عندما شدت الفنانة الاستعراضية الرائعة الراحلة سعاد حسني: »الدنيا ربيع والجو بديع قفلي علي كل المواضيع«.. لم تكن تظن ان هذه الأغنية الخفيفة سوف تعيش معنا وبعد رحيلها لهذه السنوات الطويلة.. واننا سوف نردد مقاطعها المتفائلة كلها احتفلنا بقدوم الربيع وشم النسيم أو خرجنا في رحلات إلي الحدائق وشواطيء البحر. لنقطع رتابة الحياة وشدة الأعصاب التي نعاني منها كثيرا في دوامة العمل وضغط الأيام.. ويجيء شم النسيم دائما ليكون البوابة الحقيقية لموسم الربيع بعد ان نكون شبعنا من برودة الجو في الشتاء وسقوط الامطار وشدة العواصف وهذا ما يجعلنا نتأهل لفصل الصيف الذي يعني لنا موسم الاجازات والمصايف وأياما جميلة وطويلة بعيدة عن رتم وروتين العمل والمدارس والجامعات.. كما ان شم النسيم يأتي متمما لأجمل أيام وأعياد يعيشها الاخوة الأقباط خاصة بعد موسم طويل للصيام والتقرب إلي الله والعبادة وكم يكون جميلا ان نعيش معهم تلك الأعياد المجيدة والتي تقرب بيننا خاصة اننا نشعر جميعا مسلمين ومسيحيين ان هذه الأعياد توحدنا وتجمعنا وتدخل السعادة الحقيقية علي قلوبنا.. ورغم ان شم النسيم يعتبر بدعة فرعونية توارثناها منذ أجدادنا الفراعنة وارتبطت بتناول مأكولات خاصة جدا مقصورة علي هذه المناسبة وعلي الأولويات نجد الفسيخ والرنجة والسردين المملح والملوحة وبجوارها أطباق شهية من الطماطم والخيار والبصل الأخضر والملانة وعصير الليمون وبجوارها نجد أكواب المشروبات الغازية وفاكهة المناسبة وهي البرتقال واليوسفي.. وهذه الأكلة الدسمة.. الشهية.. التي تحتوي علي كل العناصر الغذائية.. لا تؤكل ولا معني لها الا اذا كانت تلتهم في وسط مجموعة كبيرة من أفراد العائلة والأصدقاء والأقارب.. والكل يتسابق لتناول هذه المشهيات ولا ينسي الجميع احضار الأدوية المهضمة والفوارات والتي يحرص الكبار عليها.. والا كانت العاقبة وخيمة.. ولكن ما العمل وهذا هو حالنا جميعا في شم النسيم!! محمد عرفة