بعنوان «في التحرير حلموا بشيء أخر»، قالت صحيفة هآرتس العبرية في تقرير لها أمس إنه في مصر الجديد لا يخشى الشعب التعبير عن موقفه إزاء السلطة، في الوقت الذي يشعر فيه بخيبة الأمل، وتظهر استطلاع الرأي انخفاض شعبية الرئيس محمد مرسي. وذكرت الصحيفة العبرية أن المواطن قام صباحا وشعر أنه مواطن يسيطر على مصير مجتمعه، وأنه صاحب حقوق وواجبات، في هذا المجتمع الهرمي الجامد ذي ال4500 عام اختفت هيبة السلطة، لافتة إلى أن الشعب المصري بدأ تغيرا نادرا، وتم إسقاط حاكم، بعنف ليس بالكثير، وتم تقديمه لمحاكمة مدنية.
وقالت إن السؤال الأن هو ما يعتقد المواطن المصري، فيما يتعلق بنتائج هذه الأحداث، وإزاء نظام حكم مرسي الذي تولد من تلك الأحداث، بطبيعة الحال فإن موقف الشعب يتغير باستمرار في سياق واقع ملئ بالتناقضات، ربما في وقت لاحق، بعد 200 عاما، سنعلم إذا كانت قد حدثت في مصر ثورة حقيقية أم لا، وعلى كل حال فكل شئ لم يعد كما كان؛ ولهذا فإنه في هذه المرحلة سيكون من المهم أن نكشف الواقع، عبر أعين المواطن المصري.
ولفتت إلى أنه بالنظر إلى الوضع، سنجد استطلاعات الرأي العام، التي زادت في مصر، في إطار تحول إعلامي خلقته صحف جديدة، وحرية كتابة كذلك في الصحف القديمة، والمدونات التي تنمو بازدياد، ومحطات الإذاعة والتليفزيون التجارية، مشيرة إلى أن الاستطلاعات التي ترصد 5 شهور من حكم مرسي كشفت عن انخفاض شعبيته بشكل مستمر خلال الشهرين الأخيرين؛ فبعد أن كانت في الماضي 70 % تأييد الآن وصلت إلى 43 %.
وذكرت أن معدل المؤيدين للرئيس مرسي انخفض طالما كانت عينة الاستطلاع من الشباب أكثر، أو المثقفين أكثر أو أصحاب مركز اقتصادي مرتفع، ولم يكن هناك فروق بين الرجال والنساء، والنتيجة الأكثر إثارة للقلق هي فيما يتعلق بالرئيس وحزبه، فقد كشفت النتائج عن أن 62 % فقط من هؤلاء الذين صوتوا لصالحة في شهر يونيو الماضي، مستعدين للتصويت معه اليوم، هذا في الوقت الذي نذكر فيه أن حزب مرسي يوشك على انتخابات برلمانية جديدة بعد 3 شهور، واختتمت تقريرها بالقول إن مصر منقسمة ومستقطبة، فيما يتعلق بتقييمها للنظام الذي أنجبته الإطاحة بمبارك.