فرص عمل جديدة بالأردن برواتب تصل إلى 500 دينار عبر وزارة العمل    السبت 15 نوفمبر 2025.. أسعار الذهب تتراجع 35 جنيها وعيار 21 يسجل 5475 جينها    عاجل- الجيش السوداني يوسع عملياته في كردفان ويستعيد مواقع استراتيجية تمهيدًا للتقدم نحو دارفور    حماس: أهالي غزة يتعرضون للإبادة رغم إعلان توقف الحرب    مباحثات مصرية فلسطينية تتناول مشروع القرار بمجلس الأمن بشأن الترتيبات الأمنية بغزة    نتائج قرعة دور ال32 من كأس مصر    إنجاز مصري بالرياض.. المنتخب المصري يتألق وعمر هشام يشيد بنجوم الجولف    البث المباشر لمباراة إسبانيا وجورجيا اليوم في تصفيات كأس العالم 2026    ليفربول يجهز عرضًا بقيمة 170 مليون جنيه إسترليني للتعاقد مع خليفة صلاح    ضبط عاطل بالشرقية يدير صفحة على مواقع التواصل الاجتماعي للترويج لبيع أسلحة بيضاء    تراجع في سقوط الأمطار مع استمرار تأثير نوة المكنسة على الإسكندرية    جهود قطاع الأمن العام خلال 24 ساعة    "الداخلية" تكشف حقيقة الادعاء بالتعنت تجاه بعض التابعين لأحد المرشحين بالانتخابات    حسين فهمي يفتتح سوق القاهرة السينمائي بمشاركة 20 جهة عربية ودولية    مواجهات حاسمة في جدول مباريات اليوم السبت 15 نوفمبر 2025    إصابة 8 أشخاص في حادث انقلاب سيارة ميكروباص بالفيوم    تأييد الحكم بحبس سائق التريلا المتسبب في مصرع بنات كفر السنابسة بالمنوفية 15 عامًا    التخطيط والتعاون الدولي تقدّم الدعم لإتمام انتخابات مجلس إدارة نادي هليوبوليس الرياضي    الرئيس التنفيذي للمتحف الكبير: إطلاق مدونة سلوك قريبا.. وسنضطر آسفين للتعامل وفق حجم الخطأ حال عدم الالتزام    كيف سبق المصري القديم العالم بالتكنولوجيا؟.. خبير يوضح    «حكايات من الصين المتطورة: لقاء مع جوان هو» في أيام القاهرة لصناعة السينما| اليوم    أسعار الفراخ في البورصة اليوم السبت 15 نوفمبر 2025    على رأسهم معلول.. استبعاد 8 من تونس لمواجهة البرازيل بسبب فشل استخراج التاشيرة    بعد 100 يوم من حكم الإعدام.. سفاح المعمورة يحلم بالبراءة    «الزراعة»: إصدار 429 ترخيص تشغيل لمشروعات الإنتاج الحيواني والداجني    آخر تطورات أسعار الفضة صباح اليوم السبت    «الطفولة والأمومة» يتدخل لإنقاذ طفلة من الاستغلال في التسول بالإسماعيلية    عمرو سعد يكشف تطورات الحالة الصحية لشقيقه أحمد بعد حادث العين السخنة    لو مريض سكر.. كيف تنظم مواعيد دواءك ووجباتك؟    في ذكرى وفاته| محمود عبدالعزيز.. ملك الجواسيس    أمريكي يعتدي على شباب مسلمين أثناء الصلاة في ولاية تكساس.. فيديو    تحاليل اختبار الجلوكوز.. ما هو معدل السكر الطبيعي في الدم؟    عمرو حسام: الشناوي وإمام عاشور الأفضل حاليا.. و"آزارو" كان مرعبا    كولومبيا تعلن شراء 17 مقاتلة سويدية لتعزيز قدرتها الدفاعية    مدفعية الاحتلال تقصف شرق مدينة غزة ومسيرة تطلق نيرانها شمال القطاع    الصحة العالمية: «الأرض في العناية المركزة».. وخبير يحذر من التزامن مع اجتماعات كوب 30    وزير الإنتاج الحربي: حياة كريمة تجربة تنموية مصرية رائدة تساهم في تحقيق العدالة الاجتماعية    مؤتمر السكان والتنمية.. وزير الصحة يبحث مع البنك الأوروبي تعزيز الاستثمارات وتطوير المنشآت الصحية    الأهلي يستأنف تدريباته اليوم استعدادًا لشبيبة القبائل بدوري الأبطال    جامعة القناة تقدم ندوة حول التوازن النفسي ومهارات التكيف مع المتغيرات بمدرسة الزهور الثانوية    الصين تحذّر رعاياها من السفر إلى اليابان وسط توتر بشأن تايوان    الري: الاعتماد على البصمة المائية لتحديد المحاصيل التي يتم زراعتها بالمياه المعالجة    جامعة القاهرة تطلق قافلة تنموية لقرية أم خنان بالحوامدية    الحماية المدنية تسيطر على حريق بمحل عطارة في بولاق الدكرور    ترامب يلغي الرسوم الجمركية على سلع غذائية واللحوم وسط مخاوف تصاعد التضخم    ضوابط تلقي التبرعات في الدعاية الانتخاببة وفقا لقانون مباشرة الحقوق السياسية    مواقيت الصلاه اليوم السبت 15نوفمبر 2025 فى المنيا    إقامة المتاحف ووضع التماثيل فيها جائز شرعًا    حكم شراء سيارة بالتقسيط.. الإفتاء تُجيب    الاتجار في أدوية التأمين الصحي «جريمة»    نقيب المهن الموسيقية يطمئن جمهور أحمد سعد بعد تعرضه لحادث    دعاء الفجر| اللهم ارزق كل مهموم بالفرج وافتح لي أبواب رزقك    مقتل 7 أشخاص وإصابة 27 إثر انفجار مركز شرطة جامو وكشمير    اشتباكات دعاية انتخابية بالبحيرة والفيوم.. الداخلية تكشف حقيقة الهتافات المتداولة وتضبط المحرضين    جوائز برنامج دولة التلاوة.. 3.5 مليون جنيه الإجمالي (إنفوجراف)    باحث في شؤون الأسرة يكشف مخاطر الصداقات غير المنضبطة بين الولد والبنت    بيان من مستشفى الحسينية المركزي بالشرقية للرد على مزاعم حالات الوفيات الجماعية    سنن الاستماع لخطبة الجمعة وآداب المسجد – دليلك للخشوع والفائدة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



البدوي: أفضل أن أكون أقلية في البرلمان «بشرف» بدلا من حصد المقاعد «بصفقة»
نشر في الدستور الأصلي يوم 03 - 06 - 2010

فاز بمقعد الرئيس وحقق نجاحا ربما لم يتوقعه الكثيرون في ظل المنافسة الشرسة بينه وبين الرئيس السابق محمود أباظة، فإذا كان السيد البدوي الرئيس الجديد للوفد يحمل مشروعا للتغيير والإصلاح يجمع حوله أغلبية الوفديين فإن الرئيس السابق أيضا كان له ثقل ومؤيدون داخل الحزب، لذا كانت المنافسة صعبة للغاية ومع ذلك نجح البدوي في حسمها لصالحه بفارق يتجاوز مائتي صوت.
عن مشروعه للتغيير ورؤيته لكثير من القضايا الحزبية والسياسية أجرينا هذا الحوار مع السيد البدوي رئيس حزب الوفد.
سألناه: 18 شهرًا فقط وطلبت من الجمعية العمومية محاسبتك بعدها.. ما الذي يمكن أن تقدمه خلال تلك الفترة؟
- خلال تلك الفترة التي أعطيتها لنفسي كمهلة لإنجاز عدد من المهام أولاها لم شمل جميع الوفديين، ونحن استطعنا خلال ساعات قليلة ومعي محمود أباظة عقب انتخابات الرئاسة أن نعود مرة أخري حزبًا واحدًا، بهدف واحد هو صالح الوفد وصالح الوطن، تلك هي الخطوة الأولي وتمت نتيجة العلاقات الإنسانية التي تربط بين قيادات الوفد، حتي قبل إعلان النتيجة بدقائق تجاوزنا أي شكل من أشكال المنافسة وتعاملنا كحزب واحد.
وما أبرز التعديلات التي ستقوم بها خلال تلك الفترة؟
- ما طرحته في برنامجي الانتخابي، أولا: لائحة النظام الداخلي. ومن أهم البنود المطروح تعديلها في هذا الإطار دعوة الهيئة الوفدية للاجتماع كل عام، ترسيخا لمبدأ المراجعة والمحاسبة بشكل دوري، وأن تكون للهيئة الوفدية سلطة مراجعة وتقييم أداء رئيس الحزب سنويا، ويعد رفض الهيئة الوفدية تقارير أداء الرئيس بمثابة سحب ثقة ودعوة لانتخابات جديدة علي مقعد رئيس الحزب.
وأن يكون انتخاب المكتب التنفيذي بالاقتراع السري من الهيئة الوفدية مباشرة ويتم تقييم أداء المكتب التنفيذي في الاجتماع السنوي للهيئة الوفدية، وإلغاء النص الخاص بأحقية رئيس الحزب في حل اللجان الإقليمية بعد كل انتخابات لمجلس الشعب، حيث إن الأساس في تشكيل تلك اللجان أن تكون منتخبة وهي وحدها القادرة علي تجديد نفسها وانتخاب هيئات مكاتبها.
كما أنه في حالة وجود مرشح وحيد لرئاسة الوفد يشترط دعوة الهيئة الوفدية للانعقاد وحصول هذا المرشح الوحيد علي أغلبية الأصوات من الحاضرين بالاقتراع السري وليس بإعلان التزكية، وفي حالة خوض انتخابات رئاسة الجمهورية يتم انتخاب مرشح الحزب للرئاسة من بين أكثر من مرشح، يتقدمون من بين أعضاء الهيئة العليا ويكون للهيئة الوفدية القول النهائي الفاصل في شخص المرشح بالاقتراع السري.
من المقترح أيضا خلال تلك الفترة - بعد موافقة الهيئات الحزبية - استحداث وتأسيس هيئة جديدة تحقق التفاعل والتواصل بين إدارة الحزب واللجان الإقليمية باسم المجلس التنفيذي للوفد، ويتكون هذا المجلس من المكتب التنفيذي للوفد ورئيس وسكرتير عام كل لجنة من اللجان العامة بالمحافظات وفقا لما كان معمولا به في لائحة 78.
وحتي تكون اللائحة وبنودها محصنة ضد أهواء ومصالح مؤقتة تتعلق باستمرار منصب أو انفرادات بقرارات فلا يكون التعديل علي أي من بنود اللائحة إلا بعد الحوار وإقرار التعديل بأغلبية أعضاء الهيئة الوفدية وليس بأغلبية الحضور.
ومن بين الاقتراحات التي قدمت خلال برنامجي الانتخابي والتي أتمني إنجازها خلال تلك الفترة تأسيس اللجان النوعية المتخصصة «وزارات الظل» وهي تمثل عقل الحزب الكبير ومحصلة أفكار خبرة وعقول الوفد المتميزة في كل ما يواجهه المصريون، حيث تعمل تلك اللجنة علي دعم نواب الوفد في البرلمان بمجلسيه من معلومات والبدائل الممكنة عند مناقشة أي من الموضوعات أو تقديم استجوابات أو طلبات إحاطة، كما أنها ستقوم علي تقديم المعلومات والدراسات إلي كل من يقومون بالتعبير عن وجهة نظر الحزب في شأن ما أو قضية من قضايا الوطن.
وتعتبر تلك اللجان بمثابة وزارات الظل التي تقابل وزارات الحكم، لأنه لا يليق بحزب الوفد الذي يتطلع إلي تداول السلطة أن يبقي بلا حكومة ظل لمدة أربع سنوات.
في إطار حديثك عن تأسيس اللجان النوعية «وزارات الظل» هل هناك لجان أو هيئات حزبية سيتم إعادة تشكيلها خلال الفترة القادمة؟
- الهيئة العليا والمكتب التنفيذي تشكيلهما كما هو لن يتغير، أما اللجان فصاحب الحق الأصيل في تغييرها أو إعادة تشكيلها أصحاب اللجان أنفسهم بمعني أن الجمعية العمومية في كل محافظة هي صاحبة الحق في تغيير تلك اللجان، لكن رئيس الحزب لن يتدخل لا بالحل ولا بالتجديد ولا بالتعيين في أي من اللجان..لكن اللجان النوعية هي التي سنسعي إلي تشكيلها في أقرب وقت.
ماذا عن الوضع التنظيمي للرئيس السابق محمود أباظة وهو ليس عضوا بالهيئة العليا.. هل سيكون له منصب ما يتولاه؟
- محمود أباظة قيادة من قيادات الوفد التي يعتمد عليها الحزب، وأي مكان أو مكانة يختارها محمود أباظة سيكون فيها في الوقت الذي يختاره وبالشكل الذي يحدده، ذلك لأنه لايمكن للوفد أن يكون بدون أباظة ومساهماته، فهو قيادة كبيرة منذ عودة الوفد عام 1984، ومنذ ذلك الوقت وهو يعمل في الوفد بنفس الطاقة والجهد الذي قام وهو رئيس للحزب، ذلك لأنه ليس شرطا أن يكون هناك منصب يحتله عضو الوفد حتي يقوم بدوره داخل الحزب، وهذا ما قام به أباظة منذ اللحظة الأولي، لذا لا يمكن لأباظة أن يكون بعيدا عن الوفد.
كلاكما أنت وأباظة تهدفان في النهاية إلي مصلحة الوفد لكن لكل منكما آلياته ورؤيته الخاصة التي عبر كل منكما عنها خلال برامجكما الانتخابية.. كيف ستتعامل مع تلك الاختلافات في الرؤي والآليات بينك وبين الرئيس السابق خلال العمل الحزبي؟
- برنامج الإصلاح الذي اقترحته لن يكون نهائيا إلا إذا أقرته الجمعية العمومية لحزب الوفد، فهناك تعديلات باللائحة وتعديلات تقتضي موافقة الجمعية العمومية، وبعض التعديلات الأخري التي تقتضي موافقة الهيئة العليا، وحينما يصير القرار جماعيًا سيكون ملزما لي ولأباظة، حتي لو كان هذا القرار مختلفًا مع رأيي، فرأي الأغلبية ملزم للجميع، كما أنني متصور أن أباظة ليس ضد التعديلات التي اقترحتها باللائحة أولن يكون معارضا لها بشكل كبير ذلك لأن تلك التعديلات في النهاية تعطي ليبرالية أكبر ومساحة ديمقراطية أوسع في اتخاذ القرار وتوسع قاعدة المشاركة.
عندما قمنا بالإصلاح عام 2006 لو كانت هناك مساحة أكبر من الوقت، لكانت أدخلت عددًا أكبر من التعديلات، لكننا قمنا بتعديلات جيدة في ذلك الوقت والآن نحاول استكمالها من خلال هيئات الحزب «الهيئة العليا والجمعية العمومية» وعندما يكون القرار جماعيا يصبح ملزمًا للجميع الموافق وغير الموافق أيضًا.
ما الأخطاء التي وقع فيها الرئيس السابق للوفد وتحاول تجاوزها خلال فترة رئاستك؟
- لا أريد الخوض في الأخطاء الماضية، لكني سأتحدث عن المستقبل وما أقوم به خلال الفترة القادمة، أولا: لم شمل الوفديين، ثانيا: ليس هناك مجموعة مقربة من رئيس الحزب أو شخص مقرب منه أو يتحدث باسمه، وليست هناك مجموعة قادرة علي عزلي عن الوفديين أو الصحفيين أو أي إنسان، ولن أسمح لأحد بأن يتحدث باسمي علي الإطلاق.
هل هذا تعهد ضمني منك لكل عضو في الوفد وكل صحفي بأنك ستقوم بالرد بنفسك علي الهاتف دون تحويل المتصل إلي السكرتير الشخصي وغيرها من الأمور التي تحول بين رئيس الحزب وأعضائه؟
- نعم أتعهد بذلك، لو طلبني أصغر شاب من شباب الوفد سأرد عليه بنفسي وإن لم أكن متاحا في ذلك الوقت سأعاود الرد عليه فيما بعد، فأنا دائم التواصل مع قواعد الوفد وهذا أمر اعتدت عليه طوال فترة وجودي بالحزب، فلا يمكن لي أن أهمل أي تليفون من أي متصل مهما كان، لأن هذا يكون وراءه صالح للحزب أو الإعلام.
لماذا وجهت الدعوة إلي كل من رامي لكح ونجيب ساويرس للانضمام إلي حزب الوفد... أليس لديك مخاوف من انضمام عدد كبير من رجال الأعمال إلي الوفد؟
- أولاً: الوفد بابه مفتوح لجميع المصريين، ورجل الأعمال الذي يسعي إلي الانضمام إلي الوفد فهو إذن يضحي بمصالحه، لأن تحقيق المصالح والمكاسب ليس مع المعارضة ولكن مع الحزب الوطني والانضمام إليه، رجل الأعمال الذي ينضم إلي حزب معارض فهو رجل يسعي إلي دعم المعارضته، وهذا الدعم من وجهة نظري مطلوب، ودعم حزب الوفد بشكل خاص علي اعتباره الحزب المؤهل لتداول السلطة من الحزب الحاكم، فأي دعم اليوم للوفد من أي رجل أعمال يستحق الشكر لأنه موجه إلي حزب قادر علي منافسة الحزب الوطني.
والوفد فاتح بابه أمام كل الناس، رجال أعمال ومواطنين عاديين، والحزب سيسعي إلي كل الشخصيات العامة، ففي عام 1984 وعام 78 عندما عاد الوفد علي يد فؤاد سراج الدين، كان يتصل بالناس، ولم يكن كل من انضموا للوفد في ذاك الوقت وفديين بهذه الدرجته، هذا ما كان يفعله سراج الدين، حيث كان يدعو الشخصيات العامة التي لها قدرة علي التواصل مع الجماهير وخوض انتخابات نيابية، لأننا هدفنا في النهاية هو أن نحصل علي عدد من المقاعد في البرلمان يليق بتاريخ وتراث حزب الوفد، لابد أن نسعي إلي الناس حتي ينضموا إلينا. أما التخوف من وجود رجال أعمال في حزب الوفد فليس حقيقيًا ولكنه ميزة بل نتمني انضمام رجال أعمال.
ما الميزة في انضمام رجال الأعمال إلي الوفد.. ألا يعتبر ذلك شكلاً من أشكال تضارب المصالح ومن الممكن أن يؤثر في أداء رجل الأعمال في معارضته للسلطة تخوفا من أي ضغوطات يتعرض لها وتهدد مصالحه؟
- أولا لابد أن نجيب عن تساؤل: ما الميزة التي يقدمها الوفد إلي رجل الأعمال وما الذي يدفع رجل الأعمال إلي الانضمام إلينا ونحن حزب معارض؟ بالعكس هذا الرجل الذي يختار الانضمام إلي المعارضة يسير في اتجاه ضد الدولة وسيدفع ثمن هذا، كما أنه وهو ينضم إلي الحزب واضع في اعتباراته أنه من المحتمل جدا أن يدفع ثمن تلك المعارضة.
أما تداخل المصالح وتضاربها فهذا أمر يمكن الحديث عنه في حالة ما انضم رجل أعمال إلي الحزب الحاكم أو الحكومة، لكن من ينضم إلي صفوف المعارضة يعلم جيدا أنه ليس هناك أي مساحة لتحقيق مصالح، لكنه من المحتمل أن يدفع ثمن معارضته. لذلك فوضع رجل الأعمال بالحزب الحاكم أو الحكومة يختلف تماما عن وضعه في حزب معارضة.
ما رؤيتك كرئيس حزب الوفد في الجمعية الوطنية من أجل التغيير والدكتور محمد البرادعي؟
- البرادعي من الشخصيات التي تحظي بتقدير واحترام علي المستوي المحلي والدولي أيضا وأثمن محاولته الإصلاح السياسي داخل مصر، كما أنه أعلن من قبل أنه لن ينضم لأي حزب سياسي، وبرر ذلك بأن انضمامه لأي حزب - يعتبره - انتهازية سياسية، وأنا في الحقيقة أثمن وأحترم هذا الموقف وهو علي حق فيه وبالتالي باب الوفد مفتوح أمام البرادعي في أي وقت، والوفد علي مدار تاريخه لم يغلق بابه في وجه أي شخص.
هل هذا يعني أن الوفد خلال الفترة القادمة من الممكن أن يوجه الدعوة إلي الدكتور البرادعي لزيارة الحزب وعقد لقاء سياسي معه؟
- بالطبع الحوار مفتوح مع أي شخص، وبيت الأمة مفتوح لكل الناس، فما بالنا إذا كان الدكتور محمد البرادعي، لكن الشيء المؤكد الذي لن يقوم به الوفد هو أنه لن ينضم إلي الجمعية الوطنية للتغيير، لكن دعوته لمقر الوفد أمر غير مستبعد فهو من أسره وفدية وأهلا به في أي وقت.
ماذا عن ائتلاف أحزاب المعارضة؟
- ائتلاف أحزاب المعارضة الذي يضم أحزاب: الوفد، التجمع، الناصري، الجبهته، هو قرار الهيئة العليا، ولن يتغير موقف الوفد من هذا الائتلاف، طالما لم تتراجع الهيئة العليا عن قرارها بالانضمام إلي هذا الائتلاف.
في أي وقت من الممكن أن تقرر أو تقترح علي الهيئة العليا بالحزب الانسحاب من ائتلاف المعارضة؟
- لم أحضر أيًا من اجتماعات الائتلاف الرباعي، ولم أكن علي دراية بتفاصيل مايحدث بهذا الائتلاف، لابد من الاجتماع معهم أولا، حتي لا أستبق الأحداث، لكن الوفد حتي في ظل الائتلاف الرباعي سيعتمد علي نفسه وكوادره وجذب عناصر جديدة، فهذا الائتلاف مجرد ائتلاف سياسي وكل حزب بداخله يبني ويعد أطاره التنظيمي وهذا ما سيقوم به الوفد.
شهدت الفترة الماضية جدلا كبيرا عن صفقات الوفد مع الحزب الوطني ومن ثم فتح ملف الصفقات السياسية بين المعارضة والحزب الحاكم.. كيف تقيم ما حدث وتأثير مثل تلك الصفقات في أحزاب المعارضة؟
- الصفقات السياسية مع الحزب الوطني الحاكم انتحار سياسي لأي مسئول، أو لأي معارض يقدم علي مثل تلك الصفقات، وأعتقد أننا في حزب الوفد أكثر حكمة وتعقلا من أن نقدم علي انتحار سياسي، كما أن صفقاتنا ستكون مع الناخب المصري، بمعني أنه إما ينجح مرشح الوفد في انتزاع مقعده في البرلمان بيده وبشعبيته وشعبية حزب الوفد، وإلا لسنا بحاجة إلي هذا الكرسي، هذا لسبب بسيط جدا هو أننا لن نكون الأغلبية. إذن فعشرة مقاعد مثل أربعين مقعدًا، أي أقلية في كل الحالات، وطالما بقيت أقلية، فعلي أن أكون ذلك بشرفي وأكتسب احترام الناس، أما الدخول في صفقة مع الحزب الوطني فهذا لم يحدث في تاريخ الوفد ولن يحدث، وأنا أؤكد هذا.
هل مثل تلك الصفقات تخسر المعارضة؟
- تقضي علي المعارضة، فرجل الشارع لديه كثير من الحنكة والذكاء التي تكشف له كل ما يدور خلف الأبواب المغلقه، لماذا احترمت الناس الوفد علي مدار تاريخه السياسي الذي نعيش علي أثره حتي الآن؟ ذلك لأن الوفد علي مدار تاريخه كان يعقد كل صفقاته السياسية مع المواطن المصري، وحكومة الوفد كان يتم حلها بسبب انحيازها للمواطن، فالصفقات السياسية مع السلطة والحصول علي مقعد في البرلمان لم يكن علي الإطلاق ضمن حسابات الوفد، لذلك ظل الوفد كما هو بتاريخه المشرف.
بعيدا عن الصفقات.. ما الأسباب التي جعلت الوفد يتراجع سياسيا خلال الفترة الماضية؟
- التراجع السياسي نتيجة عدد من الأمور، في البداية لا يمكن لي تعليق تراجع حزب معارض علي شماعة المناخ السياسي القائم، وأنا أعتبر كل حزب يعلق عليها يتكأ علي هذا ليجعله سببا لحالة التراجع بشكل عام، لكنه في الحقيقة واحد من الأسباب وليس كلها والدليل أنه قديما كان الوفد يقاوم سياسيا الاحتلال الإنجليزي، فالمقاومة السياسية مهمة، لكن الارتكان إلي المناخ السياسي والحصار الأمني والسياسي المفروض علي الأحزاب، كل هذه شماعات نعلق عليها تراجع أداء أحزاب المعارضة في الشارع السياسي.
بعد عودة الوفد عام 84 كنا في ظل قانون طوارئ، في ظل قانون مباشرة الحقوق السياسية أسوأ من المعمول بها الآن، وفي ظل قانون الأحزاب القائم ولجنة الأحزاب ومع ذلك استطاع الوفد العودة إلي الشارع والحصول علي 54 مقعدًا في خلال 3 أشهر من عودة الوفد.
لذلك فتعليق تراجع الدور السياسي لأحزاب المعارضة علي المناخ السياسي الموجود في المجتمع، أعتبر ذلك ليس مبررًا ولكنه شماعة، وتلك الشماعة بالنسبة للوفد الآن انتهت ولن نعلق عليها أي مبرر لتراجع دورنا السياسي.
ما الأسباب الأخري؟
- التواصل مع المجتمع بما يتناسب مع ظروف المجتمع نفسه، فالأحزاب السياسية جميعا - وهي معذورة في ذلك- ركنت إلي مسألة المؤتمر السياسي والصحيفة اليومية أو الأسبوعيه، هذا لم يعد مجديا مع الناخب الذي طرأت عليه خلال العشرين سنة الماضية مجموعة من التغيرات الاقتصادية والاجتماعية، لذلك لابد أن نتواصل مع هذا الناخب من خلال نفس الآلية التي يستطيع غيرنا الحصول علي مقاعد من خلالها.
سنقوم بالتواصل مع الجماهير من خلال القوافل الإنسانية والطبية وغيرها، والتكافل الاجتماعي بين لجان الوفد في المقرات وأهالي المناطق المحيطة بهم، وسيتم التواصل إعلاميا من خلال صحف إقليمية أسبوعية في كل محافظة من المحافظات، وسنعيد فتح مقرات في بعض المناطق وتفعيل مقرات الوفد من خلال الأنشطة ووسائل التواصل بين المقر الرئيسي والمقرات الفرعي، وستكون هناك إدارة محترفة داخل تلك المقرات وسنعمل علي جذب الشباب أيضا للحزب خلال الفترة القادمة.
ماذا عن الخطاب السياسي للوفد؟
- الخطاب تراجع في الفترة الأخيرة تراجعا يليق بزعامة حزب الوفد، فنحن حزب زعيم المعارضة وهو الحزب القادر علي منافسة الحزب الحاكم قولا وفعلا، لكن الخطاب السياسي أضعف بكثير عن مكانة الوفد، لذا لابد من أن نرتفع بمستوي الخطاب السياسي الذي يليق بقيمة ومكانة الوفد وتاريخه، وأن يكون أيضا عند حسن ظن الشعب المصري الذين يحملون الوفد مسئولية كبيرة ليقود المعارضة ويعبر عن مشاكلهم وأن يكون للوفد أنياب وأظافر، وليس حزب مستأنس.
هل يتضمن رفع سقف الخطاب السياسي مواقف واضحة ومحددة في نقد الحكومة ومعارضتها دون مجاملة؟
- لن نقول هجومًا، التعامل مع الحكومة سيكون معارضة موضوعية قوية وبشدة علي أداء الحكومة، أما الجوانب الشخصية فلا محل لها في معارضتنا، لن نتهاون في حق المواطن المصري إذا ما قصر أي مسئول في عمله، هذه رسالة أوجهها للحكومة من الآن إننا سندافع عن حق المواطن المصري بكل قوة وموضوعية دون التعرض لأمور خاصة أو شخصية بحياة المسئول، سنحاكمهم علي قراراتهم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.