«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سيناريوهات متوقعة لما بعد فوز مبارك .. والشارع يسأله فين وعودك فين؟ ..كاتب وفدي يتحسر على الرقابة الدولية .. ورجب يؤكد جماهيرية الحزب الوطني ب6مليون صوت .. وارتفاع الأصوات المطالبة بمحاكمة وزيري الثقافة والداخلية
نشر في المصريون يوم 11 - 09 - 2005

ما زالت الصحف المصرية الصادرة اليوم (الأحد) تتابع باهتمام أصداء نتائج الانتخابات ، وفوز مبارك بفترة رئاسية جديدة .. فقد واصلت الصحف الحكومية تهليلها بهذا الفوز مطالبة أحزاب المعارضة الاعتراف به لبدء عهد جديد . فيما اتجهت الصحف الحزبية والمستقلة إلى إعلان رفضها وتشككها في النتائج المعلنة ، التي رأى فيها البعض تزييفا لإرادة الشعب الذي رفض معظمه الاشتراك في المسرحية وقاطع التصويت رغم الدعاية المكثفة التي سبقت يوم الانتخابات ، الأمر الذي اعتبره المراقبون فشلا ذريعا للنظام بأسرة حكومة ومعارضة ! .. لكن معظم الآراء اتفقت على أن النظام مطالب بالتعاطي بوتيرة متسارعة مع استحقاقات المرحلة المقبلة وخاصة في مجالي الإصلاح السياسي والاقتصادي . من أهم الأخبار التي نشرتها الصحف اليوم ، خبر نشرته "المصري اليوم" يقول أن الحكومة والقضاء في مأزق بسبب 25مليون مواطن لم يدلو بأصواتهم فقد وضع قانون مباشرة الحقوق السياسية الحكومة والقضاء في مأزق شديد ن عندما نص علي فرض غرامة قيمتها 100 جنيه علي المواطنين الذين تخلفوا عن الإدلاء بأصواتهم خلال الانتخابات الرئاسية . خبراء القانون أكدوا أن الحكومة فشلت في تنقية الجداول الانتخابية فكيف ستقوم بتحصيل الغرامات التي تبلغ 2.5 مليار جنيه من 25 مليون ناخب لم يدلوا بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية .. وهناك خبر آخر نسب لمصادر قضائية أكد على فساد صلاحية عبوات كثيرة من الحبر الفوسفوري المستخدم في الانتخابات ، ولهذا السبب أبلغت اللجنة العليا للانتخابات رؤساء اللجان الفرعية استخدام الحبر العادي . كما أبرزت الصحيفة تصريح ايمن نور الذي قال فيه (إن معركته المقبلة مع جمال مبارك) . إلى ذلك استمرت صحيفة الأسبوع في حملتها الشديدة ضد فساد رؤساء تحرير الصحف الحكومية (السابقين) ومطالبة مصطفى بكري إبراهيم نافع بتقديمه كشفا بعمولاته وثرواته . وأبرزت الصحف القومية خبر بدء انتشار 750 عنصرا من الجيش المصري على طول الحدود مع غزة على مسافة 14 كم . ونبدأ بما قاله سلامه احمد سلامه في الأهرام حيث قال: "ذهبت السكرة وجاءت الفكرة وأصبح انتخاب الرئيس مبارك أمرا واقعا‏...‏ وبعد صخب الحملات الانتخابية بكل ما لها وما عليها‏ ، والتي جرت تحت إشراف لجنة عليا للانتخابات لم تعر اهتماما كافيا لمشكلة الجداول الانتخابية المهلهلة ولا للتفاصيل الدقيقة لإجراءات التصويت‏ ، بحيث يتعامل الناخب مع حقه الانتخابي معاملة واحدة‏ ،‏ سواء كان من مصر الجديدة أو من الزاوية الحمراء‏...‏ وجدنا أنفسنا حائرين بين الحديث عن الإنجازات أم التجاوزات‏" !‏. وأكد سلامه انه في أجواء تتضخم فيها الكلمات‏ ، يبدو من الضروري أن يعاد النظر في أوجه القصور التي شابت العملية الانتخابية حتى يمكن تكرارها بمزيد من الانضباط في الانتخابات العامة المقبلة‏ ، لكي نعتبرها حينئذ حدثا عظيما وعبورا تاريخيا للمستقبل‏..‏ وهذا عبء تتحمل مسئوليته اللجنة العليا والداخلية‏ ، بعد أن تستمع إلي ملاحظات القضاة وتقارير منظمات المجتمع المدني والمجلس القومي لحقوق الإنسان‏...‏ لإيجاد حل يعتمد فيه علي بطاقات الرقم القومي وقواعد البيانات الحديثة بدلا من تلك الأساليب البدائية التي تفتح الباب إلي أشكال متنوعة من التزوير .‏ هذا من ناحية الشكل‏ ، فإذ انتقلنا إلي الموضوع‏..‏ إلي الهدف الذي من أجله أجريت الانتخابات الرياسية لإنجاز تحول ديمقراطي‏ ، فنحن علي استعداد لأن نصبر علي تحقيق أهداف عظمي كالقضاء علي البطالة والفساد وإصلاح التعليم وهزيمة الفقر كما صبرنا عليها من قبل‏ ، بحيث نشهد انفراجا سياسيا ودستوريا حقيقيا يزرع الأمل‏...هناك أحزاب وقوي قاطعت الانتخابات لأسباب يصعب تجاهلها‏،‏ تتعلق بقصور التعديلات الدستورية‏ ، وقد يكون من المفيد أن تتخذ خطوات نحو إصلاح دستوري شامل‏ ،‏ وإصدار قانون جديد للانتخاب بالقائمة المزدوجة يدعم الحياة الحزبية ويقضي علي احتكار الحزب الواحد‏ .‏ وفي صحيفة الأسبوع قال "مصطفى بكري" لم تكن الأصوات التي حصل عليها مرشح الحزب الحاكم تعني شيكاً علي بياض بل هي مشروطة بعقد اجتماعي كشف الرئيس عن مضمون بعض خطواته خلال مؤتمر المنوفية الأخير وما تلاه من مؤتمرات أخرى كان أبرزها مؤتمر حديقة الأزهر الذي أعلن فيه الرئيس عن برنامجه الانتخابي .. ولذلك فالناس تنتظر ومنذ اليوم الأول لإعلان الفوز أن يفي الرئيس بالوعود التي قطعها علي نفسه وتعهد بها وهي وعود تمتد من لقمة العيش إلي الحرية والديمقراطية وفي ذلك الأجندة متعددة .. ويبدوا أن تصاعد الحركة الشعبية في الشارع لن تهدأ إلا بالاستجابة لهذه المطالب خاصة أنه وفي اليوم التالي لإعلان فوز الرئيس راحت حركة كفاية وحركات أخرى تعلن حشد عناصرها في ميدان طلعت حرب والفيوم للاحتجاج علي النتيجة التي أعلن بمقتضاها عن فوز الرئيس مبارك . وأكد بكري أن أمام الرئيس استحقاقات التغيير الوزاري بشكل عاجل والقانون هنا لا يلزم رئيس الجمهورية بتعيين حكومة جديدة ، فبامكانه أن يصدر للحكومة الحالية قراراً بتصريف الأعمال إلي ما بعد انتخابات مجلس الشعب ، وربما يكون هذا ما أبلغ به الرئيس رئيس وزارته في اللقاء المؤخر ، الذي عقد بينهما خلال الحملة الانتخابية الرئاسية ، خاصة أن القانون يلزم الرئيس فقط بتغيير المحافظين من الناحية الدستورية .. واختتم مقاله بتأكيد أن أحدا لن يستطيع أن يتكهن بمعلومات ربما هي فقط في ذهن الرئيس ولكن حتماً الأيام القادمة سوف تكشف عن الكثير من التطورات المتوقعة . ونعود للأهرام مجددا حيث قال "احمد الجمال" تحت عنوان (دروس الديمقراطية السياسية) "أن المبايعة والإجماع والتفويض التاريخي و مدي الحياة وقدر الأمة وتأييد السماء وغيرها‏ ، كانت مصطلحات سارية وأظنها ستختفي من حياتنا بعد أن دارت عجلة التغيير‏ ، وأصبحنا بصدد مرحلة جديدة لها سمات واضحة ومعروفة في كل المجتمعات التي تأخذ بصيغة الليبرالية السياسية‏ ، ويتمني المرء أن يصحب اختفاء هذه المصطلحات تلاش لمضامينها وآثارها المتبقية في العقول والمسلكيات‏ ، كما يتمني المرء أن يترتب علي ذلك غياب مصطلحات ومضامين أخري كانت مرتبطة بما سبق‏ ، سواء لتأكيده وتوسيعه واستمرار آثاره‏ ، أو للصدام معه بالحق وبالباطل‏ . والسؤال هو كيف يمكن دفع تلك المصطلحات والمضامين خارج حياتنا الاجتماعية والثقافية والسياسية‏ ، لنضمن مضي الوطن في طريقه الذي يشقه الآن‏ ، فلا يرتد ثانية إلي بدايات كان قد تجاوزها أو أن يبقي محلك سر‏ ، فيوصف بأنه مجتمع متحول لا تبدو فيه ملامح اجتماعية وسياسية محددة ؟‏!.‏ الإجابة كما يقول الجمال هي أن يذاكر الجميع دروس الديمقراطية السياسية وفق النموذج الذي ارتضاه الكل‏ ، لأنه إذا كان مطلوبا ممن هم في الحكم بحزبه وحكومته وقيادته أن ينجحوا في الاختبار الذي قبلوا بالدخول فيه بإرادتهم وسعوا لتثبيت أقدامهم كي يحققوا أمرا من اثنين‏ ، أولهما ترشيد وضبط خطوات وإيقاعات الطرف الحاكم‏ ،‏ بحيث يبقي علي الدوام مدركا لأن هناك من لن يتسامح أو يتغافل عن خطأ أو تجاوز أو التفاف‏ ، وثانيهما أن يراكموا رصيدهم لدي الناخبين أملا في تبادل الحكم‏ ، للعمل علي تحقيق ما يعتقدونه أيضا مصلحة الوطن‏ .‏ ومن المستقر أن ذلك كله مرهون بقيام المؤسسات لتكون موجودة وبحق ولتمارس دورها وبجدارة‏ ، ولتتفاعل مع بعضها البعض‏ ، فينتظم نبض الوطن مع انتظام إيقاعات خطواته‏ ، وإذا كنا نتحدث عن مؤسسات تشريعية وتنفيذية وقضائية فإن الحديث أضحي حتميا عن غياب وجود فعلي للمؤسسات التي اصطلحنا علي تسميتها بمؤسسات المجتمع المدني‏،‏ ابتداء من النقابات والأحزاب وانتهاء بأصغر جمعية أهلية تقوم بمهمة بسيطة لخدمة المجتمع‏ . وفي صحيفة الوفد وجه أسامة أنور عكاشة خطابا مفتوحا للرئيس الجديد قال فيه كيف يكون مبارك رئيساً جديداً وله في سدة الحكم ما يقرب من ربع قرن من خلال أربع فترات رئاسية؟ وأقدم اجابتى السريعة عليه فأقول إنه "العشم"... عشمنا في أن يكون مبارك »الرئيس المنتخب« رئيساً جديداً بالمعنى الحقيقي للكلمة.. رئيساً مختلفاً تماماً عن الرئيس المستفتى عليه سابقاً.. ونرجو ألا يكون عشمنا مثل عشم إبليس في الجنة.. سيدي الرئيس... تعلم كما نعلم جميعاً أن جماهير المصريين الذين ذهبوا إلى صناديق الاقتراع وأعطوك أصواتهم كان دافعهم الأول هو "العشرة" والتعود... وذلك المثل أو القول السائر الذي سرى في الجموع مسرى النار في الهشيم "اللي تعرفه أحسن من اللي ما تعرفوش" وهو قول مدسوس في رأيي لأنه موجه إلى شعب كسول خامل تيبست مفاصله وقعد عن الحركة.. ولا أظن شعب مصر كذلك.. وإنما هي ظروف الكبت و القهر وبقايا لعنة الفراعنة.. كما أن قائمة منافسيك على الرئاسة فيما عدا الدكتور نعمان جمعة قد حفلت بالنكرات والأسماء التي لم يسمع عنها المصريون قبل ترشيح أصحابها.. وماذا يفعل مرشح الوفد أمام تراث الحكم والتحكم باسم وسطوة مؤسسة الرئاسة والمؤسسات الملحقة »حزب يجمع كل أصحاب المصالح والمطامع والمناصب إدارة حكومية ومحلية تابعة تلقائياً لحزب الريس وحكومته ذهنية تربت طوال خمسين عاماً على بقاء الحاكم طوال ما شاء له الله أن يعيش والدعاء له.. ربنا يطول عمره ويخليه« فمصر من غيره يتيمة ضائعة!«؟.. إذاً فلم تكن هناك فرصة حقيقية أمام أي مرشح مهما بلغت كفاءته وقدرته... ومع ذلك فنحن نهنئك بثقة الغالبية.. ونتوقف عن كلام "عجائز الفرح" مكتفين بالملاحظة السابقة ونؤكد لك أننا لا نريد أن نصادر على يوم واحد من أيام فترتك الرئاسية الجديدة و لن ننساق وراء التخمينات والسيناريوهات التي تذهب إلى أنك لم ترشح نفسك في هذه الانتخابات إلا للتمهيد لترشح ابنك السيد جمال مبارك لانتخابات رئاسية جديدة ربما كانت واردة في منتصف رئاستك بتخليك وتقاعدك سأخاطبك يا سيدي وكأنك باق لنهاية فترتك أو حتى لما بعدها.. وأذكرك بما طالبتك به مراراً على هذه الصفحة (يقولون إن فخامتك تقرأ كل ما يكتب في الصحائف) وناشدتك فيه أن تتبنى أنت عملية تحول ديمقراطي شامل جذري... وبيدك لا بيد أي عمرو آخر... وأقسمت لك بقدر ما أعرف عن هذا الشعب الذي أزعم اننى أعرفه جيداً أن كل مصري سيقيم لك تمثالاً في قلبه لو فعلتها... وأنا أكرر اليوم مطالبتي لك .. مدعوماً برأيي وإرادة من أعطوك أصواتهم قبل من أعطوا غيرك... وهى ليست إلا استحقاقاً يتصدر قائمة الأجندة الانتخابية وقد قيل لنا إنها ليست استحقاقات معلنة للاستهلاك الدعائي في الحملة .. بل هي بنود حقيقية لما عقدت عليه العزم فعلاً لكنك يا سيدي .. وفى أحد الخطابات التي ألقيت بها في جولتك الانتخابية أدليت بتصريحات أصابتنا بقلق وتوجس ، ربما كان المسئول عنها من يعدون لك خطابك الانتخابي .. وسواء كانوا هم سامحهم الله أو كان هذا هو توجه تعتنقه فعلاً فاسمح لنا يا سيدي أن نختلف ! وأن نخالف مضمون هذه التصريحات .. المنافية في الواقع لكل ما انعقد عليه الأمل في برنامجك الانتخابي . وفي المصري اليوم قال "سليمان جودة": إن شيئاً حول الرئيس لم يتغير بعد الفوز لا مكتبه ولا المحيطون به ولا الذين يقفون في انتظاره ذاهباً وعائداً من المكتب وليس هناك أي شيء جديد في حياة الرئيس مع بداية ولاية خامسة إلا البرنامج الذي قطع عهداً بتنفيذه كاملا والتنفيذ بطبيعته شأن مشترك بيننا وبين الرئيس ونحن متمسكون بما يخصنا فيه ومتمسكون أكثر بأن نفهم معني " في حينها " التي أعلنها صفوت الشريف دون أن يشرحها ذلك أن البرنامج أي برنامج بغير حين محدد له أول وله آخر يفقد قيمته تماماً .. فإذا كان الرئيس قد استجاب وطرح برنامجاً بالفعل حين رشح نفسه وأقلع عن تصور غريب عن طبيعة البرنامج كان قد استبد به لوقت طويل .. وإذا كان ذلك قد حدث وإذا كان مبارك قد فاز فمن حقنا جميعاً أن نطالبه بجدول زمني لبرنامجه إذ ليس من المتصور لسنوات ست هكذا كتلة واحدة دون تحديد بداية ونهاية ومسار بينهما من الضروري أن يكون الذين صوتوا لصالحه علي دراية كاملة بها جميعاً .. لقد جاء وقت أثناء الحملة الانتخابية صرح فيه صفوت الشريف بأن التوقيتات الزمنية لبرنامج الرئيس سوف تعلن في حينها ولم أفهم في حقيقة الأمر ولا أظن أن غيري قد فهم متي تأتي حينها هذه التي أشار إليها صفوت الشريف ولا حتى فهمنا معناها فإذا كان يقصد بها
الإشارة إلي ما بعد فوز الرئيس فهو قد فاز وإذا كان يقصد أن هناك جدولا سوف يجري إعلانه علي الناس بعد الفوز فنحن في انتظار هذا الجدول ونطالب به الرئيس صفوت الشريف معاً ونلح في الطلب ونؤكد أننا لن نرضي به بديلاً لأن جدولاً من هذا النوع هو الضمانة الوحيدة لوضع البرنامج موضع التنفيذ .. وإذا كان مبارك قد تعهد مثلا في برنامجه بتشغيل أربعة ملايين عاطل علي مدي السنوات الست فنحن نريد أن نعرف بالورقة والقلم، كم بالضبط سوف يتم تشغليهم كل عام ؟ وكيف ؟ ومن أين ؟ .. ‏ لكن في المقابل أبدى كتاب آخرون موقفا مغايرا تماما للرؤى السابقة ، مثل "مكرم محمد احمد" الذي قال في الأهرام : "أيا كانت ملاحظات البعض علي انتخابات رئيس الجمهورية‏ ، وجميعها لا يشكل أي خرق حقيقي لقواعد الإشراف القضائي‏ ، فالأمر المؤكد أنها انتخابات غير مسبوقة‏ ،‏ توافرت لها ضمانات الحرية الكاملة‏ ، ولم يثبت خلالها أي تدخل إداري من جانب الشرطة‏ ، ولم تسجل وقائع ذات بال تشكك في نزاهتها‏ ، وخرج إليها نسبة لا بأس بها من الناخبين قياسا علي استفتاءات وانتخابات سابقة لم تعلن فيها نسب الحضور الحقيقية‏ ، وانحصرت معظم الملاحظات عليها في أن نسبة من المواطنين لم يتمكنوا من الإدلاء بأصواتهم‏ ، لأنهم لم يتعرفوا علي لجانهم الانتخابية‏ ، ولم يتفهموا قواعد التصويت حالة كونهم وافدين لا يحملون بطاقاتهم الانتخابية‏ .‏ وأضاف مكرم انه ما من شك في أن نتائج الانتخابات تعكس الإرادة الحقيقية لكل من حضروا إلي لجان التصويت‏ ، وسوف تدخل تاريخ الحياة السياسية لمصر ليس فقط باعتبارها أول انتخابات تجري علي منصب الرئيس‏ ، ولكن لأنها تشكل أيضا نقطة تحول مهم أنهت إلي حد كبير سلبية المواطن المصري وعزوفه عن المشاركة ، كما أعطت فرصة حقيقية لحراك سياسي واسع في المجتمع‏ ، مارست فيه الأحزاب ومؤسسات المجتمع المدني وأجهزة الإعلام واجباتها الجديدة في حراسة حق الناخب في الاختيار الحر‏ ، وحققت‏ فوق ذلك‏ عددا من المنجزات المهمة علي طريق اكتمال الديموقراطية يصعب النكوص عنها‏ . فقد رفعت الانتخابات سقف حرية التعبير إلي الحد الأقصى‏ ، وحصنت حق الأحزاب في الوصول إلي الجماهير في اجتماعات عامة وخاصة‏ ، وكرست حق القضاء في الإشراف علي جميع مراحل العملية الانتخابية‏ ، وأعطت لمؤسسات المجتمع المدني‏ ، رغم النص القانوني المانع حق متابعة الانتخابات عن قرب ومن داخل لجان التصويت‏ .‏ لكن مكرم لفت إلى أن نتائج المعركة خلقت ضرورات جديدة تفرض نفسها علي كل مؤسسات المجتمع‏ ، وتلزم البناء علي هذه الإنجازات بما يضمن ترسيخ المكاسب‏ ،‏ وتحفيز الناخبين علي حضور أكثر قوة أمام صناديق الانتخاب‏ ، يتجاوز نسبة ال‏23‏ في المائة‏ ، من خلال نظرة جديدة إلي تأثير التعديلات الدستورية للمادة‏76‏ علي مجمل العملية الانتخابية خصوصا نسب الحضور . وعلى نفس المنوال سار "جلال دويدار" في صحيفة الأخبار وقال : "الآن وبعد انتهاء المنافسة الانتخابية علي منصب الرئاسة والتي جرت تحت الإشراف القضائي الكامل لم يعد هناك مبرر للبكاء علي اللبن المسكوب وهو ما يعني أن الوقت قد حان لإرساء تقاليد ومباديء راسخة تقضي بإغلاق ملفات هذه المعركة بإيجابياتها الكثيرة وسلبياتها القليلة أننا جميعا مطالبون بفتح صفحة جديدة تسمح بمشاركة كل القوي السياسية في بناء الوطن من خلال العمل الجاد والمخلص من أجل تنمية وجودها وقواعدها الجماهيرية بما يفتح الطريق أمام كوادر متميزة يقتنع بها الشعب.. يساندها ويدفع بها إلي الصفوف الأمامية كي تحتل المواقع القيادية في العمل الوطني وصولا إلي القمة في ظل هذا الإنجاز الجديد علي حياتنا السياسية لا يسعني سوي أن أتقدم بالتهنئة إلي الرئيس مبارك علي ثقة الشعب بقيادته ورئاسته كما اعبر عن تقدير مستحق للشعب المصري علي ما أبداه من وعي رغم ما تعرض له من ضغوط وتجاوزات صارخة بالقول والنشر . في نفس الوقت فإن لجنة الانتخابات الرئاسية تستحق كل الشكر علي ما بذلته من جهود جبارة لضمان الشفافية والنزاهة لأول عملية انتخابية تعددية تنافسيه علي منصب رئيس الجمهورية . وكعادته استمر "سمير رجب" في إعلان تأييده التام للحكومة في جميع الظروف والأحوال ، وقال في صحيفة الجمهورية : "من حق الحزب الوطني الذي أثبت جماهيريته دون منازع رغم أنف المشككين ودعاوى المنتقدين والمهاجمين.. أن يفخر بما أنجزه.. لأن نجاح رئيس الحزب أي رئيس حزب في الانتخابات إنما يؤكد مدي قوة هذا الحزب وحجم تأثيره في الشارع السياسي .. فهذه الملايين الستة وال 316 ألفاً التي خرجت لتعطي صوتها ل "حسني مبارك".. قد سادها جميعا ولا شك قناعة كاملة.. بأنه الرئيس القادر علي قيادة زمام الأمور خلال الست سنوات القادمة لأسباب عديدة.. منها ما يتعلق بسياساته التي خبرناها جميعاً وقيمناها. وحللناها تحليلاً متعمقاً ودقيقاً.. ومنها ما يتعلق بصفاته الشخصية التي أحسب أنها لا تخفي علي أحد بحكم "العشرة".. والمودة.. والعقد الذي حررناه معه منذ عام 1981 أيضا .. هؤلاء المواطنون البسطاء الذين ما إن علموا بنتيجة الانتخابات حتى طافوا بشوارع المدن وحارات القرى والنجوع.. والذين زحفوا إلي منزله حاملين معهم "البشري".. قطعاً فعلوا ذلك طائعين مختارين .. تدفعهم مشاعر تلقائية صادقة (!!!) ونعود إلى الأسبوع مجددا ، حيث توقعت نجوى طنطاوي أن تشهد الأيام التالية عدة سيناريوهات علي مستوي مطالب النخبة والشارع بتنفيذ الوعود الانتخابية وعلي مستوي الحركات المطالبة بالتغيير .. ففيما يتعلق بما حدث يوم الانتخاب سيتقدم المرشحون خاصة الدكتور أيمن نور والدكتور نعمان جمعة بطعون في نتيجة الانتخابات بسبب المخالفات مستندين إلي ما صدر من تقارير لمنظمات المجتمع المدني التي راقبت الانتخابات وسيصدر تقرير المجلس القومي لحقوق الإنسان عن الانتخابات بناء علي مل تلقاه من شكاوى وصلت إلي 75 شكوى من ناخبين ومندوبي المرشحين والمنظمات الأهلية غير الحكومية عن التجاوزات التي شهدتها اللجان خلا ل العملية الانتخابية حتى إغلاق الصناديق . أما علي مستوي النخبة فستكون المطالبة بتنفيذ ما وعد به الرئيس من إصلاح دستوري وتشريعي وستصل المطالبة بإصدار دستور جديد وتشكيل لجنة من كبار رجال القانون والشخصيات العامة لوضع الدستور خاصة أن ما ذكره الرئيس في برنامج تناول كافة السلطات وهو ما لا يتحقق بإجراء تعديلات محددة من وعود الرئيس وتدعيم دور البرلمان في مراقبة مساءلة الحكومة وأسلوب طرح الثقة بها وهو لن يتحقق إلا إذا انتقت سيطرة الحزب الوطني الحاكم علي البرلمان لأن الوضع الآن علي طريقة " زيتهم في دقيقهم " 402 نائب وطني من 454 نائبا وللقضاء علي أغلبية الحزب الوطني لابد من إقرار نظام الانتخاب بالقائمة وهو ما جاء بشكل غير مباشر في برنامج الرئيس في صيغة ضمان تبني النظام الانتخابي الأمثال الذي يكفل زيادة تمثيل الأحزاب بما يكسر نسبة ال 50% اللازمة لمشاركتها في انتخابات الرئاسة القادمة وسيسمح نظام القائمة أيضاً بتمثيل المرأة والأقباط والشخصيات العامة التي لا تجيد لعبة الانتخابات من بلطجة ورشاوى انتخابية وسيحدد نادي القضاة مطالبة بإصدار قانون السلطة القضائية وتنفيذ ما وعد به الرئيس من إصلاحات تكفل تعزيز استقلال القضاء وإلغاء المجلس الأعلى للهيئات القضائية وإلغاء المدعي العام الاشتراكي وإلغاء محكمة القيم وستطالب النخبة الرئيس بتنفيذ الإصلاحات التشريعية التي بها مثل مراجعة قواعد الحبس الاحتياطي وتنظيم سلطاته ومداه وتعديل قانون الإجراءات الجنائية وقانون حرية تداول المعلومات . وبرأي الكاتبة فان الأهم من الإصلاح الدستوري والتشريعي الذي تتبناه النخبة هو أولويات الشارع الذي سيطالب بتنفيذ وعد الرئيس بتوفير 4.5 مليون فرصة عمل خلال الست سنوات القادمة ، وتنفيذ وعد الرئيس بمد التأمين الصحي ل 100 % من المواطنين وأن يختار كل مواطن المكان الذي يتلقى فيه العلاج وهو شيء فوق الخيال .. وسيبقي حلم الأربعاء جدران ومطالبة الرئيس بتنفيذ وعد بإنشاء نصف مليون شقة علي مدار 6 سنوات ربنا يدينا ويدكم العمر (!!) . وفي موضوع الرقابة الدولية للانتخابات قال "علاء عريبي" في الوفد: "كنت ومازلت من الذين يفضلون الإشراف الأجنبي علي الانتخابات الرئاسية ، وأي انتخابات قادمة ، ولا أري حساسية أو غضاضة في أن يراقب الأوروبي أو الأمريكي أو الآسيوي أو الأفريقي العملية الانتخابية ويشرف علي جميع مراحلها ، لأنني مثل غيري من المصريين لا أثق فيما تؤديه الحكومة ، والسنوات التي عاصرتها من عمري في كنف الحزب الوطني علمتني هذا، وذلك بسبب انتشار الفساد والقهر والتزوير، ويكفينا للتدليل علي ذلك، عدم دستورية مجلس الشعب في جميع دوراته منذ ما يقرب من ثلاثين سنة أو أكثر . والقضاء المصري أصدر عشرات الأحكام ببطلان انتخاب ونتائج لعشرات الأعضاء بالحزب الوطني، فما بالك بنتائج الاستفتاءات الرئاسية التي أجريت ؟ .. ومما يؤسف له أن حكومة الوطني نجحت في الترويج لفكرة رفض الرقابة الدولية ، وصورتها للشعب بأنها تدخل في شئوننا الداخلية ، وقد تبني العديد من كتاب الحكومة فكرة التدخل الأجنبي ، وصوروه في هيئة الاحتلال والسيطرة وفرض إرادة أجنبية علي شعب حر ، شعب له حضارته منذ آلاف السنوات . وقد وصف هؤلاء الكتاب الذين ينادون بالرقابة الأجنبية بأنهم عملاء للإدارة الأمريكية، وبالطبع هذا التوصيف بالخيانة والعمالة ، دفع العديد من السياسيين والمثقفين إلي الصمت أو إلي تبني الرؤية الحكومية شفوياً ، وتاجرت الحكومة بهذا، وأكدت للإدارة الأمريكية أنها إرادة شعبية ، ومع تراجع الرقابة الدولية ، أجريت انتخابات الرئاسة ، ووقع فيها العديد من المخالفات والتجاوزات ، التي عادت بالأصوات علي مرشح الحزب الوطني ، وهو ما كان متوقعا والسؤال الآن .. لماذا لا نتمسك بفكرنا مهما كانت الاتهامات وحجم الإدانة!!، والي متي سيظل المخالف والمعارض من العملاء والخونة ؟!، أظن أن هذه الإشكالية تخص المثقف قبل رجل الشارع ، لأنها من صنيعته . ونختتم هذه الجولة بمتابعة أصداء قضية حريق مسرح بني سويف ، حيث نشرت المصري اليوم مقالا للدكتورة "سحر الموجي" بعنوان (فلنحاسبهم حساباً عسيرا) طالبت فيه تقديم كبار المسئولين في وزارتي الداخلية والثقافة إلى محاكمة عاجلة للقصاص منهم لتقصيرهم في أداء واجباتهم المهنية والوطنية وقالت : بمناسبة أن دماء ضحايا قطار الصعيد الذين احترقوا في علب صفيح الدرجة العاشرة وتشرد لهم أهل وأبناء ولم نسمع عن مسئول واحد تمت محاكمته بعد هذه الجريمة ومناسبة تمتع الدكتور يوسف والي وزير الزراعة الأسبق بكامل الصحة والحصانة بينما حفنة موظفين يتم محاكمتهم الآن بتهمة إدخال المبيدات المسرطنة إلينا وليس مرور ثلاثة أشهر علي انتهاك أعراض النساء المصريات في الاستفتاء علي تعديل المادة 76 علي مرأى ومسمع الفضائيات وزملائهم من الرجال ولم يحدث أيضاً أن سمعنا عن إدانة مسؤول أو حتى بلطجي واحد بعد هذه الجريمة وبمناسبة كل حوادث انتهاك كرامة وصحة المواطن المصري وقصف عمره في المحروسة حدث في الخميس الماضي أن تقدمت حركة " أدباء وفنانون من أجل التغيير " مع مجموعة كبيرة من فناني ومثقفي مصر إلي سيادة النائب العام ببلاغ للتحقيق في مأساة احتراق فرقة مسرحية كاملة وعدد من صفوة نقاد المسرح والصحفيين في حادث مسرح قصر ثقافة بني سويف . حدثت تلك المأساة المروعة قبل يوم من الانتخابات الرئاسية ورغما عن طغيان أخبار الانتخابات علي كل الأحداث الأخرى فإن الحادث فرض مأساويته كما أنه يفرض أيضاً التعامل معه بمعايير مختلفة تجمع فنانون ومثقفون كبار في مكتب النائب العام لطلب التحقيق في الحادث ليس من منطلق انتظار محاسبة عامل كهرباء لتقصير في عمله ، أو مسؤول أمن لم يزود المسرح بأدنى وسائل الأمن الصناعي ، وإنما محاسبة كل المسئولين الذين لهم ضلع في أي نوع من أنواع التقصير أودي بحياة مواطنين مصريين تجمعوا من أجل مشاهدة مسرحية فكان الثمن حياتهم لا أعتقد أن أيا من هؤلاء أو أي مواطن في هذه اللحظة من تاريخنا والتي يحاولون فيها إقناعنا بأنها لحظة تغيير للأداء السياسي ينتظر محاسبة مسئول صغير يتم اختياره بعناية ليكون كبش فداء للكبار . واختتمت الكاتبة قائلة : "لن نصمت ولن نتراجع عن محاسبة
الكبار قبل الصغار في هذا الحادث المأساوي بدءا من مسئولي مسرح قصر ثقافة بني سويف وحتى وزراء الثقافة والصحة والداخلية إن كان النظام يردينا أن نصدق أنه يتبادل فليحاسب كل هؤلاء حسابا عسيرا لن يعوض أبداً أبنا تيتم أو أما ثكلت ولكننا سنعتبره عربونا صغيرا لحسن نوايا التغيير" . -----------------------------------------------------------------------------


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.