جلال دويدار ليس جديداً الإقرار بأن استخدامات »الانترنت« يشكل ثورة حقيقية ومتطورة في كل أوجه الحياة. إذا كانت بدايته والتي شملت تكنولوجيا النقل التليفزيوني قد دعت إلي القول بأن العالم أصبح بمثابة قرية صغيرة فإن ما جري في مجال ثورة المعلومات من تطورات متلاحقة جعل من هذا العالم كله وكأنه شارعاً واحداً في قرية وحوّل شعوب العالم التي تضم مئات الملايين باستخدامه إلي أسرة واحدة. إن الخبر أو الواقعة التي كانت تحتاج لعدة دقائق حتي تنتشر لم تعد في حاجة سوي لثوان معدودة لتعبر كل الحدود لتقرأها وتسمعها وتشاهدها كل الدنيا. وبالنسبة لي كصحفي من أبناء المهنة التي يشرفني الانتماء إليها فإن ما قدمته هذه الثورة التكنولوجية يعد انقلاباً بكل المقاييس سواء في الاستخدام المهني أو استقبال أخبار العالم.. لم تعد مشكلة بأي حال من الأحوال أن أتابع كل أخبار وأحداث وطني من خلال جهاز »الموبايل« الصغير، الذي أحمله معي اختصاراً أو تفصيلاً وكأنني أعيش داخله لم أنتقل إلي بلد يبعد آلاف الكيلو مترات.. ويستطيع من مارس مهنة الصحافة منذ سنوات طويلة مثلي قبل تلك الطفرات المتواصلة في تكنولوجيا الاتصال أن يقدر تأثيرات هذا التطور لصالح الأداء الصحفي. تعايشاً مع هذه الحقيقة فإنني أتواجد حالياً بنيويورك العاصمة الاقتصادية للولايات المتحدة في زيارة خاصة. إنني أجد نفسي متجاوباً ومتابعاً لأحداث مصر الحبيبة لحظة بلحظة بحلوها وحتي مرها الذي أحسه رغم ذلك محبباً ألي نفسي باعتباره جزءاً من وجداني . انطلاقاً من هذا الواقع سوف تكون »خواطري« في الأخبار خليطاً من التعليق علي أحداث ترتبط باهتماماتي الصحفية في الشأن الأمريكي وبالأخص انتخابات الرئاسة . الرئيس الحالي أوباما يشارك في هذه الانتخابات مرشحاً لفترة ثانية عن الحزب الديمقراطي وينافسه رومني رجل الأعمال مرشح الحزب الجمهوري أحد الحزبين المتداولين الحكم بأمريكا. وحتي يمكن التفرقة بين هذا الخليط من المقالات المحلية والأخري التي تتناول الأحداث الأمريكية اسمحوا لي أن أكتب بعد عنوان خواطر »من نيويورك« حتي العودة إلي أرض الوطن بإذن الله.