اهتمام شعبي ملحوظ بقرار وزارة الصحة باغلاق مركز حساسين للعلاج بالأعشاب بعد اثبات المعامل أن منتجاته بها مواد غير مسجلة وبعضها يخص منتجات أخري كما أن لها آثاراً سلبية خطيرة علي صحة الإنسان مع الترحيب بالقرار. يؤكد الأطباء والمرضي ل "الجمهورية" أن القرار تأخر كثيرا. تحكي سامية محمد عن تجربتها مع شاي التخسيس بعد الترويج له عبر القنوات الفضائية والذي تجاوز سعر القرص فيه ال 20 جنيها وعندما سألت في الشركة المعلنة عن نتيجته اوضحت أنه لا يؤدي للتخسيس ولكنه يقوم بتثبيت الوزن فقط مما آثار الشك في نفسها فسألت أحد الأطباء فأكد لها أنه ضار جدا بالصحة. وتؤكد عبير محمد أنها تعاملت مع أحد هذه المنتجات بالفعل وهو شاي التخسيس حيث تناولته لفترة وبعدها اصيبت "بإمساك شديد" وباستشارة الطبيب أكد أن كل ما يفعله هذا الشاي هو فقد الجسم للسوائل وعندما توقفت عن استخدامه عاد وزنها لأكثر ما كانت عليه. السيد عبدالمنعم السيد يشير إلي أنه مريض بفيروس سي وذهب لأحد المراكز ليعالج الفيروس بخلطة أعشاب مقابل 1800 جنيه وبالفعل أخذت جرعة العلاج المحددة ولكن شعرت بآلام شديدة وذهبت إلي احد المستشفيات لعمل تحليل ووجدت نسبة الفيروس وصلت الي 2 مليون بعد أن كانت قبل العلاج 330 ألفا وأكد الأطباء أن السبب هو التركيبة التي تناولتها. فطريات سامة أما سعاد سيد فتقول بالفعل كنت أشاهد اعلان مركز حساسين والأعشاب التي يطرحها لعلاج الأمراض المختلفة وكنت اعاني من النحافة وتوجهت الي فرع الوراق وقمت بشراء مربي النحافة وعسل نحل ولكن اصيبت بمغص شديد وتم حجزي بمركز السموم ثلاثة أيام واكد الاطباء أن التركيبة التي اخذتها بها فطريات اصابتني بالتسمم. وتشير فوزية حسن مروجي هذه المنتجات تستخدم شعارات دينية وأنه تم تركيبها علي أساس علوم الطب النبوي وأنها تحتوي علي مواد طبيعية مائة في المائة ولا تحتوي علي منتجات كيماوية وقد يظن الكثير أن هذه المنتجات لا تضر باعتبارها طبيعية ويقدمون علي شرائها مما يؤدي الي وقوعهم في كثير من المشاكل الصحية. الدكتور هشام الخياط رئيس قسم الكبد والجهاز الهضمي بمعهد تيودر بلهارس هذه التركيبات سامة للغاية لانها تكون من مواد مجهولة بالاضافة إلي أن طريقة تصنيعها تتم في بيئة غير مهيئة تسمح بنمو الفطريات ومثل هذه الأدوية عبارة عن سموم تدخل الي الجسم وتؤدي الي رفع أنزيمات الكبد وسرطانات ويروي لنا الخياط عن واقعة أن مريضة جاءته محولة من أحد هذه المراكز وحدثت لها مضاعفات خطيرة بعد إعطاءها جرعة من هذه الأدوية وتم وضعها في العناية المركزة لمدة شهرين حتي تخلص جسمها من السموم ولكنها أصيبت بفشل كلوي وكبدي حاد. مركبات عشوائية يضيف الدكتور محمود عمر مؤسس المركز القومي للسموم أن تجارة الأعشاب نصب واحتيال علي المريض فكيف بعد التطور العلمي الهائل في مجال الأدوية نعود للخلف بسبب بعض معدومي الضمير الذين يقومون بتصنيع تركيبات مجهولة بطريقة عشوائية ويدعون قدرتها علي الشفاء من الأمراض موضحا أنها تؤدي الي حدوث اضرار جسيمة بصحة الإنسان بسبب وجود فطريات ومواد غير مصرح باستخدامها مشيرا أن الأدوية التي تستخدمها تأتي من أصول نباتية ودوائية تمت دراسة مكوناتها ومعرفة اعراضها ومخاطرها وخضعت للتحليل والرقابة قبل طرحها للمرضي خلال فترة ما بين 3 : 10 سنوات ويتم تجربة الدواء علي مجموعة من المتبرعين. ويضيف عمر أنه عند حدوث أي اضرار للمريض بسبب تناوله لدواء معين مسجل بوزارة الصحة يقوم بعمل محضر لضمان حقوقه ولكن عند استخدام التركيبات العشبية يصعب تحديد الجاني فهم يعتمدون علي مندوبي المبيعات. الدكتور سيد ابوالفتوح رئيس معهد البحوث الدوائية بالمركز القومي للسموم يقول تجارة الأعشاب علم موجود بالفعل باستخلاص مواد معينة من اعشاب لخدمة مرض معين وبنسب محددة وتخضع لرقابة اثناء تصنيعها ولكن في مصر لا تتم علي اسس علمية سليمة والكثير قد يدعي معرفته بهذا العلم ولكن هذه المنتجات تحتوي علي مواد ضارة بالأصحاء قبل المرضي فتحدث المشاكل الصحية فكيف يتم علاج السرطان بالأعشاب والخطر الأكبر أن هناك قنوات فضائية تروج لهذه المنتجات بطرق كثيرة لإقناع المريض لشرائها. الدكتور عمرو سعد مدير مركز اليقظة الدوائية بوزارة الصحة اننا نتلقي شكاوي يومية من المواطنين بسبب هذه المستحضرات الوهمية وبالفعل يتم التحرك سريعا ولكن المشكلة تكمن في أن معظم هذه المنتجات تعتمد اعتمادا كاملا علي مندوبي المبيعات ويتم استقبال المكالمات الهاتفية في شقق خالية من المستحضرات ورغم ذلك مستمرون في الحملات الرقابية وبناء عليها تم اغلاق مركز حساسين حيث كان يروج لمنتجات عشبية ويدعي قدرتها علي منح الجسم المناعة وتحسين وظائف الكبد والكلي عندما تم سحب عينات وارسالها للتحليل من المنتجات اتضح أنها تحتوي علي مواد غير مسجلة وغير معروفة كما أن ارقام التسجيل المثبتة عليها تخص منتجات أخري ولها آثار جانبية خطيرة علي صحة الإنسان وإدعاء صاحب المركز بأنه لم يصدر قرار من النيابة مرفوض لأن وزارة الصحة تملك الضبطية القضائية وقد ساعدتنا جمعيات حماية المستهلك التي تملك الضبطية هي الأخري وقد قامت بالتفتيش علي المركز واتضح خطورة المنتجات بعد تحليلها.