انا عارف ان ده أول عيد أم يا مصر يجي عليكي بعد انتخابات الرئاسة .. وكان قصادنا 13 هدية .. كان نفسنا نقدم لك أحسنها .. حاولنا والله يا مصر لكن كتير من ال 13 محدش فيهم ساعدنا .. كل واحد افتكر نفسه هو أحلى هدية ليكي في عيد الأم .. الغرور ركب الكل .. وكان فيه اتنين كنا شايفنهم الأجدر بيكي من وسط ال 13 .. بس كان لازم واحد بس منهم هو اللي نشيله لحد عندك ونقول لك كل سنة وانت طيبة يا غالية .. لكن الاتنين ضربوا في بعض وناطحوا بعض ، كأنك غنيمة مش كأنك أم حقيقية حيترمي في حضنك ويشيلك جوه حبابي عنيه .. واحد من الاتنين كان قريب اوي من ناسك الفلاحين البسطاء .. ودفع عشانك كتير من عمره وحريته .. لكن ساعة الجد طمع وحس ان مفيش غيره يستحق المنصب ده .. والتاني كان محسوب على الجماعات الإسلامية وخلع منها .. وكان له قاعدة عريضة في الشارع .. كونه يمثل الإسلام الوسطي .. لكنه هو كمان طمع فيكي وبان على حقيقته ، وساعة الجد قالك سيبك منهم ده مفيش غيري .. الباقيين كانوا هدايا متواضعة جدا .. الواحد يستحي يقدمها لك .
لكن فجأة الاتنين اللي كنا شايفين انهم هدية قيّمة نقدمها لك .. حرقوا بعض .. فخسروا .. وخسر معاهم 9 كمان .. ومفضلش غير هديتين .. لازم تاخدي واحدة منهم .. الهدية الأولى كان شكلها حلو أوي .. متزوقة وملفوفة بشياكة محصلتش .. بس كتير قالوا معقولة بعد صبر امنا علينا نهديها بهدية قديمة .. صحيح شكلها حلو بس مفيهاش جديد .. هى هى بالضبط اللي اخدتيها من تلاتين سنة .. اما الهدية التانية فشكلها مش ولا بد خالص
، وكتير عليها اوي انها تبقى هدية مصر بعد ثورة وعيد .. بس احنا شفنا انها جديدة عليكي .. نوع تاني مجربتهوش قبل كده .. واللي يشوفها من بعيد يقول عليها كويسة .. ووقورة وملفوفة لفة عادية .. بس مكتوب عليها كلمتين حلوين اثروا فينا .. مكتوب عليها يا غالية : " بسم الله الرحمن الرحيم .. ادخلوا مصر ان شاء الله امنين " .. كلام ربنا .. ومفيش أحلى من كلام ربنا .. فاتفقت الأغلبية ان تكون دي هديتك .. حتحافظ عليكي وتراعي ربنا فيكي .. واهى حاجة جديدة عليكي مختلفة عن الهدايا التانية القديمة .. لكن واعترف لك مطلعتش هدية .. طلعت خازوق .. ومش انت لوحدك اللي لبستيه .. احنا كلنا لبسناه .. ومش عارفين نمشي بيه.
خازوق يا مصر .. لو فضلنا لابسينه حنقع في حفرة وتكون دي نهايتك ونهايتنا .. عايزين نخلعه قبل الجسم ما يتسمم ويجيلنا غرغرينة .. طلع يا مصر خازوق مغري وجلد أمه تخين .. وما صدق لبس فينا وراسه والف جزمة ماهو سايبنا في حالنا ويروح هو لحاله .. وياريته هو لوحده .. ده معاه يا مصر كام خازوق تانيين أقوي منه بكتير .. خوازيق متعرفيش جاية منين .. زي اللي طالعة لنا من تحت الأرض .. مين عملها ومين اشتراها .. طيب واشتراها بكام .. ومين اللي دفع الفلوس وجابها منين .. يا سلام يا مصر لو سألتي الأسئلة دي .. كأنك كفرتي .. مع انها أسئلة مشروعة .. قبل لا مؤاخذة ما البسك وتطلع عين أمي .. من حقي أعرف نوعك إيه .. وبكام .. ومحلي ولا مستورد .. ولو محلي اتعملت امتى وفين ، وعندك كام مصنع لصناعة الخوازيق .. ولو مستورد .. جي من قطر ولا إيران ولا من أمريكا ولا من إسرائيل .. من حقنا قبل ما نلبس نعرف .. فيها حاجة دي ؟ .. آه .. عندهم فيها ، وفيها كتير كمان .. لا تسأل ولا تجادل .. احنا نظامنا كده .. تاخد بالجزمة وتقول كمان .. تلبس الخازوق وانت بتضحك .. ومحدش يعترض .. ربنا أمركم بكده .. واطيعوا الله واطيعوا الرسول وأولي الامر منكم .. واحنا بقى يا ولاد الكلب أولي الأمر منكم .. واللي مش عاجبه كلام ربنا حنقطع رقبته.
معلش يا مصر .. ربنا يعلم كان نفسنا نهديكي بإيه .. لكن بعد طول صبرك علينا طلعت هديتك فالصو .. ولا تسوي تلاتة مليم .. هدية " تعر " متشرفش .. وعارفين انها بتفضحك في كل حتة وقصاد الأجانب وبتخلي وشك في الأرض .. لا عارفة تتكلم ولا عارفه تقعد ولا عارفه تتصرف بشياكة .. وزاد وحط متعرفش ابن الهيثم من فيثا غورث .. وابن خلدون عندها هو مخرج الأفلام الاجتماعية الأبيض واسود بتاعت زمان .. وكان صاحب انتيم لمخرج الروائع حسن الإمام .. حاجة تفضح .. والله عارفين ومش انتي اللي تستحقي مننا هدية زي دي .. مقامك عندنا كبير اوي .. لكن والله مكنش في السوق ساعتها غيرها.
بس ملحوقة يا مصر .. وغلاوتك عندنا وانت عارفه غلاوتك يا غالية .. عيد الأم اللي جي .. استني استني .. متزعليش كده .. مش بعد سنة زي ما انت فاكره .. ده قريب اوي .. كل يوم يفوت علينا وانت مصرنا وامنا هو عيد .. المهم العيد اللي جي هديتك حاجة تانية خالص .. وانا عارف انك مش ناسية هدية 52 ابدا .. وعندك حق .. كانت هدية قيمة وسيما وحاجة تفرح .. وكلنا فاكرينها على فكرة .. وان شاء ربنا يا مصرنا .. هديتك الجاية واحد اتربى على حاجة واحدة بس .. ازاى يحبك ويدافع عنك ويحميكي من الأعداء اللي بره واللي جوه .. ولو مات .. يموت وهو بيضحك .. مادام استشهاده خلى راسك في السما .. وعلمك مرفوع بيرفرف في هواكي وعلى أرضك .. فرحان بكل حبة رمل " متزوقة " بدم الشهيد.