمناصب «خطأ فادح». مضيفا أن اختيار رئيس وزراء يمكنه أن ينهي أزمة الدولة الإسلامية.
اهتمت الصحف العالمية بالتعليق على قرار الرئيس الأمريكي بقصف أهداف لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق. أبرزها مقال روبرت فيسك بصحيفة الإندبندنت البريطانية بعنوان «الولايات المتحدة تهب لإنقاذ أقليات محددة.. ولكن ليس المسلمين»، انتقد فيه «النفاق الأمريكي».
قال فيسك إن اوباما لم يحرك ساكنا عندما كان تنظيم الدولة الإسلامية بقيادة أبو بكر البغدادي، يرتكب مجازر بحق الشيعة في العراق، لكنه يهرع لإنقاذ المسيحيين واليزيديين من إبادة جماعية محتملة.
وأشار إلى أن أوباما لم يذكر شيئا عن حليفته السعودية التي كان سلفيوها مصدرا للإلهام وجمع الأموال للمسلحين المتشددين في العراق وسوريا، كما كان الحال في أفغانستان.
أما افتتاحية صحيفة فايننشال تايمز البريطانية نطالع افتتاحية فوصفت قرار أوباما ب«الصائب لكنه محفوف بالمخاطر». وحذرت الصحيفة من تهديد حقيقي بوقوع كارثة إنسانية مصحوبة بكارثة استراتيجي" مع احتمال قيام دولة «جهادستان جديدة»، على حد قولها، في قلب الشرق الأوسط. مشيرة إلى أن الأقليات في شمال العراق تواجه خطر الاختفاء، بل والعراق نفسه سيختفي إذا لم يتم وقف الجهاديين.