»الحج عرفة« ويقال عن يوم عرفة يوم النحر أو الفداء العظيم.. كل عام وأنتم بخير.. لقد اختبر الله سبحانه وتعالي سيدنا إبراهيم عليه السلام ثلاثة اختبارات، كل اختبار أعظم من الآخر، وكان أول الاختبارات عندما أمر »النمرود« بحرق خليل الله إبراهيم، فاستسلم لقضاء الله، فكانت النار برداً وسلاماً عليه، فطاعة الله أكبر وأعظم من أن يخشي النار. والاختبار الثاني.. عندما أمره الله أن يترك زوجته هاجر وابنه الوليد »إسماعيل« في وادٍ غير ذي زرع، وتركهما بلا مأوي وسط الجبال والصحراء المخيفة.. واستجابت هاجر إلي أمر الله سبحانه وتعالي. وبعد مرور سنوات لم ير فيها ابنه إسماعيل، جاء الاختبار الثالث، عندما أمره الله بذبح ابنه إسماعيل، وهذا من أعظم الاختبارات ليضربا المثل في طاعة الله عز وجل، فجاء الفداء بذبح عظيم، فطاعة الله أكبر من كل أمور الدنيا.. ولقد جاء في كتاب الله العظيم »القرآن«.. وبالوالدين إحساناً . فأين نحن الآن من هذا الحب والإيثار والطاعة من الولد لوالده واستجابته لكلام ربه وطاعته، حيث نقرأ كل يوم في الصحف أن ابنا قتل والده أو عن أب مُسن يحاول الانتحار بسبب عقوق ابنه.. ما أبعدنا عن تعاليم دين الله!