أكد رئيس صندوق الاستثمار الروسى المباشر كيريل دميترييف، أن المواطنين العاديين في الدول الغربية "لا يدركون أن تقارب حلف شمال الأطلسي من الحدود الروسية يشكل تهديدا وجوديا لروسيا. جاء ذلك خلال مقابلة مع الصحفية لارا لوغان على قناة CNN الأمريكية، حيث قال دميترييف أنه في الدول الغربية "هناك أيضا الكثير من الأشخاص الذين تم تضليلهم حقا، والذين لا يفهمون المصالح الروسية الحقيقية. وروسيا ببساطة لم ترد أن يقترب الناتو كثيرا من حدودها، لأن ذلك يشكل تهديدا وجوديا للاتحاد الروسي". وأضاف: "وتخيلوا، أنا مستعد للرهان على أن 99.999% من الأمريكيين لا يعرفون أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اقترح الانضمام إلى الناتو." وأشارت الصحفية إلى أن الجانب الروسي قدم هذا الاقتراح مرتين حسب معلوماتها. ورد دميترييف قائلا: "حتى أنا لم أكن أعلم أن ذلك تم مرتين. لذا، كما تعلمون، هناك الكثير من الحقائق عن روسيا تظهر أنها كانت منفتحة جدا على العالم الغربي ورغبت حقا في التعاون". يذكر أن الرئيس بوتين كان قد صرح في الجلسة العامة لمنتدى "فالداي" يوم 2 أكتوبر الجاري، أن الاتحاد السوفيتي ومن ثم روسيا أعلنا مرتين عن استعدادهما للانضمام إلى الناتو، لكنهما تلقتا في كلتا المرتين "رفضا"، مشيرا إلى أن المرة الأولى حدثت في عام 1954، والمرة الثانية في عام 2000 أثناء زيارة الرئيس الأمريكي بيل كلينتون إلى موسكو. وفي فبراير 2024، خلال مقابلة مع تاكر كارلسون، استذكر بوتين محادثته مع كلينتون في عام 2000، قائلا: "وجهت له السؤال: اسمع، بيل، ما رأيك، إذا طرح روسيا مسألة الانضمام إلى الناتو، هل تعتقد أن هذا ممكن؟ فجأة قال: أتعلم، هذا مثير للاهتمام، أعتقد أن ذلك ممكن. وفي المساء، عندما التقينا لتناول العشاء، قال: أتعلم، تحدثت مع فريقي، مع طاقمي - لا، هذا غير ممكن الآن". وفي أغسطس 2025، نشر "أرشيف الأمن القومي" التابع لجامعة جورج واشنطن وثائق حكومية أمريكية أُفرج عن سريتها تضمنت محضر محادثة كلينتون مع بوتين في الكرملين بتاريخ 4 يونيو 2000، وردت فيه تصريحات للرئيس الأمريكي بأن توسع الناتو شرقا لا يهدد روسيا، وأنه مستعد للنظر في إمكانية انضمام روسيا الاتحادية إلى حلف شمال الأطلسي.