عندما اطلق الاوائل لقب " الحرم الجامعي " علي كل ما تضمه جنبات حوائط الجامعة كانوا يهدفون إلي توصيل رسالة الي الطلاب والمجتمع بان لهذا المكان قدسيته واحترامه يجب ان يضعها الجميع نصب اعينهم ..كانت أروقة الجامعات حلما للجميع ومثار اعجاب واحترام للكافة ..لكن لاننا نعيش في زمن العجائب تحول كل شيء الي النقيض وتحول الحرم الجامعي الي ساحات للمعارك والبلطجة ..فيه تحاك المشاجرات ويتم تعاطي المخدرات و تفاقمت الامور حتي وصلت إلي حمل الطلاب الأسلحة البيضاء والنارية وبدأنا نسمع دوي طلقات الرصاص ينطلق من محراب العلم مما تسبب في اصابة الطلاب بل ووصل الامر الي القتل احيانا..والمشاهد التي عرضتها القنوات التلفزيونية بالامس للمهزلة التي حدثت داخل جامعة عين شمس ومن قبلها المهزلة التي شهدتها جامعة المنصورة ومن قبلهما ما حدث في جامعة المنيا حيث تم ترويع الطلاب وإحداث حالة من الذعر داخل الجامعة. والسؤال هل انتقلت الفوضي والانفلات من الشارع الي دور العلم بالمدارس والجامعات ؟ هل أصبحت الجامعات ساحات للفوضي والبلطجة ؟ هل نترحم علي ايام الحرس الجامعي الذي كان يحكم قبضته علي الجامعات رغم اننا كنا اول المطالبين بإلغائه ؟ بعد انتشار هذه المهازل ارتفعت نبرة الطلاب والأساتذة بضرورة عودة الحرس بشكل جديد وفعال لمنع تلك الظواهر والاعلان عن العقوبات التي تتخذ تجاه الطلاب المشاغبين اضافة إلي تحديد أماكن محددة بالجامعات للتظاهر بشكل يمنع التشويش علي الطلبة داخل المدرجات والقاعات الدراسية ودعا الأساتذة إلي وجود أكمنة ثابتة من وزارة الداخلية علي البوابات الرئيسية للجامعات لا تتدخل في الحياة الطلابية أو الأمور الإدارية بالجامعة وتنحصر مهمتها في حماية الجامعة من أعمال البلطجة من الخارج. ..انني ارفض عودة الحرس الجامعي لكني مع تشديد الاجراءات الامنية حول الجامعات والمدارس حتي لا تقع الكوارث الواحدة تلو الاخري.