إسرائيل تمشي وتدوس علي زرع الآخرين. هي حرة. ونتنياهو في بلكونته يأكل اللب ويرمي القشر علي المارة وعابري السبيل من غير الإسرائيليين. هو حر. لكنه لو رمي قشرة لب واحدة، حتي لو بالخطأ، علي بواب عمارة إسرائيلي لأوقفته المحكمة وجهه للحيط وقفاه للشعب، ولأجلسته بجانب أم العيال يشاركها الغزل والسدو() وتقشير البطاطس، هذا إذا كان محظوظاً ولم يلتقطوا له صورة يحمل فيها رقمه في السجن. وقبل فترة، تابع سكان كوكب الأرض محاكمة أولمرت، علي ايش؟ علي تذكرتين يا سيدي له ولزوجته تسلمهما من إحدي الشركات هدية. وهات يا تحقيق، واسمك وعنوانك، وهاتوا مسئول الشركة، وشيلوها من قائمة الشركات المسموح لها بالتعاقد مع الحكومة، وقوم غور اطلع برة. وفي فرنسا «لعق التيس مخ ساركوزي»، فقرر تعيين ابنه جان محافظاً علي حيّ المال والأعمال الشهير «لاديفانس»، فاهتزت الأرض، وخرج الشعب بالمكانس، وردحت الصحافة الفرنسية، ورسم أحد الساخرين كاريكاتيراً يظهر فيه ساركوزي يرتدي البشت العربي، وبجانبه مجموعة من الغواني يرقصن علي أنغام العود العربي، وفوقه لوحة كُتب عليها «جمهورية فرنسا العربية»، ويخاطب سكرتيره: «أعطوا ابني جان أربعمائة ناقة وبئر نفط ومليار يورو وخمسمائة غانية وحي لاديفانس»، واحتج حزب ساركوزي نفسه علي تصرفات رئيسه، واتهمه بأنه شوّه صورة الحزب، وحمل الشبّان العاطلون عن العمل طبولهم وتوجهوا إلي ساحة لاديفانس، وهات يا أغاني وتريقة، وقامت القيامة، وهوت شعبية ساركوزي، ولعن الساعة التي تزوج فيها أم جان، فاعتذر جان إلي الناس كي ينقذ والده، فسخروا منه ومن والده، فهرب إلي أفريقيا، فكتبت إحدي الصحف: «يبدو أن مولانا الملك ساركوزي وهبَ ابنه مولانا الأمير جان دولة كوت دي فوار»... كانت ليلة طويلة. وفي بريطانيا، عكّ أحد الوزراء وصرف فكّة كانت علي الطاولة، فهاتفه مسئول الحزب: «استقل يا روح أمك» فاستقال. وفي اليابان هوت شعبية رئيس الوزراء «هاتوياما» فاستقال منذ يومين. هذه الشعوب يحق لها أن تغضب لو امتهنت إسرائيل كرامتها، بينما في الدول العربية، يدوس المسئولون علي زرع الشعب، والشعب منشق بين من يري المسئولين أنبياء، ومن يراهم صحابة فقط، لكن في كلتا الحالتين مَن ينتقدهم فقد صبأ، ويجب أن يُستتاب أو فليُدق عنقه ويُقطع ثدي أمه الفاضلة. وينام العربي علي فراش من ذل وتحت لحاف من رعب، ويأتي الآن فينتفض ويحتج علي عنجهية إسرائيل في تعاملها مع «أسطول الحرية»! يا ابن التي يجلس خلفها طبّال، أليس من الأولي أن تنتفض لعدم تبليط الشارع المجاور لمنزلك قبل أن تنتفض علي إسرائيل؟ نفضك عزرائيل في هذه الأيام المباركة من شهر يونيو. إسرائيل تعرفنا وتعرف ما الذي تحت سجادة صالوننا وما الذي خلف اللوحة المعلقة علي حائطنا. واليهود ليسوا جبناء كما يرغي إعلامنا الأهبل من استوديوهاته المكيّفة، ويصوّرهم علي أن العربي لو قال «بخ» لصرخ اليهود صرخة ديك واحد «يا مامي» وسابقوا سيقانهم هربا، علي رأي توفيق الحكيم - رحمه الله - ولتزاحموا علي باب الطوارئ هرباً من العربي المغوار. نحن الجبناء أولاد رعديدة هانم. واليهود ليسوا كذابين كما يوهمنا مثقفو السلطة، نحن الكذابون الغشاشون. وفي أوروبا تدخل المطعم الياباني فلا تجد فرقاً بين «سعود» و«شن كا مو»، وتدخل المطعم الهندي فتأكل إلي أن تبكي وتدفع حسابك كما يدفع الهندي ابن الهندية، لكن إنْ ساقك حظك النحس إلي مطعم عربي في أوروبا فاعلم أنك منهوب مضروب بالمركوب. ولن أصدق عربياً يبخّ في وجوه اليهود قبل أن يعيد الكوبون إلي حكومته ليسترد كرامته. لذا، بلغ عدد المتطوعين الكويتيين في «أسطول الحرية» ثمانية عشر متطوعاً ومتطوعة، وهو الرقم الأكبر نسبة إلي تعداد الشعب. ليش؟ لأن غالبية الكويتيين بلا كوبونات. السدو: عمل يدوي من أعمال النسيج، تسلّي به العجوز وقتها قبل تسليم العهدة.