نتنياهو يريد أن يقنعنا أن الأمن القومى الإسرائيلى أهم من أى سلام، وأن إسرائيل ليست مضطرة للانسحاب من الأراضى المحتلة مقابل علاقات طبيعية، يبدو أن نتنياهو يريد أن يفهمنا أن مفهوم الشرق الأوسط فى عهده هو شرق أوسط يقوم على السلام مقابل الكلام وتطبيع دون تسوية، ولا يقوم السلام مقابل الأرض التى احتلتها إسرائيل. تلك قناعات نتنياهو التى تأكدت مؤخرًا بعد ما سعى لتحميل المقاومة حادث انفجار عبوة ناسفة فى رفح ونتج عنه إصابة ضابط بالجيش الإسرائيلى. تحركات نتنياهو جاءت قبل أيام من لقائه المرتقب مع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فى الولاياتالمتحدةالأمريكية، بهدف إقناع ترامب بتثبيت «الخط الأصفر» حدودًا دائمة بين مناطق سيطرة إسرائيل وحماس ما يعنى احتلال إسرائيل ل 58 فى المائة من مساحة قطاع غزة! ورغم أن الجيش الإسرائيلى فتح تحقيقًا لكشف ملابسات الانفجار الذى حدث فى رفح ولمعرفة توقيت زرع العبوة، فإن نتنياهو أسرع واتهم حماس بأنها انتهكت اتفاق وقف إطلاق النار، الذى دخل حيز التنفيذ فى أكتوبر الماضى وفق خطة ترامب لوقف الحرب وتحقيق السلام فى غزة، تلك الخطة التى خرقها نتنياهو ونفذ المرحلة الأولى منها رغم أنفه وحقق منها مكاسب تصب فى صالحه وأهمها الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين، وأكدت التقارير الأمنية أن الانفجار وقع فى منطقة تسيطر عليها إسرائيل بالكامل، ورجحت بعض المصادر أن يكون الحادث ناجمًا عن «مخلفات الحرب». نتنياهو لا يريد المضى فى تنفيذ استحقاقات تنفيذ خطة ترامب لوقف الحرب فى غزة وتحقيق السلام وتوقف عند انتهاء تنفيذ المرحلة الأولى من الخطة ولا يريد استكمال تنفيذ باقى مراحل تنفيذ الخطة، ولا يتوانى عن البحث عن أى شاردة أو إرادة لإيجاد ذريعة يتحجج بها بعدم استكمال تنفيذ خطة ترامب، بل إنه بعد أن وضع «الخط الأصفر» الذى يفصل بين إسرائيل وحماس ويحدد المناطق التى تسيطر عليها إسرائيل فى قطاع غزة، فإنه يرغب بل يشتهى أن يقضم المساحة المتبقية من قطاع غزة والتى لا تزيد على 42٪ من مساحة القطاع.. فهل يسمح له ترامب بأن يحقق أمله أم يعيده إلى رشده ويلزمه بتنفيذ باقى مراحل خطته؟!