انتشرت القنوات الفضائية التي تعتمد في دخلها علي الترويج لمنتجات طبية من الأعشاب والكيماويات تدعي انها تعالج جميع الأمراض خاصة المستعصية مثل السرطان والكلي والكبد وعقاقير التخسيس والتجميل والخصوبة والمنشطات الجنسية والصلع والضغط وعلاج المفاصل وكلها غير مسجلة بوزارة الصحة مما دعا الوزارة إلي إصدار قائمة بأشهر أنواع هذه المنتجات التي تضر بالمواطنين وحددت 5 أسماء لهذه الأدوية وهي: "نوفاريكو" لعلاج الدوالي و"نوبين" لتسكين الألم و"ايزي كويت" للاقاع عن التدخين و"شاي دكتور منج" للتخسيس و"شايني لوك" لتساقط الشعر بالاضافة الي الأدوية التي تدعي علاج أمراض ارتفاع السكر في الدم وارتفاع ضغط الدم والتي قد تظهر مضاعفاتها بعد وقت قليل. حلم الشفاء تبدد يقول محمد عرابي تظهر علي بعض القنوات التي تقدم برامج هابطة عدة أشرطة إعلانية في أعلي وأسفل الشاشة تروج لمنتجات طبية تعالج العديد من الأمراض وتركز علي الأمراض المزمنة والتي فقد أصحابها الأمل في العلاج مثل الفشل الكبدي والسرطان والصلع بغرض إغرائهم بحلم الشفاء بعد أن عجزت العقاقير العادية عن تخفيف آلامهم فيلهثون خلفها دون التأكد من آثارها الجانبية التي غالبا ما تضاعف آلامهم وقد مر العديد من أصدقائي بهذه التجربة وكانت النتائج كارثية.. ويضيف محمد صبحي بعض القنوات الدينية لم تكتف بشريط الاعلانات وإنما تقدم برامج تقوم أساساً علي الدجل والشعوزة مستغلة التأثير الديني يدعي مقدموها وضيوفها قدرتهم علي تحقيق المستحيل وشفاء كافة الأمراض باستخدام خلطات عشبية وأدعية دينية ويروجون لهؤلاء المعالجين ويعد علاج المشاكل الجنسية محوراً أساسياً في العديد من البرامج التي تقدم أنواع العلاج بطريقة مخزية ولا تتناسب مع الذوق العام وتسبب الاحراج لأفراد الأسرة وقد أكد العديد ممن استخدموها إنها ضاعفت من مشاكلهم والعلاج كان مجرد خرافة طبية. فقدت حياتها وتقول سحر عيد كانت جارتي فتاة لا يزيد عمرها علي 17 عاما وكانت مخطوبة ونظرا لقرب زفافها واعترض خطيبها علي وزنها الزائد حاولت إنقاص وزنها بشكل سريع فقامت بشراء شاي التخسيس وتناولته لفترة وبعدها بدأت تشعر بأعراض مرضية وباستشارة الطبيب أكد انها تعاني من متاعب في الدم وحاول نقل دم لها أكثر من مرة دون جدوي ثم لقيت حتفها وكانت شقيقتها تتناول نفس النوع فأخبرها ان الشاي كل ما يفعله هو فقدان السوائل الموجودة بجسمها وطلب منها الامتناع عن تناول هذا المنتج فعاد وزنها لأكثر ما كانت عليه قبل تناوله.. ويقول محمود جميل: لا أثق بهذه المنتجات الضارة ولا أفكر في الاقبال علي شرائها لأني مقتنع أنها مجرد عمليات نصب واستغلال للمواطن المصري الذي دائماً ما يبحث أي شيء يخفف من آلامه واذا كانت هذه المنتجات تشفي من الأمراض بالفعل فلماذا يتم ترويجها بالفضائيات عبر وكلاء وكأنها سلعة مهربة وعدم وجود مكان مخصص لبيعها. المصادر المعتمدة الدكتور عمرو سعد مدير مركز اليقظة الدوائية المصري بوزارة الصحة يقول هذه الممارسات مخالفة لقانون ممارسة الصيدلة رقم 127 لسنة 1955 وهناك من يريدون استغلال الفضائيات لبيع أدوية مجهولة المصدر بهدف الربح السريع علي حساب صحة المريض مشددا علي انه يجب تفادي ثقافة "ما لا ينفع لا يضر" حيث ان بعض الأدوية التي يتم بيعها بهذه الطريقة تحت ادعاء أنه يفيد في علاج السمنة أدت بعد ذلك الي ضمور في الغدة الدرقية لكل من استعمل هذه الأدوية لاحتوائها علي مواد محرمة دوليا اضافة الي الدواء الذي يدعي صاحبه انه يقوم بالشفاء من فيروس سي وفيروس بي اللذان يسببان التهاب الكبدي الوبائي وبسعر خيالي وهو عبارة عن كبسولة بها أعشاب ويبيع العبوة الواحدة بسعر 400 جنيه وشدد علي ضرورة شراء الأدوية من مصادرها الطبيعية والمعتمدة من وزارة الصحة اضافة الي التأكد من وجود رقم التسجيل علي كل عبوة أو علبة تحتوي علي أي مستحضر صيدلي. مضيفاً ان المركز بستقبل العديد من الشكاوي والبلاغات ويتم التحقيق فيها وسرعة التحرك أما عن مجهودات وزارة الصحة فنحن قمنا بمخاطبة وزراء الاعلام العرب بضرورة تبني اخلاقيات الاعلان عن المستحضرات الطبية وهذا ما التزمت به القنوات المصرية فقط أما القنوات الأخري فلم تلتزم ويجب توعية المواطنين بخطورة مثل هذه المنتجات وتحذير المواطنين حتي لا ينخدعوا بهذه الاعلانات فكانت هناك حملة تسمي "مصدر دوائك يضمن علاجك" وكانت مدتها شهرين ولكن استمرت أسبوعين فقط وبالفعل استقبلنا العديد من الشكاوي ولكن بسبب ظروف الثورة توقفت هذه الحملة. جريمة وهنا يقول الدكتور علاء غنام مدير برنامج الحق في الصحة للحديث قائلاً هذه الاعلانات جريمة لانتهاك حقوق المواطنين بالمعرفة الصحيحة للعلاج ومخالفة في حق الحصول علي الدواء من مصدره الآمن الخاضع للاشراف والرقابة موضحاً ان هناك تضليلاً من هذه الاعلانات حيث ان هذه المنتجات يتم تصنيعها دون رقابة ودون الرجوع الي المعامل والجهات المنوط بها تنظيم عملية تداول الأدوية والمشكلة ان مثل هذه المنتجات قد تحمل اثار جانبية خطيرة تصل الي حد الوفاة بالرغم من بعض النتائج الايجابية التي قد تظهر في بداية تناول المنتج ويطالب بضرورة تحرك وزارة الصحة لتعقب هذه الفضائيات والشركات وضبطها وتوقيع العقوبات عليها.