أصبح شهر رمضان الكريم موسما سنويا تنتعش فيه انشطة لا علاقة لها بروح الصيام وأّدابه.. موسم ينتظره التجار الجشعون ليرفعوا الاسعار ويبيعوا اكثر من عشرة اضاف من المواد الغذائية لمن يظنون ان الصيام مجرد جوع وعطش تعقبه تخمة وخمول. كما ينتظر الموسم الرمضاني هؤلاء الجهابذة والمحترفون من صناع الدراما والدعاية والاعلان.. الجادون منهم والهازلون ليتنافسوا بشراسة في محاولة مستميتة للاستحواذ الكامل علي وقت المشاهد فلا يتركون له مجالا للعبادة وكسب الثواب في ايام مباركة لا يمكن تعويضها. وتحت شعار »سل صيامك« يشغلون نهار الصائم وبعد الافطار يواصلون سيول البرامج التافهة والسطحية والفضائحية التي لا تراعي حرمة الشهر الفضيل والتي حولت كل من هب ودب الي مقدمي برامج ثقيلة الظل وخالية من الذوق والحياء، وينفقون مليارات الجنيهات لانتاج كم هائل من المسلسلات منها الغث والسمين ومنها الاستظراف والاستخفاف الكوميدي بعقول المشاهدين تلك المسماة »الست كوم« التي تصيب المشاهد بالغثيان. وهكذا تحول المشاهدون الي كعكة تتنافس الدراما والبرامج عليه لخدمة الاعلانات التي تواصل الالحاح ليل نهار بهدف تحقيق اعلي الارباح.. فلا تدع الجهاز السحري يسرق منك فرصة الفوز بالتوبة والثواب العظيم في شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وأخره عتق من النار.