قامت ثورة 25 يناير ضد ظلم واستبداد نظام مبارك الذى وصل إلى حالة فساد كان يجب الثورة عليه. قامت ثورة 25 يناير من أجل العيش والحرية والعدالة الاجتماعية.. وإقامة دولة مدنية ديمقراطية حديثة.
.. فأين تلك الأهداف من حكم محمد مرسى وإخوانه؟
.. ومحمد مرسى وإخوانه والمتلحفون بهم والتابعون والمؤلفة قلوبهم ومنافقو السلطة «وهم منافقون لأى سلطة».. والهاربون من السجون ومن العدالة.. يدّعون الآن أنهم الثوار.. وأنهم أصحاب الثورة.. وأن مَن يعارضونهم هم أصحاب الثورة المضادة.
.. وأن أغلبية هؤلاء جميعًا لم يكونوا ثوريين ولا أصحاب ثورة ولا يدعون لها.. بل منطقهم وأدبياتهم ضد الثورة، «ألم يقل محمد مرسى علنًا وفى خطاب مسجل: لسنا دعاة ثورة».. فهم ضد الثورة فى الأساس.. ويمالقون أى سلطة بحثًا عن الوجود وممارسة أى دور. .. بل كان هؤلاء لم يشاركوا فى الثورة إلا بعد أن تأكدوا من سقوط الدولة الأمنية.. واختفاء الأمن تمامًا.. وكان بعضهم يمارس الثورة بالفرجة على التليفزيون وهو جالس فى بيته.
.. وفجأة أصبح هؤلاء ثوريين.. ويتهمون الثوار الأصليين بأنهم الثورة المضادة.. يا سبحان الله!
.. ولعل الجميع يذكر أن محمد مرسى عندما ترشّح ك«استبن» لخيرت الشاطر، كان مرشحًا لجماعة الإخوان بعد أن كذبت وضلّلت الناس والقوى السياسية شهورًا طويلة بأنها لا ترغب فى منصب الرئاسة وأنها تسعى إلى المشاركة لا المغالبة.. وأنها تعمل مع القوى السياسية من أجل التوافق العام على انتقال البلاد إلى دولة ديمقراطية حديثة.
ولم يكن يجرؤ محمد مرسى أو أى واحد فى جماعته أن يتحدّث عنه باعتباره مرشحًا للثورة أو المرشح الثورى.. وظل كذلك خلال المرحلة الأولى.. وعندما وصل إلى المرحلة الثانية فى المنافسة مع أحمد شفيق.. تذكّر فجأة أن هناك ثورة.. وادّعى الثورة.. ودعا بعض الرموز «وبعضها كشف عن منافقته وانتهازيته وأنه يبحث عن المكافأة» لدعمه ليتلحّف رداء الثورة والمتحدث باسم الثورة.. وتداعى إليه البعض فى مجموعة فيرمونت، والذى كشف البعض أنهم تعرّضوا لعملية خداع كبيرة من محمد مرسى بعد أن حصل على الدعم.. وبعد أن عصروا الليمون.. ودعوا الناس إلى عصر الليمون واعتبار محمد مرسى «ثوريًّا»، واكتشفوا أنه كذب عليهم وضلّلهم وتهرّب من تعهداته.. كما اكتشفوا أنه ليس بصاحب قرار وأن قراره يأتى من قياداته فى مكتب الإرشاد.
.. وعاد الكثير من هؤلاء إلى قواعدهم الثورية آسفين مبدين الندم على عصر الليمون على محمد مرسى وابتلاعه!!.. وبقى معه المنافقون والانتهازيون الطامعون المدّعون والذين يسيرون خلف أى سلطة. .. فكيف يكون محمد مرسى ثوريًّا؟! .. وكيف تكون جماعة الإخوان ثورية؟ .. وأين أهداف الثورة من حكم محمد مرسى وإخوانه؟! .. فهل الدستور المشبوه الذى كتبوه هو دستور الثورة؟!
.. وهل ما يحدث من تخريب فى البلد والسير فى طريق انهيار البلد تمامًا من أجل السيطرة والتمكين.. هو من أهداف الثورة؟ .. وهل الإبقاء على وزارة الداخلية كما كانت أيام مبارك.. وتحويلها وقياداتها إلى تابعة للإخوان والذراع القمعية لمكتب الإرشاد.. هو من أهداف الثورة؟
.. وهل اعتقال الثوار، ومن بينهم مَن عصر الليمون لاختيار مرسى «وقد اكتشفوا الزيف والكذب والتضليل.. هو من أهداف الثورة؟! .. وهل حكم الأهل والعشيرة من أهداف الثورة؟!
.. وهل الاعتداء على القضاء بطريقة محمد مرسى وإخوانه.. من أهداف الثورة؟!
.. وهل إطلاق يد رجال الأعمال التابعين للإخوان ومحاميهم فى تخليص الأمور بطريقة أسوأ مما كان عليه نظام مبارك.. من أهداف الثورة؟! يا أيها المدعون بأن مرسى والإخوان هم الثورة.. أنتم كاذبون.. ومُضَللون ومُضِلون على طريقة الإخوان.
فمحمد مرسى.. والإخوان.. وأنتم.. أصحاب الثورة المضادة.. واكسفوا على دمّكم. .. لكن يبدو أنه ليس عندكم دم.. وجلدكم تخين.