كان لمدينة طنطا عاصمة محافظة الغربية نصيب كبير من الاحتجاجات الفئوية التي أصابت جميع مدن مصر وقراها في الفترة الأخيرة، كان أشهرها اعتصام عمال شركة طنطا للكتان والزيوت أمام مجلس الوزراء 17 يوما بعد أن نظموا أطول إضراب في مصر استمر 6 أشهر كاملة، مطالبين بحقوقهم المادية بعد بيع الشركة لمستثمر سعودي أهدر حقوقهم، هذا بالإضافة إلي ممرضات المستشفي الجامعي اللاتي بدأن الاحتجاج للمطالبة بالحوافز، ووصولا إلي أزمة الباعة الجائلين في شارع الخان بعد أن طردتهم الأجهزة التنفيذية من أشهر شارع تجاري في المدينة، والباعة المنتشرون حول ساحة مسجد السيد البدوي المعرضون للطرد والتشرد من لحظة إلي أخري، وآلاف الفلاحين الغاضبين في القري بعد قرارات المحافظ المتتالية بمصادرة أراضيهم لإقامة مناطق تجارية. أصبح حال المدينة التي تعد من أقدم وأعرق وأشهر المدن في الوجه البحري كحال نائبها أحمد شوبير، حارس مصر والأهلي الأسبق، الذي صدم بحكم وقف برامجه علي قناة الحياة، فالمدينة مثله تماما كبيرة وعريقة لكن حاضرها سيئ ومستقبلها غامض. أهم ما يميز مدينة طنطا هو المسجد الأحمدي الذي يوجد به مقام السيد أحمد البدوي القطب الصوفي الشهير، الذي يتوافد إليه الملايين في شهر أكتوبر من كل عام للاحتفال بمولده، الذي يتحول إلي ما يشبه كرنفالاً شعبياً تتجمع فيه الطرق الصوفية ويشارك فيه المريدون في حلقات الذكر وتنتشر تجارة الحمص والحلويات. وتعتبر مدينة طنطا ثالث أكبر مدينة في الدلتا بعد مدينتي المحلة الكبري والمنصورة من حيث المساحة وعدد السكان، وتقع وسط إقليم الدلتا مما يجعلها في موقع متميز يربط المحافظات بعضها ببعض عن طريق محطة السكة الحديد، وكانت مدينة طنطا قليلة الأهمية في العصر الإسلامي ففي الوقت الذي كانت فيه مدينة المحلة عاصمة مديرية الغربية التي كانت تضم محافظات الغربية وكفر الشيخ والمنوفية، فإن طنطا اكتسبت أهمية كبري بعد قدوم البدوي إليها ضيفا علي أحد تجارها في العصر الأيوبي، وعندما توفي بني له مقام في المدينة صار عاصمة للصوفية في حد ذاته. كان لمدينة دور مهم في مقاومة الاحتلال الفرنسي بعد اندلاع ثورة الأهالي في أكتوبر 1798 ضد الاحتلال الفرنسي، إذ رفض الأهالي سداد الضرائب للفرنسيين في عهد سليم الشوربجي حاكم طنطا، حتي إن «الترعة» التي تحولت الآن إلي مقلب قمامة استخدمها الفرنسيون لنقل أربعة من مشايخ مسجد السيد البدوي اتخذوهم أسري بعد رفضهم التفاوض علي إسكات ثورة أهالي طنطا ضد الاحتلال الفرنسي. وينتمي إلي طنطا العديد من الشخصيات التاريخية والمعاصرة ذاع صيتها في مجالات عديدة منهم القائد العسكري عبد المنعم رياض الذي استشهد علي الجبهة، وحسين الشافعي أحد أهم الضباط الأحرار الشرفاء وأحد نواب الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، بالإضافة إلي عدد من أشهر المقرئين ومنهم مصطفي إسماعيل، ومحمود خليل الحصري، وسيد النقشبندي، بجانب الأديب مصطفي صادق الرافعي والعالمة سميرة موسي التي تم اغتيالها بعد تميزها في علوم الذرة ، والدكتور نبيل فاروق رائد روايات المخابرات، والكاتب أحمد خالد توفيق. ومن الشخصيات الفنية محمد فوزي ومحمد ثروت وهدي سلطان وأمينة رزق ومي كساب وكمال أبورية، كما أن بها القهوة التي كان يتردد عليها توفيق الحكيم دائماً بميدان الساعة.