اليوم تعلن النتائج النهائية لانتخابات مجلس الشعب 0102. وطوال اليومين الماضيين ونحن نتابع جميعا العملية الانتخابية التي حظيت باهتمام جماهيري أكبر من الدورات الماضية.. سواء من ناحية تواجد الناخبين أمام صناديق الانتخاب أو من متابعة مؤسسات المجتمع المدني أو المراقبين الدوليين أو الصحافة العالمية والدولية. حقق الحزب الوطني اكتساحا تاريخيا في بعض الدوائر مثل دائرة الجيزة وحقق الوزراء فوزا من الجولة الأولي وهي نتيجة للتنظيم والتخطيط واستطاع ان يتجنب ظاهرة انضمام المستقلين والانشقاق الحزبي الذي حدث في الدورات السابقة. الجديد هذه المرة والذي يعتبر انجازا يحسب لمصر هو كوتة المرأة وزيادة 46 مقعدا خاصا بالسيدات في مجلس الشعب.. وهي تجربة جديدة علينا في مصر طالما انتظرناها وتمنينا ان تحصل عليها المرأة بالانتخاب المباشر في مساواة مع الرجل.. ولكن اتضح ان وجود المرأة لابد أن يحميه قرار أو قانون وهو معمول به في أعتي البرلمانات في كبري الدول المتقدمة مثل فرنسا بالإضافة إلي السيدات المرشحات في مقاعد الفئات والعمال في مختلف دوائر مصر. لذلك فنحن ننتظر من المرأة في هذه الدورة دورا سياسيا واجتماعيا متميزا في مناقشة الحكومة والرقابة عليها.. في اقتراح القوانين التي تصب في مصلحة الأسرة والطفل والأحوال الشخصية. ليس فقط دورا في هذه المجالات المرتبطة بالمرأة بل في مختلف المجالات.. وأتمني أن يكون تواجدها بهذا الشكل الذي لم يسبق له مثيل في تاريخ الحياة البرلمانية المصرية دفعة لها لتحقيق الذات في مختلف جوانب الحياة في مصر بعد أن شهدت السنوات الماضية تراجعا لها في الحياة العامة واستبعادا لها من المناصب القيادية وقلة تمثيلها في الوزارات ورئاسة الهيئات وأن يعترف بها قاضية في مجلس الدولة. وأن تكون المساواة بينها وبين الرجل أساسا للحياة العملية والأسرية. أعتقد ان هذه الخطوة والتجربة البرلمانية الجديدة التي سوف تبدأ يوم 31 ديسمبر القادم سيبدأ معها عهد جديد للمرأة في المجتمع يقف في وجه دعاوي عودة المرأة للاختفاء ومحاولة إعادة شكل أمينة في ثلاثية الرائع نجيب محفوظ التي تطيع سي السيد علي طول الخط.. المهم كلنا في انتظار التجربة الجديدة.