أكد الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو أن بيلاروس مستعدة لاستقبال الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو ومنحه اللجوء في حال قرر مغادرة بلاده، مشددا على أن أبواب بيلاروس مفتوحة أمام مادورو دون أي شروط مسبقة. وجاءت تصريحات لوكاشينكو في مقابلة إعلامية أوضح خلالها موقف بيلاروس من التطورات المتعلقة ب مادورو والعلاقات مع الولاياتالمتحدة، مؤكدا أن بلاده لا تعتبر مادورو عدوا أو خصما. وقال لوكاشينكو في حديث لقناة "نيوزماكس" الأمريكية إن أبواب بيلاروس مفتوحة أمام مادورو في أي وقت، موضحا أن بيلاروس لطالما حافظت على علاقات ودية مع فنزويلا، وأن مادورو لم يكن يوما في مواجهة مع مينسك. وأضاف أن الحديث عن لجوء مادورو إلى بيلاروس لم يكن موضوعا للنقاش المباشر بينهما، مشيرا إلى أنه لا يرى في الرئيس الفنزويلي شخصا قد يترك بلاده أو يفر منها تحت أي ظرف. وشدد الرئيس البيلاروسي على أن مادورو يتمتع بدعم داخلي، وأنه لا يتوقع أن يقدم على مغادرة فنزويلا استجابة لأي ضغوط خارجية، سواء من الولاياتالمتحدة أو من أطراف دولية أخرى. وأكد لوكاشينكو أن موقف بيلاروس ثابت في دعم سيادة الدول ورفض التدخل في شؤونها الداخلية، وهو ما ينطبق على موقفها من فنزويلا ورئيسها مادورو. وفي سياق آخر، أعرب لوكاشينكو عن تشكيكه في صحة الاتهامات التي توجهها الولاياتالمتحدة إلى مادورو بشأن تورطه في تهريب المخدرات. وقال إن هذه الادعاءات تفتقر إلى الأدلة الملموسة، مؤكدا أنه لا يملك أي معلومات تثبت صحة هذه المزاعم، ولا يعتقد بوجود وقائع حقيقية تدعمها. وأضاف أن تكرار مثل هذه الاتهامات ضد مادورو يخدم أجندات سياسية أكثر من كونه قائما على حقائق. وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد صرح في وقت سابق بأن الولاياتالمتحدة قد تلجأ إلى توجيه ضربات مباشرة لعصابات المخدرات في أمريكا اللاتينية، وذكر في هذا السياق فنزويلا وكولومبيا، موجها اتهامات مباشرة إلى مادورو، وهو ما رفضته كاراكاس بشدة واعتبرته تدخلا سافرا في شؤونها الداخلية. كما أشارت تقارير إعلامية إلى أن ترامب كان قد طالب مادورو في نوفمبر الماضي بمغادرة فنزويلا خلال مهلة زمنية محددة، مؤكدا أن أيامه في السلطة باتت معدودة، إلا أن الرئيس الفنزويلي رفض تلك المطالب بشكل قاطع. ويأتي موقف بيلاروس الداعم ل مادورو ليعكس استمرار الانقسام الدولي حول الملف الفنزويلي ودور الولاياتالمتحدة فيه.