المصريون من أكثر الشعوب حرصا علي تناول الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية مما يعرض أكثرهم للإصابة بأمراض الضغط والقولون والسكر حيث أكدت إحصائيات وزارة الصحة أن هناك 7 ملايين مواطن مصابين بهذا المرض الخطير كما أنهم ينفقون حوالي 73 مليون جنيه علي الأدوية الخاصة به ولم يكن الفرد البالغ وحده من يشكو من مضاعفات هذا المرض فالأطفال اندرجوا تحت تلك الشريحة وعانوا ويلاته هم الآخرون. والكارثة أن تصبح معدلات الإصابة بالسكر في المحروسة أعلي المعدلات في العالم بحسب تصريحات الاتحاد الدولي للسكري مما يعطي إنذارا لنا بالاهتمام بصحتنا ودفعت الجهات المسئولة عن تنظيم حملات توعية بأخطار المرض وكيفية علاجه .كتلك الحملة التي أطلقها معهد السكر بالقصر العيني والتي امتدت علي مدار شهر وأتت بنتائج ملحوظة. وتتعدد أسباب الإصابة بالمرض ويأتي علي رأسها الزيادة الملحوظة في الوزن نتيجة لاتباع أنماط غذائية خاطئة من المبالغة في تناول السكريات والدهون وغيرها من السعرات الحرارية العالية ناهيك عن الحالة النفسية السيئة التي يمر بها أغلب الشعب والتي عصفت بأحلامهم وآمالهم فأصابتهم بأمراض شتي سواء أكانت نفسية أو عضوية وجعلتهم فريسة سهلة لتلك الأمراض. أما العامل الوراثي والالتهابات الفيروسية المحاصرة لنا في جميع الأجواء فتقف وراء إصابة الأطفال بهذا المرض وتتمثل أعراضه في كثرة التبول وشرب الماء بنهم وفقدان ملحوظ في الوزن بالإضافة الي تخلف واضح في الأداء المدرسي مما يصيب الآباء بحالة من الإحباط تجعلهم يقعون فريسة في أيدي بائعي الوهم في القنوات الفضائية التي تروج لمنتجاتها من أدوية علاج السكر مجهولة المصدر والتي لاتخضع لأي رقابة دوائية من وزارة الصحة بل إن الوزارة لاتعلم ماهية إنتاجها وقيمتها الطبية. »آخرساعة« تعرفت أكثر علي هذا المرض وعوارضه وكيفية علاجه، وأعطت تحذيرا شديد اللهجة حول الإعلانات الوهمية التي ملأت القنوات الفضائية وأصبحت لازمة من لوازمها. بمجرد أن تفتح أي قناة فضائية حتي تفاجأ بكم من الإعلانات لمنتجات دوائية لعلاج أمراض شتي كضغط الدم والسكر ناهيك عن العجز الجنسي والتخسيس من كبسولات، وشاي ريجيم والغريب أن أصحابها يقسمون أنها من خلاصة أعشاب طبيعية تم اكتشافها وأثبتت فعالية ملحوظة في علاج تلك الأمراض فتنهال عليهم الاتصالات التليفونية من مرضي حاروا في علاج أنفسهم فلم يجدوا سوي هؤلاء النصابين ليطرقوا أبوابهم دون التأكد من أن يكون المنتج خاضعا لرقابة وزارة الصحة فمرضي السكر يحلمون بعلاج سريع للتخلص من آلامهم ومشكلاتهم النفسية التي يسببها هذا المرض فيقبلون علي التداوي بأي علاج دون التدقيق في مصدره أو آثاره الجانبية كما أن تلك المنتجات لم تثبت أي فاعلية أو قيمة طبية بحسب بيان الوزارة والكارثة أن مضاعفاتها تسبب الوفاة السريعة. فيخرج علينا أحد الأطباء المزيفين حاملا في يده عدة شهادات دولية يزعم أنها معتمدة من جامعات عالمية أكدت فعالية دوائه في القضاء علي السكر معتمدا علي بعض الكومبارسات الذين يؤكدون شفاءهم من المرض وممارسة حياتهم بشكل طبيعي وعودتهم لعاداتهم الغذائية التي كانوا يمارسونها من قبل دون أن يساورهم خوف من عودة "السكر"إليهم مرة أخري فتنهال الاتصالات علي إدارة القناة لشراء المنتجات الوهمية دون أن يعبأ المتصل بشهادة وزارة الصحة وإجازتها للمنتج. يقول الدكتور نبيل الكفراوي أستاذ أمراض الباطنة والسكر بجامعة المنوفية: يكمن السبب الأساسي في إصابة المصريين بالسكر في زيادة معدلات السمنة بين السيدات والرجال بسبب تناول كميات كبيرة من السعرات الحرارية والكارثة أن يكون أكثر من 50٪ من المرضي لايعرفون أنهم مصابون بهذا المرض ويتم تشخيصهم بالصدفة أو بعد حدوث المضاعفات أما سبب انتشاره عند الأطفال والشباب بسبب انتشار الوجبات الجاهزة والكثير منهم لايمارس الرياضة والمحزن أن تؤكد الدراسات أن طفلا من خمسة مصاب بالسمنة المنذرة بحدوث المرض. وحول العلاج بالأعشاب والإعلانات الموجودة بالقنوات الفضائية قال: هناك أكثر من 300 نوع من الأعشاب يقال إنها تعالج السكر إلا أنه لم يثبت حتي الآن فاعلية أي منها في العلاج خاصة أن معظمها غير موجود بمصر مما يجعلنا لانستطيع تحديد فاعليتها أم لا كما أن تلك الأدوية تكون غير خاضعة للرقابة الصحية أو الإشراف الطبي مما يزيد من خطرها ولابد من استشارة الطبيب قبل تناول أي دواء لأن تناول أي دواء دون استشارة قد يزيد من المرض ويعقد عمليات الشفاء. ويتفق معه الدكتور أيمن حافظ استشاري الأمراض الباطنية فقال: السكر من الأمراض المتوطنة في مصر كما أننا أصبحنا من الدول العشر الأكثر تفشيا فيها المرض نظرا لانتشار السمنة بين الأطفال والكبار خاصة سمنة البطن والتي تعيق عملية تنظيم الأنسولين في الجسم ومن أهم أعراضه كثرة التبول والتعرق الزائد وفقدان الوزن أما التأثيرات الجانبية فتتلخص في تصلب الشرايين وغرغرينا القدم بالإضافة إلي فقدان البصر وغيرها من الأعراض الخطرة وقد يؤدي إلي الوفاة المفاجئة. وعن أخطاره عند الأطفال فيقول حافظ:خطورة إصابة الأطفال بالسكر في سنواتهم المبكرة هي حدوث مضاعفات علي القلب والمخ وعصب العين فتعوقهم عن ممارسة حياتهم الطبيعية كباقي الأطفال وللوقاية من هذا المرض لابد من تشجيع الأطفال علي ممارسة الرياضة وتناول الغذاء الصحي مع ضرورة تقليل ساعات مشاهدة التليفزيون مع تجنب سمنة الأطفال وضرورة التحليل كل ستة أشهر للأطفال المعرضين للإصابة بهذا المرض. أما المرضي البالغون فلابد من تنظيم الغذاء وإنقاص الوزن عن طريق الطعام المتوازن بالإضافة إلي ممارسة الرياضة يوميا والتوقف عن التدخين ووضع الاعتبار أن الأشخاص الذين يوجد لهم تاريخ مرضي في العائلة هم الأكثر إصابة بالمرض حيث أثبتت الدراسات أن تلازم السكر عبارة عن ارتفاع سكر الدم والأنسولين ودهون الدم، وزيادة مقاومة الجسم للأنسولين مع وجود تكيسات المبايض الذي تعاني منها السيدات. .وحول إعلانات القنوات الفضائية لعلاج السكر يقول الدكتور أشرف رياض طبيب أمراض الباطنة: إلي الآن لا يوجد علاج جذري لمرض السكر والغريب أن تنتشر الإعلانات التي تروج للقضاء علي المرض في زمن قياسي معتمدة علي جهل الكثيرين وحلمهم السريع في الشفاء بالإضافة إلي أنها لاتكون خاضعة لإشراف طبي أو معتمدة من وزارة الصحة.