لا شك أن الصدام الذى حدث أمام الاتحادية وسالت فيه الدماء المصرية، وراح ضحيته خمسة من أبناء هذا الوطن ومئات المصابين، قد زاد الأمور تعقيدا ولابد أن يتم وقف هذا الصراع فوراً بأى ثمن، فاللحظة التى تمر بها البلاد من أصعب اللحظات منذ خلع مبارك حتى الآن، فلقد وصلت البلاد إلى حالة مزرية من الانقسام والاستقطاب الحاد، وتقسيم المجتمع إلى فريقين، أحدهما إسلامى والأخر مدنى، وهذا هو الخطر بعينه، وفى ظل هذا الانقسام فلا سبيل للخروج من هذا المأزق الذى نعيشه سوى قيام الرئيس بتجميد بعض مواد الإعلان الدستورى المختلف عليها، وأن يدعوا الرئيس إلى حوار فورى بشرط أن يكون جادا وفاعلا، وأن يُقسم كل من يشارك فى هذا الحوار أنه جاء لإيجاد حل يرضى جميع الأطراف، وينقذ البلاد من المستقبل المجهول الذى ينتظرها، والذى بدأت بوادره فى الظهور أمام قصر الاتحادية، وأن يضع المشاركون فى هذا الحوار خارطة طريق تسير عليها البلاد خلال العامين القادمين، وأن تكون قضية الجمعية التأسيسية، والدستور هى أول بنود هذه الخارطة، وأن يصدر الرئيس قراراً جمهورياً بإعادة الدستور للًجنة التأسيسية، وأن يتم مناقشة كل المواد المُختلف عليها لإحداث التوافق التام من أجل الوطن، وليكون الدستور معبرا عن كل أطياف المجتمع المصرى، وأن يتم إضافة مجموعة من الشخصيات المستقلة من ذوات الخبرة القانونية، للمشاركة فى حسم هذه المواد الخلافية، ونؤكد للرئيس أن هذا لا ينقص من هيبة الدولة، أو هيبته قيد أنملة، ولكنه سيكون موقفاً حكيما سيُعلى من شأنه، لتغليب مصلحة البلاد وإنقاذها من المجهول والانقسام، وإننى أطالب الجميع أن يُعلوا مصلحة الوطن فوق أى توجهات حزبية أو سياسية، وأن يلتزم الجميع بالتظاهر السلمى دون الخروج عن المألوف أو إهانة الرئيس، وأن يعلم الجميع أننا إذا لم نتوافق فإننا جميعا خاسرين، نستحلفكم بالله يا كل أبناء الوطن أن تتذكروا شهداء الثورة الذين ضحوا بأرواحهم من أجل هذا الوطن، وحتى لا تضيع ثورتنا هباء، وأن تتذكروا أننا كنا فى خندق واحد أثناء الثورة وكنا نقتسم الرغيف ونحمى بعضنا البعض، أستحلفكم بالله أن تخلصوا النوايا لله وللوطن، وأن تتذكروا أن التاريخ لن يرحم أحدا ممن يشعلوا الفتنه فى المجتمع، مصر تضيع والأعداء يتربصون بنا ودماء المصريين تسيل، فلنوقف سفك الدماء ونبدأ فى الحوار فورا.