«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كيف ينظر الشعب المصري ل «القفا»؟
نشر في الدستور الأصلي يوم 26 - 03 - 2010

القفا في كل بلاد الدنيا حاجة وعند الشعب المصري حاجة تانية خالص.. القفا في أي بلد عبارة عن قاعدة يرتكز عليها الإنسان كي تعلو هامته، ويتألق جبينه، ويرتفع رأسه إلي عنان السماء، لكنه عندنا «مسخرة» له أمثال ونوادر وحكايات ويقاس به قدرة الإنسان علي التحمل في حين من المفترض أن يكون «القفا» عند أي بني آدم هو تلك المنطقة التي تعلو الظهر ويحظر الاقتراب منها، لكنه عند بعض الناس ليس مجرد منطقة معزولة تغطيها ياقة قميص، فالسيد أمين الشرطة يتعامل معه باعتباره منطقة نفوذه التي يعبث بها كيفما يشاء ويتأكد عن طريقها من قدرات الشخص «المضروب عليه» علي التحمل.. في حين أن الحلاق يعتبره فرصة لإظهار قدراته لأن البني آدم عنده «مجرد قفا».. أما الفنان فيري أنه يكشف قدراته علي الظهور بصوته فقط ليعرف مدي تأثيره لدي الجمهور.. بينما يتعاطف عالم النفس معه ويعتبره مكانًا الاقتراب منه جريمة.. لكنه في نظر الساخرين مكان «يهلك من الضحك».. وفي الأمثال «خدنا إيه من وشك عشان تدينا قفاك».
1شخصيتك من قفاك:
قبل أن نذهب لنظرة كل صاحب مهنة للقفا يجب أن أؤكد لك أنه يمكن أن تعرف شخصيتك وشخصية «أي حد يهمك» من قفاه، فقد كشفت إحدي الدراسات أن شخصية الرجل تظهر من «قفاه» بل صنفت أصحاب القفوات إلي أربعة أنواع:
الأول: صاحب القفا الكبير وهو ما يزيد حجم قفاه علي الحجم العادي يتميز بفكر صائب ورأي راجح ويتمتع بقدر كبير من الذكاء والفطنة وهو أيضًا صاحب ثقافة موسوعية ويجمع بين طيبة القلب والحزم مع الآخرين لكنه حاد في تعامله مع من يخالفه.
الثاني: صاحب القفا المتوسط وهو إنسان موضوعي واقعي وعقلاني يسعي لخدمة الآخرين وينتظر منهم في الوقت نفسه أن يعاملوه بالمثل ويتميز بكونه شخصية قيادية ينجح غالبًا في السيطرة علي الآخرين هذا بجانب تمتعه بالكرم والعطف، فلا تهمه المادة بقدر ما يشغله تحقيق ذاته.
الثالث: صاحب القفا الممتلئ وهو شخص سريع الغضب لضعف شخصيته وخوفه الدائم فهو يعشق تمثيل دور البطل رغم أنه لا يجيد هذا الدور بل يسهل السيطرة عليه من الآخرين.
الرابع: صاحب القفا الصغير تجده شخصًا انتهازيًا لا يمكن الوثوق به علاوة علي أنه يتمتع بقدر كبير من المكر والبخل فلا يهتم به أحد.
2 السياسة
في «ألبوم صور» خاص بكل سياسي صورة من ظهره أو بمعني أدق من قفاه سواء كان هذا السياسي يعيش في مصر أو في أي بلد في العالم بل إنه يعتز بهذه الصورة وربما يعلقها علي جدران قصر الرئاسة باعتبارها دليلاً علي شعبيته وحب الناس له، لأنها تظهره وهو يشير بيده للجماهير المحتشدة أمامه وهي تشكره وتهتف باسمه، لذلك كان الزعيم الراحل جمال عبدالناصر أكثر من تم تصويره من ظهره، لأنه كان يملك حضورًا طاغيًا وكاريزما خاصة جعلت عددًا كبيرًا من المصورين يفضل تصويره من الخلف لتظهر انفعالات الجماهير أمامه، ونفس الشيء فعله الرئيس أنور السادات الذي كان يهوي التصوير لدرجة أنه سمح للمصور فاروق إبراهيم بتصويره من «قفاه» أمام المرآة وهو يحلق ذقنه.. تلك الصورة الشهيرة التي نحفظها عن ظهر قلب والتي تعد أشهر صورة لرئيس مصري علي الإطلاق، أما الرئيس حسني مبارك فرغم أن المصورين لا يحصلون علي صور تمثل علامة في التصوير فإن في مؤتمرات الحزب الوطني لابد أن تأتي الكاميرا من خلفه ليظهر وهو يلوح بيده لأعضاء الحزب وهم يصفقون له.
الطريف انه حتي الرئيس محمد نجيب يظهر في عدد من الصور بظهره رغم ندرة صوره.
3 الفن
مرات لا يمكن حصرها التي تم استخدام القفا فيها في مشاهد تمثيلية، فكل رئيس عصابة يجب أن يظهر أغلب الفيلم «بقفاه» وهو يتحدث مع «صبيانه »، وعدد كبير من الفنانين تعرضوا للضرب علي «قفاهم» في الأفلام لكن أشهر «ضربة قفا» في تاريخ السينما كانت في فيلم «الفتوة» وتحديدًا أول مشهد في الفيلم والذي يظهر فيه فريد شوقي وهو يدخل سوق الخضار ليبحث عن عمل وأثناء سيره يأتي أحد المارة ويصفعه علي قفاه وتعلق تحية كاريوكا: صحتين وعافية علي بدنك يا تلح.. طويل وعريض ويتفصل منك اتنين، وتتلزق قلم علي قفاك، وما تمدش إيدك ترده!، ويتكرر نفس المشهد بحذافيره في نهاية الفيلم مع محمود المليجي وهدي سلطان.
هناك فيلم آخر لعبت مشاهد القفا فيه دور البطولة، إنه فيلم «البرئ» الذي قام المخرج «عاطف الطيب» بالتركيز فيه علي قفا أحمد زكي ( أو أحمد سبع الليل) وتوجيه الكاميرا نحوه لدرجة تجعلك تشعر أن شخصية البطل تبدو واضحة كلما نظرت إلي «قفاه» بل إننا كلما تذكرنا الفيلم لا يمكن ألا نتذكر تفاصيل قفا بطله سواء عندما يصفعه أحد أصدقائه عليه أو عندما يقف أمام أحد رؤسائه، ربما لذلك كان الراحل أحمد زكي يري أن الفنان الحقيقي يجب أن يتقن التمثيل بقفاه بل كان يشرح ذلك لمحمد هنيدي عندما ظهر معه في أحد الأفلام بقفاه.
لكن بطبيعة الحال أصبح الضرب علي القفا في السينما هذه الأيام من نصيب الكومبارس فقط فلا يمكن أن يتعرض عادل إمام للضرب علي قفاه حتي «لو كان المخرج عايز كده» بل إن عددًا كبيرًا من الفنانين الشباب يعتبرها إهانة تقلله في نظر جمهوره، بينما تبقي أشهر جملة قيلت عن «القفا» هو ما قاله الفنان فؤاد خليل أو«الريس ستاموني » في فيلم «الكيف» عندما كتب أغنية «آه يا قفا» لمحمود عبد العزيز أو «مازجانجي» وهو يشرح له سبب كتابته أغنية عن القفا بقوله «كل المطربين بيغنوا للرموش والعيون والشعر ومحدش غني للقفا مع أنه بيتحمل كتير في الزمن ده».
«الريس ستاموني» ليس وحده الذي يقدر قيمة القفا، فالمطرب العالمي مايكل جاكسون كان هو أيضًا ممن يرون أن المطرب الكبير يجب أن يكون معروفًا «بقفاه» لذلك قام بعمل بوستر لا يظهر فيه وجهه، وربما يكون عمرو دياب المطرب الوحيد في مصر القادر علي عمل بوستر بقفاه نظرًا لشهرته الكبيرة وفي الوقت نفسه لأنها قد تكون طريقة جديدة يصل بها للجمهور ويقلده فيها المطربون الشباب.
4 قالوا فى الأمثال
أعتقد أن مصر البلد الوحيد الذي تطلق أمثالاً شعبية علي القفا، لدرجة أننا لدينا أمثال تفخر بالضرب علي القفا مثل «ضرب القفا أحسن من الجفا» ويقصد به أن الضرب علي القفا من رئيسك أو حبيبك أهون من جفائه وابتعاده عنك، وهناك مثل آخر يقول «ضرب القفا عفيا» وهذا المثل أيضًا يرفع من شأن الضرب علي القفا وكأنه شرف كبير يجب أن يناله الجميع ( وطبعًا أغلبنا نال هذا الشرف إن لم يكن كلنا) لكن في الوقت نفسه هناك أمثال أخري تقف ضد الضرب علي القفا مثل «أصبر علي الجوع والجفا لكن كله إلا ضرب القفا» وهذا المثل من المؤكد أن صاحبه عنده كرامة لأنه يستطيع تحمل كل شيء إلا الإهانة و«في الوش مراية وفي القفا سلاية» ويقال في الشخص الذي يتحدث أمامك بكل ما طاب من كلمات ومديح، وفي غيابك لا يتحدث عنك إلا بكل سوء. لكننا لا نملك فقط رصيدنا من الأمثال الشعبية القديمة التي تتحدث عن القفا بل لدينا كلمات نرددها بشكل يكاد يكون يوميًا مثل «خدنا إيه من وشك عشان تدينا قفاك» و«قفاك شتمني عايز أدبه» و« الراجل ده قفا» و«أديله علي قفاه» و«الواد ده قفاه مغري» و«اللي النهاردة ماتحتجش لوشه بكره تحتاج قفاه» و«هجيبه من قفاه و«علي قفا مين يشيل» و«شايفني مختوم علي قفايا» و«رجع قفاه يقمر عيش» و«سيب حبيبك علي هواه.. ولما ييجي اديله علي قفاه» و «لولاك يا لساني ما انسكيت يا قفايا» الأمثال الشعبية والمصطلحات التي نستخدمها عن القفا لا حصر لها لدرجة تجعلك تشعر أننا لدينا أساتذة متخصصون في شئون القفا.. يمكن لأنه بيتحمل كتير.
5علم نفس
دائمًا ما نتعامل مع الضرب علي القفا بسخرية رغم خطورته من وجهة نظر علماء النفس، حيث إنه قد يسبب العمي وأحيانًا الوفاة، فالدكتورة فيفيان أحمد - أستاذة علم النفس - تقول: إن الضرب علي القفا له تأثير نفسي كبير في سلوك الإنسان بصفة عامة، فالأطفال إذا تعرضوا للضرب علي «قفاهم» تحدث لهم عقد نفسية لذلك يجب الابتعاد عن هذا النوع من العقاب، لأن الأطفال يتأثرون به بدرجة كبيرة ويظل في ذاكرتهم، أما الشباب فضربه علي قفاه يجعله أكثر ميلاً للعدوانية خاصة إذا لم يستطع أن يسترد حقه ممن ضربه لذلك يجب إصدار قانون يجرم الضرب بهذه الطريقة مثلما حدث في أستراليا.
وتضيف د. فيفان قولها: الضرب علي القفا يسبب اضطرابات في الخلايا العصبية المتحكمة في مراكز الإبصار الموجودة في قاع المخ وبالتالي إذا تم ضرب شخص علي قفاه فإن ذلك يتسبب في حدوث انفصال شبكي يبدأ «بزغللة» وينتهي بفقدانه بصره، لذلك ربما يكون الضرب علي العين «أرحم» من الضرب علي القفا، وكلاهما كارثة يجب التصدي لها بكل الوسائل الممكنة.
6قضية قفا السعدنى
نعم.. القضية اسمها «قفا» السعدني، فذلك القفا كان وراء معركة كبيرة بين عمنا محمود السعدني والمؤرخ جمال بدوي.. فقد بدأت المعركة عندما كتب السعدني أن ضابطًا رقيعاً في سجن الفيوم قام بلزقي علي قفاي! فرد عليه بدوي: تنكدت غاية النكد حين قرأت أن محمود السعدني تعرض للصفع علي قفاه، وهممت أن أكتب برقيات استنفار إلي نقابة الصحفيين واتحاد الكتاب وجمعيات حقوق الإنسان احتجاجاً علي ما أصاب الزميل من إهانات لا تغتفر لولا أنني تسمرت عندما وجدت الأستاذ يشيد بهذه الإهانات المزرية ويستحسنها ولا يجد أي غضاضة في اللزق علي قفاه ويصف الضابط الذي ضربه علي قفاه في معتقل الفيوم «بأنه رقيع وحليوة ورشيق ويتقصع في حديثه حبتين».
السعدني لم يصمت بل كتب تحت عنوان «القفا في خدمة الشعب»: لا أعرف من أين استنتج الأستاذ جمال بدوي أن العبد لله تلذذ بهذا اللزق علي القفا، وأنني فخور به إلي الدرجة التي أباهي بها الآخرين، ويضيف: ألا تري أن موقفك هذا تأخر كثيرًا، وكان أحري بك وأنت الكاتب الحر أن تكتب هذه البرقيات، ونحن في السجن نلزق علي أقفيتنا، خصوصًا وأنت من جيل العبد لله.. فلماذا لم تكتب سطراً واحداً يا أستاذ جمال عن عمليات التعذيب؟!.. وعموما أرجوك يا أخ جمال عدم الاهتمام بقفا العبد لله، فقفا العبد لله حليم وقوي وتحمل كثيراً وعلي استعداد لكي يتحمل أكثر إذا كان هذا يحقق السعادة والرخاء والطمأنينة لفقراء مصر!
7فى صالون الحلاقه
إذا كانت الدنيا عند الفنان مسرحًا كبيرًا.. وعند اللاعب كرة مستديرة.. فإنها بلا شك عند الحلاق قفا كبير، فالناس عند الحلاق لا يظهر منهم سوي «قفاهم» ولا يمكن لأي إنسان مهما علا شأنه وبلغ نفوذه ألا يعطي قفاه للحلاق ويجلس أمامه وجهًا لوجه وهذا ما يؤكده الساخر الكبير أحمد رجب عندما كتب يقول: بعد تفكير سريالي توصلت إلي أن القفا لا يفارق عيون أي حلاق فهو في المحل أمامه قفا وهو في الشارع تنجذب عيونه إلي أي قفا يمر به، فإذا كان ذلك القفا طويل الشعر لعبت أصابعه غصبًا عنه رقصة المقص وإن كان القفا حليقًا نظر بعين الناقد إلي فنية الشغل.
والخلاصة أن عيون الحلاق مشتبكة بكل قفا في كل مكان وزمان، فالدنيا عنده قفا، والحياة عنده قفا، والبني آدم عنده قفا!
8 فى اقسام الشرطة
«الضرب علي القفا» في بعض أقسام الشرطة مثل ختم النسر علي الأوراق الرسمية لا يجوز اعتماد الورق دونه، والكل داخل القسم سواء، واليد التي تهوي علي القفا واحدة وإن اختلفت المسميات والرتب، فلا تفرق بين التهم ولا تري فرقا بين «حرامي الغسيل» وأحد أساتذة الجامعات المتظاهرين، ولكن هناك شخصًا يعتبر رائدًا في فن الضرب علي القفا دون ترك بصمة تدل عليه وهو السيد أمين الشرطة الذي لا أظن أن هناك مصطلحًا ارتبط بشخص مثلما ارتبط تعبير الضرب علي القفا به، لدرجة أنه أصبح يتفنن في تغيير طرق الضرب وينافس رئيسه، والمسألة لا تحتاج إلي أفلام لتوثيقها (مثل دور الفنان خالد صالح في «هي فوضي») فالحقيقة أكبر وأخطر وأكثر سخونة وجاذبية فيكفي أن هناك كليبات علي الإنترنت، وتتداولها التليفونات المحمولة لضرب بعض المواطنين علي «قفاهم» علي يد بعض السادة أمناء الشرطة والضباط بل إن هناك كليبًا اسمه «كليب القفا».
9ملاعب الكرة
كرة القدم لعبة لا يمكن أن يقف فيها أحد أطرافها «بقفاه» (وإلا أصبحت نكبة كروية) سواء كانوا مدربين أو لاعبين أو محللين أو حتي الجمهور الذي تكمن متعته في التصفيق «للعبة الحلوة» ومشاهدة كل هدف جميل، لكن في الفترة الخيرة ظهرت فئة تعشق الكرة وتذهب خلف فريقها في كل المباريات ولها مقاعد ثابتة في الاستاد.. إنهم شباب «ألتراس» الذين يذهبون والذين يعتبرون أنفسهم خط الدفاع الأخير عن النادي، ويرفضون تلقي الأموال من الأندية ولا يتوقفون عن التشجيع والغناء طوال التسعين دقيقة من عمر المباراة أيًا كانت النتيجة بل عليهم أن يستمروا في الغناء أثناء خسارة الفريق وذلك حفاظًا علي هيبة النادي ومكانته وقوة مدرجاته، ورغم ذلك لا يشاهدون شيئًا من أي مباراة، ويظلون يقفون في المدرجات ويعطون «قفاهم» للمباريات ويعتبرون من يقف بوجهه دخيلاً عليهم، ونفس الشيء بالنسبة للهتيفة الذين يقودون المشجعين في المدرجات ويقفون «بقفاهم» لتحريك الجماهير، لكن جمهور الكرة لديه مصطلح يستخدمه في العديد من المباريات لوصف اللاعب الطويل الذي لا يتحرك في الملعب وهو «ده لاعب قفا» ويقصدون أنه رغم طوله غير مفيد للفريق.
10 فى المدرسة
«وشك للحيط وقفاك ليا» كل من تعلم في مدرسة حكومية يعرف تلك العبارة ويحفظها عن ظهر قلب ومن المؤكد أنها قيلت له أو لصديقه الذي يجلس بجواره في نفس المقعد، ففي كل يوم يرددها المدرس في الفصل عندما يخطئ أحد الطلبة في الإجابة عن سؤال أو يتحدث مع أحد زملائه أثناء قيام المدرس بالشرح، رغم أن أغلب المدرسين يقضون نصف حياتهم التعليمية داخل الفصول وهم يعطون الطلاب «قفاهم» من أجل كتابة الدرس علي السبورة لكنهم عندما يريدون معاقبة أحد الطلاب يقولون له «إدينا قفاك وارفع إيدك علي الحيطة» وإذا التفت بظهره يجد يد المدرس «علي قفاه» ليضع بصماته علي قفا تلميذه حتي لا ينساه طوال حياته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.