الشاب الذي كان يجلس خلفي في الميكروباص -لا تتعجب إنها إرادة الله- كان يتحدث في الموبايل مع شابة.. ومن سياق الحديث علمت أنهما صحفيان في جريدة مستقلة تولي رئاسة تحريرها سبعة رؤساء تحرير في ستة أشهر تقريبا. وأنا لست "فتانا" لكني مضطر.. ليس لإيقاع الضرر بالشاب والشابة. ولكن لأضعك في الصورة حتي تعرف ما يجري في صحافتنا.. هي "صدفة" طبعا ولا تحدث كثيرا لكنها -أقسم بالله- حدثت ربما لأن أمي تدعو لي كثيرا. الشاب قال للشابة إن رئيس التحرير الجديدة لن يعمر طويلا وسوف يمضي مثل غيره خاصة أنه شخص كلاسيكي وصدامي وطلب منها أن تظهر هذه الأيام بكثافة وأن "تشوط" لها خبرين كل يوم حتي لو "فبركة" ونصحها بأن تستمع إلي الراديو كثيرا ففيه من الأخبار ما تستطيع "لقطه" وإعادة صياغته!! دعك من "الروح" التي يتحدث بها عن رئيس التحرير الذي لا يعرفه. ودعك من رغبته المحمومة في أن يرحل رئيس التحرير بنفس السرعة التي رحل بها غيره.. وتأمل نصائحه لزميلته الشابة حتي تعرف أنه ليس كل ما تقرأه صحيحا وأن هناك أخطارا شديدة تهدد المهنة. هذا طبعا ليس بلاغا للزميل والصديق الذي تولي رئاسة التحرير حتي كتابة هذا المقال. لكنه بلاغ إليك أخي القارئ.. فخذ حذرك وشغل مخك.. وقلب كل ما تقرأه علي الوجوه كافة حتي لا يستغفلك أحد.. وحتي تدعو لي كثيرا مثلما تفعل أمي!