بسبب سوء الأحوال الجوية.. قرار هام حول موعد الامتحانات بجامعة جنوب الوادي    ننشر المؤشرات الأولية لانتخابات التجديد النصفي بنقابة أطباء الأسنان في القليوبية    محمد جبران رئيسا للمجلس المركزي للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب    السيسي محتفلا ب"عودة سيناء ناقصة لينا" : تحمي أمننا القومي برفض تهجير الفلسطينيين!!    قبل عودة البنوك غدا.. سعر الدولار الأمريكي مقابل الجنيه والعملات العربية والأجنبية السبت 27 إبريل 2024    مصر ستحصل على 2.4 مليار دولار في غضون 5 أشهر.. تفاصيل    صندوق النقد: مصر ستتلقى نحو 14 مليار دولار من صفقة رأس الحكمة بنهاية أبريل    سعر السبيكة الذهب اليوم وعيار 21 الآن ببداية التعاملات السبت 27 إبريل 2024    بالصور.. رفع المخلفات والقمامة بعدد من شوارع العمرانية    رغم قرارات حكومة الانقلاب.. أسعار السلع تواصل ارتفاعها في الأسواق    جماعة الحوثي تعلن إسقاط مسيرة أمريكية في أجواء محافظة صعدة    أستاذ علاقات دولية: الجهد المصري خلق مساحة مشتركة بين حماس وإسرائيل    شهداء وجرحى جراء قصف طائرات الاحتلال منزل في مخيم النصيرات وسط غزة    الرجوب يطالب مصر بالدعوة لإجراء حوار فلسطيني بين حماس وفتح    قطر تصدر تنبيها عاجلا للقطريين الراغبين في دخول مصر    "أسوشيتدبرس": أبرز الجامعات الأمريكية المشاركة في الاحتجاجات ضد حرب غزة    ملف يلا كورة.. الأهلي يواصل كتابة التاريخ    وزير الرياضة يُهنئ الأهلي لصعوده لنهائي دوري أبطال أفريقيا للمرة ال17 في تاريخه    موعد مباراة الأهلي المقبلة بعد التأهل لنهائي دوري أبطال أفريقيا    الترجي يحجز المقعد الأخير من أفريقيا.. الفرق المتأهلة إلى كأس العالم للأندية 2025    موعد الاجتماع الفني لمباراة الزمالك ودريمز في إياب نصف نهائي الكونفدرالية    مارسيل كولر: قدمنا مباراة كبيرة.. وسعيد بالتأهل للنهائي وبالحضور الجماهيري    أحمد عبد القادر: الأهلي اعتاد على أجواء رادس    أرقام مميزة للأهلي بعد تأهله لنهائي دوري أبطال أفريقيا    السيطرة على حريق في منزل بمدينة فرشوط في قنا    العراق.. تفاصيل مقتل تيك توكر شهيرة بالرصاص أمام منزلها    تعرض للشطر نصفين بالطول.. والدة ضحية سرقة الأعضاء بشبرا تفجر مفاجأة لأول مرة    برازيلية تتلقى صدمة بعد شرائها هاتفي آيفون مصنوعين من الطين.. أغرب قصة احتيال    حريق يلتهم شقة بالإسكندرية وإصابة سكانها بحالة اختناق (صور)    تعطيل الدراسة وغلق طرق.. خسائر الطقس السيئ في قنا خلال 24 ساعة    %90 من الإنترنت بالعالم.. مفاجأة عن «الدارك ويب» المتهم في قضية طفل شبرا الخيمة (فيديو)    عاصفة ترابية وأمطار رعدية.. بيان مهم بشأن الطقس اليوم السبت: «توخوا الحذر»    دينا فؤاد: تكريم الرئيس عن دوري بمسلسل "الاختيار" أجمل لحظات حياتي وأرفض المشاهد "الفجة" لأني سيدة مصرية وعندي بنت    في سهرة كاملة العدد.. الأوبرا تحتفل بعيد تحرير سيناء (صور)    علي الطيب: مسلسل مليحة أحدث حالة من القلق في إسرائيل    طريقة عمل كريب فاهيتا فراخ زي المحلات.. خطوات بسيطة ومذاق شهي    استئصال ورم سرطاني لمصابين من غزة بمستشفى سيدي غازي بكفر الشيخ    تعرف علي موعد صرف راتب حساب المواطن لشهر مايو 1445    بلاغ يصل للشرطة الأمريكية بوجود كائن فضائي بأحد المنازل    حظك اليوم برج العقرب السبت 27-4-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    تهاني شم النسيم 2024: إبداع في التعبير عن المحبة والفرح    ناهد السباعي تحتفل بعيد ميلاد والدتها الراحلة    سميرة أحمد: رشحوني قبل سهير البابلي لمدرسة المشاغبين    أخبار الفن| تامر حسني يعتذر ل بدرية طلبة.. انهيار ميار الببلاوي    البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة "باتريوت" متاحة الآن لتسليمها إلى أوكرانيا    قلاش عن ورقة الدكتور غنيم: خلاصة فكره وحرية الرأي والتعبير هي درة العقد    أعراض وعلامات ارتجاج المخ، ومتى يجب زيارة الطبيب؟    أسعار النفط ترتفع عند التسوية وتنهي سلسلة خسائر استمرت أسبوعين    الصحة تكشف خطة تطوير مستشفيات محافظة البحيرة    فصل طالبة مريضة بالسرطان| أول تعليق من جامعة حلوان.. القصة الكاملة    العمل في أسبوع.. حملات لنشر ثقافة السلامة والصحة المهنية.. والإعداد لإطلاق الاستراتيجية الوطنية للتشغيل    الكشف الطبي بالمجان على 1058 مواطنا في دمياط    "ذكرها صراحة أكثر من 30 مرة".. المفتي يتحدث عن تشريف مصر في القرآن (فيديو)    تعرف على فضل أدعية السفر في حياة المسلم    تعرف على فوائد أدعية الرزق في حياة المسلم    «أرض الفيروز» تستقبل قافلة دعوية مشتركة من «الأزهر والأوقاف والإفتاء»    إقبال كثيف على انتخابات أطباء الأسنان في الشرقية (صور)    خير يوم طلعت عليه الشمس.. 5 آداب وأحكام شرعية عن يوم الجمعة يجب أن تعرفها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



البدوي: أفضل أن أكون أقلية في البرلمان «بشرف» بدلا من حصد المقاعد «بصفقة»
نشر في الدستور الأصلي يوم 03 - 06 - 2010

فاز بمقعد الرئيس وحقق نجاحا ربما لم يتوقعه الكثيرون في ظل المنافسة الشرسة بينه وبين الرئيس السابق محمود أباظة، فإذا كان السيد البدوي الرئيس الجديد للوفد يحمل مشروعا للتغيير والإصلاح يجمع حوله أغلبية الوفديين فإن الرئيس السابق أيضا كان له ثقل ومؤيدون داخل الحزب، لذا كانت المنافسة صعبة للغاية ومع ذلك نجح البدوي في حسمها لصالحه بفارق يتجاوز مائتي صوت.
عن مشروعه للتغيير ورؤيته لكثير من القضايا الحزبية والسياسية أجرينا هذا الحوار مع السيد البدوي رئيس حزب الوفد.
سألناه: 18 شهرًا فقط وطلبت من الجمعية العمومية محاسبتك بعدها.. ما الذي يمكن أن تقدمه خلال تلك الفترة؟
- خلال تلك الفترة التي أعطيتها لنفسي كمهلة لإنجاز عدد من المهام أولاها لم شمل جميع الوفديين، ونحن استطعنا خلال ساعات قليلة ومعي محمود أباظة عقب انتخابات الرئاسة أن نعود مرة أخري حزبًا واحدًا، بهدف واحد هو صالح الوفد وصالح الوطن، تلك هي الخطوة الأولي وتمت نتيجة العلاقات الإنسانية التي تربط بين قيادات الوفد، حتي قبل إعلان النتيجة بدقائق تجاوزنا أي شكل من أشكال المنافسة وتعاملنا كحزب واحد.
وما أبرز التعديلات التي ستقوم بها خلال تلك الفترة؟
- ما طرحته في برنامجي الانتخابي، أولا: لائحة النظام الداخلي. ومن أهم البنود المطروح تعديلها في هذا الإطار دعوة الهيئة الوفدية للاجتماع كل عام، ترسيخا لمبدأ المراجعة والمحاسبة بشكل دوري، وأن تكون للهيئة الوفدية سلطة مراجعة وتقييم أداء رئيس الحزب سنويا، ويعد رفض الهيئة الوفدية تقارير أداء الرئيس بمثابة سحب ثقة ودعوة لانتخابات جديدة علي مقعد رئيس الحزب.
وأن يكون انتخاب المكتب التنفيذي بالاقتراع السري من الهيئة الوفدية مباشرة ويتم تقييم أداء المكتب التنفيذي في الاجتماع السنوي للهيئة الوفدية، وإلغاء النص الخاص بأحقية رئيس الحزب في حل اللجان الإقليمية بعد كل انتخابات لمجلس الشعب، حيث إن الأساس في تشكيل تلك اللجان أن تكون منتخبة وهي وحدها القادرة علي تجديد نفسها وانتخاب هيئات مكاتبها.
كما أنه في حالة وجود مرشح وحيد لرئاسة الوفد يشترط دعوة الهيئة الوفدية للانعقاد وحصول هذا المرشح الوحيد علي أغلبية الأصوات من الحاضرين بالاقتراع السري وليس بإعلان التزكية، وفي حالة خوض انتخابات رئاسة الجمهورية يتم انتخاب مرشح الحزب للرئاسة من بين أكثر من مرشح، يتقدمون من بين أعضاء الهيئة العليا ويكون للهيئة الوفدية القول النهائي الفاصل في شخص المرشح بالاقتراع السري.
من المقترح أيضا خلال تلك الفترة - بعد موافقة الهيئات الحزبية - استحداث وتأسيس هيئة جديدة تحقق التفاعل والتواصل بين إدارة الحزب واللجان الإقليمية باسم المجلس التنفيذي للوفد، ويتكون هذا المجلس من المكتب التنفيذي للوفد ورئيس وسكرتير عام كل لجنة من اللجان العامة بالمحافظات وفقا لما كان معمولا به في لائحة 78.
وحتي تكون اللائحة وبنودها محصنة ضد أهواء ومصالح مؤقتة تتعلق باستمرار منصب أو انفرادات بقرارات فلا يكون التعديل علي أي من بنود اللائحة إلا بعد الحوار وإقرار التعديل بأغلبية أعضاء الهيئة الوفدية وليس بأغلبية الحضور.
ومن بين الاقتراحات التي قدمت خلال برنامجي الانتخابي والتي أتمني إنجازها خلال تلك الفترة تأسيس اللجان النوعية المتخصصة «وزارات الظل» وهي تمثل عقل الحزب الكبير ومحصلة أفكار خبرة وعقول الوفد المتميزة في كل ما يواجهه المصريون، حيث تعمل تلك اللجنة علي دعم نواب الوفد في البرلمان بمجلسيه من معلومات والبدائل الممكنة عند مناقشة أي من الموضوعات أو تقديم استجوابات أو طلبات إحاطة، كما أنها ستقوم علي تقديم المعلومات والدراسات إلي كل من يقومون بالتعبير عن وجهة نظر الحزب في شأن ما أو قضية من قضايا الوطن.
وتعتبر تلك اللجان بمثابة وزارات الظل التي تقابل وزارات الحكم، لأنه لا يليق بحزب الوفد الذي يتطلع إلي تداول السلطة أن يبقي بلا حكومة ظل لمدة أربع سنوات.
في إطار حديثك عن تأسيس اللجان النوعية «وزارات الظل» هل هناك لجان أو هيئات حزبية سيتم إعادة تشكيلها خلال الفترة القادمة؟
- الهيئة العليا والمكتب التنفيذي تشكيلهما كما هو لن يتغير، أما اللجان فصاحب الحق الأصيل في تغييرها أو إعادة تشكيلها أصحاب اللجان أنفسهم بمعني أن الجمعية العمومية في كل محافظة هي صاحبة الحق في تغيير تلك اللجان، لكن رئيس الحزب لن يتدخل لا بالحل ولا بالتجديد ولا بالتعيين في أي من اللجان..لكن اللجان النوعية هي التي سنسعي إلي تشكيلها في أقرب وقت.
ماذا عن الوضع التنظيمي للرئيس السابق محمود أباظة وهو ليس عضوا بالهيئة العليا.. هل سيكون له منصب ما يتولاه؟
- محمود أباظة قيادة من قيادات الوفد التي يعتمد عليها الحزب، وأي مكان أو مكانة يختارها محمود أباظة سيكون فيها في الوقت الذي يختاره وبالشكل الذي يحدده، ذلك لأنه لايمكن للوفد أن يكون بدون أباظة ومساهماته، فهو قيادة كبيرة منذ عودة الوفد عام 1984، ومنذ ذلك الوقت وهو يعمل في الوفد بنفس الطاقة والجهد الذي قام وهو رئيس للحزب، ذلك لأنه ليس شرطا أن يكون هناك منصب يحتله عضو الوفد حتي يقوم بدوره داخل الحزب، وهذا ما قام به أباظة منذ اللحظة الأولي، لذا لا يمكن لأباظة أن يكون بعيدا عن الوفد.
كلاكما أنت وأباظة تهدفان في النهاية إلي مصلحة الوفد لكن لكل منكما آلياته ورؤيته الخاصة التي عبر كل منكما عنها خلال برامجكما الانتخابية.. كيف ستتعامل مع تلك الاختلافات في الرؤي والآليات بينك وبين الرئيس السابق خلال العمل الحزبي؟
- برنامج الإصلاح الذي اقترحته لن يكون نهائيا إلا إذا أقرته الجمعية العمومية لحزب الوفد، فهناك تعديلات باللائحة وتعديلات تقتضي موافقة الجمعية العمومية، وبعض التعديلات الأخري التي تقتضي موافقة الهيئة العليا، وحينما يصير القرار جماعيًا سيكون ملزما لي ولأباظة، حتي لو كان هذا القرار مختلفًا مع رأيي، فرأي الأغلبية ملزم للجميع، كما أنني متصور أن أباظة ليس ضد التعديلات التي اقترحتها باللائحة أولن يكون معارضا لها بشكل كبير ذلك لأن تلك التعديلات في النهاية تعطي ليبرالية أكبر ومساحة ديمقراطية أوسع في اتخاذ القرار وتوسع قاعدة المشاركة.
عندما قمنا بالإصلاح عام 2006 لو كانت هناك مساحة أكبر من الوقت، لكانت أدخلت عددًا أكبر من التعديلات، لكننا قمنا بتعديلات جيدة في ذلك الوقت والآن نحاول استكمالها من خلال هيئات الحزب «الهيئة العليا والجمعية العمومية» وعندما يكون القرار جماعيا يصبح ملزمًا للجميع الموافق وغير الموافق أيضًا.
ما الأخطاء التي وقع فيها الرئيس السابق للوفد وتحاول تجاوزها خلال فترة رئاستك؟
- لا أريد الخوض في الأخطاء الماضية، لكني سأتحدث عن المستقبل وما أقوم به خلال الفترة القادمة، أولا: لم شمل الوفديين، ثانيا: ليس هناك مجموعة مقربة من رئيس الحزب أو شخص مقرب منه أو يتحدث باسمه، وليست هناك مجموعة قادرة علي عزلي عن الوفديين أو الصحفيين أو أي إنسان، ولن أسمح لأحد بأن يتحدث باسمي علي الإطلاق.
هل هذا تعهد ضمني منك لكل عضو في الوفد وكل صحفي بأنك ستقوم بالرد بنفسك علي الهاتف دون تحويل المتصل إلي السكرتير الشخصي وغيرها من الأمور التي تحول بين رئيس الحزب وأعضائه؟
- نعم أتعهد بذلك، لو طلبني أصغر شاب من شباب الوفد سأرد عليه بنفسي وإن لم أكن متاحا في ذلك الوقت سأعاود الرد عليه فيما بعد، فأنا دائم التواصل مع قواعد الوفد وهذا أمر اعتدت عليه طوال فترة وجودي بالحزب، فلا يمكن لي أن أهمل أي تليفون من أي متصل مهما كان، لأن هذا يكون وراءه صالح للحزب أو الإعلام.
لماذا وجهت الدعوة إلي كل من رامي لكح ونجيب ساويرس للانضمام إلي حزب الوفد... أليس لديك مخاوف من انضمام عدد كبير من رجال الأعمال إلي الوفد؟
- أولاً: الوفد بابه مفتوح لجميع المصريين، ورجل الأعمال الذي يسعي إلي الانضمام إلي الوفد فهو إذن يضحي بمصالحه، لأن تحقيق المصالح والمكاسب ليس مع المعارضة ولكن مع الحزب الوطني والانضمام إليه، رجل الأعمال الذي ينضم إلي حزب معارض فهو رجل يسعي إلي دعم المعارضته، وهذا الدعم من وجهة نظري مطلوب، ودعم حزب الوفد بشكل خاص علي اعتباره الحزب المؤهل لتداول السلطة من الحزب الحاكم، فأي دعم اليوم للوفد من أي رجل أعمال يستحق الشكر لأنه موجه إلي حزب قادر علي منافسة الحزب الوطني.
والوفد فاتح بابه أمام كل الناس، رجال أعمال ومواطنين عاديين، والحزب سيسعي إلي كل الشخصيات العامة، ففي عام 1984 وعام 78 عندما عاد الوفد علي يد فؤاد سراج الدين، كان يتصل بالناس، ولم يكن كل من انضموا للوفد في ذاك الوقت وفديين بهذه الدرجته، هذا ما كان يفعله سراج الدين، حيث كان يدعو الشخصيات العامة التي لها قدرة علي التواصل مع الجماهير وخوض انتخابات نيابية، لأننا هدفنا في النهاية هو أن نحصل علي عدد من المقاعد في البرلمان يليق بتاريخ وتراث حزب الوفد، لابد أن نسعي إلي الناس حتي ينضموا إلينا. أما التخوف من وجود رجال أعمال في حزب الوفد فليس حقيقيًا ولكنه ميزة بل نتمني انضمام رجال أعمال.
ما الميزة في انضمام رجال الأعمال إلي الوفد.. ألا يعتبر ذلك شكلاً من أشكال تضارب المصالح ومن الممكن أن يؤثر في أداء رجل الأعمال في معارضته للسلطة تخوفا من أي ضغوطات يتعرض لها وتهدد مصالحه؟
- أولا لابد أن نجيب عن تساؤل: ما الميزة التي يقدمها الوفد إلي رجل الأعمال وما الذي يدفع رجل الأعمال إلي الانضمام إلينا ونحن حزب معارض؟ بالعكس هذا الرجل الذي يختار الانضمام إلي المعارضة يسير في اتجاه ضد الدولة وسيدفع ثمن هذا، كما أنه وهو ينضم إلي الحزب واضع في اعتباراته أنه من المحتمل جدا أن يدفع ثمن تلك المعارضة.
أما تداخل المصالح وتضاربها فهذا أمر يمكن الحديث عنه في حالة ما انضم رجل أعمال إلي الحزب الحاكم أو الحكومة، لكن من ينضم إلي صفوف المعارضة يعلم جيدا أنه ليس هناك أي مساحة لتحقيق مصالح، لكنه من المحتمل أن يدفع ثمن معارضته. لذلك فوضع رجل الأعمال بالحزب الحاكم أو الحكومة يختلف تماما عن وضعه في حزب معارضة.
ما رؤيتك كرئيس حزب الوفد في الجمعية الوطنية من أجل التغيير والدكتور محمد البرادعي؟
- البرادعي من الشخصيات التي تحظي بتقدير واحترام علي المستوي المحلي والدولي أيضا وأثمن محاولته الإصلاح السياسي داخل مصر، كما أنه أعلن من قبل أنه لن ينضم لأي حزب سياسي، وبرر ذلك بأن انضمامه لأي حزب - يعتبره - انتهازية سياسية، وأنا في الحقيقة أثمن وأحترم هذا الموقف وهو علي حق فيه وبالتالي باب الوفد مفتوح أمام البرادعي في أي وقت، والوفد علي مدار تاريخه لم يغلق بابه في وجه أي شخص.
هل هذا يعني أن الوفد خلال الفترة القادمة من الممكن أن يوجه الدعوة إلي الدكتور البرادعي لزيارة الحزب وعقد لقاء سياسي معه؟
- بالطبع الحوار مفتوح مع أي شخص، وبيت الأمة مفتوح لكل الناس، فما بالنا إذا كان الدكتور محمد البرادعي، لكن الشيء المؤكد الذي لن يقوم به الوفد هو أنه لن ينضم إلي الجمعية الوطنية للتغيير، لكن دعوته لمقر الوفد أمر غير مستبعد فهو من أسره وفدية وأهلا به في أي وقت.
ماذا عن ائتلاف أحزاب المعارضة؟
- ائتلاف أحزاب المعارضة الذي يضم أحزاب: الوفد، التجمع، الناصري، الجبهته، هو قرار الهيئة العليا، ولن يتغير موقف الوفد من هذا الائتلاف، طالما لم تتراجع الهيئة العليا عن قرارها بالانضمام إلي هذا الائتلاف.
في أي وقت من الممكن أن تقرر أو تقترح علي الهيئة العليا بالحزب الانسحاب من ائتلاف المعارضة؟
- لم أحضر أيًا من اجتماعات الائتلاف الرباعي، ولم أكن علي دراية بتفاصيل مايحدث بهذا الائتلاف، لابد من الاجتماع معهم أولا، حتي لا أستبق الأحداث، لكن الوفد حتي في ظل الائتلاف الرباعي سيعتمد علي نفسه وكوادره وجذب عناصر جديدة، فهذا الائتلاف مجرد ائتلاف سياسي وكل حزب بداخله يبني ويعد أطاره التنظيمي وهذا ما سيقوم به الوفد.
شهدت الفترة الماضية جدلا كبيرا عن صفقات الوفد مع الحزب الوطني ومن ثم فتح ملف الصفقات السياسية بين المعارضة والحزب الحاكم.. كيف تقيم ما حدث وتأثير مثل تلك الصفقات في أحزاب المعارضة؟
- الصفقات السياسية مع الحزب الوطني الحاكم انتحار سياسي لأي مسئول، أو لأي معارض يقدم علي مثل تلك الصفقات، وأعتقد أننا في حزب الوفد أكثر حكمة وتعقلا من أن نقدم علي انتحار سياسي، كما أن صفقاتنا ستكون مع الناخب المصري، بمعني أنه إما ينجح مرشح الوفد في انتزاع مقعده في البرلمان بيده وبشعبيته وشعبية حزب الوفد، وإلا لسنا بحاجة إلي هذا الكرسي، هذا لسبب بسيط جدا هو أننا لن نكون الأغلبية. إذن فعشرة مقاعد مثل أربعين مقعدًا، أي أقلية في كل الحالات، وطالما بقيت أقلية، فعلي أن أكون ذلك بشرفي وأكتسب احترام الناس، أما الدخول في صفقة مع الحزب الوطني فهذا لم يحدث في تاريخ الوفد ولن يحدث، وأنا أؤكد هذا.
هل مثل تلك الصفقات تخسر المعارضة؟
- تقضي علي المعارضة، فرجل الشارع لديه كثير من الحنكة والذكاء التي تكشف له كل ما يدور خلف الأبواب المغلقه، لماذا احترمت الناس الوفد علي مدار تاريخه السياسي الذي نعيش علي أثره حتي الآن؟ ذلك لأن الوفد علي مدار تاريخه كان يعقد كل صفقاته السياسية مع المواطن المصري، وحكومة الوفد كان يتم حلها بسبب انحيازها للمواطن، فالصفقات السياسية مع السلطة والحصول علي مقعد في البرلمان لم يكن علي الإطلاق ضمن حسابات الوفد، لذلك ظل الوفد كما هو بتاريخه المشرف.
بعيدا عن الصفقات.. ما الأسباب التي جعلت الوفد يتراجع سياسيا خلال الفترة الماضية؟
- التراجع السياسي نتيجة عدد من الأمور، في البداية لا يمكن لي تعليق تراجع حزب معارض علي شماعة المناخ السياسي القائم، وأنا أعتبر كل حزب يعلق عليها يتكأ علي هذا ليجعله سببا لحالة التراجع بشكل عام، لكنه في الحقيقة واحد من الأسباب وليس كلها والدليل أنه قديما كان الوفد يقاوم سياسيا الاحتلال الإنجليزي، فالمقاومة السياسية مهمة، لكن الارتكان إلي المناخ السياسي والحصار الأمني والسياسي المفروض علي الأحزاب، كل هذه شماعات نعلق عليها تراجع أداء أحزاب المعارضة في الشارع السياسي.
بعد عودة الوفد عام 84 كنا في ظل قانون طوارئ، في ظل قانون مباشرة الحقوق السياسية أسوأ من المعمول بها الآن، وفي ظل قانون الأحزاب القائم ولجنة الأحزاب ومع ذلك استطاع الوفد العودة إلي الشارع والحصول علي 54 مقعدًا في خلال 3 أشهر من عودة الوفد.
لذلك فتعليق تراجع الدور السياسي لأحزاب المعارضة علي المناخ السياسي الموجود في المجتمع، أعتبر ذلك ليس مبررًا ولكنه شماعة، وتلك الشماعة بالنسبة للوفد الآن انتهت ولن نعلق عليها أي مبرر لتراجع دورنا السياسي.
ما الأسباب الأخري؟
- التواصل مع المجتمع بما يتناسب مع ظروف المجتمع نفسه، فالأحزاب السياسية جميعا - وهي معذورة في ذلك- ركنت إلي مسألة المؤتمر السياسي والصحيفة اليومية أو الأسبوعيه، هذا لم يعد مجديا مع الناخب الذي طرأت عليه خلال العشرين سنة الماضية مجموعة من التغيرات الاقتصادية والاجتماعية، لذلك لابد أن نتواصل مع هذا الناخب من خلال نفس الآلية التي يستطيع غيرنا الحصول علي مقاعد من خلالها.
سنقوم بالتواصل مع الجماهير من خلال القوافل الإنسانية والطبية وغيرها، والتكافل الاجتماعي بين لجان الوفد في المقرات وأهالي المناطق المحيطة بهم، وسيتم التواصل إعلاميا من خلال صحف إقليمية أسبوعية في كل محافظة من المحافظات، وسنعيد فتح مقرات في بعض المناطق وتفعيل مقرات الوفد من خلال الأنشطة ووسائل التواصل بين المقر الرئيسي والمقرات الفرعي، وستكون هناك إدارة محترفة داخل تلك المقرات وسنعمل علي جذب الشباب أيضا للحزب خلال الفترة القادمة.
ماذا عن الخطاب السياسي للوفد؟
- الخطاب تراجع في الفترة الأخيرة تراجعا يليق بزعامة حزب الوفد، فنحن حزب زعيم المعارضة وهو الحزب القادر علي منافسة الحزب الحاكم قولا وفعلا، لكن الخطاب السياسي أضعف بكثير عن مكانة الوفد، لذا لابد من أن نرتفع بمستوي الخطاب السياسي الذي يليق بقيمة ومكانة الوفد وتاريخه، وأن يكون أيضا عند حسن ظن الشعب المصري الذين يحملون الوفد مسئولية كبيرة ليقود المعارضة ويعبر عن مشاكلهم وأن يكون للوفد أنياب وأظافر، وليس حزب مستأنس.
هل يتضمن رفع سقف الخطاب السياسي مواقف واضحة ومحددة في نقد الحكومة ومعارضتها دون مجاملة؟
- لن نقول هجومًا، التعامل مع الحكومة سيكون معارضة موضوعية قوية وبشدة علي أداء الحكومة، أما الجوانب الشخصية فلا محل لها في معارضتنا، لن نتهاون في حق المواطن المصري إذا ما قصر أي مسئول في عمله، هذه رسالة أوجهها للحكومة من الآن إننا سندافع عن حق المواطن المصري بكل قوة وموضوعية دون التعرض لأمور خاصة أو شخصية بحياة المسئول، سنحاكمهم علي قراراتهم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.