قلق - خوف - رعب كل أنواع الإرهاب الحقيقي يعيشه أهالي مرضي الهيموفيليا المعروف بمرض سيولة الدم من الموت الذي يهدد حياتهم في كل لحظة إذا تعرض أحدهم لأي نزيف أو إصابة مفاجئة والأدهي أن المستشفي الأميري الجامعي يفشل علي الدوام في إسعاف أي حالة، الدستور التقت الأهالي والمرضي للوقوف علي المأساة الحقيقية التي يعيشونها. عايدة السيد عبدالحميد والدة الشاب محمد محمود نور 17 سنة الذي توفي منذ أيام قليلة داخل المستشفي الأميري الجامعي بسبب عدم توفر حقنة الدواء التي توقف النزيف الذي تعرض له، تقول: لدي ثلاثة أولاد جميعهم يعانون مرض سيولة الدم الأكبر خالد 29 سنة والأوسط أحمد 21 سنة والأصغر محمد 17 سنة، وفي يوم من الأيام تعرض محمد للإصابة في الشارع وتم نقله للمستشفي الأميري الجامعي للعلاج وتم وضعه علي جهاز التنفس الصناعي، نظراً للنزيف الداخلي الذي تعرض له ولم يتمكن أحد في البداية من إعطائه الحقنة لوقف النزيف، مما أدي لزيادته وصعوبة محاصرته في البداية وظل ابني في المستشفي لعدة أيام وكنا نقوم بشراء كل الأدوية والمستلزمات الطبية من خارج المستشفي نظراً لعدم توافرها بالداخل، مما جعلني أنفق المبلغ الذي كنت أدخره لشراء جهاز ابنتي علي علاج ابني، لكن توفي رحمه الله.. وتكمل: أعيش ليلاً ونهاراً في خوف دائم علي حياة أولادي خوفاً من تعرضهم لأي إصابة في ظل العجز التام في توفير الحقن اللازمة لإسعافهم. وتضيف هدي السيد محمد.. لدي ولدان كريم يبلغ من العمر 15 عاماً وأحمد 10 سنوات والاثنان يعانيان مرض سيولة الدم وظروفي المادية لا تسمح بشراء الدواء لهم وأعيش حياة مهددة بالخطر والخوف من إصابتهم بنزيف في أي لحظة ولا يتوفر لدي ما أشتري به الحقنة المطلوبة، بالإضافة إلي إصابتهم بانسداد في بعض الشرايين نظراً لتأخرهم في تناول الدواء قبل ذلك. ويشير: الأخطر من ذلك أن أولادي والحالات المشابهة لهم يتم علاجهم في مستشفي الطلبة للتأمين الصحي، ويتم احتجازهم مع مرضي الأمراض الصدرية والمزمنة، والأهم من ذلك كله أنهما أصيبا بمرض فيروس سي من جراء نقل البلازما لهم في ظل عدم توافر الحقن المضادة للنزيف. وتكمل هدي المأساة.. لقد شاهدت طفلاً صغيراً توفي أمامي وكان يعاني نفس المرض الذي يعاني منه أولادي ويدعي مينا ولم يستطع أحد إنقاذه لعدم توافر الحقنة داخل المستشفي. ويقول يحيي عبدالحليم.. عندي طفل صغير يبلغ من العمر الآن 12 عاماً وهو مريض بنفس المرض اللعين وكل همي هو توفير الحقنة له لكي أنقذ حياته.