غادة البدوي: تحرير سيناء يمثل نموذجًا حقيقيًا للشجاعة والتضحية والتفاني في سبيل الوطن    من أرض الفيروز.. رسالة وزير العمل بمناسبة ذكرى تحرير سيناء    «زى النهارده».. عيد تحرير سيناء 25 إبريل 1982    مواجهة بين أحد الصيادين ومؤسس حملة "خليها تعفن" تكشف أسباب ارتفاع أسعار الأسماك    ارتفاع الذهب اليوم الخميس.. تعرف على الأسعار بعد الزيادة    تأجيل بيع محطتي سيمنز .. البنوك الألمانية" أو أزمة الغاز الطبيعي وراء وقف الصفقة ؟    شراكة مصرية إماراتية لتوطين صناعة السيارات الكهربائية والتقليدية    3 شهداء وعدد من الإصابات جراء استهداف الاحتلال لمنزلًا شرق رفح    «زي النهارده».. بداية الحرب الأمريكية الإسبانية 25 إبريل 1898    مصير مجهول ينتظر "مؤتمر المصالحة الليبية" ..تحشيد عسكري روسي وسيف الإسلام مرشحا للقبائل !    مراقبون: فيديو الأسير "هرش بولين" ينقل الشارع الصهيوني لحالة الغليان    مظاهرات لطلاب الجامعات بأمريكا لوقف الحرب على غزة والشرطة تعتقل العشرات (فيديو)    البيت الأبيض: نعول على أن تكفي الموارد المخصصة لمساعدة أوكرانيا حتى نهاية 2024    ميدو: لاعبو الزمالك تسببوا في أزمة لمجلس الإدارة.. والجماهير لن ترحمهم    وزير الرياضة يتفقد استعدادات مصر لاستضافة بطولة الجودو الأفريقية    ميدو ل لاعبي الزمالك «قبل مواجهة دريمز»: «الجماهير لن ترحمكم»    جدول ترتيب الدوري الإنجليزي بعد خسارة ليفربول وفوز مانشستر يونايتد    كاراجر: محمد صلاح ظهر ظلا لنفسه هذا الموسم    "سنحولها إلى الجهات الرقابية".. الزمالك يكشف مفاجأة في قضية بوطيب وتحركات لحل الأزمة    خبر في الجول – الأهلي يتقدم بشكوى ضد لاعب الاتحاد السكندري لاحتساب دوري 2003 لصالحه    بعد خسارة الأهلي ضد أويلرز الأوغندي.. موقف مجموعة النيل ببطولة ال«BAL»    البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك    الأرصاد تُحذر من حالة الطقس المتوقعة اليوم الخميس: درجات الحرارة تصل ل43    إصابة أم وأطفالها الثلاثة في انفجار أسطوانة غاز ب الدقهلية    رئيس تحرير «أكتوبر»: الإعلام أحد الأسلحة الهامة في الحروب    حظك اليوم برج الميزان الخميس 25-4-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    أخبار الفن|طلاق الفنان أحمد جمال من زوجته سارة قمر.. وشريف منير يروّج ل«السرب».. وهذه الصور الأولى من زفاف ابنة بدرية طلبة    فريد زهران: نسعى لوضع الكتاب المصري في مكانة أفضل بكثير |فيديو    في حفل تأبين أشرف عبدالغفور .. أشرف زكي: فقدنا فنانا رسم تاريخه بالذهب    اختيارات النقاد.. بعد سيطرة الكوميديا ما هى الأفلام الأنسب لموسم العيد؟    رئيسة «القومي للمرأة» تزور مكتبة الإسكندرية.. وتشيد بثرائها وأصالتها    الزكاة على أموال وثائق التأمين.. الإفتاء توضح أحكامها ومتى تجب    الصحة تفحص مليون و413 ألف طالب ضمن المبادرة الرئاسية للكشف المبكر عن فيروس سى    سفير ألمانيا بالقاهرة: المدرسة الألمانية للراهبات أصبحت راسخة في نظام التعليم المصري    المواعيد الصيفية لغلق وفتح المحال والمطاعم والمولات والمقاهي    مدير تعليم القاهرة: مراعاة مواعيد الامتحانات طبقا للتوقيت الصيفي    خال الفتاة ضحية انقلاب سيارة زفاف صديقتها: راحت تفرح رجعت على القبر    صور.. الطرق الصوفية تحتفل برجبية السيد البدوي بطنطا    أحمد موسى: مصر قدمت تضحيات كبيرة من أجل إعادة أرض سيناء إلى الوطن    رئيس جامعة دمنهور يشهد فعاليات حفل ختام مهرجان بؤرة المسرحي    إجازات شهر مايو .. مفاجأة للطلاب والموظفين و11 يومًا مدفوعة الأجر    الهلال الأحمر المصري: إسرائيل تعطل إجراءات دخول الشاحنات إلى قطاع غزة    في الموجة الحارة.. هل تناول مشروب ساخن يبرد جسمك؟    طريقة عمل الكبسة السعودي باللحم..لذيذة وستبهر ضيوفك    خالد الجندي: الاستعاذة بالله تكون من شياطين الإنس والجن (فيديو)    حكم تصوير المنتج وإعلانه عبر مواقع التواصل قبل تملكه    أمين الفتوى: التاجر الصدوق مع الشهداء.. ومحتكر السلع خبيث    تحرير سيناء قصة كفاح نحو البناء والتنمية .. ندوة بمجمع إعلام قنا    تجديد اعتماد كلية الدراسات الإسلامية والعربية ب«أزهر الاسكندرية»    بالفيديو.. أمين الفتوى: موجات الحر من تنفيس نار جهنم على الدنيا    متحدث «الصحة» : هؤلاء ممنوعون من الخروج من المنزل أثناء الموجة الحارة (فيديو)    بعد إنقاذها من الغرق الكامل بقناة السويس.. ارتفاع نسب ميل سفينة البضائع "لاباتروس" في بورسعيد- صور    البورصة تقرر قيد «أكت فاينانشال» تمهيداً للطرح برأسمال 765 مليون جنيه    العاهل البحريني ورئيس الإمارات يدعوان إلى تهدئة الأوضاع بالشرق الأوسط    10 توصيات لأول مؤتمر عن الذكاء الاصطناعي وانتهاك الملكية الفكرية لوزارة العدل    تضامن الغربية: الكشف على 146 مريضا من غير القادرين بقرية بمركز بسيون    تأجيل محاكمة 4 متهمين بقتل طبيب التجمع الخامس لسرقته    القبض على 5 عصابات سرقة في القاهرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أيام الحرية في ميدان التحرير
نشر في القاهرة يوم 08 - 02 - 2011

(1) 25/1/2011 «الثلاثاء» لم يكن أكثر المتفائلين يتوقع أن يتجاوز عدد المتظاهرين من الشباب في ميدان التحرير الألف، ولم أكن بشكل شخصي أتوقع أنني سأظل في المنزل إلي الساعة الرابعة أتابع الأخبار عبر القنوات الفضائية العربية التي اهتمت يومها بالأحداث التي وقعت في لبنان والتظاهرات التي دعا إليها أنصار تيار المستقبل بزعامة سعد الحريري احتجاجًا علي حل الحكومة والإتيان بنجيب ميقاتي رئيسًا جديدًا للحكومة هناك ومن ثم ظهور الحريري مرة أخري يدعو إلي وقف التظاهر والاحتجاج انتظارًا للمشاورات، أقول هذا لأنه حينها قفزت إلي رأسي فكرة عن مقدرة هذا الشاب الوسيم علي تحريك آلاف وهي الفكرة التي انتهت تقريبًا من أدبياتنا السياسية والفكرية في مصر. القنوات الفضائية العربية والمصرية تقريبًا خذلتني في متابعة ما يجري بميدان التحرير اللهم إلا بعض النشطاء علي الفيس بوك الذين كانوا يضعون مشاهداتهم عليه وبعض الاتصالات الهاتفية التي تأتيني من هناك لاطلاعي علي الوضع كاملاً، لكنني اعتقدت أن ما أفعله غير كاف للوقوف علي حجم التظاهرة أو مطالبها أو القمع الذي تلقاه التظاهرة من الجانب الأمني، وحين بدأ الاكتئاب والقلق يدبا في جسدي قررت النزول والاتجاه إلي ميدان التحرير. كانت حركة المرور طبيعية بالكاد لكن اسم ميدان التحرير بدا أكثر إزعاجًا لسائقي التاكسي فأخذت السير علي قدمي خصوصًا أن الميدان قريب من منزلي، كانت الخامسة تقريبًا لم تنقطع الاتصالات للتعرف علي الوضع، مررت بميدان طلعت حرب وجدته مكتظًا بسيارات الأمن المركزي وجنوده كذلك شارع قصر النيل ومن قبله ميدان عابدين وشوارعه الجانبية، أسطول كبير من جنود الأمن المركزي يتبادلون القفشات التي لا أفهمها لطبيعة لهجتهم الريفية، أما الضباط فاكتفي البعض بالحديث في التليفون والبعض الآخر بقراءة الصحف. كثر الحديث عند اقترابي من الميدان عن محاولات عديدة لفض التظاهرة سواء بالقنابل المسيلة للدموع أو بخراطيم المياه أو بالهراوات، كما كثر الحديث عن محاولات بعض جنود الأمن المركزي منع متظاهرين جدد من الدخول، لكن لم يحدث ذلك فدخولي ميدان التحرير كان أشبه بالعادي، نعم كان جنود الأمن المركزي مصطفين في مداخل الميدان لكنهم لم يشكلوا أي إعاقة لي وللكثير من المنضمين، ربما كانت الإعاقة هي انقطاع شبكات المحمول عن العمل وعزلنا تقريبًا عن العالم الخارجي. مع دخولي الميدان كانت الوجوه مألوفة لي إلي حد كبير، صافحت الكثير من أصدقائي الذين لم أرهم منذ فترة، حتي أن أحدهم طلب مني أن ألتقط له صورة للذكري، كان الهدوء يخيم علي الوضع الأمني وكان المتظاهرون يهتفون بسقوط رموز النظام ومن كانوا سببًا في تزوير انتخابات مجلس الشعب، والبعض كان يردد هتافات معادية للرئيس نفسه باعتباره سببًا فيما يحدث من غلاء وبطالة وبلطجة وترد وقمع، إلا أن كل هذا تبدل فجأة، فأخذت أصوات القنابل تدوي في الميدان، عشرات من القنابل المسيلة للدموع تهبط علي رؤوسنا وتفرقنا ولكن سرعان ما تتم العودة مرة أخري، حدثت اشتباكات عديدة بين بعض المتظاهرين وبين رجال الأمن، شاهدت بعيني كثيرًا من الجرحي وكثيرًا جدًا من الذين تم اعتقالهم في ساعات النهار وأفرج عنهم ومن بينهم المخرج عمرو سلامة الذي رأيته جالسًا علي الرصيف وقد ظهرت علي وجهه وملابسه آثار الضرب، وتحدث البعض عن آخرين لقوا نفس المصير. هدأ الوضع في الميدان مرة أخري بحلول التاسعة مساء، وكان البعض كان يخشي من هجوم أمني جديد، كما أن البعض وخصوصًا من شباب 6 إبريل وحركة خالد سعيد اتفقوا علي الاعتصام مجددًا في اليوم الذي يليه أيضًا، واستمرت الأحاديث والمعلومات في تدفقها، وبحلول العاشرة بدأت علب المياه الغازية تتدفق وصناديق المياه وبعض المخبوزات والبقسماط، سألت عن مصدرها أكد لي البعض أنه بعض الشباب المتحمس المتطوع، وأكد لي البعض الآخر أنه رجل الأعمال المهندس ممدوح حمزة، وقال آخرون إنه نجيب ساويرس، لكنني أكاد أجزم أنه كل هؤلاء، فهو سلوك جمعي يفعله المصريون وقت الشدائد. استمر الهدوء ومعه استمرت القفشات هنا وهناك، حتي بعد توارد أنباء عن مطالب قوي المعارضة السياسية في البيان الذي ألقاه د.السيد البدوي رئيس حزب الوفد، كما استمرت الهتافات والتي دخل عليها هتاف جديد سمعته في التظاهرات التونسية مرارًا وهو «الشعب يريد إسقاط النظام»، كان ذلك تقريبًا في الحادية عشرة ليلاً وظهرت دعوات للمبيت في الميدان وهو ما رفضته حيث توجهت للبعض ومنهم الأستاذ محمد عبدالقدوس ورئيس حزب الغد أيمن نور لأننا سنصبح وقتها عرضة للاعتقال أو مجددًا للاشتباك مع رجال الأمن المركزي بهراواتهم وخراطيمهم وقنابلهم ولم أعرف وقتها لماذا شعرت برهبة علي الرغم من أنني واجهت العديد من المواقف الصعبة مع رجال الأمن، لكن ما كان يحدث أمامي من إصرار غريب علي المبيت هو ما أقلقني يومها. وجاءت ساعة الحسم تقريبًا بعد الثانية عشرة بقليل، سيل من القنابل وبلا هوادة، خراطيم المياه، ضرب بالهراوات، اقتحام بالسيارات المصفحة، كان هناك إصرار أيضًا من رجال الشرطة علي إخلاء الميدان تمامًا، استغرق هذا الوضع غير الآمن بالمرة حوالي ساعتين، اعتقلت الشرطة العديد من الشباب، وأصيب آخرون ونجحت الشرطة بالفعل في فض الاعتصام رغمًا عن محاولات البعض للتجمع مرة أخري في الشوارع الجانبية الضيقة للميدان، كما أن البعض توجه للاعتصام في ميدان طلعت حرب ولكن الأعداد أصبحت أقل بكثير مع خروجنا من الميدان، تقريبًا كان الجميع يتحدثون في الموبايل لطمأنة ذويهم بعد هذا الانقطاع الطويل عن التواصل هاتفيًا في الميدان، وبحلول الثانية والنصف كان الوضع قد هدأ تمامًا في منطقة وسط المدينة. (2) 26/1/2011 «الأربعاء» استمرت الأخبار عن محاولات للتظاهر في ميدان التحرير لكنها في العادة ما كانت تنتهي بفعل رجال الأمن، كان الاعتصام الأبرز عند نقابتي الصحفيين والمحامين، هذا ما شاهدته أثناء مروري من هناك، وكان الأمن قد لجأ إلي حيلته المعروفة وهي نشر بعض من رجاله بزي مدني، لكن وجوههم أصبحت مألوفة لنا، الغريب أن أجسامهم أصبحت مليئة عما ذي قبل وهو ما يعيق حركتهم أثناء الجري. كانت الرابعة والنصف تقريبًا، سمعت أخبارًا عن عمليات سحل لبعض الصحفيين المعتصمين ومنهم الأستاذ محمد عبدالقدوس وكان الطريق من شارع رمسيس إلي ميدان التحرير حيث محاولات التجمع مليئًا بالغموض، فمظاهرة قوامها العشرات كانت تقابل بمنتهي العنف من جنود الأمن المركزي سواء من ذوي البذات السوداء أو ذوي اللباس المدني، وكان العنف دائمًا ما يقابل أيضًا بعنف، فأشعل بعض الشباب إطارات السيارات وحدثت اشتباكات عنيفة في شارع رمسيس إلا أنه عند وصولي إلي التحرير تم إيقافي من هؤلاء. - الرجل: رايح فين؟ - أنا: مروَّح البيت. - الرجل: بيتك فين؟ - أنا: الحلمية الجديدة. - الرجل: وجاي التحرير من هنا ليه.. ما عندك العتبة تروَّح منها؟ - أنا: اللي حصل. - الرجل: طب خليك واقف هنا. جذبني الرجل إلي جانب الطريق، ثم جذبني آخر إلي شارع جانبي فوجدت مثلي حوالي عشرة شباب يحيطهم بعض هؤلاء الرجال الشرطيين من ذوي اللباس المدني، شعرت وقتها أني رهن الاعتقال ولكن لم أكن أدري ماذا أفعل، فكرت في الحديث إلي أحد من أهلي ولكن خفت أن أتسبب لهم في قلق، شعور غريب في مصير لا أعرفه، استغرق هذا الوضع دقائق، لم ينقذنا إلا مظاهرة أو تجمع شبابي مكون من عشرات أيضًا خرج أصحابنا الذين كانوا يحتجزوننا لمواجهته فهربنا إلي ميدان عبدالمنعم رياض جريًا. خرجت إلي الكورنيش والوضع مازال ملتهبًا، سرت إلي جاردن ستي ودخلت في شوارعها الجانبية إلي أن وصلت إلي شارع قصر العيني أمام مجلس الشوري، كان الميدان خاليًا تقريبًا من المارة، السيارات كانت تسير بشكل عادي، حركة المرور كانت أسهل من المعتاد ولكن سيارات الأمن المركزي كانت متواجدة بكثافة ورجال الشرطة الآخرين كانوا أيضًا متواجدين بكثافة علي كل مداخل الميدان، علي باب شارع التحرير أوقفني أحدهم وسألني نفس السؤال «رايح فين؟» رددت نفس الإجابة «مروَّح البيت» وكأنه نسخة طبق الأصل من الحديث الماضي إلا أن الرجل كان رحيمًا ولم يحتجزني وقال لي «علي بيتكوا عِدِل». كانت الأنباء المتواردة لدي أن الاعتصام قد بدأ في ميدان طلعت حرب، توجهت إلي هناك حوالي السادسة مساء أو ما يزيد بقليل، وكان التجمهر أقل، ولكن هتاف «الشعب يريد إسقاط النظام» كان يدوي في الميدان الصغير وبعض الشوارع الجانبية، قابلت بعض أصدقائي في شارع مؤدي إلي ميدان طلعت حرب، وسمعت عن اعتقالات عديدة في صفوف الشباب وبعض النشطاء السياسيين والصحفيين، سمعت أيضًا عن إصابات خطيرة، سمعت عن حالات وفاة، لم أتأكد فكان الوقت ملائمًا للشائعات ولكن الحقيقة المؤكدة في هذا الوقت أن دخول ميدان طلعت حرب أصعب كثيرًا من الحصول علي تأشيرة لأمريكا. المواجهات كانت كبيرة وعنيفة ولكن الأمر لم يستغرق طويلاً ونجحت الشرطة بجناحيها الرسمي وغير الرسمي في فض الاعتصام تقريبًا بحلول العاشرة. (3) 27/1/2011 «الخميس» توجهت في حوالي التاسعة إلي ميدان التحرير قادمًا من ميدان طلعت حرب، شاهدت بعيني الشرطة غير الرسمية تنتشر بكثافة في الميدانين وبخاصة في طلعت حرب، سمعت عن المواجهات التي كانت تحدث أمام نقابتي الصحفيين والمحامين، تلقيت اتصالاً من صديق معتصم أمام نقابة الصحفيين نقل لي الوضع كاملاً واختتم مهاتفته بجملة «لو الوضع استمر كده لغاية بالليل مش هيبقي في مصر صحفيين بره السجون»، وهي الاستغاثة التي بدأت تنتشر في الأوساط الصحفية والثقافية وفي أوساط المجموعات التي كانت تحاول التظاهر في وسط المدينة. مر اليوم سريعًا توجهت إلي جريدتنا في الزمالك، لم تنقطع الاتصالات بيني وبين أصدقائي إلي أن أبلغني أحدهم أن يوم غد «الجمعة» سيخرج الشعب كله عن بكرة أبيه بعد صلاة الجمعة للمطالبة برحيل النظام خصوصًا مع توارد أنباء عن مظاهرات في الإسكندرية والسويس والإسماعيلية وبعض المدن الأخري، وكانت الدعوة للجميع وليس لقوة معينة. خرجت من الجريدة في الرابعة مارًا بميدان التحرير فالوضع مازال علي حاله، بعض المتظاهرين يحاولون والأمن يمنعهم ويوقف الكثير ويشحنهم في سيارات ميكروباص تذهب إلي أماكن بعيدة في الطريق الصحراوي أو في آخر شارع الهرم أو في صحراء مدينة نصر كما روي لي الكثير، وحين وصلت إلي البيت تابعت الأمر أمام شاشات الفضائيات وعلمت أن البورصة المصرية أغلقت علي خسائر فادحة اقتربت من عشرة مليارات دولار، شعرت حينها أن الأمر يبدو مزعجًا. في الحادية عشرة ليلاً توجهت إلي التحرير مرة أخري لم يكن هناك جديد علي الاطلاق اللهم إلا أن الحالة الطبيعية بدأت تدب في شوارع القاهرة مع وجود أمني رسمي وغير رسمي إلا أن الناس كلها كانت في حالة ترقب لما ستسفر عنه جمعة «الغضب» كما أسماها المتظاهرون. (4) 28/1/2011 «الجمعة» استيقظت مصر كلها علي قطع كامل لخدمة الإنترنت والتليفونات المحمولة وكانت خطبة الجمعة في مسجد السلطان حسن بمنطقة القلعة أشبه ببيان لضبط النفس، وكان التواجد الأمني في خارج المسجد كبيرًا وخصوصًا وأنني لم أشهده في مثل هذه المنطقة من قبل، وما إن انتهت الصلاة حتي خرج الجميع في هتاف واحد «الشعب يريد إسقاط النظام»، خرجت معهم ولم تفلح محاولات الشرطة في قمع التظاهرة التي تجاوزت الآلاف بعد انضمام أهالي الحلمية الجديدة والدرب الأحمر، وكانت متجهة إلي ميدان التحرير إلا أنها فضت تقريبًا في مدخل شارع حسن الأكبر الذي يبعد عن قصر عابدين بأمتار، رجع الحشد متوجهًا إلي كل أقسام الشرطة في منطقة الحلمية والخليفة وإلي مقار الحزب الوطني في السيدة زينب والسيدة عائشة، وهو الأمر الذي أوقع كثيرًا من الضحايا في عمليات اقتحام تلك الأماكن ومنهم أخ صديق لي. كانت المواجهات في الرابعة عصرًا دامية، الرصاص كان يُطلق في كل الاتجاهات وكذا الحجارة وهو ما أدي إلي إصابتي في الرأس والوجه، وجدت أن الأمر أصبح خطيرًا علي حياتي فقررت الصعود إلي منزل أحد أقربائي في منطقة المقطم التي هي بالتأكيد أهدأ حالاً، وجدتها كذلك بالفعل ولكن لأنني في أعلي مكان بالقاهرة شاهدت بعيني الدخان الأسود يتصاعد في كل مكان وخصوصًا في منطقة التحرير ومنطقة الخليفة. المنطقة الهادئة لم تعد كذلك، فالمظاهرات بدأت تجوب
الشوارع هناك وبدأت بعض عمليات السلب والنهب ومع انسحاب قوات الشرطة من الشوارع وإحراق الأقسام المحيطة للمنطقة. لم يكن في وسعي إلا الاحتماء في المنزل لكني آثرت النزول حتي بعد إعلان حظر التجول في القاهرة والسويس والإسكندرية من الساعة السادسة مساء حتي الثامنة صباحًا من اليوم الذي يليه ونزول قوات من الجيش لحماية الممتلكات العامة. توجهت إلي ميدان التحرير ولاحظت حالة الانفلات الشديد والفوضي الشديدة التي تعيشها المدينة، رأيت بعيني عمليات السلب والنهب لبنوك كثيرة وبعض المحلات التي كانت أبوابها سهلة الكسر، الوضع كان مخيفًا جدًا، وخصوصًا بعد اشعال الحرائق في أماكن عديدة بالقرب من المتحف المصري الذي وقف أمامه مجموعة من الفنانين والمثقفين ومنهم المخرج خالد يوسف، لاحظت أن كثيرًا من الناس التزموا بحظر التجول ولكن بعد مرور ساعات لم يلتزم أحد بالقرار والكل خرج إلي الشوارع، ليحتفل الجميع بمشاهدة المدرعات والدبابات التي بدأت في الانتشار تدريجيًا، ربما أغلب المشاركين في الأحداث لم يشاهدوا تلك الآليات في حياتهم وكان الهتاف وقتها «الجيش والشعب يد واحدة». مع انقطاع الاتصال اعتمدت علي عيني فقط في رصد الأحداث، ولكن الحالة الأمنية أجبرتني علي العودة لمتابعة الأخبار عن طريق القنوات الفضائية والبعد تمامًا عن التليفزيون المصري الذي ساهم في ارتكاب جريمة في حق الشعب مؤيديه ومعارضيه بعدم نقل الصورة كما رأيناها في الشارع. بعد منتصف الليل وبالتحديد قبيل خطاب الرئيس مبارك كنت في البيت، وعرفت عن طريق بعض زملائي الذين ذهبوا أيضًا إلي بيوتهم أن المتظاهرين من الشباب يحاولون منع الكثيرين من عمليات السلب والنهب التي استمرت حتي صباح اليوم التالي. (5) 29/1/2011 «السبت» كان الانفلات الأمني غير طبيعي مع ورود أنباء عن خروج آلاف المسجونين إلي الشارع، حتي أني سمعت طلقات الرصاص بالقرب من مديرية أمن القاهرة صباحًا، حيث يوجد سجن الاستئناف، مررت بميدان التحرير وجدت الوجوه قد تبدلت قليلاً، ولكن الأعداد بالطبع متزايدة لعدم وجود الشرطة، دخلت الميكروفونات وأصبح المتحدثون فيها مختلفين عما شاهدناهم من ذي قبل، كان لخالد الصاوي وأحمد عيد وعمرو واكد وخالد أبوالنجا حضور جيد، التف حولهم الناس، وهتفوا وراءهم. ومع الليل حضر إلي الميدان د.محمد البرادعي ومعه د.أسامة الغزالي حرب ومجموعة من مؤسسي الجمعية الوطنية للتغيير والكاتب علاء الأسواني وإبراهيم أصلان وغيرهم، لاحظت أن الميدان بدأ ينقسم إلي تكتلات لكني وقتها لم أحدد الاتجاهات. امتدت ساعات حظر التجول لتبدأ من الثالثة عصرًا ولا أحد ملتزم بها، لا أدري لماذا؟ وانتشرت ما يسمي باللجان الشعبية في الأحياء الراقية وغير الراقية، خرج شباب تلك المناطق للدفاع عنها بالسنج والمطاوي والشوم، كثرت الشائعات عن مجييء مجموعات مسلحة إلي المناطق ومهاجمة المنازل ولكن لم يحدث أمامي هذا علي الأقل حتي وإن سمعت ذلك من بعض الأشخاص في مناطق متفرقة، والحقيقة أنه لا يوجد شاهد عيان واحد قال لي «حدث لي كذا وكذا». سهرت حتي صباح اليوم التالي، كانت الامدادات من أهالي المنطقة رائعة أكواب من الشاي وقطع الكيك، وتطور الأمر في فجر هذا اليوم إلي صينية كبيرة بها «كبسة» وأخري بها «مكرونة بالبشاميل»، ومع ساعات الصبح الأولي صعد الجميع للنوم في منازلهم. (6) 30/1/2011 «الأحد» لم أستطع النوم تلك الليلة خصوصًا مع صوت طلقات النيران التي كانت تدوي بالقرب من مديرية الأمن، توجهت إلي ميدان التحرير نهارًا، وكانت حركة المرور صعبة وغير منضبطة بسبب الغياب الأمني، بعض الشباب كان يحل محل رجل المرور، ولكن الفوضي كانت عامة فالطرق أصبحت مباحة للذاهب والآتي، كثرت الحوادث، رأيت بالقرب من المعبد اليهودي سيارة تاكسي اقتحمت أحد المحلات بشكل غريب. استطعت في هذا اليوم تمييز بعض الوجوه التابعة لجماعة الإخوان المسلمين، مع انضمام شيوخ من الأزهر وبعض القضاة، كثرت الوجوه الأجنبية من مرتادي منطقة وسط البلد من الصحفيين والمراسلين والنشطاء في مجال حقوق الإنسان، وجوه نراها كثيرًا علي مقاهي زهرة البستان والحرية وستراند وغيرها، الغريب أنهم كانوا يحملون لافتات تشير أيضًا إلي نفس المطالب. فجأة حدث هرج ومرج، قال لي أحدهم إن ضابطًا من قوات الجيش برتبة نقيب يقود التظاهر بالقرب من ميدان عبدالمنعم رياض، توجهت إلي هناك وجدت الضابط الذي عرفت بعد ذلك أن اسمه إيهاب محمد علي يقف أسفل تمثال الشهيد عبدالمنعم رياض يهتف «الجيش والشعب يد واحدة» ثم يكبر «الله أكبر»، التهب الموقف، وشاهدت كثيرًا من الناس يبكون تأثرًا بالمشهد. بدأت اللافتات الكبري تنتشر في أرجاء الميدان، العدد كان كبيرًا بالمقارنة بالأيام السابقة إلا أنه ليلاً بدأ في الانحسار التدريجي، وكان عمل اللجان الشعبية رائعًا لاستعادة الأمن في الشارع. (7) 31/1/2011 «الاثنين» حرصت في بداية هذا اليوم أن أتجول في الأسواق، بعض السلع الغذائية ارتفعت أسعارها، كثرت «طوابير العيش»، الوضع لم يكن مطمئنًا بالمرة، التقيت بأحد أصدقائي وهو متخصص في اللجان الشعبية قال لي إنه نزل أيضًا ليراقب جشع البائعين وأقسم لي أن الأسعار ستهبط مرة أخري لأن اللجان ستراقب الأمر بداية من يوم الثلاثاء. في طريقي إلي ميدان التحرير سمعت أخبارًا عن تشكيل الحكومة، وبدا الأمر عاديًا في الشارع لا يبالي أحد بأي أخبار، أما في التحرير فكانت التظاهرة الكبيرة أمام مطعم كنتاكي في الميدان ويقودها الفنان خالد الصاوي والفنان أحمد عيد، سمعت أخبارًا عن وجود المشير حسين طنطاوي في مبني التليفزيون الواقع علي كورنيش النيل والذي يبعد أقل من كيلو متر من ميدان التحرير، هاتفني أحد أصدقائي من الولايات المتحدة الأمريكية وقال لي إن لديه معلومات مؤكدة أن وزير الدفاع سيلقي بيانًا من مبني التليفزيون يؤكد فيه تنحي الرئيس عن منصبه وتولي الجيش زمام الأمر وهو بالطبع ما لم يحدث حيث اكتفي المشير بمصافحة جنوده وترك المكان، هكذا أظهرت التليفزيونات وهكذا قال لي شاهد العيان إضافة إلي وقوفه لأكثر من خمس دقائق مع مواطنين عاديين كانوا يسيرون علي الكورنيش أبلغوه كامل تقديرهم للجيش المصري الذي دافع عن التراب المصري في 1973، وقال لي أيضًا شاهد العيان إن المارة تجاهلوا الوزير أنس الفقي الذي كان يتجول مع المشير ولم أتأكد من صحة معلوماته لكنه كان مصدري الوحيد هناك. في الثانية والنصف وأثناء وقوفي مع الكاتب الصحفي إبراهيم عيسي في الميدان مرت فوقنا طائرة من طراز إف 16، كانت لحظات رعب لمعظم من كانوا في الميدان، الصوت لم يكن محتملاً للكثير، ثم تحول الأمر بعد مرور الطائرات لأكثر من مرة إلي شيء عادي، واستمر الشباب في هتافاتهم واستمر آخرون في توزيع علب «الكشري» والآخرون في تنظيف أرض الميدان. كانت نقطة الخطورة الحقيقية عند مبني وزارة الداخلية حيث سمع كل من في الميدان أصوات طلقات تدوي في الرابعة تقريبًا، سمعنا أنها محاولات لاقتحام المبني من قبل المتظاهرين واجهتها قوي الشرطة الموجودة بالداخل بوابل من الرصاص، سمعنا عن حالات وفاة، استغاث العديد بضباط الجيش، الغريب هي الاستجابة السريعة لهم حيث توجهت دبابتان وأربع مدرعات إلي حيث مبني وزارة الداخلية وسط تهليل المتظاهرين. ظل الحال كما هو عليه إلي المساء وفي طريقي للعودة إلي المنزل ومروري بجانب مديرية الأمن كان الوضع لا يزال عليه، وابل من الرصاص هنا وهناك منعًا لهروب المسجونين من سجن الاستئناف الملاصق للمديرية، مر الجميع من تلك المنطقة مهرولاً ومنحنيًا هربًا من طلقات الرصاص فاعتقد أنها كانت اللحظات الأصعب علي الاطلاق. (8) 1/2/2011 «الثلاثاء» استيقظت صباحًا علي جرس تليفوني المحمول، وكان شخص يستغيث، لا طعام عنده ولا يستطيع النزول لشراء حاجياته، أعلم أنه يوم تظاهرة المليون، لكن واجبي الإنساني كان يحتم عليّ المساعدة، قبل ذهابي إليه تفقدت السوق المجاور لمنزلي شعرت بالفعل أن الأسعار بدأت تتراجع تدريجيًا، استقللت تاكسي متوجهًا إلي منطقة العجوزة، بالطبع كانت الشوارع مكتظة بالناس، لا تواجد أمني علي الرغم من ورود أخبار عن نزول قوات الشرطة إلي الشارع في اليوم الذي سبقه، يستغرق المشوار من بيتي إلي العجوزة ربع الساعة تقريبًا، لكن الطرق كانت مقطوعة فاستغرقت ساعتين. توجهت إلي ميدان التحرير من كوبري 6 أكتوبر سيرًا، شعرت أن اليوم غير عادي، السيارات تتوقف علي جانبي الكوبري والأعلام تزينها، أغنية «يا حبيبتي يا مصر» لشادية في كل سيارة، شباب وفتيات يرسمون الأعلام علي وجوههم والكثير منهم يحملون الرايات، كرنفال حقيقي توقعته في الميدان. عند هبوطي من «مَنزَل» عبدالمنعم رياض كانت الطوابير كبيرة جدًا، وكانت هناك أكثر من نقطة للتفتيش والتأكد من البطاقة الشخصية، تلك النقط أقامتها اللجان الشعبية إضافة إلي القوات المسلحة، الكل كان متعاونًا لأقصي درجة استغرق دخولي الميدان حوالي ربع ساعة، الحشود كانت هائلة، لم أنتظر كثيرًا، لم أكن أستطيع حتي التجول، شعرت بضيق شديد وبفرحة أشد لتجمع كل هؤلاء المسيحي والمسلم، الكبير والصغير وربما الرضيع، الغني والفقير، العلماني والإخواني، ربما كان التجمع الأكبر الذي أشاهده في حياتي. امتلأ الميدان عن بكرة أبيه وامتلأت معظم الشوارع المؤدية للميدان، انسحبت الدبابات والمدرعات لمنتصف شوارع قصر النيل ومحمد محمود والتحرير وكان تقديري للأعداد يقترب بالفعل من نصف المليون أكثر قليلاً أو أقل قليلاً. بدأ الإرهاق ينهل مني حتي عدت إلي المنزل أصف كل شيء شاهدته لمن أقابله. في السابعة تقريبًا ذهبت إلي الميدان مرة أخري، كان دخولي من شارع التحرير حيث وجدت طابورًا كبيرًا علي محل «كشري التحرير»، ووجدت بعض الشباب ترص علب «الكشري» علي سيارة منادية «سخن ومولع بتلاتة جنيه»، وجدت رجالاً وسيدات هم في الأصل بائعون ربما يكونون متجولين علي الجانبين يبيعون أعلام مصر «الصغير بخمسة جنيهات والكبير بعشرة» آخرين يبيعون سندويتشات «الجبن الرومي والبيض» وآخرين بعلب المياه الغازية، إضافة إلي عربات الفيشار، اللافت للنظر أن الجميع كان يرضي بمكسب أعتقد أنه أقل من المعتاد. دخلت الميدان استطعت بنظرة تأملية غير عاطفية أن أحدد القوة التي تسيطر علي أجزاء بعينها من الميدان، فللإخوان المسلمين إذاعتان: الأولي أمام شاشة العرض الكبري التي نصبت بجانب «مطعم هارديز» وكانت تذيع مشاهد من قناة الجزيرة ويقف عليها مجموعة من الشباب يتبادلون الكلمات، والثانية أمام «مطعم كنتاكي» لا تختلف كثيرًا عن الأولي سوي أنها مقصد بعض الفنانين والنشطاء. القوة أو المجموعة الثانية هي قوة الشباب ويتركزون أمام مبني مجمع التحرير ومدخل الميدان عند كوبري قصر النيل، وفيها أقيم حفل غنائي أحياه مجموعة من الشباب بآلات الجيتار والعود. القوة الثالثة هي قلب الميدان بالقرب من المتحف المصري وميدان عبدالمنعم رياض وهي قوي «كوكتيل» من كل هؤلاء. لا أعلم ما الذي حدث فبالتأكيد تحول سروري وفرحي الشديد في الصباح إلي تأمل وترقب في المساء، وعند تجولي في الميدان كنت أنتظر مشاهدة الأراجوز مثلاً أو ساحر يقدم فقراته، كثير من أصدقائي الذين معي أطلقوا علي هذه الاحتفالية التي شاهدناها ليلاً «مولد سيدي الثورة»، قطعًا كان الليل غير النهار، خصوصًا بعد خطبة الرئيس مبارك والتي أعلن فيها عدم نيته للترشح مرة أخري في انتخابات رئاسة الجمهورية المقبلة.

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.