براتب 5000 جنيه.. وزارة العمل تعلن عن وظائف جديدة بالقاهرة    45 دقيقة تأخير بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الثلاثاء 21 مايو 2024    محافظ جنوب سيناء يلتقى عددا من رؤساء وأعضاء البعثات الدبلوماسية الأفريقية    بوريل يعلق على قرار «الجنائية الدولية» بشأن إسرائيل وحماس    مستشار الأمن القومي الأمريكي يطالب إسرائيل بالسماح بدخول المساعدات إلى جميع أنحاء غزة    ترتيب الدوري المصري 2023-2024 قبل مباريات اليوم الثلاثاء    عباس أبو الحسن يتكفل بعلاج المصابتين في حادث الدهس بسيارته| خاص    ننشر بالأسماء ضحايا حادث العقار المنهار بالعياط    مصرع طفل وإصابة شقيقه بحلوان.. والسبب «حلة شوربة» ساخنة    الثلاثاء 21 مايو.. توقعات الفلك وحظك اليوم لكافة الأبراج الفلكية    شهداء وجرحى جراء غارة إسرائيلية على منزل لعائلة "أبو طير" شرق خان يونس    اليوم.. طلاب الشهادة الإعدادية بالشرقية يؤدون امتحان مادة الهندسة    خالد عبد الغفار: مركز جوستاف روسي الفرنسي سيقدم خدماته لغير القادرين    قبل طرحه في السينمات.. أبطال وقصة «بنقدر ظروفك» بطولة أحمد الفيشاوي    وزير الصحة: لا توجد دولة في العالم تستطيع مجاراة الزيادة السكانية ببناء المستشفيات    ضياء السيد: مواجهة الأهلي والترجي صعبة.. وتجديد عقد معلول "موقف معتاد"    أمير هشام: الكاف تواصل مع البرتغالي خوان لإخراج إياب نهائي دوري أبطال إفريقيا    صعود مؤشرات الأسهم اليابانية في جلسة التعاملات الصباحية    الاحتلال الإسرائيلي يشن غارات كثيفة شرقي مدينة رفح الفلسطينية جنوبي قطاع غزة    تفاصيل طقس الأيام المقبلة.. ظاهرة جوية تسيطر على أغلب أنحاء البلاد.. عاجل    مندوب فلسطين أمام مجلس الأمن: إسرائيل تمنع إيصال المساعدات إلى غزة لتجويع القطاع    فرصة للشراء.. تراجع كبير في أسعار الأضاحي اليوم الثلاثاء 21-5-2024    أحمد حلمي يتغزل في منى زكي بأغنية «اظهر وبان ياقمر»    مندوب مصر بالأمم المتحدة: العملية العسكرية في رفح الفلسطينية مرفوضة    وزير الصحة: صناعة الدواء مستقرة.. وصدرنا لقاحات وبعض أدوية كورونا للخارج    وزير الصحة: 700 مستشفى قطاع خاص تشارك في منظومة التأمين الصحي الحالي    الطيران المسيّر الإسرائيلي يستهدف دراجة نارية في قضاء صور جنوب لبنان    هل يرحل زيزو عن الزمالك بعد التتويج بالكونفدرالية؟ حسين لبيب يجيب    «في حاجة مش صح».. يوسف الحسيني يعلق على تنبؤات ليلى عبداللطيف (فيديو)    وزير الصحة: العزوف عن مهنة الطب عالميا.. وهجرة الأطباء ليست في مصر فقط    منافسة أوبن أيه آي وجوجل في مجال الذكاء الاصطناعي    محمود محيي الدين: الأوضاع غاية في التعاسة وزيادة تنافسية البلاد النامية هي الحل    مصطفى أبوزيد: احتياطات مصر النقدية وصلت إلى أكثر 45 مليار دولار فى 2018    الأنبا إرميا يرد على «تكوين»: نرفض إنكار السنة المشرفة    «سلومة» يعقد اجتماعًا مع مسئولي الملاعب لسرعة الانتهاء من أعمال الصيانة    مبدعات تحت القصف.. مهرجان إيزيس: إلقاء الضوء حول تأثير الحروب على النساء من خلال الفن    وكيل "صحة مطروح" يزور وحدة فوكة ويحيل المتغيبين للتحقيق    "رياضة النواب" تطالب بحل إشكالية عدم إشهار22 نادي شعبي بالإسكندرية    «الداخلية»: ضبط متهم بإدارة كيان تعليمي وهمي بقصد النصب على المواطنين في الإسكندرية    موعد عيد الأضحى 2024 في مصر ورسائل قصيرة للتهنئة عند قدومه    رفع لافتة كامل العدد.. الأوبرا تحتفي وتكرم الموسيقار عمار الشريعي (تفاصيل)    دعاء في جوف الليل: اللهم ابسط علينا من بركتك ورحمتك وجميل رزقك    بعد ارتفاعها ل800 جنيها.. أسعار استمارة بطاقة الرقم القومي «عادي ومستعجل» الجديدة    ميدو: غيرت مستقبل حسام غالي من آرسنال ل توتنهام    طبيب الزمالك: إصابة أحمد حمدي بالرباط الصليبي؟ أمر وارد    الدوري الإيطالي.. حفل أهداف في تعادل بولونيا ويوفنتوس    إيران تحدد موعد انتخاب خليفة «رئيسي»    إجازة كبيرة رسمية.. عدد أيام عطلة عيد الأضحى 2024 ووقفة عرفات لموظفين القطاع العام والخاص    مصطفى أبوزيد: تدخل الدولة لتنفيذ المشروعات القومية كان حكيما    أطعمة ومشروبات ينصح بتناولها خلال ارتفاع درجات الحرارة    على باب الوزير    كأس أمم إفريقيا للساق الواحدة.. منتخب مصر يكتسح بوروندي «10-2»    سعر الدولار والريال السعودي مقابل الجنيه والعملات العربية والأجنبية اليوم الثلاثاء 21 مايو 2024    وزير العدل: رحيل فتحي سرور خسارة فادحة لمصر (فيديو وصور)    تأكيداً لانفرادنا.. «الشئون الإسلامية» تقرر إعداد موسوعة مصرية للسنة    الإفتاء توضح حكم سرقة الأفكار والإبداع    «دار الإفتاء» توضح ما يقال من الذكر والدعاء في شدة الحرّ    وكيل وزارة بالأوقاف يكشف فضل صيام التسع الأوائل من ذى الحجة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يدّعون علاج السرطان وفيروس سي والضعف الجنسي والسمنة والسكر
!!الموت.. ب «وصفة عطار« !« فهلوية » يقتحمون عالم التداوي بالأعشاب ويتاجرون بآلام المرضي

في السنوات الأخيرة انتشر مصطلح الطب البديل في مختلف أنحاء العالم، وسيطرت معه مطالبات بالعودة إلي الطبيعة لمواجهة السلبيات التي أحدثها التطور، لكن هذا الاتجاه العالمي انتقل إلينا كمفردات خلت من مضمونها العلمي، وبدلا من إجراء تجارب وأبحاث أخذ بعض «الفهلوية» يروجون للشعار ويغلفون به منتجات تداعب أحلام البشر وتزعم أنها تحل مشكلاتهم المرضية في وقت قياسي، لم تفرق بين الصلع والعقم والسكر بل والسرطان أحيانا. وزعموا أن الطبيعة هي مصدرهم الذي لا يمكن أن يؤدي إلي مضاعفات بدعوي أن ما لا ينفع لا يمكن أن يضر! في هذا الملف نطرح قضية تجارة الأعشاب.. التي أكد الكثير من المتخصصين أنها تجارة بأمراض البسطاء وتلاعب بآلامهم. المتهمون كثيرون يعيشون بيننا دون أن يجدوا من يحاسبهم علي أخطائهم التي تصل أحيانا إلي حد.. الجريمة!
العطارون : نطلب التحاليل من المرضي.. ووصفاتنا طبيعية وقوية المفعول
قديما كانت محلات العطارة تكتفي ببيع الأعشاب التي لا غني عنها في معظم الأكلات الشرقية الأصيلة، حيث تعتبر واحدة من أسرار المطعم الشرقي بما تمنحه للأطعمة من نكهات فريدة، لكن الأمر اختلف عندما بدأ بعض العطارين في الرجوع إلي كتب الطب القديمة واستخراج ما بها من وصفات وتقديمها علي أنها أقصر طريق للعلاج، وهكذا تحولت معظم محلات العطارة إلي بديل عن الصيدليات والأطباء في وقت واحد، وأي جولة سريعة لأحدها تؤكد ذلك. حيث تقوم بالترويج لوصفات عديدة وبمقابل لا يزيد غالبا علي 20 جنيها، وقد أغرت المكاسب الي تحققها آخرين فقاموا بافتتاح محلات للمنتجات العشبية التي تعتمد علي الإعلان في وسائل الإعلام لتخاطب شريحة اجتماعية مختلفة، لهذا ترتفع أسعار منتجاتها التي تبدأ من 50 جنيها لأعشاب التخسيس وتصل إلي 1500 جنيه لمنتجات علاج العقم.
وتظل محلات العطارة أكثر قدرة علي جذب المواطنين، وهوما يبرره عبد الرحمن حراز أحد العطارين المشهورين في هذا المجال قائلا: انهيار القدرة الشرائية للمواطنين وارتفاع أسعار الدواء يعتبر السبب الرئيسي وراء لجوء أغلب المرضي إلينا، خاصة بعد التأكد من مدي فاعلية هذه المستحضرات الطبيعة في علاج الكثير من الأمراض، وتخفيف آلام ومضاعفات أمراض أخري، ويضيف أن الفترة الاخيرة شهدت نصيحة معظم الاطباء باستخدام الاعشاب الطبيعية مما جعل الكثيرين يقبلون علي العلاج بالأعشاب الطبيعية بصورة أكبر من الدواء.
ويؤكد أن دوره يقتصر علي إعطاء الأعشاب المناسبة للمرضي بناء علي تشخيص الطبيب، ويضيف: في بعض الحالات مثل مرضي الروماتيزم والعقم أطلب منهم إجراء تحاليل وعرضها علي الطبيب قبل إعطائهم الأعشاب لتحديد الجرعات المناسبة لهم.
ويشير إلي ان بعض الأمراض لا يمكن علاجها بالأعشاب الطبيعية مثل السرطان والقلب، وفي هذه الأحوال تكون الأعشاب مكملة للأدوية الكيماوية أومخففة لمضاعفاتها. ويوضح ان هناك أعشابا طبيعية كثيرة جداً ومتوفرة في مصر ويمكن أن يتناولها الجميع بدون جرعات محددة وعلي رأس هذه المجموعة اليانسون والنعناع والقرفة والزنجبيل والكركديه والعرقسوس، فاليانسون مفيد كمهدئ وموسع للشعب الهوائية وله تأثير علي تقلصات المعدة، والقرفة والزنجبيل لهما تأثير مفيد في حالة التهابات الشعب الهوائية، خصوصاً إذا كان يصاحبها حساسية مثل النزلات الشعبية الرئوية، والكركديه مفيد جداً كمهدئ، أما عن حقيقة تخفيضه لضغط الدم، فهوفي الواقع يزيل التوتر العصبي، وبالتالي إذا كان ارتفاع الضغط نتيجة توتر عصبي فسينخفض ويعود لطبيعته، والنعناع يسمي الغذاء الملكي لأن الملوك والأباطرة لا تخلومائدتهم منه لأنه يهدئ التوترات العصبية ويزيل المغص ويساعد علي إزالة عسر الهضم، ثم يأتي العرقسوس وهومطهر للمسالك البولية ويساعد علي الارتواء ويقاوم الظمأ وبالتالي هومفيد في فترات الصيف، كما أن الخروب مهدئ للأمعاء، والتمر هندي منعش في الصيف، وبعض النباتات الصحراوية مثل المرمرية وهومتوفر في شمال سيناء وهو عشب يساعد علي التخلص من مغص الأمعاء بطريقة مريحة للمريض، ويوجد أيضاً في وادي حلفا نبات يسمي «حلفا بر» ويساعد في توسيع قنوات المسالك البولية لدرجة أنه قد يساعد أحيانا علي التخلص من بعض حصوات المسالك البولية الصغيرة، وورق الجوافة عندما يغلي يكون مفيدا جداً لمقاومة السعال، خصوصاً إن كانت نتيجة التهاب وحساسية..
ويحذر حراز من تناول بعض الأعشاب التي توجد بها مركبات دوائية ويشير إلي أنها موجودة ومتوافرة بأسعار رخيصة جداً، ويؤكد أن عدم الحرص في استهلاكها قد يسبب أنواعاً من التسمم مثل ما عشب «السلامكي» الذي يستخدم كعلاج للإمساك.
من جانب آخر يناشد سعد حنفي أحد العطارين الجهات المختصة أن تفرض رقابة علي المنتجات التي تباع علي الارصفة باسم الاعشاب الطبيعية لأنها غير حاصلة علي تصريح وزارة الصحة وتسبب أضرارا بالغة للمرضي، كما أكد علي عدم استخدم اي دواء أواعشاب من إعلان تليفزيوني أومجهول المصدر إلا بعد التأكد من إجازته بواسطة هيئة الرقابة الدوائية بوزارة الصحة.
8 ملايين جنيه حجم تجارة الأعشاب في القاهرة وحدها
سحر «هيرست» الفرعوني و«شين تونج» الصيني مازال مستمرا
رئيس شعبة العطارين:الناس تلجأ للأعشاب بسبب غلاء الأدوية وعدم فاعليتها
نقابة الأطباء :ظاهرة خطيرة والمجلس الجديد يضعها في أجندته
وصفات العطار علاج الفقراء الوحيد
التداوي بالأعشاب ليس وليد اليوم، فمنذ بدايات الإنسان الأولي كانت الأعشاب وسيلته الوحيدة للتغلب علي آلامه، لهذا احتل ساحر القبيلة مكانة متميزة بها، وكان لقربته الشهيرة التي يخلط فيها الأعشاب سحرها، ومع ظهور الحضارات تم وضع أسس لاستخدامها من جانب السحرة والكهنة الذين استمروا في القيام بمهمة الطبيب. استخدم المصريون القدماء الأعشاب منذ أكثر من 4000 سنة واعتمدوا عليها في تحنيط جثث الموتي وحفظها من التلف، كما عرفوا فوائدها الطبية، حيث اكتشف علماء الآثار العديد من البرديات التي تدون وصفات لعلاج العديد من الأمراض مثل بردية «هيرست» و»ايبرس» و»برليت»، وقد عثر العلماء أيضاً علي أسماء النباتات الطبيعية علي النقوش التي وجدت علي جدران المعابد مثل الفجل في بعض مقابر الأسرة الثانية عشرة الذين كانوا يستعملونه كقطرة للأذن.. وتفرد الصينيون القدماء في تجريب التداوي بالأعشاب علي أنفسهم أولاً قبل الحيوانات، وظهر ذلك في منهج «شن تونغ» في عام 2200 ق.م.. كما كان لعلماء الإغريق فضل كبير في إنشاء المدارس التي تهتم بعلم الطب والصيدلة ووصف خواص جميع النباتات والأعشاب التي كانت تنمو في اليونان، ويعد أبرزهم أبقراط «أبوالطب» ونيوفراستوس «أبوالنبات».
وكان للعرب باع طويل في المعالجة بالنباتات والأعشاب باعتمادهم علي التجارب والملاحظات والبحوث، ويعود إليهم الفضل في تعميق المفاهيم والمعارف حول الخصائص العلاجية للنباتات.. ويعد الرازي وابن سينا وابن بيطار من أبرز هؤلاء العلماء.. ونتيجة للتطور المستمر في علم طب الأعشاب فقد سنت دساتير له في العديد من الدول منها الصين والهند وألمانيا وبريطانيا وأمريكا.
ورغم اعتقاد الكثيرين أن الأدوية المصنعة أدت إلي تراجع التداوي بالأعشاب إلا أن الواقع يقول عكس ذلك، فقد أثبتت منظمة الصحة العالمية عكس ذلك، حيث قدرت أن 80 ٪ من سكان بعض دول آسيا وأفريقيا يستخدمون أدوية الأعشاب في مجالات الرعاية الصحية الأساسية بالإضافة إلي أن دراسات أجريت بالولايات المتحدة وأوروبا أظهرت تزايد استخدام الأعشاب بشدة في السنوات الأخيرة، بجانب ألمانيا التي تنتشر فيها المراكز المخصصة للعلاج بالأعشاب الطبية.. ووصل عددها حتي عام 2001 فقط إلي 2000 مركز.
ولكن يجب التوعية بالآثار الجانبية للأعشاب الطبية وتصحيح اعتقاد الناس بأن كل ما هو طبيعي لايضر، هذا ما يؤكد عليه المحجوب عبد الفتاح رئيس شعبة العطارين بالغرفة التجارية في القاهرة و«الشهير برجب العطار» حيث يوصي بضرورة وعي من يعمل في مجال الأعشاب بأهمية كل عشب وآثاره الجانبية وكيفية تحضيره وتنظيفه وتعقيمه، لأن هناك أعشابا تسبب أضرارا كبيرة إذا تم استخدامها بشكلها الأولي مباشرة دون تعقيم.. ويوضح أن حجم التجارة في الأعشاب الطبية بالقاهرة الكبري فقط وصل إلي 8 ملايين جنيه سنويا، ويشير إلي أن عدد العطارين المسجلين في الغرفة التجارية بالقاهرة يبلغ 4 آلاف عطار.. ويرجع المحجوب اللجوء الواضح للتداوي بالأعشاب حاليا إلي قلة المادة الفعالة في الأدوية.
يبدو أن تزايد حجم هذه التجارة له ما يبرره لدي المواطنين حيث تؤكد عزة ابراهيم ربة منزل أن الأعشاب لها فائدة واضحة في علاج بعض الأمراض خاصة الجلدية والانفلونزا والصداع، وتضيف أن لجوءها للعلاج بالأعشاب جاء بالصدفة، وتوضح: كانت ابنتي تعاني من تساقط الشعر وبالصدفة اشتريت من احد العطارين علبة بها خلطة من مجموعة اعشاب طبيعية وكانت لها نتيجة ايجابية، ورغم ذلك تؤكد عزة أنها تفضل الذهاب للطبيب في حالة الأمراض المزمنة لعدم ثقتها في مدي تأثير العشب وقدرته علي التحكم في المرض. في المقابل تنصح سهير عبد الحي «موظفة» بعدم اللجوء للعطار إلا بعد تشخيص المرض جيدا من الطبيب.. وتبرر نصيحتها قائلة: لسنوات طويلة ظللت أستخدم الاعشاب الطبية لعلاج معظم الامراض لي ولأسرتي، وفي احدي المرات شعرت بآلام شديدة وكالعادة اتجهت الي العطار فقدم لي وصفة من الأعشاب ظللت أتعاطاها لمدة سنتين، ونظرا لأنها لم تنجح في تسكين آلامي فقد اتجهت الي الطبيب لأكتشف انني أعاني من مرض السرطان وأن المرض قد تمكن من جسدي بسبب تأخري عن تناول دوائي الصحيح كل هذه الفترة.
من جانبها تؤكد نقابة الأطباء أن اللجوء للعلاج بالأعشاب من خلال العطارين والإعلانات التليفزيونية ظاهرة خطيرة تستحق التصدي لها.. حيث يري د.أحمد شوشه عضو مجلس النقابة العامة لأطباء مصر أن لجوء المريض للعلاج بالأعشاب يعتبر جريمة من صنع المنظومة الصحية في مصر التي يدعمها تخاذل الدولة فالأجور الضعيفة تدفع الطبيب للانحراف برفع أسعاره.. وهناك بعض الأطباء المصريين الذين يصل سعر كشفهم إلي 500 دولار، وبعضهم يتاجرون بالحالة الحرجة للمريض برفع سعر الكشف تحت مسمي «الكشف المستعجل».
كما يحمل أسعار الدواء جانبا من المسئولية فيؤكد أن ارتفاعها المبالغ فيه ناتج عن الفساد الإداري الذي يساعد في التلاعب في تسعير الدواء، حيث تقوم شركات الأدوية بتقديم تكلفة الدواء لوزارة الصحة وهي تشمل التكلفة الفعلية والأبحاث بجانب الدعاية والربح ولكن مع المبالغة في تكلفة الأبحاث والدعاية لأنها تضيف إليها الهدايا التي تمنح لبعض الأطباء لكي يصفوا الدواء لمرضاهم بصفة مستمرة، وهي تكلفة تكبدها مبالغ طائلة في معظم الأحيان.. والدليل علي ذلك وجود نفس المادة الفعالة للدواء بنفس التركيز في الأسواق لكن بأسماء تجارية مختلفة وأسعار متفاوتة، ويضرب مثلا بمادة البريجبالين التي تستخدم لعلاج الصرع والتشنجات والتهابات الأعصاب وتتوافر بالصيدليات في 25 منتجا بنفس التركيز ولكن بأسماء مختلفة وأسعار تتفاوت بين 134 إلي 32 جنيها.
ويشدد د.شوشة علي أن أهم الحلول الفورية للإصلاح أن تؤمن الدولة للمريض الأدوية المنقذة مثل أدوية القلب والأمراض العصبية والضغط والسكر، وأن تكون هناك مراقبة جيدة علي تسعير الأدوية بالإضافة إلي تفعيل برنامج مجلس نقابة الأطباء الجديد الذي يتضمن ضرورة سحب ترخيص المهنة من الأطباء الذين يرفعون أسعار الكشف بصورة مبالغ فيها.
ويوجه إنذارا لجميع الجهات التي تساعد في بث الإعلانات الوهمية التي تزعم قدرة بعض المنتجات العشبية علي علاج أمراض معينة، ويشير إلي أنها تضر بالمرضي وقد تؤدي إلي الموت.. فمعظمها غير مصرح بها من وزارة الصحة، وهناك من يحصل علي التصريح لمنتج ما ويقدم للجمهور منتجا مختلفا.. ويشير إلي أن إعطاء تصاريح لهذه المنتجات يتنافي مع قواعد البحث العلمي لعدم وجود طريقة تداول منضبطة لها من خلال مقاييس معينة مثل الدواء، وهوما يؤدي إلي عدم التحكم في الجرعات التي يتناولها المريض.. وهوما يسبب أضرارا جسيمة للإنسان قد تؤدي للوفاة.. ويضيف: بالرغم من أن الأعشاب هي مصدر الدواء إلا أنها تحتوي علي مواد سامة أيضا، كما أن تركيز المادة الفعالة في الأوراق يختلف عن الفروع، وأيضا تتواجد أعشاب يحتم جمعها في أوقات ومواسم معينة لضمان فعاليتها.. لهذا لابد من إنتاج الدواء العشبي في معامل خاصة لكي تتجنب المواد السامة وتضبط تركيز المادة الفعالة وتضيف بعض المكملات بنسب دقيقة كما تحدد الجرعة الواجب تناولها لضمان عدم وقوع أي أضرار علي المريض.
وتؤكد د.ريهام إكرام عضو مجلس نقابة الأطباء أن الرقابة علي هذه المنتجات العشبية ضمن بنود أجندة عمل المجلس الجديد للنقابة لأن هذا الأمر يضر بالمريض والطبيب أيضا.. وتوضح أنه يمكن للنقابة أن تبحث وتحدد مدي فاعلية هذه المنتجات، لكنها لاتستطيع اتخاذ أي إجراء سوي مخاطبة وزارة الصحة لأن النقابة ليست جهة تنفيذية.. وتنصح من يرغب في تجربة مثل هذه المنتجات بأن يتعرف أولا علي المواد الفعالة فيها والأعراض الجانبية لها ومعرفة من يستطيع استخدامه، وأيضا لابد من التأكد أن من يروج لها طبيب بشري ليستطيع أن يحدد مدي فعاليتها وآثارها.
نعالج الصلع ونقضي علي السمنة في أسبوع!
خبراء الإعلام: إعلانات بيع الوهم تستوجب تدخل الدولة
حماية المستهلك: إحالة 18 قناة فضائية مخالفة للنيابة العامة
«الغلابة» يرفعون شعار «أسأل عطار ولا تسأل طبيب»
لسنوات طويلة ظل العطارون يقومون بتقديم وصفاتهم للبسطاء، لكن دورهم كان محدودا لأن مجال تأثير غالبيتهم كان محكوما بحيزهم المكاني. وخلال السنوات الأخيرة تبدلت الأمور بعد أن اخترقت هذه التجارة حدود الفضاء، وأطلت علي الملايين عبر شاشات الفضائيات التي تروج لمنتجات مجهولة الهوية وتقوم بتوصيلها للمنازل. دون أن يعرف المريض أي شيء عمن قام بتصنيعها لأنه لا يقابل سوي مندوب يطرق بابه ويسلمه المنتج الوهمي.
رصدت الأخبار بعض هذه الإعلانات فوجدت بها مبالغات شديدة تثير الشك. من بينها منتج لتخفيف الوزن زعم من يروج له أنه مصنوع من الأعشاب الطبيعية، وأنه يقوم بتخسيس أكثر من 8 كيلوجرامات في الاسبوع الواحد دون آثار جانبية!! وتتراوح أسعار منتجات التخسيس في الإعلانات ما بين 99 و300 جنيه!
منتج آخر يعالج العقم لدي النساء والرجال بأسعار تتراوح بين 255 جنيها و400 جنيه، وأعشاب أخري تعيد الصحة للإنسان عن طريق امتصاصها للرطوبة من الجسم بنقعها في ماء ووضع القدم بها لمدة 10 دقائق فقط، وأخري لعلاج الصلع الوراثي في اسبوع ويحول الصحراء إلي واحة علي حد ادعائهم، هذا بخلاف مركبات علاج السكر التي يوهمون المرضي بأنها تقضي علي المرض نهائيا ويروجون لها بقولهم: ادفع نصف ثمنه والنصف الآخر بعد الشفاء.
عرضنا الأمر علي خبراء الإعلام فاستنكروا ما يحدث وشددوا علي ضرورة مواجهته بحسم،
ويري الدكتور فاروق ابوزيد أستاذ الإعلام أن هذه الإعلانات الوهمية أصبحت مادة تشغل معظم القنوات خاصة الفضائية، رغم أن القانون العام وقانون الصحافة وميثاق الشرف الصحفي والاعلامي يمنع هذا النوع من الإعلانات، ويؤكد أن وزارة الصحة تقدمت بشكوي من قبل للنائب العام تفيد عدم موافقتها علي منتج معين ولكن القنوات قامت بالترويج له.. مشيرا الي أن هناك معالجتين لهذه الظاهرة، الأولي قانونية بمنع إذاعة هذه الإعلانات بالقنوات الفضائية وتطبيق العقوبات والغرامات، والثانية أخلاقية وتتمثل في تفعيل ميثاق الشرف الصحفي والإعلامي.
ويشدد د. فاروق علي ضرورة التوعية الإعلامية لكنه يتساءل كيف نطالب وسائل الإعلام بتقديم التوعية وهي المستفيدة ماديا من تلك الفوضي الاعلانية؟ بل إنها تقدمها في برامج وإعلانات متواصلة يوميا متجاهلة مصلحة المواطنين الصحية..
ويؤكد د. محمود علم الدين «أستاذ الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة» ضرورة حصول الإعلانات التي تروج لسلعة صحية أو دواء علي موافقة وزارة الصحة وأن تقر بواسطة جهة طبية رسمية حتي نضمن صحة المنتج ودقته،مضيفا أنه سبق أن تحدث الدكتور عبدالحميد أباظة مساعد وزير الصحة عن هذا الموضوع وتم عقد ندوات ومؤتمرات وأكدت وزارة الصحة أنها لم تقدم التراخيص الطبية لمعظم المنتجات والسلع التي يتم الترويج عنها.
ويشير الي أهمية دور مدينة الإنتاج الإعلامي في تحذير القنوات الفضائية وتنبيهها لعدم عرض هذا النوع من الإعلانات إلا بموافقة وزارة الصحة حتي لا تتعرض للمساءلة القانونية والعقاب، خاصة أن هناك إعلانات غير أخلاقية وتخدش الحياء العام وتقدم بطريقة مبتذلة، بجانب الإعلانات المضللة التي تعد الناس بأوهام مخالفة للحقيقة وتضر بصحتهم.
ويشير الدكتور عدلي رضا «أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة « إلي أن فوضي الإعلانات جزء من فوضي الإعلام، فلا توجد ضوابط حاكمة تنظم الإعلانات علي الشاشات الفضائية التي تريد الحصول علي الأموال وتسعي إلي الماديات علي حساب المهنية والمصداقية، مضيفا أن معظم الإعلانات تقدم مستحضرات وهمية مستغلة مشاكل المواطنين الصحية ورغبتهم في الشفاء السريع، بجانب إدعائها أنها مصرحة من قبل وزارة الصحة، لذا فيجب علي كل قناة أن تحصل علي تصريح من وزارة الصحة للمنتج الذي تعلن عنه لضمان الصحة العامة وعدم الإضرار بها.
ويؤكد عدلي أهمية توعية الناس ليميزوا بين المنتجات الجادة وغيرها من خلال وسائل الإعلام القومية الوطنية أكثر من الخاصة، وذلك من خلال الموضوعات في الصحف والبرامج التي تستضيف الأطباء لتقديم النصائح لتوخي الحذر من تلك الأوهام وتثقيف المرضي ودعوتهم لإحكام العقل، وأيضا يقع علي عاتق المدرسة والجامعة دور كبير في توعية الطلاب خاصة أساتذة الإعلام والطب بالإضافة للمساجد والكنائس ودور العبادة.
ويطالب بوضع تشريعات تنظم العمل في القنوات الفضائية التي تعمل بشكل عشوائي وأيضا مراقبة الإعلانات التي تعرض عليها من الناحية الأخلاقية والطبية لوضع حد للانفلات الحالي، بالإضافة الي ضرورة وجود ضوابط رادعة من وزارة الصحة وأجهزة الأمن القومية لإعادة الضمير الضائع بالمجتمع واستيقاظه. ويؤكد اللواء عاطف يعقوب رئيس جهاز حماية المستهلك أن ردع من يبث الإعلانات المضللة لهذه المنتجات الوهمية يأتي علي رأس اهتمامات الجهاز. ويضيف: قمنا بتحويل 18 قناة فضائية للنيابة خلال السنة الماضية بناء علي مادة قدمتها لنا جمعية حماية المشاهدين والقراء تؤكد أنها تبث اعلانات مضللة وأخري تخدش الحياء..
الأطباء يصرخون: الأعشاب فيها سم قاتل
التجار يخلطونها بالأدوية دون التزام بالجرعات
البتولا بيضاء وحشيشة الملائكة أبرز الوصفات الشعبية للعلاج
العودة إلي الطبيعة شعار جذاب. هذا الشعار جعل البعض يعتقدون أن الأعشاب واحدة من أساسياته، واعتبروا أنها لن تضر حتي إذا لم تنفع، لكن هؤلاء لا يعرفون أن الأعشاب فيها سم قاتل حسبما يؤكد الأطباء. والمآسي التي نتجت عن التطبيق الخاطيء لهذا الشعار كثيرة ! في البداية يؤكد د.هشام أيوب عضوالجمعية الأوروبية لدراسة أمراض الكبد أنه تم اكتشاف ضرر بعضها علي الكبد حيث تسبب تسمما وترفع نسبة الصفراء، لا يتوقف الأمر عند هذا الحد بل قد يمتد لما هوأكثر، ويوضح: هناك حالات لجأت لعلاج فيروس سي عن طريق الطحالب وكانت النتيجة وفاة بعضها وزيادة الصبغة الجلدية لدي البعض حيث انتشرت بقع سوداء في جميع أنحاء جسمهم.. كما تسببت أعشاب أخري في إصابة بعض المرضي بفشل كبدي المرضي بعد امتناعهم عن تناول دوائهم الطبيعي الذي يوائم حالتهم.
ويشير إلي أن هناك وصفات عديدة من الطب البديل يتوهم البعض فعاليتها في علاج فيروس سي وكثير من الأمراض رغم أن معظمها يسبب أضرارا جسيمة للمرضي ومنها استخدام بول الإبل والعلاج بالماء الساخن من خلال حقن الكبد به مما يسبب تدميره في وقت بسيط لأنه يكوي أنسجته الداخلية بالإضافة إلي التعرض للأشعة فوق البنفسجية التي ثبتت خطورتها التي قد تسبب سرطان الجلد، وأيضا الحجامة التي قد تعرض المريض للنزيف وتلوث الجرح وتنقل الأمراض.. وينصح د.هشام المرضي بعدم المخاطرة بتناول أي دواء يكون له مصدر واحد فقط.. فلابد من توافره في الصيدليات.. كما يشدد علي عدم شرائه من عيادة الطبيب خاصة بعد أن تم اكتشاف أن بعضها لا يحتوي علي أي مادة علاجية فقد كانت مكونة من الحلبة المطحونة فقط !!
تطبيق القانون
ويناشد د.حمدي السيد نقيب الأطباء الأسبق مسئولي وزارة الصحة والقمر الصناعي المصري أن يحكموا الرقابة علي إعلانات الأعشاب الوهمية في القنوات الفضائية المختلفة، وأن تقوم الأولي بالإشراف علي هذه المنتجات وتحليلها لأن ضرر بعضها قد يصل إلي درجة إحداث تسمم، ويضرب مثلا بالمخدرات فهي عبارة عن أعشاب ولكن ضررها فائق.. ويؤكد أن الدستور يعطي الوزارة الحق في الإشراف والرقابة، كما انه لاتوجد أي دولة بها إشراف ونظام صحي جيد تسمح بذلك.. ويؤكد: عندما كنت نقيب الأطباء كانت النقابة ترصد هذه المنتجات لمعرفة هل تم اختبارها وتسجيلها، ونقوم بإبلاغ وزارة الصحة عن المخالف كما كنا نرصد بعض الأطباء المعروفين الذين يتداولون أدوية غير مرخصة.
ويوصي د. حمدي بأن يقوم مسئولوالقمر الصناعي بإلغاء تصاريح اي قناة تسمح بإذاعة مثل هذه الإعلانات، وأن يتم وضع ضوابط تمنع هذه القنوات من الترويج لأي منتج له علاقة بمهنة الطب، وذلك لحماية المواطن من الغش والتدليس.. ويشدد علي أهمية تطبيق القانون علي من يروجون لهذه السلع الوهمية ليكونوا عظة للآخرين.. وينصح من يريد العلاج بالأعشاب باللجوء إلي هيئة رسمية متخصصة مثل لجنة الأعشاب بالمركز القومي للبحوث.
ضحايا الأعشاب
ويشير د.محمد حشيش استشاري أمراض الباطنة بمستشفيات جامعة عين شمس إلي أن بعض العاملين في مجال العلاج بالأعشاب يتحايلون ويضعون في منتجاتهم أدوية تعالج المرض ويدعون أنها أعشاب وهوما يسبب ضررا بالغا للمرضي قد يصل في بعض الحالات للوفاة..
ويستطرد قائلا أن هناك بعض مرضي السكر استمعوا إلي نصائح تجار الأعشاب وتناولوا الترمس والبصل بدلا من علاج السكر وكانت النتيجة دخولهم الرعاية المركزة بسبب زيادة الأسيتون في البول.
ويناشد البرامج التليفزيونية بضرورة توخي الحذر أثناء اختيار ضيوفهم الذين يتحدثون في مجال الصحة والأعشاب، لأنهم في معظم الأحيان يقدمون معلومات مغلوطة أوغير كاملة تتسبب في أذي العديد من المرضي، وضرب مثالا بمريض ضغط لم يتناول دواءه لأنه استمع في أحد البرامج أن الشطة تنشط الدورة الدموية وتفيد مرضي ضغط الدم فاعتقد أنه يمكنه الاكتفاء بأكل الشطة وعدم تناول الدواء مما أدي إلي ارتفاع ضغطه بشكل كبير وإصابته بجلطة ودخوله الرعاية المركزة.. وينصح في النهاية كل من يتناول أعشاب التخسيس بعدم الإكثار منها لأنها تحتوي علي نسبة سمية عالية قد تسبب ضررا أكثر من نفعها.
باحثون ومديرو مستشفيات يدافعون عن العلاج بالأعشاب:مستعدون لتدريب الأطباء رحمة بالفقراء
علي صعيد اخر اشاد بعض الخبراء والاطباء باللجوء للاعشاب في العلاج واكدوا فعالية الكثير من الاعشاب في التداوي واشاروا الي ان اصحاب المصالح مع شركات الادوية يحاولون عرقلة عمليات العلاج بالاعشاب حفاظا علي مصالحهم لكنهم اشترطوا ان يكون العلاج بالاعشاب وفقا لاسس علمية وضوابط صارمة تضمن تحقيق الاهداف المرجوة وعدم الاضرار بالمرضي مطالبين بتقنين الظاهرة.
في البداية يصف د.سعيد شلبي رئيس وحدة العلاج بالأعشاب الطبية بالمركز القومي للبحوث معظم اعلانات المنتجات العشبية التي تبثها الفضائيات بالنصب ويدلل علي ذلك بأنه لايمكن معرفة أماكن وجود مصدر الإعلان كما أنه لايمكن لأي مريض أن يتحدث مع الأطباء الذين يعلنون عن المنتج، وبالتالي لايمكن مساءلتهم إذا نتج أي ضرر عن استخدام منتجاتهم أو إكتشف من تعاطاها عدم فعاليتها.. لهذا ينصح بعدم شراء أي منتجات إلا من مكان معروف.. ويشير إلي أن معظم العاملين في مجال العلاج بالأعشاب بصفة عامة غير مؤهلين علميا لأداء هذه المهمة فمنهم خريجو الزراعة والعلوم الذين لا يستطيعون علاج أي آثار جانبية قد تحدث.. ويضيف: في المقابل قد يعتبر العلاج بالأعشاب علي يد الطبيب خطوة مهمة جدا لحل مشاكل ارتفاع أسعار الدواء في مصر.. خاصة أن الحالة الاقتصادية الحالية جعلت معظم المرضي يزورون الطبيب في الحالات الشديدة جدا فقط، دون أن يستطيعوا شراء الأدوية.. لذا فإنهم يكتفون غالبا بالذهاب للصيدلي لوصف الدواء لهم مباشرة لتوفير قيمة كشف الطبيب أو يذهبون للعطار لأخذ وصفة عشبية تكون أوفر سعرا عن كثير من الأدوية. ويؤكد د.سعيد عن استعداد المركز القومي للبحوث لتنظيم دورات تدريبية للأطباء لتدريبهم علي العلاج بالأعشاب الطبية حتي يستطيعوا مداواة المرضي عن طريقها.. وذلك لإنقاذ المرضي من التوجه للعطارين الذين لا يمتلكون خبرة طبية لعلاجهم.
ويضيف علي الرغم من توجه العالم بأكمله نحو العلاج بالأعشاب إلا أن وزارة الصحة المصرية تغلق جميع الأبواب أمام هذا الاتجاه من أجل المصالح مع شركات الأدوية.. رغم أنه إذا تم الاهتمام بالأعشاب والاستفاده منها في الوصول لأدوية حديثة تحت رقابة وزارة الصحة ستلقي إقبالا جماهيريا ودوليا كبيرا خاصة من دول إفريقيا وسينجم عنها مكاسب هائلة خاصة أن مصر دولة غنية بالأعشاب الطبية المختلفة وأيضا بالأبحاث العديدة للعلاج بها.
فعالة ولكن!
من جانبها يؤكد د.بهاء الدين أحمد مدير مستشفي الجلاء العسكري انه علي الرغم من عدم وجود أسس علمية حالية للعلاج بالأعشاب إلا أن بعضها أثبت فائدته، ويضيف: يجب ألا نستهين بخبرات من أجروا دراسات علمية عليها وتوصلوا إلي نتائج مهمة وفعالة.. لكنه يوصي بضرورة تشكيل لجنة من وزارة الصحة تتفرغ لتقييم هذه الدراسات علميا وإجراء التحاليل المطلوبة للتأكد من جديتها ونتائجها، ثم توثيقها تمهيدا لتنفيذها من خلال شركة أدوية وبذلك تصبح لدينا صناعة دوائية من الأعشاب مبنية علي أسس علمية.
ويشير د.بهاء إلي أن معظم المرضي الذين يلجأون للعلاج بالأعشاب من خلال العطارين أو الفضائيات هم من أصحاب الأمراض المزمنة أو من يجدون صعوبة في الشفاء بالأدوية المعتادة، فيحاولون تجربة الأعشاب اعتقادا منهم أنها لن تضرهم.. وينصح هؤلاء المرضي بالتأكد من حصول هذه المنتجات العشبية علي تصاريح لتفادي الأضرار التي قد تنجم عنها لأن من يروجون لها يمتلكون بعض صفات الدجالين ولهم القدرة علي إقناع الناس بمنتجاتهم.
ويري د.محمد السوداني مدير مستشفي السلام أن سكان المناطق الشعبية هم الأكثر تداولا لهذه المنتجات العشبية الوهمية، لأن لديهم اعتقادا أن العلاج بالأعشاب أفضل من الأدوية ويظنون أنه لا توجد آثار جانبية له.. وليست لديهم فكرة عن أنها قد تعالج مرضا ما وتؤثر بالسلب علي آخر، خاصة أن من يبيع هذه المنتجات لن يتعرف علي التاريخ المرضي للمشتري، وإذا عرفه قد لا تكون لديه الخبرة لمعرفة آثارها الجانبية علي بقية الأمراض.. ويصف الإعلانات المروجة للأعشاب بأنها كارثة كبيرة.. وتعتبر عملية نصب واضحة لأن معظمها يكون عبارة عن ألوان وروائح صناعية فقط ولا يحتوي علي أي أعشاب.. وينصح بضرورة التوعية بخطورة هذه المنتجات من خلال حملات في الإعلام المرئي والورقي، حتي إذا كانت نسبة نجاحها ضعيفة، لكنها علي مدار الوقت ستثبت تأثيرها.
خطوات الترخيص
وتوضح د.هناء حسين نائب رئيس وحدة الأغذية الخاصة بمعهد التغذية خطوات حصول المادة العشبية علي ترخيص وزارة الصحة فتشير إلي أنها تتمثل في استيفاء الأوراق والمعلومات المطلوبة، ثم عرض المنتج علي لجنة فنية لتقرر نفعها من عدمه وبعدها يتم تحويله لقسم التحاليل ليتضح مدي مطابقة النتائج للمواصفات ثم يتم عرضه علي لجنة تمهيدية لتقرر مدي استيفاء البطاقة الملصقة علي المنتج للبيانات المطلوبة من مكونات وغيرها.. ويلي ذلك دراسة اللجنة المستديمة للمنتج وفحص جميع نتائج اللجان السابقة لها، وفي النهاية يعتمد من الوزير ويحصل المنتج علي رقم الترخيص..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.