كنت أنظر إليها وعيناي تقول: لماذا تجلسين إلي جانب هذا الرجل العجوز! وكانت تنظر إلي وعيناها تقول: لماذا أنت الوحيد في الطائرة الذي يجلس وإلي جانبه مقعد خال! قلت لها: إن الحنين يكمن في الأنفاس.. فاقتربي. قلت لها: لماذا لا يأتيني النوم كل ليلة إلا مصحوبا بألم! قلت لها: انظري إلي تلك الشعيرات البيضاء التي ظهرت في رأسي! فقالت لي: ألا تعلم أن الفضة في الأصل ما هي إلا ذهب عجوز أصابه المشيب. قلت لها: صدقيني أنا لم أشاء أن تعودي إلي مرة أخري.. أنا أحب فقط أن أتذكرك. قلت لها: أشعر بالوحدة لأنني لا أستطيع أن أفكر فيكِ! قلت لها: أي عطر كنتِ تضعين اليوم؟؟ إنه لا يريد أن يفارق سيارتي.. ولا ابتسامتي! قلت لها: وجدت صفات الفتاة التي أريدها موزعة علي مئة فتاة فما كان مني إلا أن أحببت المئة فتاة ونسيت الفتاة التي كنت أريدها! قلت لها: ألم شديد..شديد..وأنا جالس معه بمفردي ليل نهار! قلت لها: أيقنت أنني ضللت الطريق إليكِ عندما بدأت تتكرر أسماء الحبيبات. قلت لها: أحب البرد لأنه يجعلني أختبئ في ملابسي الشتوية كي أبدو أكثر طولا وعرضا.. وأقل حزنا. قلت لها: إن الذكري تتحول تدريجيا إلي شيءأسود في دمي..وذات يوم سوف أتمني لو أن الفتاة التي أحببت لم يكن لها وجود أبدا. قلت لها: وضعت ملابس لكل الفصول في حقيبتي..وأطفأت الأزهار علي مكتبي.. وأغلقت أدراج الهواء.. أظلمت الفراش وأدرت كل الصور باتجاه الحائط..واطمأننت علي موقفي من التجنيد الإجباري كل هذا من أجل أن أسافر للبكاء في مدينة أخري. قلت لها: عاد من هناك حزيناً، حواسه مهزومة وريقه ممزق وقد أدرك عندما لم تقل له هي «إبق» أو حتي «انتظر» لماذا كان يشعر دوما أنه بضاعة عرضت للبيع من قبل عشرات المرات بأقل من سعر التكلفة ورغم ذلك لم يشترها أحد! قلت لها: في ليلة أقل جمالاً من ليلتنا سوف تأتين زاحفة إلي خيمتي «بس مش حدخلك علشان هدومك حتكون اتوسخت». قلت لها: الليل هنا طويل لمن لا يملكون الحق في العناق! قلت لها: لا شيء يأتيني من ملامح الآخرين سوي افتقادكِ! قلت لها: كلما شاهدت فيلم فانيلا سكاي أتساءل: تري لو خيرت بين الحلم الجلي والاستيقاظ فهل كنت سأختار أن أستيقظ! قلت لها: إن الذكري تتحول تدريجيا إلي شيء أسود في دمي. . وذات يوم سوف أتمني لو إن الفتاة التي أحببت لم يكن لها وجود أبدا. قال لي: إنني لن أشفي أبدا. سوف أبقي هكذا لنهاية الزمان..لقد صعقني برق الحب.. واحترقت للحد الذي لا يمكن معه الشفاء.. إنها شظية لا يمكن إخراجها.. إنها جزء مني في كل مكان أذهب إليه.. في كل مكان هي موجودة. قالت لي: لماذا لا يحبني؟؟ قلت لها: لأن المساحة ليست خالية.. فهناك آخر يحبك! قلت لها: أسراري بكتبها علشان الناس تقراها وتتحول لسر كبير كل الناس عرفاه وكل الناس مخبياه عن بعض.