تعيش الساحة الفلسطينية حالياً أجواءً متوترة بسبب اشتعال الصراع بين حركتي "حماس"و"فتح"،حيث تتبادل حركة حماس ، التي تسيطر على قطاع غزة منذ يونيه الماضى ،الاتهامات مع حركة فتح صاحبة اليد العليا في مدن الضفة الغربية بشن عمليات اعتقال ضد عناصر الطرف الآخروعدم تهيئة المناخ للحواروالمصالحة . وتثيرالاشتباكات المتفرقة التي تنشب بينهما من حين لاخرتساؤلات كثيرة بشأن العلاقة بين الفريقين خلال مرحلة مقاومة الاحتلال الإسرائيلي فى ظل الحصار الخانق لغزة ومواصلة الممارسات الاسرائيلية الوحشية وبناء المستوطنات حيث تصر"حماس"على مواصلة مسيرة المقاومة ورفض الاعتراف بإسرائيل مهما كان الثمن في حين أن الرئاسة الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس تؤكد ضرورة الاعتراف والالتزام بكل ما تم من اتفاقات مع الجانب الإسرائيلي من أجل مواجهة العزلة الحالية، والخروج من المأزق الصعب المفروض على الشعب الفلسطينى بأكمله. بداية اشتعال الصراع : قد سادت التوقعات منذ توقيع اتفاق "أوسلو" 1993بأن يحدث اقتتال فلسطيني بين الجانبين، بل إن رسالة الرئيس الفلسطينى الراحل"عرفات "إلى رئيس وزراء اسرائيل وقتئذ"رابين " قبل توقيع الاتفاق مهدت لاندلاع القتال لأنها تعهدت بمقاومة الإرهاب.. فقد أدخلت حركة فتح تعديلات على ميثاقها الوطني، بحذف البنود المتعلقة بإزالة إسرائيل من الوجود وما يتعارض مع اتفاق أوسلو حيث اعترفت المنظمة بإسرائيل وحقها في العيش في أمن وسلام، وأكدت التزامها بالعمل السلمي لحل الصراع بين الجانبين ونبذ الإرهاب. ورغم أن حركتى فتح وحماس شكلتا حكومة وحدة وطنية في مارس 2007، لكن القتال بين الحركتين استمر.. ففى صباح الخميس 7/6 /2007 تجدد الانفلات الأمني مجددا على قطاع غزة حيث شهد جنوبه فصل آخر من الاقتتال الداخلي بين مسلحي الحركتين ، وأرجعت مصادر من حركة فتح سبب الإشتباكات الى أن عددا من مسلحي حركة حماس، قاموا بمحاصرة عدة منازل لعناصر من الجناح العسكري لحركة فتح، بجنوب غزة، ثم أطلقوا النار على من بداخلها ،ثم توصلت حركتا حماس وفتح إلى وقف إطلاق النار في 19 مايو 2007برعاية الوفد الأمني المصري في غزة بعد قتال مستعر بينهما أسفر عن مقتل حوالي 50 شخصا على الأقل.و كان هذا خامس اتفاق لإنهاء الاقتتال بين كبرى الفصائل الفلسطينية،تم التوصل إليه خلال الإسبوع نفسه. ويعتبر اقتتال عام 2007 تكراراً لنزاعات سابقة،امتدت عبر فترة طويلة من الزمن، بين الفصائل الفلسطينية أثناء وجود المقاومة الفلسطينية في الأردن، خاصة بين "فتح" والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بسبب التنافس الذي كان قائما بينهما..فقد حدثت اشتباكات بين مناصري كل من"فتح" و "حماس" في عدد من المواقع بالضفة الغربية وقطاع غزة . و بينما يرى كثيرمن الفلسطينيين أن الإقتتال الداخلي الفلسطيني ألحق دمارا جسيما بالملف الفلسطيني على الساحة الدولية، يتساءل العالم العربى : لماذا تشهر فصائل حماس السلاح في وجه أبناء فتح أو العكس ؟ وخاصة أن هذا الصراع يتناقض مع مبدأ حرمة قتال ابناء الدين والوطن، ومبدأ وضع الوطن في قائمة الأولويات وليس المصالح والمكاسب على الأرض..فالشعب الفلسطيني لا يهمه من يتولى السلطة.. ولكن يهمه إقامة دولة ينعم فيها بالأمن و السلام. ولم تنجح جميع الوساطات المحلية والإقليمية والدولية فى إخماد نارالصراعات ،فكان القتال بين الفصائل يتجدد بعد كل اتفاق هدنة ومصالحة.. مما يثيرالتساؤل عن الأسباب الحقيقية وراء استمرارالصراع الدامي بين حركتى المقاومة الفلسطينية بدلا من توحيد جهودهما لمواجهة العدوان الاسرائيلى ؟ وكيف يمكن إنقاذ ما يمكن إنقاذه وتحقيق الوفاق الوطنى ؟. صراع سلطة أم مصالح أم شعبية ؟ اختلفت التحليلات حول سبب الخلاف بين الحركتين، لدرجة الوصول إلى استخدام الحسم العسكري لانهائه ، كما حدث في غزة منتصف يونيه الماضي، عندما لجأت"حماس" إلى الاسلوب بالاستيلاء على مقرات الأجهزة الأمنية، وبالتالي السيطرة على قطاع غزة بالقوة العسكرية المسلحة.. فالبعض يرى أن السبب وراء ذلك هو الصراع على السلطة، خاصة بعد أن شاركت حماس للمرة الأولى في الانتخابات التشريعية عام 2006 وحصدت غالبية مقاعد المجلس التشريعي، مما أدخلها في مؤسسات السلطة من أوسع الأبواب،وجعلها تشكّل حكومة "حمساوية" خالصة من بين أعضائها. لكن لم تستمرهذه الحكومة طويلاً نتيجة تجاذبات وتناقضات أدت إلى التوقيع على اتفاق مكة بين الحركتين،الامر الذي فتح الباب أمام تشكيل حكومة وحدة وطنية تقاسمت فيها الحركتان الحقائب. وهذه الحكومة أيضا لم تعمر طويلاً لأسباب عديدة، أهمها عدم وضوح البرنامج السياسي للحكومة، وانطلاق كل طرف من موقف سياسي مختلف. وفى ضوء ذلك ، يرى المراقبون أن تضارب البرامج السياسية وسوء استخدام العلاقات الدولية أديا إلى فشل حكومة الوحدة الوطنية،وبالتالى ، فإن الصراع بين الحركتين هو صراع على السلطة وفق برامج سياسية متعارضة . وطبقا لنتائج دراسة موضوعية موثّقة ومتوازنة لصراع الصلاحيات بين حركتي فتح وحماس أثناء قيادتهما مؤسسات الحكم الذاتي، منذ أن فازت حماس في الانتخابات التشريعية التي أجريت يوم 25 يناير 2006 وحتى أكتوبر 2007، فإن إجراء انتخابات تشريعية حرة نزيهة وشفافة كان إنجازا يُحسب للسلطة الفلسطينية ونموذجا حضاريا في العلاقة بين القوى والتيارات الفلسطينية المختلفة. وتلفت الدراسة الانتباه إلى أن صراع الصلاحيات لم يظهر بمجرد وصول حماس للسلطة، لكنه مع وصولها أصبح صراعا يعطل سير النظام الفلسطيني، إذ تحول من صراع مصالح بين قادة فتح إلى صراع برامج وعناوين، وصراع تسوية ودعم دولي مقابل مقاومة وإصلاح وشرعية شعبية. وخلصت الدراسة إلى تأكيد ضرورة رجوع الأطراف، الفلسطينية والعربية والدولية، إلى مبادئ استيعاب الشراكة والتداول السلمي للسلطة، واحترام القوانين والمؤسسات، ووضع المصلحة العليا للوطن فوق أي اعتبار سياسي أو حزبي، مؤكدة أن المتضرر الأكبر من هذا الصراع هو المواطن الفلسطيني والقضية الفلسطينية وحلم بناء دولة مؤسسات سليمة. ** الأسباب المباشرة للصراع بين الحركتين : - الصراع على السلطة بين "حماس" و"فتح" وتعثر التداول السلمي للحكم بينهما أو حتى العمل المشترك مع بعضهم البعض. - التناقض بين مؤسسة الرئاسة التي يقودها محمود عباس ومؤسسة الحكومة المقالة التي يرأسها إسماعيل هنية وغياب التنسيق الجدي والفعال بينهما لحلحلة كبرى القضايا العالقة. - حالة الحصار والتجويع التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني نتيجة الفساد المالي والإداري الذى تعرضت له المؤسسات وفشلها في توفير العمل والغذاء والرعاية الصحية والسكن اللائق ،مما أدى إلى الاحتجاجات والإضرابات والمظاهرات. -اختلاف مفهوم المصلحة الوطنية بين الحركتين وفقا لرؤية كل منهما كما تبحث كل فصيلة ،وبالذات "فتح" و"حماس"عن أخطاء الفصيلة الأخرى لتضخمها وتصورها على أنها كارثة ستلحق بالشعب الفلسطيني الدمار..هذا غيربيانات التشهير المتبادلة بينهما في وسائل الإعلام لا تنتهي . * الأسباب غير المباشرة : - التدخل الأمريكي في المنطقة والتعامل بسياسة الكيل بمكيالين مع القضايا الراهنة والحرص على نصرة إسرائيل ومعاداة العرب ورفع شعار محاربة الإرهاب. - ضعف التأثير الأوروبي واكتفائه ببعض البيانات السياسية من داخل أروقة الاتحاد الأوروبي المؤيدة للحكومة ولحماس والمطالبة بضرورة رفع الحصارعن الشعب الفلسطيني دون القيام بخطوات عملية لرفع هذا الحصار. وهناك عوامل تثير المخاوف من تصاعد الصراع بين فتح وحماس وفقا لبعض المحللين السياسيين، أبرزها: 1- أن الخلافات بين "فتح" و"حماس" لم تعد منحصرة في الصراعات داخل إطار المجلس التشريعي أو في تجاذب الصلاحيات بين مؤسستي الرئاسة في الحكومة والسلطة . 2- الأكثر خطورة أن النزاع بين "فتح" و"حماس" أدى الى صدامات مسلحة، رغم تحريم هاتين الحركتين لاراقة الدم الفلسطيني. ويحذر الخبراء من تداعيات الخلاف بين الحركتين بحكم تدني مستوى العلاقات الديمقراطية، وضعف البنى المؤسسية، والافتقار الى الوعي بالاحتكام للقانون، وتغليب المصالح الفصائلية الفئوية على المصالح الوطنية والعامة. 3- أدت التوترات الفتحاوية - الحماسية الى تراجع أعمال المقاومة الوطنية ضد اسرائيل،والتركيز على المبالغة فى الخلافات الداخلية .. فالفلسطينيون يواجهون واحد من خيارين، لا ثالث لهما، فإما اختيار التوافق بين "فتح" و"حماس"، عبر التوصل الى قواسم سياسية وميدانية مشتركة، لمواجهة الممارسات الإسرائيلية التعسفية، وإما التحول نحو حسم واقع الازدواجية بالوسائل الديمقراطية والدستورية، بتنظيم استفتاء شعبي للحسم في مجمل القضايا السياسية المختلف عليها بين "فتح" و"حماس"، مما يضمن الحفاظ على الواقع القائم، أو بالتوجه نحو تنظيم انتخابات مبكرة رئاسية وتشريعية في آن معاً، يقرر فيها الشعب الفلسطيني قيادته ومرجعيته السياسية. سيناريوهات العلاقة بين الحركتين : وتوقع المراقبون للعلاقة بين الحركتين عدة سيناريوهات على رأسها:- محاولة إضعاف حماس كتنظيم عسكري وتقوية الجناح المعتدل على حساب الآخرين، وقد تكون هناك احتمالات لدخول قوات عربية أو دولية، وقد تكون هناك تسوية على تقاسم السلطة بين فتح وحماس .ويتمثل هذا السيناريو في بقاء الوضع بين فتح وحماس كما هو عليه الآن، أي لا تنسيق ولا حوار إلاّ بعد أن تتخلى حماس عن سيطرتها على قطاع غزة، وتعيد الأمور هناك إلى ما كانت عليه قبل منتصف يونيو 2007. -ويتمثل الاحتمال الثاني فى التصعيد العنيف من قبل الحركتين، ومواصلة سياسة الحسم العسكري.ولكن الحركتين لا تتبنيان الأسلوب نفسه في مسألة السيطرة على مقاليد الأمور، فحركة حماس تؤكد على خيار الحسم العسكري، أما حركة فتح تحاول قدر الإمكان تجنب الفعل العسكري في صراعها مع حماس داخل قطاع غزة.. فهي تدرك أن الصراع مع حماس يحتاج إلى شعبية كبيرة من خلال التصاق أكثر بالجماهير، وبالتالي تبنت حركة فتح خيارات سلمية للضغط على حماس لحثها على التراجع عن انقلابها العسكري في القطاع. -فى حين يعد سيناريو الحوارالأضعف احتمالا، فحماس لم تبد أي مرونة في مسألة التراجع عن حسمها العسكري، وفتح لن تتنازل عن هذا المطلب الذي من أجله حدث الانفصال، ثم ان تجارب الحوار بين فتح وحماس باءت بالفشل عبر السنوات الماضية لأسباب متباينة منها تشبث كل طرف بموقفه . مقترحات التسوية : - توحيد الأجهزة الأمنية وإعطاء صلاحيات كاملة لوزير الداخلية وترشيد استعمال السلاح وإعادة النظر في العسكرة والاستقطاب التي يتعرض لها المجتمع. - إيجاد مرجعية عليا سياسية في الداخل تتكون من شخصيات وطنية مستقلة ،تتمثل مهمتها فى التنسيق بين الكتل والأحزاب السياسية وحل الخلافات بالطرق السلمية على غراراللجنة العليا للانتفاضة. - فك الحصار الإعلامي والمالي والإداري على الشعب الفلسطيني من طرف الأنظمة العربية والمجتمع الدولي وتفعيل دور مؤسسات المجتمع المدني العالمي في توفير الغذاء والدواء والسكن للشعب المحاصر . - إيقاف الاستيطان والتهديد والاعتداءات من اسرائيل وايقاف التدخل في الشؤون الداخلية للفلسطينيين من طرف دول الجوار العربي. خطوات تهيئة الأجواء للحوار يرى المحللون السياسيون أن المطلوب من حركة "حماس" التراجع عن خطوتها العسكرية في قطاع غزة، والاعتراف بالخطأ الذي ارتكبته والاعتذار, وإقصاء كل القيادات "الحمساوية" التي تحرّض على الفتنة والقتل،والموافقة على محاسبة كل الذين ارتكبوا جرائم قتل وتعذيب ضد أبناء فتح والشعب الفلسطيني عبر تقديمهم للقضاء الفلسطيني، وبالتالي ترسيخ مبدأ الشراكة السياسية والتسامح في عقول أبناء حماس، وإبعاد الدين عن السياسة، فالدين لله والوطن للجميع. أما الخطوات المطلوبة من حركة " فتح"،فتتمثل بوقف الملاحقة التي تقوم بها السلطة الوطنية الفلسطينية في الضفة الغربية ضد أبناء حماس،والموافقة على مبدأ الشراكة السياسية، ونتائج الانتخابات. حركة فتح :هي أكبر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، تعبر في يسار الوسط. ،وتعد حركة علمانية ووطنية و إشتراكية، أعلنت انطلاقتها في 1 يناير من عام 1965، حيث يشير مناصرو حركة فتح إلى هذا التاريخ على أنه "يوم تفجر الثورة الفلسطينية".و لعبت حركة فتح دورا رئيسيا في أحداث أيلول الأسود والحرب الأهلية اللبنانية، كما خاضت محادثات السلام في أوسلو وواشنطن و السلطة الوطنية الفلسطينية. نشأة حركة فتح : قامت مجموعة من الشباب الفلسطيني بتكوين حركة مقاومة شعبية للاحتلال الاسرائيلى بغزة ، بعد اتفاقهم باجتماع سري في نوفمبر 1956 في بيت بحارة الزيتون بغزة على مبادئ جديدة ،انتقلت بالتدريج الى حركة فتح،ومن أسس هذا الاتفاق تشكيل وحدة وطنية حقيقية بعيداً عن الانتماءات الحزبية ،تستهدف تحرير فلسطين مع اعتبارالارض هي الحزب الذي تصب فيه جهود الجميع حتى تمت بلورة هذا التيارالذي اتخذ قراره في نهاية عام 1957 بالاعلان عن تأسيس حركة فتح. وقد عقد الاجتماع التأسيسي الأول للحركة في الكويت بين خمسة من الاوائل من بينهم الاخوان ابو عمار وابو جهاد،.... ووفقا لتصريحات الرئيس الراحل ياسر عرفات عن تعريف حركة فتح : "هي حركة التحرير الوطني الفلسطيني، اختصارها حتوف ، تحولت الى "حتف" وهي ليست مناسبة لان شعارنا "ثورة حتى النصر" وليست ثورة حتى الاستشهاد ،ولذلك قلبنا الحتف فصارت "فتح" أي قلبناها الى الفتح المبين". مرحلة النمو و البناء: هي المرحلة التي تزايد فيها العمل التنظيمي والسياسي بقيادة رجال الحركة، مرحلة بناء الكادر الفتحوي المنظم وتعبئته ليقوم بمهامه الاساسية في نشر فكر الحركة وفي زيادة عدد الانصار والاصدقاء والارتباط بالجماهير وتعبئتها ،مرحلة بناء العلاقات الجديدة والمتطورة للحركة الناشئة وفي هذه الفترة اصدرت الحركة مجلة خاصة بها تحت اسم (فلسطيننا ..نداء الحياة) من بيروت منذ اكتوبر 1959 وحتى عام 1964 وكان (توفيق خوري) مشرفا على المجلة . وتم افتتاح أول مكتب لحركة فتح من أول دولة أيدت الحركة ،وهي (الجزائر) في عام 1963 بادارة القائد الشهيد ابو جهاد، وتعد المذكرة التي قدمتها الحركة لاجتماع الملوك والرؤساء العرب في القاهرة عام 1964 مذكرة تاريخية هامة كانت من ابرز نشاطات هذه المرحلة. قرار الانطلاقة: تبلورفي القيادة اتجاهان.. الاول يستعجل الانطلاقة والثاني: يدعو الى الانتظار ، وفي عام 1964 اجتمع المجلس العسكري سرا، في القدس مرة وفي عمان مرتين، وصوت أعضاء المجلس على عدم الموافقة على الانطلاقة سنة 1964. ومع اصرار الرئيس الفلسطينى الراحل "ابو عمار" على ضرورة البدء بالعمل العسكري رغم حسابات الاقلية والاكثرية لان المنطلق الثوري له دوما حسابات مختلفة، ولدت فكرة (العاصفة) كحل وسط بين الداعين للاستعجال بالانطلاقة والمطالبين بالتريث حيث تم الاتفاق على أن تبدأ الانطلاقة باسم (العاصفة) ، وصدر قرارالقيادة بالانطلاقة في اجتماعها المنعقد بتاريخ 18- 12- 1964 . وبعد أن كانت منظمة فتح خلال عقدى الستينيات والسبعينيات تقود عملية المقاومة المسلحة ضد الاحتلال الإسرائيلي، غيّرت استراتيجيتها إلى النقيض خلال عقدى الثمانينيات والتسعينيات، وقبلت بإلقاء السلاح وبدء مسيرة المفاوضات السلمية بعد الإعتراف بحق دولة إسرائيل في الوجود. ثم بدأت مسيرة "أوسلو" عام 1993،والتي أعطت للفلسطينيين قليلا من حقوقهم، كان أهمها لعرفات وفتح العودة إلى قطاع غزة وتكوين السلطة الفلسطينية تحت الحصار الإسرائيلي، بكل ما صاحب ذلك من معونات ، ومع اندلاع شرارة الانتفاضة الفلسطينية الثانية فى 28 سبتمبر2000،ظهر واضحا أن حركة فتح ليست وحدها على الساحة، بل على العكس بدأ نفوذها وتأثيرها يتضاءل أمام قوى المقاومة الإسلامية الجديدة، وخاصة حركة حماس.. تضارب يرى خليل الوزير "أبو جهاد" وهو قائد مؤسس لفتح أن سنة 1957 عرفت إنشاء الحركة على يد خمسة فلسطينيين بالكويت. بينما يؤكد صلاح خلف "أبو إياد" -وهو قائد مؤسس لفتح كذلك- أن انطلاقة فتح كانت سنة 1961 نتيجة توحيد ما يقارب 40 تنظيما سياسيا فلسطينيا. ويرى أخر أن حركة فتح أنشئت في أول يوم من سنة 1965.وتوفيقا بين هذه الآراء يمكن اعتبار أن حركة فتح تأسست سرا في نهاية الخمسينيات وظلت زهاء تسع سنوات تعمل في السر وتعد نفسها لتخرج إلى النور في 1 يناير 1965. وامتدت مرحلة إعداد الأطر والكوادر لحركة فتح بين عامي 1959 – 1964 ، حيث جرى توحيد وتوسيع صفوف حركة فتح بدمج ما بين 35 – 40 منظمة فلسطينية في الكويت والاندماج مع الحركة . وفي أعقاب تطورات حرب عام 1967 واستمرار تغير موازين القوى لصالح الاحتلال الاسرائيلى، اضطرت حركة فتح للمناداة بتحرير فلسطين الصغرى ( الضفة الغربية وقطاع غزة ) نظرا للضغوط الداخلية والخارجية وازدياد تعقيد حلول القضية الفلسطينية ، وتم تحييد مناطق الجليل والمثلث والنقب والساحل الفلسطيني أي فلسطينالمحتلة عام 1948 التي وجدت حركة فتح أصلا لتحريرها ،فانقلب الوضع رأسا على عقب وتغير اتجاه البوصلة السياسية والعسكرية باتجاهات متشعبة مما شكل تراجعا كبيرا في منطلقات الحركة .وما زالت هذه الحركة الفلسطينية تشكل العمود الفقري للثورة الفلسطينية ولمنظمة التحرير الفلسطينية وللسلطة الوطنية الفلسطينية بعد قيامها عام 1994 على أساس اتفاقيات أوسلو . وبعد وفاة الرئيس المؤسس لحركة فتح ياسر عرفات ( أبو عمار ) ، توزعت المسئوليات بين أعضاء اللجنة المركزية والمجلس الثوري وبقى المؤتمر العام غائبا أو مغيبا بطريقة أو بأخرى ، وبرزت الخلافات ، السرية والعلنية ، وتناثرت القيادات الميدانية من أعضاء اللجنة الحركية العليا وأمناء سر الأقاليم . مبادي حركة فتح،من أهمها : المادة (1)- فلسطين جزء من الوطن العربي والشعب الفلسطيني جزء من الأمة العربية وكفاحه جزء من كفاحها. المادة (2)- الشعب الفلسطيني ذو شخصية مستقلة وصاحب الحق في تقرير مصيره وله السيادة المطلقة على جميع أراضيه. المادة(3)- الثورة الفلسطينية طليعة الأمة العربية في معركة تحرير فلسطين المادة (4)- نضال الشعب الفلسطيني جزء من النضال المشترك لشعوب العالم ضد الصهيونية والاستعمار والإمبريالية العالمية . المادة(5)- معركة تحرير فلسطين واجب قومي ،تسهم فيه الأمة العربية بكافة إمكانياتها وطاقاتها المادية والمعنوية. المادة(6)- المشاريع والاتفاقيات والقرارات التي صدرت أو تصدر عن هيئة الأممالمتحدة أو أية مجموعة من الدول أو أي دولة منفردة بشأن قضية فلسطين والتي تهدر حق الشعب الفلسطيني في وطنه باطلة ومرفوضة. المادة (7)-الصهيونية حركة عنصرية استعمارية عدوانية في الفكر والأهداف والتنظيم والأسلوب. المادة(8)- الوجود الإسرائيلي في فلسطين هو غزو صهيوني عدواني وقاعدته استعمارية توسعية وحليف طبيعي للاستعمار والإمبريالية العالمية . المادة(9)- تحرير فلسطين والدفاع عن مقدساتها واجب عربي وديني وإنساني. المادة(10)- حركة التحرير الوطني الفلسطيني(فنح) حركة وطنية ثورية مستقلة وهي تمثل الطليعة الثورية للشعب الفلسطيني. المادة(11)- الجماهير التي تخوض الثورة وتقوم بالتحرير هي صاحبة الأرض ومالكة فلسطين. المادة(12)- تحرير فلسطين تحريرا كاملا وتصفية الكيان الاسرائيلى اقتصاديا وسياسيا وعسكريا وثقافيا. المادة(13)- إقامة دولة فلسطينية ديمقراطية مستقلة على كامل التراب الفلسطيني ،تحفظ للمواطنين حقوقهم الشرعية على أساس العدل والمساواة دون تمييز بسبب العنصر أو الدين أو العقيدة وتكون القدس عاصمة لها. البناء التنظيمي لحركة فتح : تتشكل حركة فتح من بنى تنظيمية هرمية تعمل على تسيير شئون الحركة الداخلية ، ويتبوأ بعض مسئولي حركة فتح قيادة مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية ( اللجنة التنفيذية ، والمجلس المركزي ، والمجلس الوطني ، وجيش التحرير الفلسطيني ) ، وقد ترأس مؤسس حركة فتح الرئيس الراحل ياسر عرفات رئاسة اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية منذ عام 1969 حتى وفاته في 2004 . ويرأس الآن السيد محمود عباس عضو اللجنة المركزية لحركة فتح رئاسة اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ورئاسة السلطة الفلسطينية ،وتتكون حركة فتح من أطر حركية هرمية متعددة هي : 1) اللجنة المركزية : تتكون الهيئة القيادية العليا للحركة من 15 – 18 عضوا ،ويتبع اللجنة المركزية لحركة فتح هيكل تنظيمي، من عدة هيئات هي : هيئة أركان حرب الثورة ، واللجنة السياسية ، ولجنة التعبئة الثورية ، ولجنة التوجيه الحركي ولجنة التخطيط والمراقبة العامة . 2) المجلس الثوري : أعلى سلطة تشريعية في الحركة ،ويتشكل من : أعضاء اللجنة المركزية ، و25 عضوا ينتخبهم المؤتمر العام ، و25 عضوا من المجلس العسكري ، وكفاءات تختارهم اللجنة المركزية عددهم 12 عضوا . وتتمثل صلاحيات المجلس الثوري لحركة فتح في عدة مهام ، منها: مراقبة تنفيذ قرارات المؤتمر العام ، ومراقبة عمل الأجهزة المركزية وأوضاع الحركة في الأقاليم ، ومراقبة الحركة العسكرية ، ومناقشة قرارات وأعمال اللجنة المركزية ، وتجميد عضوية عضو أو أعضاء من اللجنة المركزية أو المجلس الثوري ، وغيرها . 3) لجان المناطق ( الأقاليم ) : تتشكل لجان الأقاليم في الاراضى الفلسطينية وخارجها من تشكيلات صغيرة،فمتوسطة ،فكبيرة ،فأكبر بإتجاه تصاعدي من ناحية العدد ، فالخلية : أساسا لقواعد الثورة في مختلف المناطق ، وتتشكل الخلية من 3- 5 أعضاء .والحلقة تتكون من 2 – 5 خلايا . والجناح : يتألف 2 – 5 حلقات والشعبة : تتكون من 2 – 5 أجنحة والمنطقة تتكون من 4 – 5 شعب على الأقل . وهذه التشكيلات هي منظمات القاعدة المبني عليها الهيكل التنظيمي الفتحاوي منذ نشأته حتى الآن . ويتبوأ منصب أمين سر حركة فتح في أقاليم الضفة الغربية مروان البرغوثي . 4) المؤتمر العام : يتكون من أعضاء المجلس الثوري ، وممثلي الأقاليم المنتخبين والمعينين بحيث لا يزيد عن 11 عضوا عن كل إقليم ، ومعتمدي الأقاليم لا تقل مدة عضويتهم عن 10 سنوات ، وأعضاء المجلس العسكري العام لحركة فتح بحيث لا تتجاوز نسبتهم 51 % من المؤتمر . أجنحة حركة فتح : شكلت حركة فتح جناحا عسكريا لها باسم ( العاصفة ) لمقاومة الاحتلال الاسرائيلى ، وبقى هذه الجناح فاعلا وعاملا بعسكرية الهجمات المفاجئة والخلايا السياسية ، طيلة العقود الثلاثة الأولى من عمر الحركة ، منذ عام 1965 وحتى انتفاضة فلسطين الكبرى التي تفجرت شرارتها في 8 يناير1987 ، ففي تلك الانتفاضة عملت حركة فتح على بلورة تشكيلات عسكرية جديدة لها في أرض المعركة ضد الاحتلال ، منها : القوات الضاربة ، والجيش الشعبي ، وكتائب الشهيد أبو جهاد ، وكتائب العودة ومجموعات الفهد الأسود والسواعد السمراء وصقور فتح وغيرها ، وذلك لإدارة الصراع ضد الاحتلال بمنطلقات وتوجهات عسكرية جديدة تجمع بين الثنائية العسكرية كنواة صلبة ، والجماهيرية الشعبية كتجمع كبير لمقاومة الاحتلال . كتائب شهداء الأقصى : في ظل انتفاضة الأقصى الثانية التي تفجرت في 28 سبتمبر2000 ، شكلت قيادة الحركة جناحا عسكريا جديدا باسم ( كتائب شهداء الأقصى ) وكتائب العودة لقيادة عملية التصدي للاحتلال الاسرائيلى ومواجهته مع الأجنحة العسكرية الأخرى للفصائل الإسلامية والوطنية مثل كتائب الشهيد عز الدين القسام وسرايا القدس ، وكتائب الشهيد أبو علي مصطفى وكتائب المقاومة الوطنية وكتائب الناصر صلاح الدين وكتائب أبو الريش وغيرها من التشكيلات العسكرية الفلسطينية. انشقاقات داخل حركة فتح شهدت حركة فتح أثناء مسيرتها عدة انقسامات ، لكنها بقيت هامشية لم تؤثر فعليا على مسيرة الحركة العامة ، ومن هذه الانشقاقات : 1. حركة فتح – المجلس الثوري : انشقاق حدث عام 1974 بقيادة صبري البنا ( أبو نضال ) مدير مكتب الحركة في بغداد بدعوى رفض المشاريع السلمية التي طرحتها حركة فتح والانتقام الشخصي من قيادة الحركة لعدم منح قيادة هذا الانشقاق دورا أكثر مركزية . وقد نفذت حركة صبري البنا عمليات اغتيال ضد شخصيات فتحاوية وفلسطينية بارزة ولم تعمل ضد الاحتلال إلا نادراً . 2. حركة فتح – الانتفاضة : حدث انشقاق في صفوف حركة فتح في 9 مايو1983 ، في أعقاب خروج قوات الثورة الفلسطينية من لبنان بسبب تذمر بعض أعضاء الحركة المركزيين من سوء الأوضاع الداخلية لحركة فتح وعدم جدية النضال في الأراضى المحتلة وانتشار الفساد الإداري والمالي والبيروقراطية والعشائرية .. فأمر ياسر عرفات بنقل 40 ضابطا معارضا للمقر الرئيسي لحركة فتح في تونس إلا أنهم رفضوا وأعلنوا ( الحركة التصحيحية ) في حركة فتح والتي أطلق عليها فيما بعد ( حركة فتح – الانتفاضة ) . ومن بين الأسباب التي نالت من قوة فتح فى المشهد السياسي الفلسطيني: غياب عرفات القائد الرمز للحركة الصراعات العلنية أحيانا بين أجنحة فتح المتعددة اتهامات بعض القيادات الفتحاوية باحتكار المناصب استشراء الفساد في أوساط الحركة والسلطة عجز السلطة وضعفها عن مواجهة السياسات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة حركة المقاومة الإسلامية ( حماس ) من النشأة حتى الآن : حركة "حماس" : "حماس" هو الاسم المختصر ل"حركة المقاومة الاسلامية"، وهي حركة مقاومة شعبية وطنية تعمل على توفير الظروف الملائمة لتحريرالشعب الفلسطيني من الاحتلال الغاصب ، والتصدي للمشروع الاسرائيلى المدعوم من قبل قوى الاستعمار الحديث . وقد وضعت الولاياتالمتحدةالأمريكية" حماس" على قائمتها للإرهاب معتبرة المقاومة الوطنية التي تقوم بها داخل فلسطين ضد الاحتلال الإسرائيلي عملا إرهابياً. ومن ثم أعطت بهذه القائمة الضوء الأخضر للحكومات الإسرائيلية المتعاقبة للتخلص منها بوسائلها الخاصة ،ومنها الاغتيال والتصفية الجسدية المباشرة لقادتها وكوادرها. وواجهت بعد ذلك ضغوطا داخلية وخارجية لإفشالها، وقد اندلعت بين حركة حماس و حركة فتح صراعات دموية انتهت بسيطرة حماس على قطاع غزة منذ يونيه 2007، الأمر الذي دفع الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى حل حكومة الوحدة الوطنية التي تشكلت بعد اتفاق مكة، وتكليف د. سلام فياض بتشكيل حكومة طوارئ، ولا يزال الخلاف بين الحركتين قائما حتى الآن. النشأة والتطور : رغم أن حركة المقاومة الاسلامية "حماس" أعلنت بيانها التأسيسي في ديسمبر 1987، إلا أن نشأة الحركة تعود في جذورها إلى الأربعينيات من القرن الماضى، فهي امتداد لحركة الاخوان المسلمين.. فقد انبثقت عن جماعة الإخوان المسلمين التي أسسها حسن البنا في مصر عام 1928 ، واستخدمت جماعة الإخوان المسلمين أسماء أخرى قبل حماس للتعبيرعن مواقفها تجاه فلسطين منها :" المرابطون في أرض الإسراء " و " حركة الكفاح الإسلامي " لإشعال انتفاضات ودعوة الشعب للثورة عام 1985 ،والتصدي للاحتلال الاسرائيلى ، و( جمعية المكارم ) و( جمعية التوحيد ) خلال الأربعينيات من القرن العشرين الماضي . وكانت اكبر حملة اعتقالات تعرضت لها الحركة آنذاك في شهر مايو 1989، وطالت تلك الحملة القائد المؤسس الشيخ أحمد ياسين . و شاركت حركة حماس في انتفاضة الأقصى خاصة في العمليات الاستشهادية ضد الاحتلال الاسرائيلى في مناطق فلسطينالمحتلة عام 1948 وفلسطينالمحتلة 1967 . ويتكون ميثاق الحركة من 36 مادة أساسية ، ونشر علناً في 18 أغسطس 1988 . ودخلت الحركة مرحلة جديدة منذ الاعلان عن تأسيس جناحها العسكري كتائب الشهيد عز الدين القسام في نهاية عام 1991 ،وقد أخذت نشاطات الجهاز الجديد منحى متصاعداً، ضد جنود الاحتلال ومستوطنيه، وفي ديسمبر 1992 نفذ مقاتلو الحركة عملية أسر الجندي نسيم توليدانو، قامت على أثرها السلطات الاسرائيلية بحملة اعتقالات شرسة ضد أنصار وكوادر الحركة . العمل العسكري في فكر حماس يمثل العمل العسكري لدى حركة حماس توجها إستراتيجيا لمواجهة "المشروع الاسرائيلى في ظل غياب المشروع التحرري العربي والإسلامي الشامل".وقامت حماس بالعديد من العمليات العسكرية عن طريق جناحها العسكري المسمى "كتائب عز الدين القسَّام" وأثارت عملياتها الفدائية جدلاً دولياً انعكس على الداخل الفلسطيني. الموقف من سلطة الحكم الذاتي ترى حركة "حماس" أن إسرائيل وافقت على "سلطة الحكم الذاتي" وتدعيمها بأكثر من 40 ألفا من رجال الشرطة والأمن لتفرض على السلطة الفلسطينية مجموعة من الالتزامات، أهمها ضرب المقاومة. مرت البنية التنظيمية لحركة حماس بمرحلتين هما : أ) المرحلة الأولى ( 1987 – 1992 ) ،وضمت حركة حماس ثلاثة أجنحة : 1) الجناح الجماهيري : لإصدار البيانات والتحريض على المواجهات مع الاحتلال الاسرائيلى . 2) الجناح الأمني ( مجد ) : تأسس عام 1983 لجمع المعلومات الأمنية حول تحركات جيش الاحتلال والمستوطنين اليهود . 3) الجناح العسكري : ( المجاهدون - مجاهدو فلسطين ) الذي أنشىء عام 1983 عندما كانت الحركة ضمن جماعة الإخوان المسلمين . ب) المرحلة الثانية : ( 1992 – الآن ) ،وضمت حركة حماس ثلاثة أجنحة أيضا : 1) المكتب السياسي : يتولى المهام السياسية ، ويترأس المكتب السياسي خالد مشعل . 2) المكتب الإعلامي : يتولى المهام الإعلامية والصحفية ، ولها إذاعة الأقصى وقناة الأقصى الفضائية . 3) الجناح العسكري : يتولى الشئون العسكرية ( السواعد الرامية ) وأطلق عليه عام 1993 ( كتائب عز الدين القسام ) تيمنا بالشهيد المجاهد عز الدين القسام . ويتبع حماس عدة فروع شعبية أبرزها : الشباب المسلم بالمساجد ، والكتلة الإسلامية بالجامعات والمدارس ، النقابة الإسلامية ، والنقابات المهنية ، ولجنة المرأة الحديثة ( المسلمة ) ، والجمعيات والنوادي ، والمجالس البلدية والقروية ولجان الزكاة . برنامج حركة حماس تعتبر حركة حماس أن الصراع مع اسرائيل في فلسطين هو صراع وجود لأنه صراع حضاري مصيري يمكن التخلص منه بزوال الاحتلال الاسرائيلى في فلسطين والدفاع عن أرض فلسطين الإسلامية كأرض وقف إسلامي لا يمكن التنازل عنها بأي حال من الأحوال . وترى حماس أن جميع الإتفاقيات السياسية التي وقعت بشأن فلسطين لا تلبي الطموحات الفلسطينية والإسلامية العامة كونها إتفاقات غير عادلة ألحقت الظلم بالشعب الفلسطيني . وتؤمن حماس بأن الإسلام هو دين الوحدة والمساواة والتسامح والحرية لأنها تسمي نفسها حركة ذات أبعاد إنسانية حضارية وأن شعار ( الإسلام هو الحل ) هو الاسلوب الأمثل للتعايش بين أهل الديانات السماوية . وتؤمن حماس بأهمية الحوار مع جميع الحكومات والأحزاب والقوى الدولية بصرف النظرعن عقيدتها أو نظامها السياسي لخدمة القضية الفلسطينية العادلة . حركة حماس بالمجلس التشريعي والحكومة الفلسطينية : وضعت حركة حماس برنامجا انتخابيا شاملا لخوض الانتخابات التشريعية الفلسطينية الثانية في 25 يناير2006. ومن أهم بنود البرنامج السياسي في القضايا الفلسطينية والعربية والإسلامية والعلاقات الخارجية والدولية : 1. إن كل فلسطين جزء من الأرض العربية الإسلامية ، وأن الشعب الفلسطيني جزء من الأمة العربية والإسلامية . 2. إقامة دولة فلسطينية حرة ومستقلة وذات سيادة على كامل تراب الضفة الغربية وقطاع غزة وعاصمتها القدس دون التنازل عن أي شبر من أرض فلسطين التاريخية ، وحماية الشعب الفلسطيني بالوسائل الممكنة كافة والالتزام بدحر الاحتلال . 3. إن تحرير الأرض الفلسطينية يتطلب العمل المشترك فلسطينيا وعربيا وإسلاميا . 4. إن قضية الأسرى والمعتقلين على رأس سلم أولويات العمل الفلسطيني والجزء الأساس في السيادة الوطنية . وبالفعل حصدت قائمة التغيير والإصلاح المنبثقة عن حركة حماس 74 مقعدا من مقاعد المجلس التشريعي أل 132 مقعدا في الانتخابات العامة التي أجريت في 25 يناير2006 . وإثر هذا الفوز الانتخابي الساحق ،كلف الرئيس محمود عباس ( رئيس منظمة التحرير ورئيس السلطة الوطنية الفلسطينية ) كتلة التغيير والإصلاح التابعة لحركة حماس بتشكيل الحكومة الفلسطينية العاشرة وحدها دون مشاركة حركات أو فصائل أو أحزاب فلسطينية أخرى في نهاية مارس 2006 ، برئاسة الشيخ إسماعيل هنية رئيسا للوزراء والدكتور ناصر الدين الشاعر نائبا لرئيس الوزراء ،وقد أشعلت نتائج الانتخابات فتيل الصراع بين التيارين، وسط دعوات صريحة بإسقاط اللجنة المركزية للحركة والتمرد عليها، وتحميلها مسئولية الفشل الانتخابي الكبير. وبعد إندلاع بعض النزاعات في الضفة الغربية وقطاع غزة ،ومقتل نحو 150 فلسطينياً في محافظات الضفة الغربية وقطاع غزة ، منذ 2006 في صراع دار بين بعض أعضاء حركتي حماس وفتح ، استضافت المملكة العربية السعودية حوارا بين حركتي فتح وحماس، أسفرعن توقيع اتفاقية قرب المسجد الحرام عرفت ب ( اتفاقية مكة المكرمة ) في 8 فبراير2007 تم الاتفاق بموجبه على تشكيل حكومة وحدة فلسطينية وبالفعل شكلت الحكومة الحادية عشرة برئاسة الشيخ إسماعيل هنية من قادة حركة حماس ، وكان نصيبها من الوزارات 9 وزارات بينما أعطيت حركة فتح 6 وزارات من ضمنها نائب رئيس الوزراء الفلسطيني ، وجرى توزيع وزارات أخرى على فصائل وحركات وأحزاب فلسطينية أخرى ورفضت حركة الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية المشاركة في تلك الحكومة . موقف حماس من مبادرات المصالحة : شهدت الاراضى المحتلة تظاهر الاف الفلسطينيين فى مدينة غزة لمطالبة حركتى فتح وحماس بانهاء الصراع والمصالحة. وقد سعت العديد من الدول وعلى رأسها مصر والسعودية و الأردن وقطر للوساطة بين حركتي فتح وحماس بهدف تحقيق التوازن بين مسلحي حركة حماس وقوات الأمن الفلسطينية التي تخضع لسيطرة حركة فتح منذ أن تشكلت وحدات الأمن الفلسطيني بعيد اتفاق أوسلو، ولكن كل هذه الوساطات باءت بالفشل (فى رأى المحللين) بسبب تعنت حماس ورغبتها في فرض سطوتها المطلقة على قطاع غزة،لكن لم تسع أي من الوساطات العربية لإيجاد حل جذري للصراع بين فتح وحماس عبر توحيد قيادة قوات الأمن، ونزع سلاح حماس أو دمجها في قوات الشرطة الفلسطينية. وفى هذا الاطار،جاءافتتاح الاجتماع التأسيسي لمؤتمر الوفاق الوطني الفلسطيني بين حركتي فتح وحماس فى 5أبريل 2008 من أجل الوحدة الوطنية فى محاولة للضغط على القيادات الفلسطينية بعد فشل المناشدات والمبادرات بما فيها إعلان صنعاء.وقد حمل مسئول العلاقات العامة في المؤتمر ياسر الوادية حركتي فتح وحماس المسئولية عما آلت إليه حالة الانقسام بينهما مشيرا الى أن هناك أكثر من 17 مبادرة لرأب الصدع إلا أنها فشلت بسبب رفض الحركتين لها ..داعيا إلى التوحد للحد من الانقسام الحاد بين شطري الوطن (الضفة الغربية وقطاع غزة). كماأبدت حركة حماس تحفظها ازاء اية مبادرات مشروطة مشيرةً الى أن أي مبادرة تقدم من أجل رأب الصدع علي الساحة الفلسطينية تتم دراستها بجدية ورحبت الحركة بكل المبادرات التي طرحت من الدول العربية أو الفصائل لتسوية الخلاف ومنها : اتفاق القاهرة سادت أجواء من التفاؤل في مارس 2005 بعد أن أبرمت الفصائل مع حركة فتح والسلطة الفلسطينية «اتفاق القاهرة» الذي شمل إعلان تهدئة مشروطة لنهاية العام ، وعقد الانتخابات المحلية والتشريعية في اوقاتها المحددة وفقا لقانون انتخابي يتم التوافق عليه ومطالبة المجلس التشريعي باتخاذ الإجراءات لتعديل قانون الانتخابات التشريعية باعتماد المناصفة في النظام المختلط. وتم الاتفاق على تفعيل وتطوير منظمة التحرير الفلسطينية وفق أسس يتم الاتفاق عليها بحيث تضم جميع القوىوالفصائل الفلسطينية ، ومن أجل ذلك تم التوافق على تشكيل لجنة تتولى تحديد هذه الأسس، وتتشكل اللجنة من رئيس المجلس الوطني وأعضاء اللجنة التنفيذية للمنظمة والأمناء العامين لجميع الفصائل الفلسطينية وشخصيات وطنية مستقلة، وقد أجمع المراقبون والمحللون السياسيون الفلسطينيون على الفشل الواضح في تنفيذ الاتفاق .وأن السلطة لا تملك مقومات تطبيق الكثير من القضايا ،فهي تعاني (ومعها حركة فتح) من حالة ضعف وتشتت وعدم سيطرة على الاجهزة الامنية والقرار السياسي ،وكذلك على مجريات الحوار مع الجانب الاسرائيلى. وترى حركة حماس أن الاتفاق "لا يزال حبراً على ورق"، بسبب التهرب من تنفيذ ه . اتفاق مكة2007 تم بدعوة من العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز بين حركتي فتح و حماس بمدينة مكة في 8 فبراير 2007 بعد مباحثات لمدة يومين وتم الاتفاق على إيقاف أعمال الاقتتال الداخلي وتشكيل حكومة وحدة وطنية. وقد شارك في المداولات التي سبقت الاتفاق العديد من الشخصيات الفلسطينية من الطرفين، من بينهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس (فتح) والنائب محمد دحلان (فتح) ورئيس الوزراء السابق إسماعيل هنية (حماس) و خالد مشعل (رئيس المكتب السياسي لحركة حماس)، إلا أن حركة حماس نقضت هذة الإتفاقية بإنقلابها على الشرعية بعد التوقيع بعدة شهور.ومع هذا، فإن اتفاق مكة لا يتطرق إلى مبدأين أساسيين في اتفاقيات الماضي ،تطالب بهما الولاياتالمتحدة الأميركية واللجنة الرباعية: "الاعتراف بحق دولة إسرائيل في الوجود، ونبذ طريق الإرهاب والعنف كوسيلة لحل النزاع". مبادرة صنعاء 23 مارس 2008 رحبت الرئاسة الفلسطينية بمبادرة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح للحوار الوطني بين فتح وحماس واكدت تجاوبها الكامل مع تلك المبادرة..مما يعكس حرص الرئيس اليمني على وحدة الموقف الوطني الفلسطيني، وإنهاء حالة الانفصال والانقسام التي لا تخدم المصلحة الوطنية الفلسطينية، وأدت إلى هذا الوضع الخطير من الحصار والعدوان ضد الشعب في قطاع غزة والضفة الغربيةوالقدس الشريف. وتقوم المبادرة الجديدة على سبع نقاط هي: عودة الأوضاع في غزة الى ما كانت عليه قبل استيلاء حماس على مؤسسات السلطة وإجراء انتخابات مبكرة واستئناف الحوار على قاعدة إتفاقيتى القاهرة 2005 ،و مكة 2007 على أساس أن الشعب الفلسطيني كل لا يتجزأ وأن السلطة الفلسطينية ،تتكون من سلطة الرئاسة المنتخبة والبرلمان المنتخب والسلطة التنفيذية ممثلة بحكومة وحدة وطنية والالتزام بالشرعية الفلسطينية بكل مكوناتها ،وتنص المبادرة أيضا على احترام الدستور والقانون الفلسطيني والالتزام به من قبل الجميع وإعادة بناء الأجهزة الأمنية على أسس وطنية بحيث تتبع السلطة العليا وحكومة الوحدة الوطنية ،ولا علاقة لأي فصيل بها . تداعيات اتفاق صنعاء: بمجرد أن تم التوقيع على "إعلان صنعاء" ،ظهرت بوادر خلافين بشأنه أحدهما بين الرئاسة الفلسطينية ووفدها في صنعاء، والآخر بين الرئاسة وحركة (حماس) ،سببه تباين وجهتى نظريهما في تفسيرهذا الإعلان وهل يعد إطاراً للحوار أم اتفاقاً للتنفيذ ؟. كما نشب خلاف داخل حركة فتح الفلسطينية بسبب "اتفاق صنعاء" الذي وقعته للمصالحة مع حركة حماس حيث شهدت الساحة السياسية سجالا وتضاربا في المواقف حيال ذلك الاتفاق؛ فبينما أعلن أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه عدم التزام المنظمة باتفاق صنعاء ، اصدرت اللجنة المركزية لحركة فتح بيانا رحبت من خلاله بنتائج الحوار في اليمن، والذي أدى الي توقيع ممثلي حركتي فتح وحماس علي المبادرة اليمنية بعد مباحثات استمرت عدة أيام برعاية الرئيس اليمنى علي عبد الله صالح. وفيما اكد القيادي في حركة فتح احمد قريع ترحيب الحركة بالاتفاق، اعرب مسئولون في منظمة التحرير عن استيائهم من الاتفاق. ويرى المراقبون للمشهد السياسى المتوتر فى الاراضى المحتلة أنه حتى يكون بالإمكان وقف الاقتتال الفلسطيني فإنه لابد من القضاء على الأسباب. أما العلاج بتوقيع اتفاق لايقاف إطلاق النار، وترك المسببات التى تؤدى الى إشعال النزاع بدون علاج واضح.. فمن المؤكد أن هذه الإتفاقات لن تؤدى الى استمرار الهدوء طويلاً ، ويرى المحللون أن النزاع المحتدم بين "صقور فتح" و"شيوخ حماس" ليس فقط نزاعا سياسيا بين رموز فصيلين من فصائل الحركة الوطنية الفلسطينية، تباينت وجهات نظر قياداتهما الى حد التناقض في ادارة الصراع مع المحتل الاسرائيلى ، وانما هو ايضا فرع من الصراع الذي فرضته الادارة الامريكية على شعوب الامة العربية بتوظيف "الفوضى الخلاقة" في تفكيك بنى المجتمعات العربية. ومن هنا لا بد أن تدرك الأطراف الفلسطينية جميعاً أن هناك مخاطر كبيرة على التمثيل الفلسطيني، والذي صار الآن موضع تساؤلات لأن أوساطاً دولية تطرح التساؤل عن مدى قدرة الفلسطينيين على إدارة أمورهم، وبالتالي تقترح أن تعود غزة الى الإدارة المصرية، وأن تكون الضفة الغربية لإدارة ذاتية فلسطينية ومثل هذه المشاريع المقترحة يمكن أن تلقى صدى إذا ظل الصراع مفتوحاً بين حركتي "فتح" و"حماس".ولكن الرأي العام الفلسطيني أو العربي يريد سلطة موحدة على أرض موحدة تواصل النضال من أجل تحقيق الحرية والإستقلال لفلسطين بعد أكثر من نصف قرن من الصراعات والتفاوضات والاتفاقات التى لم تسدل الستاربعد على مشاهد العنف بين أنصار حماس وفتح لاعادة بوصلة المقاومة تجاه الاحتلال الاسرائيلى . أهم المصادر : -*مواقع الانترنت : -شبكة الانترنت للاعلام العربى http://www.amin.org/look/amin/article.tpl?IdL -موقع انتفاضة فلسطين http://www.palissue.com/arabic/news/file/details/0/14801.html -مركز دراسات الشرق الأوسط الأردن http://www.mesc.com.jo/vision/2007/54.html -المركز الفلسطينى للاعلام http://www.palestine-info.info/ar/ -موقع حماس info.com/arabic/hamas/ -موقع فتح http://www.fateh.psl,ru موسوعة ويكيبديا http://ar.wikipedia.org/wiki -*كتب د.محسن صالح ،"صراع الصلاحيات بين فتح وحماس في إدارة السلطة الفلسطينية 2006-2007"، مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات ، بيروت -د. فوزي أحمد تيم ، القوى السياسية الفلسطينية – القوى الإسلامية ، في المدخل إلى القضية الفلسطينية ، ص ص377 – 397 . -د. كمال إبراهيم علاونه ، خريطة الطريق وانتفاضة الأقصى والسلام المفقود ، نابلس ، 2004 ، ص 86 . - هلينا كوبان، المنظمة تحت المجهر، الطبعة الاولى 1984 لندن. 7/4/2008