عصام السباعى ضحكت كما لو انني أبكي فنحن نحاول بناء المستقبل ونجري وراء حقيقة أحداث ثورة 25 يناير التي تمت منذ شهور ونحن لا نعرف ماذا حدث في أزمة مارس 1954. ولا ندري ما وجدته لجان تقصي الحقائق في ثورة يوليو ونكسة 1967 .. ولا ادري متي يحين وقت كشف حقائق الامس لنستطيع ان نفهم ألغاز اليوم.. ولماذا لا نبدأ بنشر نتائج اللجنة العامة لتاريخ ثورة يوليو التي بدأت عملها بقرار جمهوري عام 1976 وماجمعته اللجنة العسكرية الفرعية برئاسة اللواء محمد حسن غنيم ؟! أصارحكم .. أشعر أن بلادنا كانت مخترقة من قمة الهرم وهو حديث مؤجل فما يهمني اليوم هو الحديث عن واحد من أشرف رجال يوليو مع بعض التحفظات وأقصد الزعيم الراحل أنور السادات الذي تعرض لحملات تشويه وحشية وكان ابرزها من الكاتب الخصوصي لعبدالناصر الاستاذ محمد حسنين هيكل في كتابه " لمصر لا لعبد الناصر" بكل ما فيه من مضحكات ووصلت الي ذروتها في كتابه " خريف الغضب " الذي كان نتيجة رواسب قديمة وعقابا له علي اعتقالات احداث سبتمبر الشهيرة ولا أدري ماذا كان سيفعل اذا كان قد تعرض للنفخ والتعذيب أو ضربه الزبانية علي قفاه وجعلوه يرد علي ندائه باسم أنثي كما كان يحدث في عهد الطاغية ! وأعترف أن "خريف هيكل " جعلني اجد أن السادات أفضل واجدع- ولا اقول أشرف - من غيره فالسادات له تاريخ نضالي ودور علني في الثورة مثل الرئيس محمد نجيب في وقت كان أول ظهور لعبد الناصر هو وعبد الحكيم عامر في الثورة في الزي المدني عندما اعتقلهما ضباط البطل يوسف صديق للاشتباه ولم يفعل مثل عبد الناصر الذي بايع الاخوان بقرب سبيل أم عباس وكان في نفس الوقت عضوا في " حدتو " الشيوعية وانتهي به الأمر بوضع الكل بمن فيهم زملاؤه من الضباط الأحرار في السجون .. كما يكفي السادات أنه بنفخة واحدة كما لو كان ينفث دخان البايب قد أطاح ببقايا نظام الطاغية في احداث 15 مايو وحول بعدها نكسة عبد الناصر إلي انتصار! تبقي اتفاقية كامب ديفيد التي سلخوا بها السادات حيا وميتا ودعوني أسأل : وماذا عن مبادرة روجرز التي وافق عليها عبدالناصر وهل يوجد فرق في بنودها عن كامب ديفيد وادعوكم لقراءة ومعرفة تطابق الاثنتين ومتابعة كلام الزعيم في الجلسة 24 للّجنة المركزية للاتحاد الاشتراكي عام 1970 حيث قال بالنص : " وأنا طِلِعْت للجيش ووقفت .. وبرضه الناس قالوا لي : الثأر، قلت لهم : أنا لا أوافق علي هذا الكلام.. أنا عايز حل سياسي " وعن الحل المنفرد قال : " ولكن بييجوا ناس النهارده وبيقولوا لي : لا نقبل شئ إلا تحرير فلسطين .. الحقيقة يعني أمانتي بالنسبة للشعب المصري لا تمكنني من أن أقول هذا . هل أمريكا مثلاً حتسيبنا ندخل نحرر فلسطين ؟!" رحم الله السادات الذي مات بيد التطرف الديني الذي صنعه الطاغية في السجون وسنترحم عليه أكثر اذا ظهرت لنا وثائق لجان تقصي الحقائق المدفونة بفعل بفاعل وأكبر ما أخشاه أن تكون قد احترقت! آخر سطر : كيف خرج شمس بدران وعلي شفيق من مصر الي لندن بالذات.. وماذا عن قضية شفيق المحفوظة في القوات المسلحة.. ومازلت انتظر الافراج عن وثائق المخابرات الامريكية التي تضم كل الاسماء. !؟