على خلفية مؤتمر الخريف والذى دعت اليه الولاياتالمتحدة للبحث فى عملية السلام فى الشرق الاوسط ، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود أولمرت إنه عازم على المضي قدما في عملية السلام مع الفلسطينيين، الا ان إبرام معاهدة يعد أمر بعيد للغاية !!. يأتى هذا في الوقت الذي أكد فيه الجيش الإسرائيلي انه سيرد ليضع حدا لإطلاق الصواريخ من قطاع غزة، في إشارة لحملة عدوانية جديدة على القطاع. وفى مسعى لتقليص التكهنات بما سيتمخض عنه المؤتمر لتحاشي ضغوط شركائه اليمينيين في الائتلاف الحاكم، أبلغ اولمرت البرلمان الإسرائيلي أنه على أعتاب عملية دبلوماسية مهمة مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس. ولم يخف اولمرت عدم تفاؤله من الوصول إلى إتفاق سلام شامل مع الفلسطينيين ، مشيرا إلى أن هناك عقبات تحول دون التوصل إلى ذلك الإتفاق ، ومؤكدا ان البديل لذلك صراع دموي لن يفيد إسرائيل. واعلن اولمرت بشكل واضح انه لا ينوي البحث عن اعذار للتنصل من العملية السياسية. مؤكدا ان الاجتماع الدولي حول الشرق الاوسط المقرر عقده في نوفمبر في الولاياتالمتحدة لن يكون بديلا عن المفاوضات الثنائية المباشرة بين اسرائيل والفلسطينيين. ويرى المحللون ان أولمرت يحاول أن يوازن بين إرسال رسائل تشجيع إلى الفلسطينيين مع عدم منح خصومه في المعارضة مزيدا من الذخيرة عبر الدخول في تفاصيل ما سيجري التفاوض بشأنه. وكان نواب اليمين قد قاطعوا بالفعل أولمرت مرارا أثناء إلقاء خطابه فى الكنيست مطالبينه بتوضيح خططه بشأن مستقبل القدس. فيما اتهم بنيامين نتنياهو زعيم حزب ليكود اليميني المعارض أولمرت بأنه وافق مقدما على التخلي عن الضفة الغربيةالمحتلةوالقدسالشرقية. واكداولمرتً أنه متمسك بالبحث عن السلام ، الا أن هناك فجوة بين ما يرغب "عباس" ورئيس وزرائه "سلام فياض" في تحقيقه، وبين ما يمكنهما تحقيقه على أرض الواقع في فلسطين . يشار الى ان حركة حماس تسيطر على قطاع غزة منذ منتصف يونيوالماضى الامر الذي يضعف سلطة عباس. على صعيد متصل .. دعا نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي" حاييم رامون" بلاده إلى عدم تفويت فرصة اجتماع السلام للشرق الأوسط من أجل دفع المحادثات المتوقفة مع الفلسطينيين، كما حذر "رامون" من أن البديل في حالة الفشل هو أنه" سيكون عليهم مواجهة حماس ومحاربتها" . وكرر رامون موقفه الداعي الى تقاسم القدسالشرقية مع الفلسطينيين وذلك في اطار تسوية نهائية للنزاع مؤكدا ان من مصلحة اسرائيل التطرق الى موضوع القدس في المفاوضات. من جانبه يرى يوسي بيلين العضو اليساري في الكنيست انه يتعين تقسيم القدس بين العاصمة اليهودية والعاصمة الفلسطينية على أن تكون كل الاحياء اليهودية تحت السيادة الاسرائيلية وكل الاحياء العربية تحت السيادة الفلسطينية . واثارت التصريحات العلنية عن احد اكثر القضايا حساسية في الصراع تكهنات البعض بأنها قد تكون بالونات اختبار قبل المؤتمر الدولي المتوقع عقده في انابوليس بولاية ماريلاند الامريكية. كان رئيس الوزراء الاسرائيلى قد اتفق مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس قبل ايام على عمل "وثيقة مشتركة" تشكل اساسا للمفاوضات التي ستعقب الاجتماع الدولي ، واكد اولمرت ان الوضع الدقيق والمعقد داخل السلطة الفلسطينية ، لن يحول دون تفاوضه مع عباس ورئيس الوزراء سلام فياض. وكانت مفاوضات الوضع النهائي التي كانت تتركز على حدود دولة فلسطينية في المستقبل ومصير القدس ومشكلة ملايين اللاجئين الفلسطينيين في بداية عام 2001 قد انهارت وسط أعمال العنف. وينقسم الجانبان في أساس التفاوض، ففي حين يطالب الفلسطينيون باتفاق تفصيلي يتناول القضايا الرئيسية في النزاع مع إسرائيل، أي الحدود واللاجئين والمياه والقدس، ترغب إسرائيل في وثيقة عامة غير ملزمة. ان التفاوض الذي بدأ الآن عبر اللجان المشترَكة، والذي ينبغي له أن ينتهي قبل، عقد "مؤتمر الخريف"، فى نوفمبر المقبل ، إنَّما يستهدف الاتِّفاق على "الوثيقة"، التي تشتمل على المبادئ والعناصر الجوهرية والأساسية للحل النهائي، أي لحل مشكلات: "اللاجئين"، و"القدس (الشرقية مع الحرم القدسي)، و"الحدود"، و"المستوطنات"، و"المياه".. و"الأمن". ويرى المراقبون ان الوثيقة التي يُعْمَل من أجل صياغتها والاتِّفاق عليها فى مؤتمر الخريف، ستَدْخُل التاريخ، فى حال نجح الطرفان في إنجازها، بوصفها بداية التغيير الواسع والعميق للمحتوى الجغرافي والحقوقي للقضية الفلسطينية.