إسرائيل تعلن نشر الآلاف من قواتها في جميع أحياء القدسالشرقية قوات الاحتلال تطلق القنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي علي المظاهرات السلمية غزة تخرج بالآلاف للتنديد بالاعتداء علي القدس وتدعو لانتفاضة ثالثة لنصرة الأقصي مشاهد من مواجهات الفلسطينيين وجنود الاحتلال فى الأراضى المحتلة تواصلت المواجهات العنيفة أمس بين الشبان الفلسطينيين وجنود جيش الاحتلال الإسرائيلي في العديد من مناطق الضفة الغربية، فيما شددت إسرائيل من إجراءاتها العسكرية في القدس ومحيط المدن الفلسطينية تحسبا لمزيد من المواجهات التي اندلعت أمس الأول وشملت غالبية مناطق القدس احتجاجا علي افتتاح إسرائيل كنيسا أطلقت عليه «هيكل الخراب» قرب المسجد الأقصي. وأعلنت الشرطة الإسرائيلية نشر الآلاف من عناصرها في جميع أحياء القدس، خاصة في المناطق التي شهدت يوم أمس الأول مواجهات بين الشبان الفلسطينيين وقوات الجيش وذلك تحسبا لتجددها. وكانت مدينة القدس وأحياؤها قد شهدت يوم أمس أعنف المواجهات بين الشبان وقوات الشرطة الإسرائيلية أصيب خلالها 91 مواطنا بجروح متفاوتة من بينهم سبعة مواطنين أصيبوا بالرصاص المطاطي في العيون، كما أصيب 14 شرطيا إسرائيليا بجراح. واندلعت المواجهات صباح أمس جنوب محافظة نابلس في أعقاب خروج مئات الطلبة في مسيرة سلمية لنصرة مدينة القدس، حاملين شعارات تندد بالإجراءات الإسرائيلية بالمدينة مطالبين الدول العربية باتخاذ خطوات عملية لحماية القدس من خطوات التهويد. وأطلقت قوات الاحتلال العشرات من قنابل الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية علي المتظاهرين، في حين أغلقت الطرق المؤدية لجنوب نابلس ومنعت سيارات الخضار والفواكه من الوصول إليها. كما أغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي حاجزي حوارة وبيت فوريك جنوب وشرق المحافظة وفرضت إجراءات أمنية مشددة علي حواجز الطنيب وزعترا بغرب وجنوب نابلس. وقالت مصادر طبية في الهلال الأحمر الفلسطيني إن المواجهات أسفرت عن اصابة 3 شبان برصاص مطاطي، كما طردت قوات الاحتلال الإسرائيلي جميع العاملين والموظفين بقرية الحسبة بمحافظة نابلس وطلبت إغلاقها حتي إشعار آخر. وقال عدد من الموظفين إنهم اضطروا إلي العودة إلي منازلهم وعدم الذهاب إلي عملهم بمدينة رام الله جراء إغلاق حاجز حوارة، وتضاربت الأنباء حول إجراءات الاحتلال الإسرائيلي التي يقوم بها إلا أنه حتي اللحظة لم تصدر أي رواية عن أي جهة رسمية تبرر هذه الإجراءات. وشهدت بلدة الظاهرية جنوب الخليل أمس مواجهات بين المواطنين وقوات الاحتلال تركزت في محيط مدرسة عائشة وسط البلدة، أطلقت خلالها قوات الاحتلال الرصاص وقنابل الغاز لتفريق المتظاهرين، دون أن يبلغ عن إصابات.. واقتحمت قوات الاحتلال في ساعة مبكرة من صباح أمس البلدة واعتلي الجنود سطح مبني البلدية وحولوه إلي نقطة مراقبة عسكرية، كما داهمت منازل عدد من المواطنين، ولم يبلغ عن اعتقالات. وشهد محيط مخيم العروب مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال، وتعرضت سيارات المستوطنين المارة علي الشارع العام للرشق بالحجارة، مما أدي إلي الحاق أضرار مادية بإحدي الحافلات، وفق ناطق عسكري إسرائيلي. وأفاد شهود عيان أن قوة من الجيش الإسرائيلي حاصرت صباح أمس مدرسة إسماعيل غيث الفروخ الواقعة عند مدخل بيت عينون شرق مدينة الخليل، دون أن يبلغ عن مواجهات. واقتحمت قوات الاحتلال فجر أمس بلدة بيت أمر شمال الخليل بعد أن أغلقت مداخل البلدة، وداهمت عدة منازل واعتقلت ثلاثة شبان. وفي السياق ذاته شددت قوات الاحتلال من تدابيرها العسكرية في محيط محافظة الخليل، ونصبت عدة حواجز عسكرية حول بلدات وقري الخليل، من بينها دورا وخرسا واذنا وبيت كاحل والسموع وأبو العسجا، وأخذت بتفتيش مركبات المواطنين وفحص هوياتهم. كما انطلقت صباح أمس مسيرة طلابية حاشدة من مدارس بلدتي العبيدية ودار صلاح شرق بيت لحم، شارك فيها عشرات الطلبة، وتوجهت إلي منطقة قبر حلوة، حيث ردد الطلبة شعارات تندد باعتداءات الاحتلال وتطالب العالم بوقف المساس بالمقدسات. وفي بلدة تقوع جنوب شرق بيت لحم ألقي متظاهرون الحجارة علي سيارات للمستوطنين كانت في طريقها إلي المستوطنات الواقعة شرق البلدة دون أن يبلغ عن إصابات. واقتحمت قوات الاحتلال فجر أمس قرية حوسان غرب بيت لحم، واعتقلت فتي يبلغ من العمر 17 عاما، بعد مداهمة منزله وتفتيشه. وشهدت قرية بيتللو غرب رام الله مواجهات بين عشرات المتظاهرين وقوات الاحتلال الإسرائيلي، وذلك في أعقاب مسيرة احتجاج علي الاعتداءات الإسرائيلية علي الأقصي والمقدسات، وقامت قوات الاحتلال بتفريق المتظاهرين دون أن يبلغ عن إصابات. وأثارت حملات التهويد الإسرائيلية المتواصلة في القدس، التي توجت الاثنين بتدشين كنيس الخراب علي بعد أمتار من المسجد الأقصي، غضبا واسعا داخل فلسطين وخارجها تخللته دعوات لانتفاضة فلسطينية ثالثة. ففي غزة خرج الآلاف من طلبة المدارس والجامعات في شوارع المدينة للتنديد بما تتعرض له القدس، ودعا المتظاهرون إلي إشعال انتفاضة ثالثة نصرة للأقصي، كما طالبوا بتصعيد عمليات المقاومة ضد إسرائيل. وقد انطلقت صفارات الإنذار في شوارع المدينة التي توقفت فيها الحركة بضع دقائق تضامناً مع الأقصي. ودعا رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية إلي «أوسع اصطفاف عربي وإسلامي من أجل القدس»، وناشد في كلمة له السلطة الفلسطينية أن «ترفع يدها عن الشعب الفلسطيني كي يعبر عن غضبه مما يجري بحق مقدساته». وفي لبنان، خرجت مسيرات غاضبة في المخيمات الفلسطينية شمالا في البداوي والبارد وجنوبا في صور وعين الحلوة، مناصرة للمسجد الأقصي واستنكارا لتهويد القدس وبناء كنيس الخراب. وندد المتظاهرون ب «الاعتداءات الإسرائيلية علي المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس». وجاءت تلك المسيرات بدعوة من فصائل المقاومة الفلسطينية واللجان الشعبية وبمشاركة مندوبين عن الأحزاب والقوي اللبنانية. وفي الأردن، طالب ممثلو أحزاب ونقابات بطرد السفير الإسرائيلي وإلغاء معاهدة السلام الأردنية - الإسرائيلية. ودعا هؤلاء في اعتصام أمام مجمع النقابات المهنية الحكومات العربية إلي سحب مبادرة السلام مع إسرائيل، وعدم استئناف أي مفاوضات مباشرة معها. وفي الكويت أطلقت قوي شبابية وطلابية «الهبة الشبابية الكويتية لنصرة المقدسات» ضمن برنامج فعاليات متنوعة تشارك فيها قوي سياسية وبرلمانية وتستمر أسبوعا. ويقوم علي تنفيذ البرنامج الشبابي الذي لاقي حضورا وتفاعلا كبيرا من لدن هيئات وتيارات سياسية وقوي برلمانية، الاتحاد الوطني لطلبة الكويت ورابطة شباب لأجل القدس فرع الكويت. وفي موريتانيا طالبت المبادرة الطلابية لمناهضة الاختراق الصهيوني جميع القوي والتيارات السياسية والنقابية الطلابية وهيئات المجتمع المدني في البلاد ب «التحرك السريع والمكثف لإنقاذ القدس من خلال القيام بأنشطة نضالية». كما دعت إلي هبة شعبية عربية وإسلامية «للوقوف في وجه الأهداف الصهيونية الخبيثة الرامية إلي تزييف التاريخ وإنتاج هوية قومية في فلسطين لهذا الكيان اللقيط». وفي الجزائر اتهم الرجل الثاني في الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحظورة بالجزائر علي بلحاج السعودية باستخدام كبار العلماء لمنع المظاهرات الاحتجاجية ضد ما تتعرض له المقدسات الإسلامية في فلسطين. ودعا بلحاج علماء السعودية إلي القيام بواجبهم الديني و«عدم الترويج لفتاوي الخنوع وعدم التظاهر احتجاجا علي ما تتعرض له المقدسات». ودعا رئيس الهيئة الإسلامية العليا بالقدس الشيخ عكرمة صبري، إلي شد الرحال للمسجد الأقصي لإنقاذه من التهويد والضياع. وقال الشيخ صبري: إننا ندعو باستمرار لشد الرحال إلي المسجد الأقصي المبارك، ولكن سلطات الاحتلال تقوم بتصعيد الموضوع، حيث إنها تحاصر الأقصي وتمنع المصلين المسلمين من الحصول علي حقهم المشروع بالصلاة فيه. وأضاف: «نحن ننتظر موقف العرب قبل كل شيء حتي لا يقفوا متفرجين علينا ليقولوا انتفضوا وهم ساكتون»، مردفا القول «نحن نطالبهم بالتحرك أولاً لأن القدس ليست لأهلها فقط وإنما لجميع العرب والمسلمين».