تعد زيارة العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز(84 عاما) الى الفاتيكان ولقائة مع البابا بنديكت السادس عشر(80عاما) أول لقاء من نوعه لمدة نصف ساعة أمضيا عشر دقائق فيها بمفردهما بمساعدة مترجمين العربية والايطالية. وكان الملك عبدالله وصل مساء الاثنين الى روما قادما من لندن وجنيف وتأتي هذه الزيارة في اطار محاولة لتحسين العلاقات بين الفاتيكان والعالم الاسلامي إثر الزوبعة التي اثارها البابا في سبتمبر 2006 عندما اقام رابطا بين الاسلام والعنف في خطاب القاه في جامعة في المانيا. وكان الملك عبدالله التقى البابا الراحل يوحنا بولس الثاني في 25 مايو1999 في الفاتيكان عندما كان وليا للعهد ويأتي لقاء اليوم بعد أسابيع من إرسال قرابة 138 من علماء الدين والمفكرين الاسلاميين رسالة للبابا بنديكت والقادة المسيحيين يطالبون فيها بمزيد من التفاهم والاحترام بين المسلمين والمسيحيين. وفي اول اجتماع بين بابا وعاهل سعودي بحث الاثنان الحاجة الى تعزيزالتعاون بين المسيحيين والمسلمين واليهود وفرص احلال السلام في الشرق الاوسط وبحثا وضع الاقلية المسيحية في السعودية حيث يريد الفاتيكان منح المزيد من الحقوق لمليون كاثوليكي يعيشون في السعودية واغلبهم عمال مهاجرون يعد الفلبينيون أكثرهم . وكان خادم الحرمين الشريفين وبابا الفاتيكان اجتمعا فى أول لقاء من نوعه بين الجانبين , إذ لا توجد علاقات دبلوماسية بين المملكة العربية السعودية والفاتيكان. واشار بيان للفاتيكان الى ان العاهل السعودي والبابا تبادلا الافكار حول الشرق الاوسط وحول ضرورة التوصل الى حل عادل للنزاعات التي تعصف بالمنطقة وخاصة النزاع الاسرائيلي الفلسطيني. واضاف البيان ان البابا والملك جددا التزامهما بالحوار بين الثقافات وبين الاديان بهدف تعايش مثمر وسلمي بين البشر والشعوب للنهوض بالسلام والعدل والقيم الروحية والاخلاقية وقدم العاهل السعودي للبابا سيفا ذهبيا مرصعا بالحجارة هدية وتلقى من البابا لوحة تمثل الفاتيكان وتعود الى القرن السادس عشر ثم التقى العاهل السعودي الذي رافقه وفد يضم 12 عضوا وزير خارجية الفاتيكان الكادرينال تارتشيتسيو بيرتوني واعلن البابا والعاهل السعودي تأييدهما لايجاد حل عادل لنزاعات الشرق الاوسط وتعهدا مواصلة الحوار بين الاديان للنهوض بالتعايش بين الشعوب. وأعرب البابا عن سعادته بلقاء العاهل السعودى خاصة وأنه يستقبله يوم الثلاثاء, وهو يوم لا يلتقى فيه البابا ضيوفا أجانب حسب البرتوكول المعمول به فى الفاتيكان ، وسبقت زيارة الملك عبد الله زيارة وزير الخارجية السعودي في 6 سبتمبر والذي استقبله خلالها البابا في مقره الصيفي "كاستل غوندولفو" في الريف الايطالي. وتعليقا على زيارة العاهل السعودى للفاتيكان قال الاسقف المسؤول عن الكاثوليك في منطقة الخليج بول هيندر فى اليوم السابق لزيارة العاهل السعودى للفاتيكان ان السعودية يتعين ان تضمن المزيد من الحرية والامن للاقلية المسيحية وتسمح بدخول مزيد من القساوسة لوعظ المؤمنين، وانه يأمل ان يؤدي لقاء الثلاثاء في النهاية الى اقامة علاقات دبلوماسية بين الفاتيكان والسعودية. وحث السلطات السعودية ايضا على ان تسمح للمزيد من رجال الكنائس بدخول البلاد لتوجيه الكاثوليك، ويقول مسؤولو الفاتيكان ان هناك بضع قساوسة في السعودية لتقديم الاحتياجات الكنسية لنحو مليون كاثوليكي. ودأب الفاتيكان على الدعوة الى حقوق اكبر للمسيحيين في الدول التي يقطنها اغلبية من المسلمين. غير ان الفاتيكان يرى ان السعودية حالة خاصة، والملك عبد الله هو ايضا خادم الحرمين الشريفين في مدينتي مكةوالمدينة اللتين يحج اليهما ملايين المسلمين كل عام. وكانت السعودية قد نددت في رسالة قدمها وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل الى الفاتيكان بالتصريحات التي اعلنها البابا وتناولت الاسلام وشخص الرسول الكريم من منطق استخدم كمبررللحروب الصليبية التي شنت على العالم الاسلامي في هذا الوقت الذي تسعى فيه الأمة الاسلامية جاهدة الى فتح حوار حقيقي وفعال بين الأديان والحضارات. واستنكر مفتي عام المملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء وادارة البحوث العليمة والافتاء آنذاك ما ذكره بابا الفاتيكان من مزاعم باطلة عن الدين الاسلامي. وإزاء الاحتجاجات الشديدة والمظاهرات التى خرجت من الشعوب فى الدول الاسلامية أعرب البابا عن أسفه عن كلامه عن الإسلام الذي أدلى به ، مؤكدا احترامه للديانات الكبرى وعلى الأخص الاسلام. الفاتيكان (Vatican) : هى أصغر دولة ذات سيادة فى العالم ومقرالكنيسة الكاثوليكية تقع فى جنوبأوروبافى قلب العاصمة الإيطاليةروماعلى الجانب الأيمنلنهر التيبر،كانت جزء من الدولةالإيطاليةلحين1929م حيث تم الاتفاق على إنشاء دولة ذات كيان مستقل، تدار من قبل بابا الفاتيكان والذى يعتبر أيضاً القائد الروحى لما يُقارب المليار كاثوليكى فى مختلف بقاع الأرض .وكذلك فإن جميع سكان الفاتيكان هم من العاملين فى الدولة، وخاصة رجال الدين وحرس الفاتيكان همسويسريون، وهناك عدة آلاف من العاملين الإضافيين اللذين يسكنون خارج حدود المدينة،و اللغة الرسمية هىاللاتينية،التى كانت يوماً ما لغةالرومان، بقيت كلغة رسمية للدين المسيحى الكاثوليكى، وفى الواقع فإن اللغةالإيطالية هى اللغة السائدة بين السكان والعاملين فى الفاتيكان وهى الدولة الوحيدة التى لا تحتوى على أطفال . 6/11/2007 المزيد من التقارير والملفات