- خيركم من يبدأ بالسلام.. هذا هو ما ننتظره من أي طرف من الأطراف حتي نسد هوة الخلاف التي اتسعت بينهم.. ليس المهم هنا من المحق ومن المخطئ.. لكن الأهم ان يحدث وفاق وطني ونتلاحم بعد ان يقول الصندوق كلمته.. فالصندوق هو الحكم لانه يعبر عن ارادة الشعب وعلي جميع الاطراف ان تقف تحية واجلالاً لهذه الارادة مهما كان القرار وليس لطرف او لآخر أن يعترض.. لذلك اقول اتركوا خلافاتكم وضعوا مصلحة الوطن فوق أي مصلحة حزبية أو سياسية أو عقائدية. فالدين لله سبحانه وتعالي والوطن ل5لجميع ومهما اختلفنا فكلنا أبناء لهذا الوطن.. وعلينا ان نحكم صوت العقل ونحن نستعد لاستقبال نتائج الصندوق ويوم ان يعلن الشعب عن إرادته بنعم أو لا نحني رؤوسنا ونترك لأولي الأمر ان يستكملوا المشوار في بناء مؤسسات الدولة أو تحقيق التزاماتهم فيما قرروه من وعد في حالة لو كانت النتيجة بغير نعم.. إذن لم يعد هناك مجال للخلاف حتي نعتصم أو نكون سببا في وقف الحال.. .. مصر بتغرق بسبب الانقسامات والاعتصامات.. أنا شخصيا لا اعرف سببا للزحف علي الاتحادية أو محاصرة الدستورية ومدينة الانتاج الاعلامي فإذا كان الغرض من الاتحادية ان يراهم رئيس الجمهورية فهو يراهم في التليفزيون وليس بالضرورة ان تكون هناك دعوة بالزحف اليه.. نفس الشئ بالنسبة للمحاصرين للمحكمة الدستورية ومدينة الانتاج الاعلامي فهم يحرجون رئيس الجمهورية ويعرفون أنه لم يحدث في عصر مبارك ولا السادات أن حدث تجمهر أو محاصرة العدالة والاعلام وهذا التصرف معناه إسقاط هيبة الدولة وكون ان رئيس الدولة لم يستخدم حقه وسلطاته مع الذين زحفوا اليه أو حاصروا بيتاً من بيوت العدالة أو راحوا يرهبون الفضائيات.. فسكوته ليس ضعفا ولكنه رسالة لجميع الاطراف في ان تسحب رجالها وقد كان الرئيس حكيما حليما في هذا الموقف يتمتع بسعة الصدر رغم ما لحقه من هتافات وسقوط ابرياء ضحايا للمشاغبات ومع ذلك لم يلجأ الي العنف أو القوة.. وللأسف لم تفهم جميع الأطراف رسالة الرئيس حتي أصبحنا نعيش في حالة انقسام ، واصبح أطفالنا وبناتنا ونساؤنا يعيشون في فزع ورعب، ولا اعرف كيف هانت علي هذه الاطراف في ان تعيش مصر في هذا التمزق مع أنهم جميعا مصريون وما يحدث من انشقاق وتمزق ليس من طبيعتهم.. لم يحدث في أي عصر من العصور ان وقف الأخ في وجه أخيه.. أنا آري ان الأحداث المؤسفة التي شهدتها الساحة المصرية في الفترة الأخيرة ماهي الا فتنة تمكنت من رفقاء الميدان الذين كانوا يتقاسمون رغيف الخبز أيام الثورة.. لذلك أدعو كل الأطراف بأن يتصالحوا.. يعاهدوا الله بأن يتضامنوا علي قلب واحد في حب هذا الوطن.. نساند الشرعية ونساهم في بناء دولة عصرية.. نتخلي عن المصالح الحزبية ويبقي الوطن هو شاغلنا.. في أيدينا إنقاذ اقتصادنا وفي أيدينا ان نعبر ببلدنا من الإفلاس الذي يهدد مستقبلنا.. مصر في خطر ونحن لا ندري.. نحن نعيش في غفلة - انظروا لاجتماع الرئيس برئيس الحكومة ومحافظ البنك المركزي.. قلق رئيس الدولة علي اقتصاد البلد هو مؤشر علي أننا مقبلون علي خطر.. وهذه الظروف تستوجب ان نكون جانب رئيس الدولة في هذه الايام الصعبة.. الانقسام غير مطلوب.. من فضلكم أفيقوا من غيبوبتكم ومن يحب هذا الوطن يتخلي عن مطالبه ويمد يده لإنقاذ هذا الوطن علي الأقل بالاستقرار حتي يطمئن العالم لنا وتعود السياحة ويأتي المستثمر إلينا.. - من اجل مصر أستحلفكم بأن تتصالحوا.. وكلامي ليس للقوي المدنية وحدها بل لجميع الفصائل بما فيها التيارات والجماعات الدينية التي هي منا ولا يجوز ان تخرج علينا .. وعليها ان تتذكر وقفتنا معها وكيف كنا نضعهم داخل عيوننا ايام النظام السابق.. في البرلمان كنا نعطيهم أصواتنا.. في المحاكمات العسكرية كنا نتعاطف مع أبريائهم حيث كنا شهود عيان علي التهم التي كانت تدبر لهم زورا ولذلك لم نعترض علي وصولهم الي الحكم.. فقد استبشرنا خيرا علي أننا سنعيش عصرا يختلف عن العصر الذي أسقطناه.. وللأسف لم يتحقق الأمل الذي انتظرناه وان كان لن يأتي الا بتصفية القلوب وتذويب كل الفصائل داخل فصيل واحد اسمه المصريون.