يعقد بدو سيناء اليوم الخميس مؤتمرا صحفيا بقرية المهدية القريبة من الحدود بين مصر وإسرائيل لعرض مطالبهم ورؤيتهم في التوتر بينهم وبين الشرطة منذ فترة بسبب المداهمات التي تقوم بها الشرطة لمنازل بعض البدو الذين تصفهم بالمطلوبين لتنفيذ أحكام قضائية واجبة النفاذ، فيما احتج المئات من البدو مساء أمس الأول علي عدم التوصل لنتائج ملموسة خلال لقاء المشايخ بوزير الداخلية وتصريحات للواء مراد موافي محافظ شمال سيناء والتي وصف فيها البدو المطاردين بأنهم فئة خارجة عن القانون . وقال موسي الدلح وهو من أبرز المطلوبين لدي الشرطة إن المؤتمر الذي سيعقده البدو بقرية المهدية قد تم دعوة جميع القبائل البدوية إليه وإنه سيركز علي المطالب الخاصة بالبدو، وعلي رأسها الإفراج عن جميع المعتقلين وعلي رأسهم مسعد أبو فجر رئيس حركة «ودنا نعيش» وجميع المعتقلين من أبناء سيناء، إضافة إلي المطالب الأخري الخاصة بتحسين أحوالهم المعيشية وتحسين معاملة الشرطة لهم. وأضاف الدلح أن خروج المئات من البدو من قبائل الترابين والسواركة والرميلات في مسيرة بالشاحنات الصغيرة يؤكد أن الخلاف مع الشرطة لا يتعلق بمطلبين فقط وأنه خلاف حول مطالبهم التي لم تنفذ منذ عام 2007 والتي تم الاتفاق عليها مع الأمن. وأضاف أن الشيوخ الذين اجتمعوا مع وزير الداخلية هم من المعينين من جانب الحكومة ولا يمثلون البدو. وانتقل البدو المشاركون في مسيرة احتجاجية مساء أمس الأول من قرية إلي قرية في شاحنات صغيرة وعربات، وهم يقولون إن الشيوخ الذين اجتمعوا مع حبيب العادلي وزير الداخلية لا يمثلونهم وإن الاجتماع لم يتوصل إلي جديد في شأن الأزمة بينهم وبين الشرطة. واجتمع وزير الداخلية المصري مع شيوخ البدو أمس الأول في محاولة لتهدئة التوترات بعد تصاعد الاشتباكات بين قوات الأمن ورجال القبائل لكن بعض زعماء البدو قالوا إن الاجتماع لم يحقق أي شيء. وغالبا ما اتسمت العلاقة بالتوتر بين البدو في سيناء والدولة وازدادت سوءا منذ أن ألقت السلطات القبض علي مئات البدو من الشبان في أعقاب تفجيرات في منتجعات بسيناء قبل خمس سنوات. وزادت وتيرة الاشتباكات في الأسابيع الأخيرة مع بحث السلطات عن هاربين من البدو صدرت ضدهم أحكام غيابية بالسجن، ومن بينهم بعض الذين هربوا في كمين لسيارة لترحيل السجناء في فبراير. ويشكو البدو من الإهمال من جانب الحكومة المصرية ويقولون إن المصاعب الاقتصادية الشديدة دفعت أولادهم إلي التهريب والأنشطة الإجرامية الأخري. وتبادل البدو إطلاق النار مع الشرطة يوم الاثنين الماضي في الطريق المؤدي إلي معبر العوجة إلي إسرائيل بعد أن فتشت قوات الأمن المصرية منازل البدو في وقت سابق من يوم الاثنين وقال أحد المشايخ المشاركين في لقاء وزير الداخلية إن اللقاء كان ناجحا وإنهم قد حصلوا علي وعد بالإفراج عن عدد من المعتقلين من غير المتورطين في أي قضايا. ويؤكد البدو أن حملات المداهمات التي تقوم بها الشرطة يتم فيها إطلاق الرصاص بشكل عشوائي، مما تسبب في قتل الكثير من الإبل وإتلاف خزانات المياه، إضافة إلي حالة الرعب والهلع التي تنتاب الأطفال والنساء بسبب عمليات إطلاق الرصاص.