يلتقى البابا بنديكت السادس عشر بابا الفاتيكان العاهل السعودى الملك عبد الله بن عبد العزيز خادم الحرمين الشريفين يوم الثلاثاء المقبل. ويعد هذا اللقاء هو الاول الذى يجمع بين زعيم الكنيسة الكاثوليكية وملك سعودى، بهدف تاكيد اهتمام البابا بتعميق الحوار بين الكنيسة الكاثولوكية والعالم الاسلامى، بعد تصريحاته حول الإسلام التي أثارت غضبا واسعا في العالمين العربي والإسلامي وقوبلت بمطالب موجهة للبابا بالاعتذار بشكل شخصي. وكان بابا الفاتيكان-المتخصص في علم اللاهوت- تحدث خلال محاضرة القاها بجامعة رجنسبرغ عن الخلاف التاريخي والفلسفي بين الاسلام والمسيحية في العلاقة التي يقيمها كل منهما بين الايمان والعقل. واقتبس حوارا دار في القرن الرابع عشر بين امبراطور بيزنطي و"مثقف فارسي" حول دور نبي الاسلام محمد -صلى الله عليه و سلم. وقال فيه الامبراطور للمثقف ان النبي محمد "امر بنشر الدين بحد السيف". واعتبرت هذه الاقتباسات حكما سلبيا يصدره البابا على الاسلام. ومن جانبها، أعربت السعودية عن استيائها وألمها لما تحدث به بابا الفاتيكان عن الاسلام والمسلمين مطالبة البابا بتوضيح حقيقة موقفه من الاسلام وتعاليمه. ونددت السعودية في رسالة قدمها وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل الى الفاتيكان بالتصريحات التي تناولت الاسلام وشخص الرسول الكريم من منطق استخدم كمبرر للحروب الصليبية التي شنت على العالم الاسلامي في هذا الوقت الذي تسعى فيه الأمة الاسلامية جاهدة الى فتح حوار حقيقي وفعال بين الأديان والحضارات. واستنكر مفتي عام المملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء وادارة البحوث العليمة والافتاء ما ذكره بابا الفاتيكان من مزاعم باطلة عن الدين الاسلامي والرسول الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. وقال إن ما ينادى به من تحقيق التوافق بين الأديان ونحوه هي دعوى يكذبها الواقع بسبب مزاعم هؤلاء الذين يهاجمون الاسلام ويكذبونه ويتطاولون على رسول الاسلام محمد عليه افضل الصلاة والسلام فكيف يظنون أن هناك توافقا وتقاربا وهم على الباطل من سب واستهزاء بالدين الاسلامي وبرسول الله. واضاف ال الشيخ "ان ديننا الاسلامي دين سماحة لا يرضى العنف والارهاب وما جاء به الرسول محمد عليه الصلاة والسلام للعالمين دينا يرفض العنف على المسلم وغير المسلم الظلم محرم في شريعتنا". وقد أعرب البابا عن أسفه عن كلامه عن الإسلام الذي أدلى به، مؤكدا احترامه للديانات الكبرى وعلى الأخص الاسلام.