اللواء محمد الألفي: حرب أكتوبر أثبتت أن السلاح بالرجال وليس الرجال بالسلاح    أحد أبطال حرب أكتوبر: بطولات المصريين سببت جنونًا للإسرائيليين في الثغرة    الميثاق الأوليمبى المفترى عليه    وزيرة التعليم الأسبق: الإصلاح المؤسسي ضرورة لإصلاح التعليم في مصر    الرئيس: حريصون على قيادة القطاع الخاص للتنمية    طارق النبراوي: نقابة المهندسين جاهزة للتعاون في تطوير صناعة البناء بمصر    رئيس الشهداء يتفقد جاهزية المدارس لاستقبال العام الدراسي الجديد    غرق طالب ثانوي بترعة الفاروقية بسوهاج    حبس ديلر عين شمس    «كلمنى شكرًا» وراء مقتل شاب فى «أبو النمرس»    بعد الخبر ب4 ساعات.. شريف منير يحذف منشور انفصاله عن السيدة لورا    لطفي لبيب: ألفت كتابا عن حرب أكتوبر وتم بيع 3 طبعات منه (فيديو)    فاروق جعفر: «تقسيط غرامة كهربا مصلحة للزمالك»    الزمالك يفوز على الأهلى الليبى فى بطولة الدوحة لكرة السلة    رئيس لجنة الحكام يفجر مفاجأة حول أزمة ركلة الجزاء بمباراة الزمالك والمقاولون العرب    أمريكا تمنع وزير الخارجية الإيراني من زيارة واشنطن    مقتل رئيس نادي تيجرس الكولومبي بعد خسارة فريقه    عشرات القتلى والمصابين في انفجار قوي بمستودع للوقود في قره باغ    توزيع منهج الدراسات الاجتماعية لجميع المراحل الدراسية لعام 2023 / 2024    مصرع شاب وإصابة آخر في حادث مروري بالوادي الجديد    معارض أهلاً مدارس و"كلنا واحد".. الدولة توفر مستلزمات العام الدراسى.. فيديو    طارق السيد: أخطاء أوسوريو مع الزمالك أصبحت متكررة.. وأمين عمر حرم الفريق من الفوز    لطفي لبيب: الأرض كانت بتهتز من صوت ضرب الدانات المصرية وقت حرب أكتوبر    مهرجان القاهرة للمونودراما: آخر موعد لتلقي طلبات المشاركة بالورش غدا    منال الصيفي: علاقة الراحل أشرف مصيلحي بزهرة العلا كانت علاقة أم بابنها    زكي الألفي: الجنود لم يتركوا أماكنهم في الحرب وتعرضوا لهجوم شرس من الإسرائيليين    علي عوف: النسبة الأكبر من الأدوية المغشوشة متداولة في القرى والريف    رسميا الآن.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصرى اليوم الثلاثاء 26-9-2023 قبل إجازة المولد النبوى    5 سيارات متاحة للأيجار بأقل من ألف جنيه في اليوم    مرتفع جوى استثنائي يضرب البلاد .. بيان عاجل بشأن حالة الطقس لمدة 72 ساعة (تفاصيل)    رئيس الحزب المصري الديمقراطي: مستمرين في الحوار حول مرشح يمثل الحركة المدنية    «من شدة المرض تمنيت رحيله».. المخرجة منال الصيفي تحكي اللحظات الأخيرة في حياة أشرف مصليحي    محافظ بورسعيد يفتتح معرض التعليم الخيري «أهلا مدرستي» لخدمة 1000 طالب    تين هاج يقرر منع سانشو من التدريب فى مانشستر يونايتد    «الناتو»: مليار يورو لتعزيز القدرات التكنولوجية لمواجهة الصين    مؤشر سوق الأسهم السعودية يغلق منخفضًا    الإمارات تعرب عن تضامنها مع البحرين وتعازيها في استشهاد عدد من جنودها    مؤشر بورصة مسقط يغلق منخفضًا    السيطرة على حريق مصنع العبور    «لو هركبه أروح بي الشغل ماشي».. تامر أمين يعلق على سعر آيفون 15 برو ماكس (فيديو)    سلومة: سلامة الطلاب والانضباط من بداية العام الدراسي الجديد من أولويات تعليم الجيزة    بالصور.. جماهير المصري تحرر أول توكيلات للرئيس السيسي: وفاء للجميل ببناء حلم بورسعيد    مؤشرا بورصة البحرين يغلقان على ارتفاع    خبر في الجول - الزمالك يطالب بإعادة مباراة المقاولون    أول تحرك من المقاولون العرب ضد أحمد علاء بعد احتفاله المثير بهدفه في الزمالك    عادل عقل يحسم الجدل في تدخلات ال"VAR" في القرارات المؤثرة بلقاء الزمالك والمقاولون العرب    ليفاندوفسكي يقود هجوم برشلونة المتوقع أمام مايوركا    حظك اليوم برج الدلو الثلاثاء 26-9-2023 على الصعيدين المهني والعاطفي    تحدث مرة فى المليون.. كرة جليد تسقط من طائرة وتدمر سقف منزل سيدة بريطانية.. فيديو    صحة الإسماعيلية تقدم الخدمات الطبية المجانية خلال قافلة بقرية الخفيج (صور)    أخبار 24 ساعة.. تطبيق الغياب الإلكترونى بالمدارس منذ الأسبوع الأول من بدء الدراسة    فحص 63 مليون مواطن.. كيف قضت مبادرة 100 مليون صحة على فيروس سى؟ "فيديو"    عالم أزهري: القرآن أمرنا بالتعامل برأفة ورحمة مع كل الناس    منها «الإطعام».. 14 عمل من الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف 2023    "حلال أم حرام".. ما حكم زواج الفاتحة؟    إجراء الكشف الطبي على 1972 مواطناً بأسوان    المفتي يهنئ الرئيس السيسي والأمتين العربية والإسلامية بذكرى المولد النبوي الشريف    ما هي الصلاة النارية وفضلها على العبد؟.. رددها لكسب الآخرة ودفع الهم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



طارق الشناوي يكتب: دعوة إلى «أوضة الفيران»!!
نشر في الدستور الأصلي يوم 10 - 12 - 2013

هل هى ظاهرة أم مجرد صدفة أم قطرة ليبدأ بعد ذلك تدفق الغيث وهطول الأمطار، أحدّثكم عن فيلمين داخل المسابقة الرسمية لتظاهرة «المهر» لأفضل فيلم عربى بمهرجان دبى، شارك فى الأول «أوضة الفيران» ستة مخرجين من مصر، والثانى اللبنانى «وينن» -وتعنى أين هم- سبعة مخرجين.

نعم، هناك أشقاء اشتركوا معًا فى إخراج الأفلام، بل إن تاريخ السينما مع لحظة ميلادها 1895 فى 28 ديسمبر أطلقه من باريس الشقيقان لويس وأوجست «لوميير»، وشاهدنا فى بلجيكا الأخوين «داردين»، وفى إيطاليا الأخوين «تافيانى» وفى أمريكا الأخوين «كوهين»، وغيرهم، وسوف تلاحظ أن صلة الدم لعبت دورًا فى تلك الشراكة الفنية، وكثيرًا ما حظى الأشقاء بعدد ضخم من الجوائز، وهذا يعنى أن النتاج الفنى على الشاشة كان بالفعل نتاج تفاعل فكرى بين مبدعين، وأن الامتزاج بينهما كان مبهرًا، ولنا أفلام مثل «سنة أولى حب» 1976، بتوقيع خمسة من كبار مخرجينا، صلاح أبو سيف وحسن الإمام ونيازى مصطفى وعاطف سالم وحلمى رفلة، وأشرف على المونتاج النهائى المخرج كمال الشيخ، وفيلم «الغريب» 1956 أخرجه كمال الشيخ وفطين عبد الوهاب، ولكن تجاربنا المصرية فى هذا الشأن لا تعتبرها فى الحقيقة إخراجًا جماعيًّا، فهى أقرب إلى تجميع مثلما حدث فى «سنة أولى حب»، حيث توقع منتج الفيلم أن هذا العدد الضخم من كبار المخرجين سيؤدى إلى إقبال جماهيرى ضخم، وهو فى الحقيقة لم يحدث، كما أن الشاشة رأيناها فقيرة، بينما لقاء الشيخ وفطين كما روى لى المخرج الكبير كمال الشيخ، كان الغرض الوحيد منه هو أن يتركا للزمن شيئًا مشتركًا يؤكد صداقتهما، وكل منهما يعبّر عن مدرسة مختلفة عن الآخر، الشيخ ملك أفلام الحركة، وفطين ملك الكوميديا.

فى الفيلمين المصرى «أوضة الفيران»، واللبنانى «وينن»، كان العمل أقرب إلى ورشة بين كل الأطياف المشاركة، شاهدت الفيلمين والانطباع الأول هو أن هناك حالة من الامتزاج، مثل نظام الورشة فى الكتابة الدرامية، الذى انتشر فى مصر فى السنوات العشر، ويستحق كل من التجربتين مقالًا منفصلًا، و«ينن» يتناول هؤلاء الذين اختفوا من الحياة فى أثناء الحرب اللبنانية الأهلية، وكثير من الأفلام روائية وتسجيلية توقفت أمام تلك المأساة، حيث يربو الرقم على 17 ألف إنسان، لا تدرى إذا كانوا أحياء أم موتى أم معتقلين فى لبنان أو سوريا أو إسرائيل. الانتظار يعنى توقف وأحيانًا ترقب الحياة، من فقد ابنًا أو زوجًا أو حبيبًا، الكل فى انتظار حياة أخرى قادمة عندما يعود الغائب أو يتأكد أنه لن يعود، الأحداث تتصاعد من خلال ست نساء، كل منهن لديها حكاية خاصة مع المجهول.

الفيلم المصرى الذى أتوقف معه فى تلك المساحة «أوضة الفيران»، للمرة الثانية فى مهرجان دبى أشعر بالاطمئنان على حال السينما القادمة، ما الذى تعنيه تلك الحجرة فى المزاج النفسى، جيلنا كان يخشى أن يعاقب بالدخول إليها، لا توجد فى الحقيقة أوضة فئران فى المدرسة ولا فى أى مكان آخر، لا السابقون ولا اللاحقون لديهم تجربة، كلنا لدينا مخاوف عاشت وترعرعت معنا ولم تغادرنا، توارثنا حالة الخوف من جيل إلى آخر. وهو ما عبّر عنه المخرجون الستة على الشاشة، نرمين سامى ومحمد زيدان ومحمد الحديدى ومى زايد وهند بكر وأحمد مجدى مرسى.

الخوف هو التيمة الرئيسية، والإسكندرية هى المدينة، والبحر القريب البعيد هو الحلم، العجوز الذى ينزل إلى الشارع وهو يرتدى البيجامة ولا يستطيع العبور للجانب الآخر ويرفض أن يساعده أحد أو حتى يحنو عليه أحد، المرأة التى تستيقظ ليلًا وتحاول أن توقظ زوجها الذى استحوذ بمفرده على الغطاء، وتكتشف فى تلك اللحظة أنه انفرد أيضًا بالموت، والسؤال هو كيف تواجه حياتها من بعده، الابن الذى يلتقى وأبيه المريض بالسرطان وبداخله فيض من المشاعر، ولكنه لا يستطيع التواصل، والفتاة التى تستشعر بداية الإحساس بالأنوثة وتترقب ليلة الزفاف والطفلة التى تكتشف عالم جدتها متجاوزة جيلين أو ثلاثة.

البداية لمثل هذا المشروع ولدت كفكرة درامية، فهى قصص منفصلة بقدر ما هى متصلة يسيطر عليها الانتظار الممزوج بالخوف الذى يطل على الجميع، تبدأ بشرارة صغيرة وتكبر مع الزمن، ونظل نخشى العبور للشاطئ الآخر، الفنان الذى يضبط الإيقاع فى هذا الفيلم هو المونتير إسلام كمال، إنه البطل الحقيقى الذى كان ينتقل بإحساس نفسى وأحيانًا بصرى وآخر درامى أو فكرى بين تلك الحكايات الست التى يجمعها الخوف من القادم، سواء أكان موتًا أم رجلًا أم شارعًا، الكل خائف من المجهول والكل يخشى «أوضة الفيران»، ولكننا من المؤكد بعد رؤية الفيلم سندخلها ونقتل الفئران!!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.