د.مدحت العدل تعقيبا علي مقالي في الاسبوع السابق وعنوانه »من أنتم«؟! والذي هاجمت فيه التيار الديني الوافد إلينا عبر البحار ليحكم مصر عبر الاتجار بالدين ومغازلة البسطاء والذي توقعت فيه ترشيح خيرت الشاطر للرئاسة - رغم نفيهم ونفيه - وقد حدث وقلت ان تاريخهم مليء بكل المتناقضات وانهم دائما يقولون ما لا يفعلون وان من اختاروهم يعضون بنان الندم علي هذا الاختيار.. جاءني علي بريدي الالكتروني تعليقات عديدة علي المقال اخترت منها اثنين احدهما لشاب في المرحلة الثانوية وآخر لرجل تجاوز الخمسين واليكم التعليقات: 1- من حسين محمود طالب في ثانوي بعنوان آآآآآآه. أنا بجد مش قادر من الاكتئاب اللي عندي كل اللي احنا بنعمله.. بيضيع.. كل اللي ادينا دمنا ليه رااااح.. ليه؟! هو ده جزاتنا ان احنا طلعناهم من السجون يفرطوا في دمنا وحقنا اللي احنا جبناه بنفسنا يركبوا عليه ويكسبوا منه مع ان الناس كانت حاطة الأمل عليهم.. أنا مش قادر أنا باكتب وأنا عندي هيستريه عياط وما تقولش عليا اني ضعيف بالعكس انا كل دمعة بتنزل مني بتقويني وبتزودني قناعة ان أنا صح بس ليبيينه ليبيينه. ليه دمنا رخيص أدي كده.. لو عندهم رخيص يقولوا لنا بس ما يضحكوش علينا.. أبو احمد بسيوني مات من غير ما يشوف ولا يجيب حق ابنه اللي مات، الله يلعنهم.. اللي ضيعوا حقوقنا آآآآآآه.. أنا علي استعداد دلوقتي أنزل التحرير دلوقتي وأموت بس الناس اللي ماتت بيجي حقها.. نفس اشفي غليلي منهم ومن بيعهم لدمنا اللي أطهر منهم كلهم.. أنا تعبان ومكتئب وباتمني ان ثورة ثانية تقوم عشان بجد بقي نرجع حق الشهدا.. احنا بنتعامل ليه كده؟! احنا مش رخاااااص ودمنا مش رخيص والله ما رخيص.. آااااااااااه.. آااااااااااه انتهي الرسالة نقلتها بكل تلقائيتها وعفويتها وحتي اخطائها اللغوية ولكنها صرخة شباب مصر الذي اعطي كل شيء ولم يأخذ أي شيء. أما الرسالة الثانية فهي بعنوان.. فضفضة لصديق. السيد الفاضل فلان.. بداية أرجو سيدي الكريم ان تغفر لي ان اقتحمت عليك بريدك الخاص دون استئذان أو سابق معرفة كما ارجو ان تغفر لي ان بدأت رسالتي اليكم بوصفي صديق وما أنا إلا رجل بسيط من عامة شعب مصر وقاع مجتمعها لكن مقالكم الصادر يوم امس الخميس 92/3/2102 »من انتم« قد وجدت فيه ضالتي المنشودة والمتنفس لهذا المرجل الذي يغلي في صدري ويكاد ينفجر من الخديعة المفجعة التي خدعت بها حين وضعت ثقتي ومنحت صوتي لمن هم ليسوا لها بأهل كي يكونوا نوابا عني في برلمان مصر نعم سيدي.. لقد خدعنا فيمن ارتدوا مسوح الاتقياء وعباءات الشرف الذي لا هم لها - كما يقولون - الا طاعة الله ورسوله والعمل لخير مصر وشعبها.. وظننا انهم يعرفون بحق قول رسول الله صلي الله عليه وسلم »كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته« وخدعنا فيمن يعلمون جيدا قول فاروق الامة - رضي الله عنه - »لو ان بغلة عثرت بالعراق.. لسئل عنها عمر.. لما لم يمهد لها الطريق.. أولئك يا سيدي الذين كان شعارهم »نحمل الخير لمصر« فما حملوا لها ولشعبها الا البغض والكراهية والانتقام من شعب مصر وخاصة الضعفاء والبسطاء منهم.. ها هي يا سيدي قد سقطت عن وجوههم اقنعة أبوبكر وعمر ليظهروا لنا بقلوب وضمائر أبولهب وامية وخديعة ورياء عبدالله بن ابي.. ووالله الذي لا اله الا هو وكما تفضلت سيادتكم في مقالكم - لو اعيدت الانتخابات البرلمانية مرة اخري فلن يأخذ هؤلاء الا اصواتهم واصوات من يتلفوه حولهم من المنتفعين فما اشبه اليوم بالبارحة وما اشبه الوطني بالخوان جمع خائن.. فهم ليسوا باخوان ولكن خوّان.. فقد خانوا امانة اصواتنا التي وضعناها في اعناقهم وتفرغوا لتحقيق مآربهم الخاصة من خلال كراسيهم التي منعناها.. انني يا سيدي مهما قلت في مقالك اعض بنان الندم ولم اندم علي شيء قط قدر ندمي علي منح ثقتي وصوتي لهؤلاء. سيدي انا رجل بسيط من عامة شعب مصر تجاوزت الخمسين واعمل عملا بسيطا موزعا للبريد.. »بوسطجي« أنا لا اذق للنوم طعما لشعوري بالذنب والجرم انني كنت سببا ولو بقدر صوتي في ان يصل هؤلاء لكراسيهم فاغفر لي سيدي ان اشركتك في همي هذا وان جعلتك الصديق الذي ابوح له بما اعانيه من ندم.. وفقكم الله لكلمة الحق دائما وامام الله.. قبل الناس ولطالب الثانوي اقول.. يا ابني البكاء دائما ليس دليلا علي الضعف انما هو عن احساس ورقة عواطف والذي لا يبكي هو قاسي القلب حجري العواطف والرسول صلي الله عليه وسلم كان يبكي من فرط تأثره اللهم اجعله لنا قدوة.. انتم من قمتم بالثورة فلا تبأس فأنت ومن مثلك الامل لثورة اخري قادمة باذن الله. اما الصديق - ساعي البريد - فأنا اتشرف حقيقة بصداقتك والله ان اسلوبك وطريقة سردك لما تريد قوله لاروع الف مرة من كثير من المثقفين وكتاب الاعمدة.. ورغم ما يعتمل في صدرك من غضب فان خطابك اشاع في نفسي الامل بأن مصر وشعبها بخير وما دام فيها امثالك - يا صديقي العزيز - لن يغلبها جهل ولا جهلاء وستظل مصر القوية الشامخة المعتدلة المتحضرة رغم انف من يرتدون - كما ذكرت - اقنعة الدين وخلفها وجوه وضمائر تبحث فقط عن مصالحها لن يسكت شعب مصر الا باقتلاع هؤلاء.. دع الرءوس تينع فقد حان قطافها.