منهم من يعتبر "القهوة" طقس ينهي به يومه، والاخر تمثل له "لمة صحاب " او خروجة، اما "الثورجية" فتمثل لهم المقر الرئيس للقاءات اليومية والنقاشات السياسية، وخاصة قهاوى وسط البلد التى ارتبطت فى اذهان الجميع برموز وشخصيات تاريخية وفنية . فتجد "مهوسون" العراقة والتاريخ يجلسون فى مقهى "ريش" لاسترجاع ذكريات ندوات نجيب محفوظ وضحكات نجيب سرور. هناك تري علامات السن والتاريخ عليها من جرائد مقصوصة ولوحات فنانين وكتب الأدباء ،فريش من98 سنة قابعة في مكانها كشاهد علي تطورات تاريخ مصر منذ تأسيسها على يد رجل نمساوى عام 1916، ومنذ هذا التاريخ وهي نقطة الالتقاء والانطلاق للثورات والانتصارات،وملتقي الصحبجية لسماع الست ام كلثوم ،ومناقشة كتب ومقالات الكتاب والصحفيين المصريين والعرب ،فهي واحدة من اشهر المقاهي علي مستوي العالم العربي . مجدى عبد الملك صاحب "كافية ريش "مازال يحتفظ بالكثير من الذكريات التي تحمل عبق التاريخ وامجاده ،مجلات .. كتب القديمة..روايات ،صور ..جميعها تحمل داخلها او بين سطورها وخطوطها عراقة وحضارة ،وامجاد أمة بكاملها . وكما يحتفظ مجدى بتوقيع نجيب محفوظ علي اول كتاب له ،يحتفظ ايضا بكل تفاصيل الزمن الجميل حتي ملابس العاملين فى "ريش" فهو يلزمهم بأرتداء القفطان الازرق كان يرتديه العاملين داخل المقهي وايضا داخل القصور والبيوت العريقة ،حرصا منه على بقاء عبق التاريخ بكل ملامحه . ومن ريش لزهرة البستان التي لا تحلو الفرجة علي ماتشات كرة القدم الا بالجلوس علي "زهرة البستان" لتميزها بالمكان المفتوح الذى يستطيع المشجعيين التدخين والتشجيع بنبرات واصوات عالية ، وعلي البستان تجد من كل بستان وردة ،فكما هو حال مشجعي ومحبي الكرة تجد محبي الفن والادب الذين اعتادوا الجلوس على هذا المقهى منذ 45 عاما ، من ايام بداية الروائي مكاوى سعيد . و فى "زهرة البستان " تلمح بساطة وجمال التراث فى طولتها ،ومقاعدها ،حتي زبائنها الذين مازالو يصرون علي شرب "قهوة بوش" وقراءة الجرائد ومعرفة احداث اليوم . قهوة" الشمس" تسطع دائما كمتحف قديم، جدرانه منحوتة برسومات الفنانيين و لوحات ام كلثوم والزعيم جمال عبد الناصر،بجوار دار القضاء ترتبط فى اذهان زبائنها بكلمات الراحل فؤاد نجم وحفلات الست . "الالتية " من اسمها تعرف انها تضم طلبة فنون مسرحية ومعهد الموسيقى ،لوقعوها بجانب شارع محمد على الذي يضم التراث الفنى الشرقى الاصيل. مقهى "الالتية "همزة الوصل بين الطلاب والاساتذة ، حيث تجدهم هناك دوما يعيدون ذكريات الفن القديم ويرددون اغانى الشيخ امام والست وعبد المطلب. وبعد انتشار "الاندرجروند" تحولت الالتية الى "عنبر فنانين" تجد من يسمعك اصوات ونغمات الموسيقى من فمه، والاخر يعطى لك وصلة من الطبل البلدى باستخدام طاولة المقهى . اما " الحرية "و " افتر ايت " تتميز بتقديم المشروبات الكحولية باسعارزهيد، يذهب زبائنها ليلا لاخذ قسط من الراحة وسماع الموسيقة الغربية الهادئة والجلوس تسمع فية جميع الثقافات والغات . وان انتشرت "الكافيهات" وترعرت مبانيها ستظل لمقاهى وسط البلد المذاق الخاص للكثرين ، وستظل الضحكات المتقطعه والهمهمة الساخنة والكلامات المألوفة "شاى هنا.. غير الحجر .. غلبتك ياسطي " ما يميزها .