ما هذا الكرنفال الغريب والمثير الذي تشهده الساحة المصرية الذي حولها من دولة الي ما تشبه السيرك؟!! هل يمكن ان يسمح في دولة سيادة القانون الضرب عرض الحائط بأحكام المحكمة الدستورية العليا التي تمثل قمة هرم القضاء المصري الشامخ؟ كلنا نعلم ان هذه المحكمة التي أقر قضاتها شرعية انتخاب د. محمد مرسي رئيسا للجمهورية اصدرت حكما غير قابل للطعن أو الاعتراض عليه. بأي شكل من الأشكال بحل مجلس الشعب الاخواني. هذا الحكم صدر لا لشيء سوي توافر عوار دستوري بما يمثل الضرب عرض الحائط بمبدأ المساواة وتكافؤ الفرص بين المواطنين المرشحين لعضويته.. وطبقا للقواعد الدستورية والقانونية يصبح هذا المجلس بلا وجود وهو ما يقتضي الاعداد لانتخابات جديدة تتجنب هذا العوار الدستوري.. ولعلاج الفراغ التشريعي الناجم عن حل المجلس. اصدر المجلس الاعلي للقوات المسلحة الذي كان وراء كل ما جري في مصر خلال ال 81 شهرا منذ قيام الثورة.. اعلانا دستوريا مكملا يسترجع به اقرار التشريعات اللازمة لتسيير امور الوطن لسد الفراغ التشريعي. بالأمس فوجيء الكافة بالرئيس الذي أدي اليمين الدستورية أمام المحكمة الدستورية العليا يصدر قرارا يسمح بعودة المجلس المنحل الي مباشرة الانعقاد ومباشرة سلطاته وحتي يتم اعداد الدستور واعادة انتخاب مجلس جديد!! هذا القرار الجمهوري يعني الغاء حكم المحكمة الدستورية العليا والاعلان الدستوري المؤقت الذي جعله يحلف اليمين امام المحكمة الدستورية التي اصدرت حكم حل مجلس الشعب. هنا يثور التساؤل اذا كانت نية اعادة المجلس المنحل كانت مبيتة ولماذا لم يرفض الرئيس اداء اليمين امام المحكمة الدستورية التي يقضي قراره ضمنيا بعدم الاعتراف باحكامها.. وفي هذه الحالة كان عليه ان يؤديه امام هذا المجلس المنحل!! ما هي دستورية وقانونية مباشرة مجلس الشعب المنحل لسلطاته وما هو الموقف تجاه ما يصدر عنه من قوانين وتشريعات؟! وعلي ضوء ما سوف يتم من خطوات في هذا المجال فإن علي رجال القانون ان يبينوا لنا موقف المحكمة الدستورية العليا وهل من حق رئيس الجمهورية المنتخب الذي أقسم باحترام الدستور والقانون أمامها ان يضرب عرض الحائط باحكامها؟ هل معني ذلك اعلان تقبل العزاء في هذه المحكمة واحكامها؟ لاجدال ان الرأي العام وبعد هذه الصدمة التي اقدم عليها الرئيس المنتخب يحتاج الي من يوضح له الامور وما هي القواعد التي اصبحت تحكم مسيرة هذا الوطن؟! هل يمكن ان يكون ما حدث صفقة جديدة من تلك الصفقات المريبة التي اقتحمت علينا حياتنا لتجعل من مسيرتنا نهبا للمصالح الخفية؟! هل ما جري هو بداية لصدام أم انه وليد اتفاق بين القوي التي اصبحت لها اليد العليا في حكم هذا الوطن؟ ان كل ما نرجوه ان لا يكون الخطأ في تقدير الموقف مبررا للدخول الي مرحلة جديدة لا يعرف أحد الي اي مصير تقودنا. افيدونا افادكم الله؟