صياد سمك يعول أسرة مكونة من زوجة وثلاثة أولاد، لم يرزق بالصيد عدة أيام، حتي بدا حزينا.. الاكل ينفد من البيت ، بدأ الجوع يسري في الأبناء، والصياد كل يوم يخرج للبحر إلا أنه لا يرجع بشيء. وظل علي هذه الحال عدة أيام ، وذات يوم قرر أن يرمي الشبكة لآخر مرة، وإن لم يظهر بها شيء سيعود للمنزل ويبدأ في تغيير مهنته التي توارثها عن ابيه.. رمي الشبكة، وعندما بدأ يسحبها، أحس بثقلها، وعندما أخرجها وجد بها سمكة كبيرة جدا، فأمسكها بيده، وظل يسبح في الخيال.. ماذا سيفعل بهذه السمكة الكبيرة ؟ فأخذ يحدث نفسه.. سأطعم أبنائي، وأحتفظ بجزء منها للوجبات الأخري، وأبيع الجزء الباقي منها. .. قطع عليه حلمه صوت جنود الحاكم، يطلبون منه إعطاؤهم السمكة، كان الحاكم يمر مع موكبه في هذه اللحظة بجانب الصياد ورأي السمكة وأعجب بها فأمر جنوده بإحضارها . رفض الصياد إعطاؤهم السمكة، فهي رزقه وطعام أبنائه، إلا أنهم أخذوها منه بالقوة وفي القصر .. طلب الحاكم من الطباخ أن يجهز السمكة الكبيرة ليتناولها علي العشاء وبعد أيام مرض الحاكم فاستدعي الأطباء ليكشفوا عليه وأخبروه بأن عليهم قطع إصبع رجله حتي لا ينتقل المرض لساقه، فرفض الحاكم بشدة وأمر بالبحث عن دواء آخر وبعد فترة ازداد عليه المرض فأمر بإحضار الأطباء من خارج مدينة، وعندما كشف الأطباء عليه، أخبروه بانه لا بد من بتر قدمه لأن المرض انتقل إليها، ولكنه أيضا عارض بشدة بعد وقت آخر، كشف الأطباء عليه مرة ثالثة، فرأوا أن المرض قد وصل لركبته، فطلبوا من الحاكم الموافقة علي قطع ساقه لكي لا ينتشر المرض أكثر.. فوافق الحاكم ، وتم قطع ساقه. حدثت اضطرابات في البلاد، وبدأ الناس يتذمرون. فاستغرب الحاكم من هذه الأحداث.. أولها المرض وثانيها الاضطرابات.. فاستدعي أحد حكماء المدينة، وسأله عن رأيه فيما حدث فأجابه الحكيم: لابد أنك قد ظلمت أحدا؟ فأجاب الحاكم باستغراب: لا أذكر أنني ظلمت أحدا من رعيتي فقال الحكيم: تذكر جيدا. فتذكر الحاكم السمكة الكبيرة والصياد.. وأمر الجنود بالبحث عن هذا الصياد وإحضاره علي الفور.. فتوجه الجنود ، فوجدوا الصياد، فأحضروه. قال الحاكم للصياد: أصدقني القول، ماذا فعلت عندما أخذت منك السمكة الكبيرة؟ فتكلم الصياد بخوف: لم أفعل شيئا سوي أنني توجهت إلي الله بالدعاء. دولة الظلم ساعة ودولة الحق الي قيام الساعة وظلم الحاكم للرعية لا يعادلة اي ظلم آخر!!