وقّع الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو مرسومًا يمنحه صلاحيات أمنية استثنائية في حال دخول الجيش الأمريكي إلى البلاد، كما لوح بإمكانية إعلان حال الطوارئ لمواجهة أي هجوم أمريكي بعد تدمير قوات واشنطن ثلاثة زوارق يشتبه في تهريبها المخدرات ومقتل 14 شخصا، ما يعكس تصاعد حدة التوتر بين كاراكاس وواشنطن وسط مؤشرات على استعدادات عسكرية متبادلة في منطقة الكاريبي. وكشف الرئيس الفنزويلي، استعداده لإعلان حالة الطوارئ تحسبًا لأي هجوم أمريكي محتمل، بعد سلسلة ضربات شنتها الولاياتالمتحدة ضد زوارق يشتبه في تهريبها المخدرات من فنزويلا، بحسب ما أعلنت نائبته ديلسي رودريجيز أمس الإثنين. وقالت نائبة الرئيس الفنزويلي، إن مادورو وقع مرسوما يمنحه "صلاحيات خاصة" للتصرف في مسائل الدفاع والأمن، ويمنح الجيش سلطة السيطرة المباشرة على قطاعات حيوية تشمل الخدمات العامة وصناعة النفط، وذلك في حال قررت الولاياتالمتحدةالأمريكية مهاجمة البلاد. تأتي هذه الإجراءات بعدما نشرت واشنطن أسطولًا من السفن الحربية في البحر الكاريبي، مشيرة إلى أن الهدف هو مكافحة تهريب المخدرات. وخلال الأسابيع الأخيرة، شنت القوات الأمريكية ضربات ضد قوارب قالت إنها تحمل شحنات مخدرات قادمة من فنزويلا، ما أسفر عن مقتل من كانوا على متنها، في وقت أثار فيه خبراء قانونيون تساؤلات حول شرعية تلك العمليات. كما كشفت شبكة "إن.بي.سي" أن الجيش الأمريكي يضع خططًا لاستهداف "أهداف مرتبطة بتهريب المخدرات" داخل الأراضي الفنزويلية، وهو ما اعتبرته كاراكاس تهديدًا مباشرًا لسيادتها. ورغم هذه الأجواء المتوترة، بعث مادورو رسالة إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في سبتمبر، عرض فيها الدخول في محادثات مباشرة، مؤكدًا رغبته في بناء علاقة "تاريخية وسلمية" مع الولاياتالمتحدة. لكن الإدارة الأمريكية ما زالت تتهم فنزويلا بلعب دور رئيسي في شبكات تهريب المخدرات، اتهام يرفضه مادورو بشكل قاطع. واتهمت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، الرئيس الفنزويلي بتكرار الأكاذيب، وذلك بعدما نفى الاتهامات بتورط بلاده في تهريب المخدرات في رسالة إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وقالت ليفيت، في واشنطن، "بصراحة، أعتقد أن هناك الكثير من الأكاذيب التي كررها مادورو في تلك الرسالة، وموقف الإدارة من فنزويلا لم يتغير". وأضافت ليفيت "نعتبر نظام مادورو غير شرعي، وقد أظهر الرئيس بوضوح أنه مستعد لاستخدام جميع الوسائل اللازمة لوقف الاتجار غير المشروع بالمخدرات القاتلة التي يصدرها النظام الفنزويلي إلى الولاياتالمتحدة". وكان قد تم الكشف عن مقتطفات من الرسالة سابقا، إذ قالت رودريجيز إنه قد تم تسليم الرسالة إلى وسيط من أمريكا الجنوبية لضمان وصولها إلى ترامب. وقال الرئيس الفنزويلي، في رسالته إلى نظيره الأمريكي، إن العلاقات بين كاراكاس وواشنطن قد شابتها "أخبار زائفة"، وصفها بأنها "تهدف إلى تبرير تصعيد نحو صراع مسلح قد يلحق أضرارا كارثية بالقارة بأسرها." وأوضح مادورو، في رسالته، إنه لا يزال مستعدا لإجراء "حوار مباشر وصريح" مع المبعوث الأمريكي الخاص ريتشارد جرينيل "لتجاوز ضجيج وسائل الإعلام والأخبار الزائفة"، مضيفًا "أيها الرئيس، آمل أن نتمكن معا من دحض الأكاذيب التي شوهت علاقتنا، التي يجب أن تكون تاريخية وسليمة." وأشاد الرئيس الفنزويلي أيضا بجهود ترامب لإنهاء الحروب، داعيا إلى الحوار لضمان السلام في القارة الأمريكية. وبحسب مادورو، فإن "الأدلة الدامغة" بشأن إنتاج المخدرات والاتجار بها في أمريكا الجنوبية تظهر أن "فنزويلا خالية من إنتاج المخدرات ولا تعتبر دولة ذات صلة بمجال المخدرات." وتأتي الرسالة في ظل تصاعد التوترات عقب العمليات العسكرية الأمريكية الأخيرة في منطقة البحر الكاريبي والاتهامات من جانب واشنطن بأن فنزويلا تصدر المخدرات والعنف إلى الولاياتالمتحدة.