سعر الدولار أمام الجنيه المصرى اليوم الأربعاء 18 يونيو 2025 " تراجع مفاجئ للأخضر"    بأكثر من 50 طائرة مقاتلة.. جيش الاحتلال ينفذ سلسلة هجمات على أهداف عسكرية إيرانية    ترامب يتجاهل تقارير الاستخبارات ويصر على أن إيران قريبة جدا من امتلاك سلاح نووي    مواعيد وقراء تلاوات إذاعة القرآن الكريم اليوم الأربعاء    أسعار الحديد والأسمنت اليوم الأربعاء 18-6-2025 بعد الارتفاع الجديد    روسيا: هجمات إسرائيل على إيران تدفع العالم لكارثة نووية    تشكيل الوداد المغربي المتوقع أمام مانشستر سيتي في كأس العالم للأندية 2025    موعد الإعلان الرسمي.. نتيجة الشهادة الإعدادية 2025 بكفر الشيخ الترم الثاني    تليفزيون اليوم السابع يرصد عمليات إنقاذ ضحايا عقار السيدة زينب المنهار (فيديو)    كم فوائد 100 ألف جنيه في البنك شهريًا 2025 ؟ قائمة أعلى شهادات الادخار الآن    تمكين الشباب في عصر التكنولوجيا والثقافة الرقمية على طاولة الأعلى للثقافة، اليوم    طريقة عمل الحجازية، أسهل تحلية إسكندرانية وبأقل التكاليف    الإيجار القديم.. خالد أبو بكر: طرد المستأجرين بعد 7 سنوات ظلم كبير    هل يعتزم ترامب تمديد الموعد النهائي لبيع "تيك توك" للمرة الثالثة؟    تياجو سيلفا: فلومينينسي استحق أكثر من التعادل ضد دورتموند.. وفخور بما قدمناه    وكيل لاعبين يفجر مفاجآت حول أسباب فشل انتقال زيزو لنادي نيوم السعودي    60 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات بمحافظات الصعيد.. الأربعاء 18 يونيو 2025    من الكواليس.. هشام ماجد يشوّق الجمهور لفيلم «برشامة»    "أدوبي" تطلق تطبيقًا للهواتف لأدوات إنشاء الصور بالذكاء الاصطناعي    مؤتمر إنزاجي: حاولنا التأقلم مع الطقس قبل مواجهة ريال مدريد.. ولاعبو الهلال فاقوا توقعاتي    «رغم إني مبحبش شوبير الكبير».. عصام الحضري: مصطفى عنده شخصية وقريب لقلبي    الرئيس الإماراتي يُعرب لنظيره الإيراني عن تضامن بلاده مع طهران    أخيرا على "آيفون": "أبل" تحقق حلم المستخدمين بميزة طال انتظارها    نائب محافظ شمال سيناء يتفقد قرية الطويل بمركز العريش    «طلع يصلي ويذاكر البيت وقع عليه».. أب ينهار باكيًا بعد فقدان نجله طالب الثانوية تحت أنقاض عقار السيدة زينب    "إنفجار أنبوبة".. إصابة 7 أشخاص بحروق واختناقات إثر حريق شقة بالبحيرة    التفاصيل الكاملة لاختبارات القدرات لطلاب الثانوية، الأعلى للجامعات يستحدث إجراءات جديدة، 6 كليات تشترط اجتياز الاختبارات، خطوات التسجيل وموعد التقديم    إسرائيل تهاجم مصافي النفط في العاصمة الإيرانية طهران    «هنعاير بعض».. رئيس تحرير الأهلي يهاجم وزير الرياضة بسبب تصريحاته عن الخطيب    مينا مسعود: السقا نمبر وان في الأكشن بالنسبة لي مش توم كروز (فيديو)    أطفال الغربية تتوافد لقصر ثقافة الطفل بطنطا للمشاركة في الأنشطة الصيفية    إعلام إسرائيلى: صفارات الإنذار تدوى فى منطقة البحر الميت    الجيش الإسرائيلى يحذر سكان مربع 18 وسط العاصمة الإيرانية طهران    معدن أساسي للوظائف الحيوية.. 7 أطعمة غنية بالماغنسيوم    الكشف المبكر ضروري لتفادي التليف.. ما علامات الكبد الدهني؟    التضامن الاجتماعي: إجراء 2491 عملية قلب مجانية للأولى بالرعاية بالغربية    ضربة موجعة للهلال قبل مواجهة ريال مدريد في كأس العالم للأندية    جاكلين عازر تهنئ الأنبا إيلاريون بمناسبة تجليسه أسقفا لإيبارشية البحيرة    توقف عن تضييع الوقت.. برج الجدي اليوم 18 يونيو    الشيخ أحمد البهى يحذر من شر التريند: قسّم الناس بسبب حب الظهور (فيديو)    ألونسو: مواجهة الهلال صعبة.. وريال مدريد مرشح للتتويج باللقب    سعر الفراخ البلدي والبيضاء وكرتونة البيض بالأسواق اليوم الأربعاء 18 يونيو 2025    نجم سموحة: الأهلي شرف مصر في كأس العالم للأندية وكان قادرًا على الفوز أمام إنتر ميامي    مسؤول إسرائيلي: ننتظر قرار أمريكا بشأن مساعدتنا فى ضرب إيران    الجبنة والبطيخ.. استشاري يكشف أسوأ العادات الغذائية للمصريين في الصيف    رسميًا.. فتح باب التقديم الإلكتروني للصف الأول الابتدائي الأزهري (رابط التقديم وQR Code)    الأبيدى: الإمامان الشافعى والجوزى بكيا من ذنوبهما.. فماذا نقول نحن؟    الغرفة التجارية تعرض فرص الاستثمار ببورسعيد على الاتحاد الأوروبى و11 دولة    «الربيع يُخالف جميع التوقعات» .. بيان مهم بشأن حالة الطقس اليوم الأربعاء    النفط يقفز 4% عند إغلاق تعاملات الثلاثاء بدعم من مخاوف ضربة أمريكية لإيران    العدل يترأس لجنة لاختبار المتقدمين للالتحاق بدورات تدريبية بمركز سقارة    علي الحجار يؤجل طرح ألبومه الجديد.. اعرف السبب    اللواء نصر سالم: الحرب الحديثة تغيرت أدواتها لكن يبقى العقل هو السيد    فضل صيام رأس السنة الهجرية 2025.. الإفتاء توضح الحكم والدعاء المستحب لبداية العام الجديد    جامعة دمياط تتقدم في تصنيف US News العالمي للعام الثاني على التوالي    الشيخ خالد الجندي يروي قصة بليغة عن مصير من ينسى الدين: "الموت لا ينتظر أحدًا"    محافظ الأقصر يوجه بصيانة صالة الألعاب المغطاة بإسنا (صور)    أمين الفتوى يكشف عن شروط صحة وقبول الصلاة: بدونها تكون باطلة (فيديو)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أشهر 11 قفا أخذها المصريون
نشر في الدستور الأصلي يوم 26 - 03 - 2010

القفا عند المصريين منطقة محظورة، يعني ممنوع الاقتراب أو التصوير إلا لو كنت حلاقاً (نعيماً يا باشا)، وأحياناً ضابط شرطة (هضربك علي قفا اللي جايبينك)!!
القفا عند المصريين منطقة تتميز بالتغيرات المناخية (الدفا عفا.. والبرد لحاس القفا)، وربما يفسر ذلك لماذا يغضبون بشدة من تصدير القفا (خدنا إيه من وشك لما هتدينا قفاك)، وفي نفس الوقت ينتظرون الاستفادة من هذا القفا في يوم من الأيام (اللي ما يحوجكش الزمان لوشه..بكرة يحوجك لقفاه).
القفا عند المصريين منطقة تهديد (هجيبك من قفاك لو شتمت وجريت)، كما أنها المنطقة الوحيدة في جسم المصري التي يمكن التعامل معها كمستند (هختمك علي قفاك يا ابن ال «بيييييب»)، ومن عجائب الدنيا التي لم تسجل حتي الآن أن القفا عند المصريين يمكن استخدامه في تربية الطيور بطريقة جديدة ينفرد بها المصريون عن كل شعوب العالم وهي طريقة «الدق» (شايفني داقق عصافير علي قفايا ياض).
القفا عند المصريين منطقة إهانة، فالرجل القفا هو رجل غبي لا يفهم (ضيعته بعندك يا قفا علي رأي محمود عبدالعزيز)، وعلي الرغم من أن القفا ليس من مناطق الإيلام في الجسد إلا أنها من مناطق إيلام الكرامة، وربما نزعها للأبد، فالمضروب علي قفاه كالذي ذهبت كرامته ولم تعد، وهو الضرب الذي قد يكون حقيقياً (راجع المدارس وأقسام الشرطة وكمين الحرامية)، أو ضرب معنوي تشعر من خلاله أنك ياما انضربت علي قفاك (راجع حياتك جيداً ثم اكتب في كتاب حياتك عن كم قفا أخذته في حياتك). وبدون مجاملة - ولنكن موضوعيين - كم من قفا أخذه المصريون في هذا الوطن الذي تفنن في الحلاقة للمواطن وترديد كلمة نعيماً.إن كنت ناسي.. أفكرك
الخضروات وريها بالصرف الصحي
أعتقد أن القفا المحترف هو الذي (يوجع) بدون أن يترك علامة، وهو ما حدث تماماً معك شخصياً في هذا الموقف، وإلا فأخبرني بالله عليك ماذا فعل المصريون حين تلقوا قفا اكتشفوا من خلاله أن الخضروات التي يأكلونها تم ريها بمياه المجاري والصرف الصحي، وهي المياه المشبعة بال(ببيه) الخاص بشعب مصر - حفظ الله مقامك - ليأكل المصريون حسب نظريات الأحياء القديمة مما يخرجونه، وتكتفي الحكومة بالصمت، بينما الناس تواصل الأكل وكأن القفا أعجبهم و(كيفهم) لدرجة كبيرة.
طبعاً هناك أكثر من قفا أخذناهم جميعاً في نفس المجال، فمن الذي ينسي الخضروات المسرطنة التي لم يحاسب المسئول الحقيقي عنها حتي يومنا هذا، وهي السبب في سرطنة المصريين وإصاباتهم بمختلف الأمراض الخطيرة والتي أثبتت أن المصري كائن مريض بطبعه، ولو لم يجد مرضاً يلائمه لواظب علي أكل الخضروات حتي يصاب بهذا المرض.
في البلاد المحترمة تسقط حكومات بسبب هذه المهزلة، ولا يرضي الشعب بأن يضرب علي قفاه، ولربما أجبر وزراءه علي الأكل من نفس الخضروات بدلاً من الخضروات (الأورجانيك) التي يأكلها وزراؤنا، أما في مصر فلم يصدر رد فعل سوي الشجب والإدانة والسخرية في مقالات الصحف الخاصة والتعتيم في مقالات الصحف القومية، وهو أمر لا يمكن أن نندهش منه في بلد مثل مصر يحب فيها الناس أكل (الكاكا).
أزهي عصور الديمقراطية
بالطبع هو قول حق يراد به باطل، فصحيح أننا في عصر نعيش فيه حرية أكبر من عصور سابقة، لكن ظروف هذا العصر هي التي فرضت هذه الحرية، إضافة إلي أن هذه الحرية تبدو في كثير من الأحيان حرية شكلية وديمقراطية هيكلية تصلح كديكور مثلها مثل أي فازة أو قصرية زرع في منزلكم الكريم. الديمقراطية في مصر الآن هي أن تقول كما تريد ويفعل المسئولون ما يريدون، وهو - حتمًا - عكس ما تريد.أزهي عصور الديمقراطية التي يتحدثون عنها كذبة كبيرة، فمن قال إنها (أزهي)، وأي مسحوق استخدموه ليبرهنوا علي ذلك، وكيف تكون أزهي عصور الديمقراطية محكومة بقانون الطوارئ، وبرئيس يجثم - حسب الدستور - علي أنفاس المصريين حتي يقضي الله أمراً كان مفعولاً ( في الغالب الشعب هو الذي يموت قبل حكامه). ماذا يعني أزهي عصور الديمقراطية في بلد ليس فيها حرية تكوين أحزاب؟. كيف تكون أزهي عصور الديمقراطية في ظل انتخابات مزورة وحزب واحد يحكم اللعبة ويشارك فيها في الوقت نفسه وشعب مستأنس مركون علي الرف يبرع حكامه في إبعاده عن أي طرف لأي معادلة سياسية حقيقية، أو استخدامه في هتافات (بالروح.. بالدم). هاااااه.هل تريد قفا أكبر من ذلك يتحكم في حياتك ويؤكد الكذبة التي تحياها واللا تلايمها وبلاش نكمل؟.أعتقد بلاش نكمل أكتر من كدة علي الأقل حفاظاً علي مرارتك.
أقسام الشرطة
يقال إن الفراعنة هم الذين ابتكروا الضرب علي القفا كنوع من العقاب، وأن الحراس كانوا يضربون من يمسكون به من اللصوص علي قفاه حيث مراكز الإبصار موجودة في القفا وأهم شيء يفعلونه مع اللص هو تعطيل الرؤية لديه بضربه علي قفاه.فيما بعد سيستفيد عدد ليس بقليل من رجال الشرطة المصرية من هذه المعلومة التي تكاد تكون اندثرت ولم يبق منها سوي الضرب علي القفا بغض النظر عن الأسباب، ومن آخر كليبات التعذيب التي اكتشفت في السنوات الأخيرة هو (كليب القفا) والذي يصور ضباطاً يتناوبون علي ضرب شاب بالقفا وكأنهم يتدربون عليه. القفا الذي يتلقاه المصريون من ضباط الشرطة يتمثل في معاملة سيئة تبدر من عدد كبير من هؤلاء الضباط يعتبرون فيها المواطن العادي البسيط (ولا حاجة)، وأحياناً يكون القفا حقيقياً لو نسي المواطن بطاقته في البيت حيث سيتم (شده) تحري، وهاتك يا ضرب علي القفا.
ضرب القفا من الشرطة يمكنك أن تراه كل يوم وهو يمارسه إن لم يكن بالمعني الحقيقي فبالمعني المجازي. اسأل حتي أمين الشرطة الفاسد والمرتشي والذي يبيع نفسه مقابل ورقة بعشرين وإنت طالع ويحصل (إتاوة) من سائقي الميكروباص لو كان في المرور. اسأل الضابط الذي يأخذ من 400 جنيه وإنت طالع عشان يطلعلك رخصة.اسأل معاون المباحث الذي لا يتورع عن تلفيق قضايا لو وصل الأمر لذلك من أجل الخروج بقضية.اسألهم جميعاً وستجد نفسك تحسس علي قفاك مع كل سؤال، فهؤلاء نقابلهم كل يوم وغيرهم كثيرون لن نكتب عنهم لاعتبارات المساحة ليس أكثر، مكتفين بأن جنابك تعرفهم جيداً.
الأمانة هنا تحتم شيئين! الأول هو وجود ضباط شرفاء قد ينزل شرفهم هذا كالقفا علي غيرهم من الفاسدين والمنفوخين داخل الشرطة، وواحد منهم هو ذلك الضابط الذي تنازل عن تحرير محضر لأحد المواطنين بسبب احتياجه للدم لابنه، بل إن الضابط نفسه تبرع بدمه من أجل الطفل، أما الشيء الثاني فهو أن القفا يصبح ضرورياً جداً مع عدد من المسجلين والمبرشمين وضاربي البانجو الذين نتكعبل فيهم يومياً، والذين يصبح معهم القفا (أقل واجب)، لكن بشرط ألا يعتبر الضباط أن الشعب كله عامل دماغ ويستحق ضرب القفا، لأن من يظن ذلك يستحق ضرب الجزم.
الدعم
مثل البغبغانات يخرج المسئولون وهم يبغبغون «الدعم..الدعم..الدعم.. الدعم.. الدعم.. الدعم.. الدعم.. الدعم.. الدعم.. الدعم» ولا ينقصهم سوي أن يتحزموا ويرقصوا علي قفانا وهم يرددون» الدعم كله.. خصصته ليك.. الدعم كله» بينما الأغنية التي يجب أن يغنيها هذا الشعب وهو يرقص مذبوحاً من الألم «دعم إيه اللي أنت جاي تقول عليه.. إنت عارف قبله معني الدعم إيه؟». الناس في مصر تسمع أن هناك دعمًا لكنها تظل تبحث عنه حتي تموت.أين رغيف العيش الذي يحترم إنسانيتي؟، وأين أنبوبة البوتاجاز التي تفضل فيها وزارة البترول المواطن المصري علي المواطن الإسرائيلي الذي يصدر له غازنا بينما يكتفي المصريون بغازاتهم؟. أين السولار وبنزين 80؟. أين الدعم النقدي والعيني الذي يتحدثون عنه والذي سيجعل المواطن يأخذ فلوس دعمه ويصرفهم (مع نفسه)، وأين الدعم نفسه إن لم يكن في جيوب حرامية وفاسدي هذا البلد؟. ألا تشعر أنك مضروب علي قفاك كلما ردد أحدهم أن الدعم يصل لمستحقيه، وأن الحكومة هدفها الأساسي خدمة محدودي الدخل؟.. ألا تشعر وأنت تسمع هذا الهراء بالرغبة في إخراج أصوات معينة بطريقة اسكندراني معتبرة؟. إن لم تكن تفعل ذلك فأنت حتماً من هؤلاء الذين ينتظرون الدعم (آلو يا دعم.. اتأخرت ليه) ويبدو أنك ستنتظر وتنتظر وتنتظر، وليرحمك الله، ولتدهن (هيموكلار) علي قفاك قبل الأكل وبعده.
التعليم المجاني
في مصر كذبة كبيرة اسمها التعليم المجاني، ففي بلدنا توجد وزارة تربية وتعليم، رغم أنه لا توجد تربية ولا يوجد تعليم.التعليم المجاني الذي يتحدثون عنه تمارسه الحكومة معنا بنظرية (الشيء لزوم الشيء) التي وضعها نجيب الريحاني واستفادت منها مصانع الهلال والنجمة الذهبية والواد دقدق.فالتعليم نظرياً مجاني، لكنه عملياً ليس كذلك بالمرة.مدارس الحكومة ليس فيها تعليم، ومعظم مدرسيها يمارسون كل أنواع الابتزاز العاطفي والضغوط النفسية التي تتحول إلي إجبار علي الطلبة من أجل الدروس الخصوصية، ويتواكب ذلك مع توسيع رقعة المدارس والجامعات الخاصة في مصر بأوامر مكتوبة وبمنهج غير مكتوب يختفي من خلاله التعليم (أبو بلاش) خلال سنوات، ويصبح «اللي مامعهوش.. التعليم ما يلزموش». يتخرج الطالب من التعليم المجاني بتاع الحكومة وهو يا دوب بيفك الخط، لا يستطيع تكوين جملة مفيدة، يحب البصم علي التوقيع، ويبايع رئيس الجمهورية بالدم، ويكون أقصي طموحه عقد عمل في الخليج.التعليم المجاني يدفع فيه أولياء الأمور دم قلبهم في الدروس الخصوصية ورشوة المدرسين، ويقبل فيه ضعاف الذمم مبالغ تبدأ من 50 جنيهًا لكي (يعدي) العيال من امتحانات آخر السنة، والنتيجة أن البصمجية الآن هم من يديرون هذا البلد.آاااااه يا قفايا..، وقفاك.
جمال مبارك
من فضلك تخيل أنك تعمل في مفاعل نووي (مشيها يا عم نووي بنقول تخيل)، ثم فجأة يقرر رئيس هذا المفاعل تعيين ابنه في وظيفة مدير هذا المفاعل مع أنه (الواد وليس أباه) خريج تجارة أو زراعة قسم ورق عنب أو حربية الأزهر وبيضرب مدفع رمضان، المهم أنه تقريباً (ولا حاجة) بالنسبة للمفاعل، والآن أخبرني: بذمتك ودينك ألن تشعر أنك انضربت علي قفاك؟..ألن تشعر يا محترم أنك موجوع حتي لو كان الولد عبقريًا (وهو ما لم تتأكد منه حتي الآن).ألن ترفض هذا الابن مهما حقق من نجاحات لأن «ما بني علي كوسة فهو كوسة".هذا هو القفا الذي تلقاه الشعب المصري مع جمال مبارك الذي هبط بالباراشوت فجأة علي حياتنا ليصبح الوريث رغم أنه خريج إدارة أعمال، وكل طموح من هم مثله أن يعملوا ببنك فيصل قسم الودائع.قفا جمال مبارك للأسف لا يستطيع المصريون رده، ويبدو وكأنهم راضون به تماماً بعد أن نجح النظام في أن يجعل الهم هو (المم) وليس أكثر، فالكل يدور في ساقية مصر باحثاً عن أكل عيشه بغض النظر عمن سيحكم مصر بعد مبارك. المشكلة الحقيقية أن الناس البسطاء في مصر لم يعودوا مشغولين بمن سيحكمهم أصلاً، لأنهم يعملون مع هذا الموضوع بمنطق فؤاد المهندس«خد سوسو» فإن لم يكن ف «بلاها سوسو وخد نادية»، وإن لم يكن ف «خد فوزية وأمرك لله»
العلاج على نفقة الدولة
في مصر فقط الطريق إلي الآخرة يمر بمستشفيات الحكومة حيث الداخل مفقود والخارج مولود، فكلنا يعرف أنه لا توجد رعاية صحية جيدة في مصر، وأن عدداً لا بأس به من القائمين علي المستشفيات الحكومية من طاقم تمريض وأطباء وموظفين وعمال ومديرين و.. و.... قد شدوا السيفون علي ضمائرهم، ووضعوها في المشرحة المليئة بضمائر الكثيرين من مسئولي هذا الوطن.قفا الرعاية الصحية كشف لنا عن قفا آخر هو قفا العلاج علي نفقة الدولة والذي اكتشفنا أنه لم يعد حكراً علي الفقراء والبسطاء ومحدودي الدخل، بل اختطفه عدد من نواب مجلس الشعب لذويهم واستخدموه كهدايا ومجاملات لأصدقائهم، وحتي الوزراء عولجوا علي نفقة الدولة، بينما حرم العديد من البسطاء من هذا العلاج، فوزير الضرائب الشهير بوزير المالية (يوسف بطرس غالي) تم علاجه علي نفقة الدولة هو ووزير الصحة نفسه وزوجة وزير الصحة ولا نعرف من أيضاً تشملهم القائمة، لكننا نعلم جيداً أن المواطن المصري العادي البسيط الذي ليست له واسطة ولا يعرف الكوسة ويعاني في الغالب من الفشل الكلوي أو مريض بفيروس سي أو مصاب بالسرطان لا يحصل علي علاج علي نفقة الدولة بالسهولة التي يحصل عليها وزير المفترض أنه لا يحتاج أصلاً للعلاج علي نفقة الدولة، لأنه - في الغالب - عاملهم علي قلبه، ولأننا - في الغالب أيضاً - مكروتين علي قفانا.
مجلس الشعب
قل لي من يمثلك في مجلس الشعب أقل لك من أنت.قل لي كيف وصل هذا النائب لمجلس الشعب أقل لك من هي بلدك.قل لي كيف يرعي مصالحك وشئونك أقل لك: ابحث في تاريخ قفاك. كلنا يعرف كيف وصل معظم نوابنا إلي كرسي البرلمان.كيف دفعوا للناخب المسكين، أو كيف دعمهم الحزب الوطني لينجح بالتزوير، أو كيف نجح هو بمجهوده الحقيقي فعلاً بعيداً عن أي غش أو تقفيل لجان. كلهم دخلوا من أجل أن يمثلوك لكن ما النتيجة؟.القوانين تمرر رغماً عنك تحت مظلة الأغلبية التي تمرر ما تريد وقتما تريد وبالشكل الذي تريد في نموذج مثالي للطرمخة وفي غياب حقيقي للمعارضة التي تأكل البروتين وتلعب في الطين.أصبح كل أملك عزيزي المضروب علي قفاك - وأنا معك - أن تحصل علي تأشيرة نائب من أجل توظيف عيل من عيالك أو الفوز بحج القرعة، بينما من السادة النواب تجد نواب القروض ونواب السيديهات ونواب رفع الجزم ونواب صالات القمار ونواب الراقصات ونواب محو الأمية وغيرهم وغيرهم من النواب الذين يمارسون دورهم كأفضل كومبارس (وكمان مجاميع) في الفيلم الهندي الذي يدور تحت أروقة البرلمان.
الأنفلونزا «طيور وخنازير»
إن لم يكن قفا فهو بالتأكيد مقلب حرامية، فمع أنفلونزا الطيور ذهبت الفراخ الحية ولم تعد، وأصبحنا نتعامل مع المجمدة التي لا يثق المصريون فيها لأنهم لا يعرفون كيف ذبحت كما أن معظمهم يري أن طعمها مثل طعم (الكاوتش)!!، في حالة أنفلونزا الخنازير اختلف الأمر، حيث استطاعت شركات الأدوية أن تخدع العالم أجمع، واستطاع وزير الصحة بالتعاون مع وزير التربية والتعليم ووزير الإعلام وعدد كبير من أجهزة الدولة ضربنا جميعاً علي قفانا بإشاعة كل هذا الذعر والخوف بين أفراد الشعب المصري من وباء أنفلونزا الخنازير، لنجد تمثيلية اسمها إغلاق الفصول والمدارس وما حدث من فوضي واكبت تلك المهزلة، قبل أن ينتهي الموضوع علي (ولا حاجة)، وإذا أردت أن تتأكد من (الطرمخة) التي حدثت، ومن القفا الذي نزل علينا جميعاً فأدعوك لمراجعة قرار وزارة التربية والتعليم الجديد والذي يلغي قرار وزارة التربية والتعليم برضه الجديد بشأن ظهور حالة مصابة بأنفلونزا الخنازير، حيث كانت الفصول تغلق ثم المدرسة، أما الآن فعادي جداً المصاب يعود لبيتهم ويشرب شوربة بلمون والعيال تعيش حياتها وخليك فريش إحنا في رحلة، و«أهو كله برتقال يا رمضان يا سكري» .
المونديال
حين تقدمت مصر لتنظيم بطولة كأس العالم 2010 ظن كثيرون أن فوز مصر بهذا الشرف أمراً مفروغاً منه، لكن النتيجة كانت صفراً كبيراً لمصر (صفر واحد بس؟؟).
المشكلة أن قفا المونديال الذي يتلقاه المصريون قفا (دوري) يتكرر كل أربع سنوات بانتظام، ولم يأخذ المصريون منه هدنة إلا عام 1990 حين استطاع الجنرال محمود الجوهري أن يتفادي القفا بمهارة، لكن ما لم يدركه المصريون حتي الآن هو أننا لم نصل لكأس العالم سوي مرتين الأولي عام 1934، والثانية عام 1990، وهو ما يعني أن المصريين لا يصلون لكأس العالم إلا كل 56 سنة يتخللهم العديد من ضرب القفا من اللي يسوي واللي ما يسواش
ملحوظة مهمة: ينتظر المصريون قفاً جديداً سيتلقونه بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره حين يكتشفون أن الفيفا لن تفعل شيئاً تجاه ما حدث في السودان بعد مباراة الجزائر، ثم سيكون القفا الأكبر بعدها حين نكتشف أن كل ما حدث كانت حوادث فردية تم تضخيمها للتغطية علي فضيحة عدم الوصول لكأس العالم، وكم من قفا ينتظره المصريون في الفترة المقبلة.
النكسة «القفا التاريخي»
لا تكذب علي نفسك وتدعي أنك لم تتأثر به لمجرد أنك لم تكن موجوداً وقتها، ولا تستعبطنا وتظن أن الموضوع لا يفرق معك من الأساس، فالواقع أنها كانت هزيمة، وكانت ضربة موجعة علي قفا المصريين.تخيل لو سمحت البيانات في الإذاعة تقول لنا إننا ضربنا إسرائيل، ومن قبلها تهديدات بأننا سنرميهم في البحر، ثم فجأة (أن أن آااااااااان) نكتشف أنهم ضربونا، ودمروا طائراتنا ومطاراتنا، واحتلوا سيناء والجولان؛ لتكتشف سعادتك أنك كنت أحد كومبرسات مسلسل مكسيكي مدبلج اسمه الصراع العربي الإسرائيلي.هي هزيمة موجعة وليست مجرد نكسة، كما أن تاريخنا قبلها شهد هزيمة أخري حين انهزمنا في حرب فلسطين 1948 وقلنا إن للأمر علاقة بالأسلحة الفاسدة.صدقني هو نفس القفا الذي تأخذه سعادتك - ونأخذه جميعاً معك - إلي الآن وأنت تتابع ما يحدث في فلسطين من اعتداءات همجية علي الأطفال والشيوخ والنساء وقتل للعزل وتدمير للأرض فلا تكتفي سعادتك سوي بالدعاء أو الصيام أو كتابة (وااااا أقصااااااه) علي باب غرفتك وأنت مدرك من داخلك أن إسرائيل ضربتنا جميعاً علي قفانا، وأن العالم كله يشجعها علي ذلك، بينما نحن نكتفي بدور المشاهد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.