القنوات الفضائية أصبحت ساحة كبيرة للنصب تبيع الوهم للمرضي عن طريق الإعلان عن أدوية مجهولة المصدر لا تخضع لأي رقابة من الجهات المسئولة. هذه المستحضرات تتمثل في أدوية لعلاج ارتفاع ضغط الدم والقضاء علي مرض السكر في أسبوعين وكذلك أدوية الرجيم المتمثلة في شاي التخسيس وكبسولات الحصول علي جسم رشيق وأدوية لعلاج فيروس "سي" وأخري لعلاج العجز الجنسي وإعلانات تخدش حياء المشاهدين ووصفها أنها الحل الوحيد للسيطرة علي عقد الرجل وغيرها من الأمراض الأكثر خطورة التي لا يزال العلم يقف أمامها حائراً.. جميع هذه الأدوية الوهمية للأسف ليس لها أي فائدة ولا قيمة طبية بل أن مضاعفتها تؤدي إلي الوفاة. هذا ما صرحت به وزارة الصحة في بيان يؤكد أن هذه الأدوية غير مسجلة بالوزارة وليس لها قيمة.. اللافت للنظر أنها لا تباع في الصيدليات ويتم الترويج لها عبر الفضائيات والإنترنت فقط. قامت "المساء" باستطلاع وجهات نظر الخبراء الذين أكدوا أن هذه القنوات تبث سمومها ووصفوها أنها محرمة دولياً وتصيب بضمور الغدد وتدمير البنكرياس والفشل الكلوي والسرطان ومخلوطة بمواد غير صالحة للاستخدام الآدمي. د. محسن عبدالحليم رئيس الإدارة المركزية للشئون الصيدلية بوزارة الصحة : يؤكد أن أدوية الفضائيات لاتخضع لأي رقابة طبية وغير مسجلة بالوزارة لذلك لا يحق لأي شركة الإعلان عن أي دواء إلا بعد حصولهما علي موافقة من لجنة فنية مكونة من أطباء في جميع التخصصات ومسئولي الشئون الصيدلية ووزارة الصحة.. فأي قناة تقوم بعرض هذه النوعيات من الإعلانات لابد أن تتقدم بطلب للوزارة به شرح تفصيلي لشكل ومضمون الإعلان إذا كان مقروءاً أو مسموعاً أو مرئياً ويعرض علي اللجنة الفنية المسئولة عن مراقبة الدواء لابد من موافقتها أو رفضها للمنتج بعد اجراء التجارب المعملية عليه وبعد مشاهدة CD الإعلان قبل عرضه علي شاشة القناة وغير ذلك نصب وغش وعصابات تستغل مرض الناس وتتاجر بأحلامهم فمسئولو هذه القنوات تتاجر بصحة المرضي ولابد أن يحاكم مسئولي هذه القنوات لأنهم يروجون لسلع غير صالحة للاستخدام علي أنها أدوية مسجلة بالوزارة. أشار إلي أنه قام بمخاطبة وزارة الاستثمار بصفتها المشرفة علي هذه القنوات الفضائية ولكن للأسف لا مجيب ولم يتحرك أحد لوقف هذه الجريمة وبعدها قمنا بتقديم 4 بلاغات للنائب العام السابق لوقف هذه الإعلانات ولكن دون فائدة ففي خلال أيام قليلة سوف يتم تقديم بلاغ باسم الوزارة للنائب العام ضد إعلانات الموت التي تضر بصحة المواطنين ووفق هذه العصابات التي تروج السموم وتصيب الإنسان بأمراض لا حصر لها. د. أشرف رياض استشاري القلب والأمراض الباطنية وأمراض ضغط الدم والسكر: يقول انتشرت الإعلانات عن الأدوية التي يقال أنها تعالج ارتفاع الضغط والسكر والقلب وكل هذه الأنواع المعلن عنها ليست خاضعة لاشراف طبي وللأسف تتسبب أيضاً في وجود العديد من المشكلات للمرضي لأنها أوهمتهم بالشفاء وبالتالي يقوم البعض بترك أدويتهم الأساسية لشراء هذه الأنواع مجهولة المصدر ويقومون بشرائها بأسعار باهظة وفي النهاية تكون خالية من المادة الفعالة ولا تعطي الشفاء كما أن بعض مرضي السكر بالتحديد يقومون بشراء هذه النوعيات ويهملون جرعات الأنسولين وبالتالي تظهر عليهم مضاعفات جديدة يمكن أن تنهي حياتهم وكذلك أدوية الرجيم التي لابد أن تعطي بمعايير معينة من الطبيب حسب حالة المريض والظروف المحيطة به بالإضافة إلي أن هناك إعلانات تخدش الحياء مثل أدوية الجنس ووصفها بأنها الحل الوحيد للسيطرة علي العقم لدي السيدات والرجال هذه النوعيات لا تليق مع الآداب العامة وتتجاهل القوانين. أكد أيضاً أن أخذ أي علاج طبي دون استشارة الطبيب المختص خطأ يقع فيه المرضي لأن العلاج الذي يعالج مريضا ليس بشرط أن يعالج آخر يعاني من نفس المرض فلابد أن يتم توعية المواطن. يؤكد د. أحمد فراج استشاري زرع الكلي ورئيس وحدة الكلي بمستشفي التأمين الصحي بالمقطم: أن جميع الأدوية التي يتم الإعلان عنها في القنوات الفضائية تحتوي علي مواد خطيرة تؤثر سلباً علي الصحة العامة سواء كانت أدوية تعالج أمراضاً جلدية أو لعلاج ارتفاع السكر أو لعلاج فيروس الكبد الوبائي أو أمراض الكلي.. للأسف هذه الأدوية لا تخضع لرقابة صحية ولا لأشراف طبي وغير مصرح بها من وزارة الصحة فهي الإعلانات تستغل سذاجة المرضي وأملهم في العلاج لتحقيق الربح السريع. ينصح د. فراج بعدم حصول المرضي علي علاج طبي دون استشارة الطبيب المختص مشيراً إلي أن هناك طرقاً كثيرة يلجأ إليها التجار لترويج منتجاتهم حتي وإن كانت عن طريق الغش والتدليس. د. محمد عبدالمنعم أستاذ الأمراض الجلدية بكلية طب جامعة الأزهر: يوضح أن أي قناة فضائية حين تعلن عن أدوية تعالج أمراض السكر أو أي مرض في مدة أسبوع أو تعالج الأمراض المستعصية مثل البهاق أو أمراض العقم وأمراض العجز الجنسي فكلها إعلانات مضللة تستخدم التحايل والخداع تحت مسمي الطب والضحية هو المريض. أشار إلي أن هذه الأدوية تصنع تحت بير السلم وغير مرخصة وللأسف إذا لم تؤد إلي مضاعفات لا تنفع المريض ولا تكون لها أي فائدة صحية. مضيفاً أن القنوات الفضائية أصبحت ساحة للنصب واستنزاف أموال المرضي وتقوم ببيع منتجات مجهولة المصدر. أضاف أن تزايد الاقبال الجماهيري علي شراء هذه الأنواع يرجع إلي انتشار الجهل. د. حاتم عبداللطيف استشاري أمراض الكبد جامعة عين شمس يؤكد أن تناول أدوية مجهولة المصدر تصيب الإنسان بالعديد من الأمراض منها ضمور الغدة الدرقية والغدد الصماء والبنكرياس والغدد الليمفاوية. حيث ثبت علمياً بعد تحليل بعض هذه الأنواع أنها مخلوطة بمواد أخري غير صالحة للاستخدام الآدمي بالإضافة إلي تصنيعها بطريقة عشوائية.. لذلك لابد من القيام بحملة إعلانية مضادة للتوعية بعدم شراء هذه الأنواع والمطالبة بمنعها من الأسواق. وثبت أن أدوية التخسيس المعلن عنها بعد تحليلها أنها عبارة عن كبسولات "نشا". د. صبحي كمال استشاري الأمراض الجلدية والتناسلية والعقيم يتحدث عن الدهانات الموضعية التي يعلن عنها في القنوات الفضائية أنها تتفاعل مع الجلد مباشرة نتيجة للمواد الكيماوية الضارة والتي تحتوي عليها وبعضها بها مواد مسرطنة تصيب الإنسان بأمراض تهدد صحته.. فمثلاً أدوية ودهانات فرد الشعر المعلن عنها بها مواد خطيرة جداً مثل الكيراتين المختلط بمواد أخري مجهولة المصدر يتسبب في تساقط الشعر وعدم نمو الشعيرات مرة أخري وتساعد علي الصلع المبكر عند الرجال. يضيف أن أدوية علاج العجز الجنسي والعقم لا تعطي نتيجة فعالة للمريض وتعتبر وهماً كبيراً لكل من يتناولها خاصة إذا كان مصاباً بالقلب وارتفاع الضغط فهي منشطات تتسبب في نتائج عكسية. وهناك بعض هذه الأدوية تحتوي علي نسبة كبيرة من المهدئات مواد مضاد للاكتئاب تؤدي للإدمان بالإضافة إلي أنها مكلفة جداً وكذلك أدوية علاج الشعر والتجميل للسيدات وعلاج البهاق كلها أدوية خطيرة ليس لها فائدة لا تخضع لأي رقابة أو تفتيش مستمر. د. خالد الروبي رئيس قطاع الاستيراد بشركة فارما للأدوية والعضو المنتدب لشركة اوفرسيز للأدوية للاستيراد والتصدير يرفض أن يطلق علي هذه المستحضرات المعلن عنها من الفضائيات لفظ دواء لأنها لاتخضع لأي رقابة من الجهات المسئولة فهي مجهولة المصدر والمادة الفعالة بها ليس لها قيمة طبية ولا تؤدي للقضاء علي المرض. بل أنها تمثل خطورة كبيرة علي حياة المواطنين. أشار إلي أن هذه الأدوية التي يتم الترويج لها في الفضائيات تحت زعم فائدتها في علاج السمنة أدت إلي ضمور الغدة الدرقية لكل من استعملها لأنها تحتوي علي مواد محرمة دولياً وكذلك أدوية "نوفاليكو" المعلن عنه للشفاء العاجل من الدوالي و"نوبين" قاهر الألم.. أدوية التخسيس والرشاقة وكذلك "شاين و"ايزي كويت" للاقلاع عن التدخين وشاي "د. بنج لوك" لتساقط الشعر كل هذه المستحضرات تؤدي إلي ضمور الغدة الدرقية وهدفها الاسترزاق من المواطنين واستغلالهم وبيع المنتجات التي يتم تصنيعها دون رقابة طبية بأسعار عالية. د. مجدي حسن رئيس الشركة القابضة للصناعات الدوائية سابقاً: يقول أن عملية صرف الدواء لابد أن تقتصر علي الطبيب المعالج للحالة المرضية والذي يعطي الدواء بناء علي ادراكه الكامل بطبيعة المرض أو الطبيب الصيدلي الذي يصرف الدواء بناء عن التشخيص الظاهري للحالة المرضية أما ما دون ذلك فهو لا يصب في مصلحة المريض. أشار أيضاً أن جميع الأدوية لابد أن تكون مسجلة بوزارة الصحة سواء كانت كيميائية أو أدوية مكملة غذائية مثل عسل النحل أو الأعشاب أو غيرها ولابد أن يتم التأكد من رقمها المسجل ومختوم بختم وزارة الصحة. أضاف أيضاً أن الحكومة لابد أن تتصدي لهذه القنوات والإعلانات غير الشرعية وأن يتم تفعيل الرقابة الصحية.