جلال عارف بسبب المسار »العبقري!!« الذي تم فرضه علينا بعد الثورة، والذي تم بمقتضاه تأجيل وضع الدستور والاسراع باجراء الانتخابات.. بفضل هذا المسار »العبقري« ها نحن نصل الي نقطة النهاية لنجد انفسنا مهددين بان نجد انفسنا امام النقطة التي بدأنا منها بعد 11 فبراير من العام الماضي دون ان نتحرك خطوة واحدة الي الامام!! يوم الخميس القادم وقبل يومين فقط من جولة الاعادة في الانتخابات الرئاسية سنعرف هل سنذهب الي صندوق الانتخاب، ام سنسمع كلمة »فركشة« ويتم تأجيل الانتخابات او الغاؤها اذا قضت المحكمة الدستورية العليا بدستورية قانون العزل وبإخراج الفريق شفيق من السباق!! وفي نفس اليوم سنسمع من نفس المحكمة الكلمة الفاصلة بشأن مستقبل البرلمان، وهل سيبقي ام سينتهي امره؟ وهل اذا تم الحكم ببطلان قانون الانتخابات سيتم تسريح ثلث اعضاء مجلسي الشعب والشوري المنتخبين بالنظام الفردي، ام سيكون الحل نصيب المجلسين بكامل اعضائهما؟ يعني.. يوم الخميس القادم يمكن ان نجد انفسنا امام مشهد يرحل فيه مجلس الشعب، ويرحل معه مجلس الشوري، ويتم الغاء انتخابات الرئاسة، وليس في يدنا دستور وليس امامنا الا اسبوعان فقط لتنتهي الفترة الانتقالية ويتم تسليم السلطة كاملة للمؤسسات المنتخبة التي لا وجود لها!! من يحاسب هؤلاء الذين وضعونا في هذا الموقف؟ وماذا سيقول هؤلاء الذين قادوا الناس الي الطريق الخطأ في استفتاء مارس، ورفضوا الاستماع الي صوت العقل وهو يقول لهم: الاساس اولا ثم يرتفع البناء.. الدستور اولا ثم تأتي الانتخابات؟ كنا فقط نريد ان نستغل مساحة التوافق الوطني بين كل التيارات في اعقاب الثورة لنصنع الدستور، بدلا من ان ندخل في الصراعات الحزبية والجري وراء السلطة كما حدث بعد ذلك. وحتي عندما تم استغلال المشاعر الدينية لاهلنا وتحول الاستفتاء الي »غزوة الصناديق« وتسابق البعض في توزيع اتهامات الكفر علي كل من يخالفه الرأي.. حتي عندما حدث ذلك لم تتوقف المحاولات لتصحيح الخطأ وتعديل المسار. لكن احدا لم يسمع واستمر العك الدستوري والصراع علي السلطة وحصار الثورة او استنزاف قواها، لنصل في النهاية الي موقف قد نسمع فيه كلمة القضاء يوم الخميس القادم وهي تعلن ان حصيلة عام ونصف العام بعد الثورة هي: صفر كبير!! واننا مطالبون بان نبدأ من جديد، وان ندعو الله ان يعوضنا علي ما فات، وان يساعدنا في اصلاح اخطاء تراكمت حتي اوصلتنا الي هذا المأزق الخطير. ارجو ان نكون قد اعددنا السيناريوهات المختلفة لمواجهة كل الاحتمالات. واثق في ان شعبنا العظيم قادر علي تخطي الازمة، وقادر علي محاسبة من اخطأ، وانه- قبل ذلك كله- قادر علي صنع 21 فبراير كما ينبغي ان يكون!!